جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-30@15:37:11 GMT

‏بأي حال عُدت يا عيد؟!

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

‏بأي حال عُدت يا عيد؟!

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

تقطعت القلوب فهل من سبيل‼️ وتمادى الطغيان فهل من مُنقذ‼️ وتكبر البغاة فهل من نصير‼️ وتنكر الأخ فهل من حبيب‼️ وتضاربت المصالح فهل من صاحب لُب وإنسانية وأخلاق‼️ وتقطعت الأجساد فهل من معتبر‼️ واستُشهد الأطفال والشباب والعجائز فهل من صريخ وعويل‼️ وتجاوز الطغيان كل الأعراف فهل من محجم له‼️

مع أحداث غزة وفلسطين ومع سقوط آلاف الشهداء وآلاف الجرحى نقول وبملء الفؤاد: بأي حال عدت يا عيد.

أحزان تملأ الفؤاد، وكدم في الأنفس، وحسرة وندامة، وألم وحياة مسودة الأفق مع آلام فلسطين واستنصار أهلها بأمتهم العربية والإسلامية، وهم  أموات لا حراك لهم، ولا صوت، هُم كغثاء السيل بلا فائدة منهم؛ بل إن بعضهم ألد عداوة وبغضاء من اليهود وأكثر حقدًا ومكيدةً ونفاقًا من أسلافهم، فقد مُحص الحق من الباطل وظهرت النوايا بمواقفهم الخسيسة وأفعالهم القبيحة.

اليوم ومع هذه الأيام المباركة ومع مقدم أيام عيد الفطر المبارك وشهداء غزة يتساقطون بالمئات كل يوم نقول ونردد في أنفسنا: بأي حال عدت يا عيد.

بأي عيد والفلسطينيون يخضعون تحت نير محتل غاصب والساسة يأتمرون بأوامرهم، وقد ظهرت معادن الرجال وأصوات الأحرار من معظم بقاع الأرض، ونامت الأمة العربية والإسلامية في غياهب الزمن نومةً أبدية مكتوفة الأيدي مشلولة الأرجل عن الدفاع عن فلسطين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبلة المسلمين الأولى.

بأي حال عدت يا عيد، والسودان جريح صريع مضرج بدمائه في حرب تقسيم أهلية وفتنة أُشعلت لتدميره ومحق خيراته ومع تفتيت العديد من الدول من أعضاء وجسد الأمة العربية والإسلامية كسوريا والعراق وليبيا ولبنان، نجد أن الأمة ماضية إلى الدمار والاندثار، فإذا لم تقم بها الإرادة الصادقة بتغيير المسار إلى الحق والعدل والمساواة والرجوع لله ورسوله في كل أمر، فالويل ثم الويل من أمة لا تفقه من هو عدوها وما هو مستقبلها وإلى أين تسير مراكبها.

بأي حال عدت يا عيد، ونحن نرى ما نرى ونسمع ما نسمع من عدو غاشم وخائن مؤتمر بإرادة أسياده وفجور وقتل وسفك دماء بلا تحريك للضمائر، فعاث العدو فسادًا في كثير من البلدان فجعلها خُربة وساوى بأمجادها وبنيانها الأرض بلا رقيب أو حسيب.

اليوم ونحن نستودع فلسطين وسائر الدول العربية والإسلامية المهضومة الحقوق ندعو الله نصرًا مؤزرًا قريبًا عاجلًا غير آجل، ونسأل الله الهداية للجميع والتوفيق في إعلاء كلمة الله فوق كلمة المجرمين.

ختامًا.. نقول وقد توشح القلب رداء شرفاء غزة وحزنهم "بأي حال عدت يا عيد" فعسى القادم أفضل، ومع بشريات النصر ندعو الله أن تصلي أمة محمد صلاة عيدها القادم عيد الأضحى المبارك في باحات المسجد الأقصى المبارك محررًا وقد تم استئصال شأفة اليهود وتحرير فلسطين من أيدي الصهاينة الأنذال.

عيدكم مبارك بإذن الله وكل عام وأنتم بخير، وعلى تقوى من الله وثقة بنصره وتأييده، وتقبل الله طاعاتكم في شهره الفضيل.

حفظ الله عُمان وطن السلام وسلطانها وشعبها وجعلها واحة الآمنين المتقين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دعوة ترامب ترحيل اليهود من فلسطين

بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..

منذ العام 1917 تشبث الصهاينة بوعد بلفور وعدوه نصاً مقدساً مرتبطاً بتحقيق الوعد التوراتي في إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين بناءاً على مجموعة من الخرافات التي نسجت عبر أزمنة متطاولة حتى تحقق لهم ذلك بإعلان الدولة عام 1948. وإذا ما كانت اليهودية ديناً فلا وطن للدين بل هو فكر وعقيدة متبعة عبر جغرافية متطاولة وواسعة ولا تحد بوطن ولا بمساحة زمنية أو مكانية لأن الدين متاح للبشرية وليس لفئة إجتماعية أو قومية بعينها . فالوعد الذي أطلقه وزير خارجية المملكة المتحدة بلفور لزعماء المنظمات الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود لا يمتلك الشرعية القانونية لأنه وعد يعطي من خلاله المحتل البريطاني أرضاً لا يملكها لمجموعات من الشتات المقيمين في مناطق مختلفة من العالم ليجتمعوا في ما سمي أرض الميعاد وهي دولة قائمة وفيها سكان مسلمون ومسيحيون وحتى يهود يعيشون سوية ولديهم معابدهم وكنائسهم ولا يوجد ما يشير إلى تغلب مجموعة دينية على أخرى لأن فلسطين التاريخية هي موطن لديانات متعددة وحضارات قديمة لم ترتبط بفئة بعينها وتحقق لها أفضلية على حساب الآخرين ، واليهود ليسوا قومية بالمطلق بل هو دين يمكن أن يعتنقه العربي والتركي والفارسي والجرماني والإنكليزي والفرنسي ، وإدعاء إن اليهود قومية غير صحيح فهناك الأسود والأبيض وهم كبقية أتباع الديانات يعيشون في مناطق مختلفة من العالم .
كانت فرضية إقامة دولة لليهود في أفريقيا قرب الهضبة الإثيوبية المزدهرة والتي بني فيها اليوم سد عظيم على نهر النيل قبل دخوله الأراضي السودانية سمي بسد النهضة الذي تخشى مصر من أن يتحول إلى قنبلة لتدمير الإقتصاد المحلي ويمكن أن يقلل كمية المياه الواردة إلى السودان ومصر و ربما يمنعها تماماً في حالات الجفاف والتغيرات المناخية وفي حال قلت كمية المياه الواردة إلى السد من أفريقيا ، وقد أستبعدت هذه الفكرة مع بقاء الإهتمام بإثيوبيا قائماً فالمعلومات تشير إلى أن إسرائيل من الداعمين لبناء السد وقد أستثمرت في مساحات واسعة من الأراضي القريبة منه ومع إستمرار الحديث عن تأثير صهيوني في السياسة الإثيوبية بهدف إضعاف ومحاصرة مصر . وكانت هناك فكرة لإقامة دولة يهودية في الأرجنتين بأمريكا الجنوبية ولم تستغل لكن اللافت أن الثقل اليهودي في كامل القارة الأمريكية يتركز في الأرجنتين التي تعاني من تراكم الديون الخارجية وعدم القدرة على السداد ما سمح بتوغل سياسي ومالي وإقتصادي متنوع لليهود ومعهم واشنطن وتمكنهم من التحكم في الإقتصاد الأرجنتيني بالكامل مع فقدان بوينس ايرس لقدرة المنافسة والتأثير والعجز الكامل عن تسديد الديون المترتبة عليها بل إنها أعلنت إفلاسها وعدم القدرة على التسديد .
لايحق لأحد أن يدعي الحق في وطن يجمع أتباع دين بعينه من مختلف بلدان العالم ويحشرهم في بلد آخر وبالقوة القاهرة ومن خلال إبادة السكان الأصليين كما فعل الصهاينة في حروب ظالمة ومتوحشة ضد المسلمين في فلسطين ولبنان والأردن وسوريا ومصر وفي أكثر من حرب منذ العام 1948 والعام 1967 والعام 1973 والعام 1982 وفي العام 2006 وفي العام 2024 وقت العدوان الأخير على غزة وبيروت ما تسبب بمقتل الآلاف من الأبرياء ومن الأطفال والنساء العزل مع تجويع السكان ومنع الماء والدواء عنهم وتدمير المستشفيات والمدارس وكل مظاهر الحياة الطبيعية فلا يحق للعراقيين أن يطالبوا بفلسطين لأن أبا الأنبياء إبراهيم من الناصرية ولا يحق للسعودية المطالبة بالنجف وكربلاء لأن الإمام علي وولده الحسين عليهما السلام من مكة ولا يحق لأهل الناصرية المطالبة بالكعبة لأن إبراهيم الذي بناها ولد في أور جنوب العراق بل لابد من التعايش والتسامح ومن الحق هو ترحيل اليهود إلى إثيوبيا أو الأرجنتين أو إلى أي مكان في العالم لأن فلسطين ليست لهم بل هي للفلسطينيين بغض النظر عن الدين والمذهب واللون . Fialhmdany19572021@gmail.com

فراس الغضبان الحمداني

مقالات مشابهة

  • فلسطين ..إصابة 12 شخصا قرب سجن عوفر في رام الله
  • تحليل خطاب نعيم قاسم.. صمود المقاومة والتأكيد على النصر ودغدغة المشاعر العربية
  • عضو «كبار العلماء»: اللغة العربية تهيأت على مدى قرون لتحمل أنوار القرآن
  • الأزهر في معرض الكتاب: القرآن معجزة خالدة تُدرك بالبصيرة.. واللغة العربية مُهَّدت قرونًا لحمل رسالته
  • غرة شهر شعبان 1446 في فلسطين
  • دعوة ترامب ترحيل اليهود من فلسطين
  • مندوب مصر بمجلس الأمن: المجموعة العربية تؤكد تمسكها بدعم صمود فلسطين
  • فضل الله: اليمن أثبت أن العروبة الحقيقية هي بالوقوف إلى جانب فلسطين ولبنان
  • أبو الغيط يؤكد استقرار المنطقة العربية مشروطا بمعالجة أزمات فلسطين والسودان وليبيا
  • هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج.. وهل كان الحوار باللغة العربية؟