جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@21:15:33 GMT

غزة.. حالة تشظٍ أمريكي

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

غزة.. حالة تشظٍ أمريكي

 

محمد بن سالم التوبي

 

ما هو مصير الكيان الصهيوني المنبوذ والذي أصبح وجوده عالة على المُجتمع الدولي الذي أحرجه أمام مشروع الإبادة الذي يقوم به في غزّة ولم يتوانَ في قتل كل شيء تدب في الروح. المجازر التي قام بها في ستة أشهر جاءت بحصيلة ما يُقرب من 33 ألف شهيد وشهيدة وما يزيد عن 75 ألف جريح جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ، إنها أم الكوارث التي عرّت فيها المجتمع الدولي وأظهرته منزوع الرّحمة وعديم الجدوى تجاه كل هذه الأرواح البريئة التي أُزهقت وكل حكومات العالم ترى وتُشاهد هذه الوحشية التي يتعامل بها هذا النظام الماجن.

الكيان الغاصب أصبح يُشكل عبئًا على الحكومات الدّاعمة التي وقفت وصرّحت في بدايات الحرب لأحقية إسرائيل في الدّفاع عن نفسها زورًا، وتوقعت أن تتوقف إسرائيل عن هذه الحرب خلال فترة وجيزة ولكن- وللأسف الشديد- واصلت في الإبادة الجماعية بأسلحة الدول المتقدمة التي لم تتوقع أن تكون هذه الحرب بهذه البشاعة وبهذه العنجهية التي قضت على الأخضر واليابس ولم تراعِ في أهل غزّة إلًّا ولا ذمّة.

لقد خرجت الملايين من البشر مُنددين بهذه الحرب غير المُتكافئة من أجل إيقافها، ولكن هيهات هيهات وواشنطن تقف وراء الكيان الصهيوني المتغطرس، ولولا وقوف واشنطن وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من ورائهم لما استمرت هذه الحرب المستعرة التي ساوت مناطق بأكملها بالأرض من جرّاء الصواريخ الأمريكية المتطورة، لولا وقوف الدول الكبرى وراء هذه الحرب لتوقف الكيان الغاصب عن إبادته الجماعية التي يسجلها التاريخ.

التشظي الذي أُصيب به المجتمع الأمريكي من جرّاء الحرب في غزة والرفض من مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الإبادة وتزويد إسرائيل بالأسلحة ودعمها ماليًا ومعنويًا أظهر للعالم أن حكومة واشنطن تقف وراء هذه الحرب الشّعواء، وبالتالي أظهرت للعالم أن واشنطن هي الراعي الأول للإرهاب في العالم وما تقوم به من حروب ما هو إلاّ إرهابًا مُنظمًا تقوم به من أجل فرض الهيمنة الأمريكية، وكل ذلك مدفوع من جيب المواطن الأمريكي المغلوب على أمره.

حالة التشظي هذه توسّعت لتصل إلى موظفي البيت الأبيض الذين تقدموا باستقالاتهم رفضًا لما تقوم به واشنطن، وامتد إلى الكونجرس الذي سعى الكثير من أعضائه إلى إيقاف المساعدات الأمريكيه لتل أبيب، ومنهم من طالب بوقف الحرب على الفور، ناهيك عن الجنود الامريكيين الذين خرجوا للعلن يتحدثون عن رفضهم للتوجهات الامريكية في المنطقة ويطالبون حكومتهم بالوقوف ضد الحرب، وما يهم في هذا التباين أنّه ولأوّل مرّه يحصل هذا الاختلاف على دعم إسرائيل والوقوف إلى صف فلسطين. وما المظاهرات والجموع المليونية التي يقوم بها الشعب الأمريكي إلّا دليل على تكشّف ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من دعم غير محدود للإرهاب الإسرائيلي الموجّه نحو الفلسطينيين.

إلى متى ستقف الولايات المتحدة الأمريكية مع الكيان الصهيوني؟! الذي فضح وكشف ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة جماعية وتجويع وتدمير وقتل وانتهاكات ليس لها أوّل ولا آخر منذ سبعة أشهر. إلى متى سيقف الشرفاء والأحرار في الولايات المتحدة يصدّقون الآلة الإعلامية التي تصف الوقوف ضد الإسرائيليين بأنه معاداة للسّامية؟ لن يستمر ذلك طويلاً بعد ما تيقن المواطن الأمريكي ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من جباية لأموالهم لصالح الجيش الإسرائيلي، لن يصدق الأمريكان الرواية الحكومية التي جعلت من إسرائيل الحمل الوديع والذي لابُد له من حماية حتى يستطيع العيش والوقوف ضد أعدائه في الشرق الأوسط. لقد عَلِمَ الأمريكان أن اللّوبي الصهيوني هو المتحكم في كثير من القرارات الأمريكية؛ حيث ظهرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية رهينة لإسرائيل وللّوبي اليهودي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمريكي سابق يتحدث حول شكل «نظام الحكم القادم» في سوريا!

اعتبر ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق أن بلاده قد تواصل دعم “قوات سوريا الديمقراطية” لتعزيز موقفها في المفاوضات، وأن سوريا لا تبدو متجهة نحو نظام فيدرالي.

وقال شينكر في مقابلة مع شبكة “رووداو الإعلامية”: “الولايات المتحدة تدخلت بالفعل، وقد تستمر في التدخل في المفاوضات لدعم موقف قسد على طاولة الحوار من خلال تقديم الدعم العسكري لها”.

وأضاف: “لا يبدو أن سوريا تتجه نحو الفيدرالية، بل نحو دولة مركزية موحدة. في هذا السياق، سيتعين على قوات سوريا الديمقراطية أن تصبح جزءا من الجيش التابع للحكومة السورية في دمشق، وتعمل تحت قيادتها”.

ورغم أن واشنطن قد تواصل دعم “قسد” عسكريا، إلا أن شينكر أشار إلى أن الولايات المتحدة “لن تقدم ضمانات سياسية لحماية مشروعها السياسي” في شمال وشرق سوريا.

وتابع قائلا: “ستواجه الإدارة الأمريكية، سواء الحالية أو المستقبلية، تحديات في تحقيق التوازن بين دعمها لقوات سوريا الديمقراطية وعلاقتها مع تركيا، الشريكة في حلف الناتو”.

في السياق، “قتل 3 مدنيين وأصيب آخران بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بريف اللاذقية الشرقي في شمال غرب البلاد”.

وأفاد الدفاع المدني السوري، في بيان نشره على صفحته بموقع فيسبوك، بـ”مقتل 3 مدنيين وإصابة اثنين آخرين بجروح بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بسيارة يستقلونها في منطقة جبال الكبينة بريف اللاذقية الشرقي يوم الأحد”.

وأضاف أن “فرقه أسعفت المصابين إلى أقرب مستشفى وانتشلت جثامين الضحايا وسلمتها لذويهم أصولاً”.

وأوضح أن “مخلفات الحرب والألغام تهدد أرواح المدنيين وتتسبب بإصابات بليغة وتقوّض الأنشطة الزراعية والاقتصادية وتعرقل عودة المدنيين إلى منازلهم بمناطق واسعة من سوريا”.

آخر تحديث: 3 مارس 2025 - 13:40

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعلّق المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • تقارير: الولايات المتحدة تعلّق المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • ردا على ازمة أوكرانيا.. روبيو: الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح باستغلالها
  • زيلينسكي: نعوّل على دعم الولايات المتحدة لإحلال السلام
  • زيلينسكي: نأمل في الحصول على دعم الولايات المتحدة لتحقيق السلام
  • مسؤول أمريكي سابق يتحدث حول شكل «نظام الحكم القادم» في سوريا!
  • إيلون ماسك يعلن دعمه لانسحاب الولايات المتحدة من الناتو والأمم المتحدة
  • عاجل | ماركو روبيو: إدارة ترامب ستستمر في استخدام كل الأدوات المتاحة للوفاء بالتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل
  • إسرائيل تتبنى مقترح أمريكي لوقف إطلاق نار مؤقت في غزة
  • إسرائيل تعلن موافقتها على مقترح أمريكي لوقف إطلاق نار في غزة خلال رمضان