جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-29@17:27:41 GMT

غزة.. حالة تشظٍ أمريكي

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

غزة.. حالة تشظٍ أمريكي

 

محمد بن سالم التوبي

 

ما هو مصير الكيان الصهيوني المنبوذ والذي أصبح وجوده عالة على المُجتمع الدولي الذي أحرجه أمام مشروع الإبادة الذي يقوم به في غزّة ولم يتوانَ في قتل كل شيء تدب في الروح. المجازر التي قام بها في ستة أشهر جاءت بحصيلة ما يُقرب من 33 ألف شهيد وشهيدة وما يزيد عن 75 ألف جريح جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ، إنها أم الكوارث التي عرّت فيها المجتمع الدولي وأظهرته منزوع الرّحمة وعديم الجدوى تجاه كل هذه الأرواح البريئة التي أُزهقت وكل حكومات العالم ترى وتُشاهد هذه الوحشية التي يتعامل بها هذا النظام الماجن.

الكيان الغاصب أصبح يُشكل عبئًا على الحكومات الدّاعمة التي وقفت وصرّحت في بدايات الحرب لأحقية إسرائيل في الدّفاع عن نفسها زورًا، وتوقعت أن تتوقف إسرائيل عن هذه الحرب خلال فترة وجيزة ولكن- وللأسف الشديد- واصلت في الإبادة الجماعية بأسلحة الدول المتقدمة التي لم تتوقع أن تكون هذه الحرب بهذه البشاعة وبهذه العنجهية التي قضت على الأخضر واليابس ولم تراعِ في أهل غزّة إلًّا ولا ذمّة.

لقد خرجت الملايين من البشر مُنددين بهذه الحرب غير المُتكافئة من أجل إيقافها، ولكن هيهات هيهات وواشنطن تقف وراء الكيان الصهيوني المتغطرس، ولولا وقوف واشنطن وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من ورائهم لما استمرت هذه الحرب المستعرة التي ساوت مناطق بأكملها بالأرض من جرّاء الصواريخ الأمريكية المتطورة، لولا وقوف الدول الكبرى وراء هذه الحرب لتوقف الكيان الغاصب عن إبادته الجماعية التي يسجلها التاريخ.

التشظي الذي أُصيب به المجتمع الأمريكي من جرّاء الحرب في غزة والرفض من مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الإبادة وتزويد إسرائيل بالأسلحة ودعمها ماليًا ومعنويًا أظهر للعالم أن حكومة واشنطن تقف وراء هذه الحرب الشّعواء، وبالتالي أظهرت للعالم أن واشنطن هي الراعي الأول للإرهاب في العالم وما تقوم به من حروب ما هو إلاّ إرهابًا مُنظمًا تقوم به من أجل فرض الهيمنة الأمريكية، وكل ذلك مدفوع من جيب المواطن الأمريكي المغلوب على أمره.

حالة التشظي هذه توسّعت لتصل إلى موظفي البيت الأبيض الذين تقدموا باستقالاتهم رفضًا لما تقوم به واشنطن، وامتد إلى الكونجرس الذي سعى الكثير من أعضائه إلى إيقاف المساعدات الأمريكيه لتل أبيب، ومنهم من طالب بوقف الحرب على الفور، ناهيك عن الجنود الامريكيين الذين خرجوا للعلن يتحدثون عن رفضهم للتوجهات الامريكية في المنطقة ويطالبون حكومتهم بالوقوف ضد الحرب، وما يهم في هذا التباين أنّه ولأوّل مرّه يحصل هذا الاختلاف على دعم إسرائيل والوقوف إلى صف فلسطين. وما المظاهرات والجموع المليونية التي يقوم بها الشعب الأمريكي إلّا دليل على تكشّف ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من دعم غير محدود للإرهاب الإسرائيلي الموجّه نحو الفلسطينيين.

إلى متى ستقف الولايات المتحدة الأمريكية مع الكيان الصهيوني؟! الذي فضح وكشف ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة جماعية وتجويع وتدمير وقتل وانتهاكات ليس لها أوّل ولا آخر منذ سبعة أشهر. إلى متى سيقف الشرفاء والأحرار في الولايات المتحدة يصدّقون الآلة الإعلامية التي تصف الوقوف ضد الإسرائيليين بأنه معاداة للسّامية؟ لن يستمر ذلك طويلاً بعد ما تيقن المواطن الأمريكي ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من جباية لأموالهم لصالح الجيش الإسرائيلي، لن يصدق الأمريكان الرواية الحكومية التي جعلت من إسرائيل الحمل الوديع والذي لابُد له من حماية حتى يستطيع العيش والوقوف ضد أعدائه في الشرق الأوسط. لقد عَلِمَ الأمريكان أن اللّوبي الصهيوني هو المتحكم في كثير من القرارات الأمريكية؛ حيث ظهرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية رهينة لإسرائيل وللّوبي اليهودي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محلل عسكري أمريكي يتحدث عن كابوس صيني للدفاعات الجوية الأمريكية (شاهد)

يحذر محلل عسكري أمريكي معروف من ما وصفه كابوس صيني يؤرق الدفاعات الجوية الأمريكية.

ويتلخص هذا الكابوس في المسيّرة الصينية فرط صوتية، التي تمثل عنوانا لتفوق صيني في مجال التصنيع وفق المحلل الأمريكي البارز والباحث في شؤون الأمن القومي براندون وايكيرت.

وفي تقرير نشرته مجلة "ناشيونال إنتريست" الأمريكية، أوضح وايكيرت أن الصين تقوم بتحركات توحي باستعدادها لمواجهة كبرى، مستفيدة من تفوقها في قطاع التصنيع والتكنولوجيا المتقدمة.



ويركز التقرير بشكل خاص على الطائرة المسيرة الفرط صوتية الصينية الجديدة "إم دي-19"، التي تُعد إنجازًا هندسيًا بارزًا.

ويرى وايكيرت أنه من خلال امتلاك طائرة فرط صوتية في ترسانتها واحتمال الانتاج الكمي لهذه النظم مثل النقانق، أحرزت الصين نصرا حقيقيا على الولايات المتحدة.

وتمثل الطائرة المسيّرة الفرط صوتية "إم - دي 19" المدمجة، القادرة على الوصول لسرعة تفوق 7ماخ، علامة فارقة مهمة في الطيران بسرعة فرط صوتية، وأنها أرسلت موجات من القلق في الدوائر العالمية، وأثارت بصفة خاصة فزع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بحسب وايكيرت .

وهذه الطائرة يمكنها الطيران بسرعات تفوق 3800ميل في الساعة، بينما تحتفظ بالقدرة على خفض السرعة والانتقال إلى سرعات أقل من سرعة الصوت وتهبط أفقيا على مدارج الطائرات العادية.

وتعد الطائرة المسيرة الفرط صوتية "إم دي -19" إنجازا هندسيا مهما لأن انتقالا من الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت إلى الطيران بسرعة أقل من سرعة الصوت يتطلب نظم تحكم متقدمة في الطيران، وديناميكية هوائية تكيفية ومواد قادرة على تحمل الضغوط الحرارية والميكانيكية الشديدة.

ويخفض بدن الطائرة الذي على شكل إسفين وأجنحة دلتا وذيول عمودية مائلة، السحب ويعزز الاستقرار عند السرعات العالية، بينما يوفر محركها (الذي من المفترض أنه محرك صاروخي) قوة الدفع الضرورية للانطلاق بسرعات فرط صو تية.

中国临近空间宽域飞行器研制试验首次公开披露!???? pic.twitter.com/mLkCQQ5zX1

— DS北风(风哥) (@WenJian0922) December 16, 2024
وتتمثل سمة رئيسية للطائرة المسيرة "إم دي -19" في أنها مزودة بتقنية ذكاء اصطناعي متقدمة تحاكي عمليات اتخاذ القرار الطبيعية. وتساعد هذه الاستقلالية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي الطائرة المسيرة على السير في مسارات طيران معقدة، ما يجعلها عاملا محتملا في تغيير قواعد اللعبة في النظم المشغلة للطائرات المسيرة.

وخلال عملية تصنيع الطائرة ، قام معهد الميكانيكا في الأكاديمية الصينية للعلوم وأكاديمية جوانجدونج لأبحاث الديناميكية الهوائية، وهما المطوران الرئيسيان للطائرة، بالبناء على سنوات البحث بما في ذلك اختبارات نفق الرياح "جيه إف -12"، وهو واحد من المنشآت الأكثر تقدما لمحاكاة الطيران بالسرعات العالية.

ويمكن تسليح الطائرة "إم دي – 19" برؤوس حربية تقليدية، ولكن من المحتمل أن تكون قادرة على حمل أسلحة نووية، أو على الأقل يمكن من المحتمل بسهولة جعلها قادرة على حمل أسلحة نووية.



ويقول وايكيرت إنه في الوقت الذي يطور وينشر فيه الصينيون طائرات أم دي -19 ، فإنهم سوف يتقنون بشكل جيد هذا النظام المتقدم. ومع مرور الوقت، قد تصبح الطائرة "إم دي -19" منصة اختبار للكثير من الابتكارات التكنولوجية الجديدة، في وقت لا يزال الأمريكيون يسعون فيه جاهدين للحصول على أسلحة فرط صوتية حتى بدائية في ترسانتهم.

واختتم وايكيرت تقريره بالقول إنه في حال إندلاع حرب ، سوف تشكل الطائرة المسيرة الفرط صوتية الصينية "إم دي -19" معضلة كبيرة للقوات الأمريكية، وربما حتى تهديدا للأراضي الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الصينية: الولايات المتحدة هي من بدأت حرب التعريفات الجمركية
  • الولايات المتحدة تدعو روسيا لإنهاء الحرب مع أوكرانيا “فوراً”
  • سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية تزور الشلف
  • لماذا لا يستطيع ترمب تصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة؟
  • محلل عسكري أمريكي يتحدث عن كابوس صيني للدفاعات الجوية الأمريكية (شاهد)
  • مندوب مصر أمام محكمة العدل: إسرائيل انتهكت كافة القوانين الدولية التي وقعت عليها
  • في الضاحية الجنوبية... هذا ما تقوم به إسرائيل الآن
  • مديناً استهداف الضاحية.. الرئيس عون: على الولايات المتحدة وفرنسا ان يجبرا إسرائيل على التوقف عن اعتداءاتها
  • شاهد | الولايات المتحدة تواجه معضلةً بشأن في اليمن
  • باحث سياسي: الإدارة الأمريكية لا تضغط بجدية على إسرائيل لإنهاء حرب غزة