قوافل توعوية تجوب قرى أسيوط لنبذ خطاب الكراهية ضمن مبادرة"حوارنا سلام"
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
اطلقت مبادرة "حوارنا سلام" التي تنفذها اللجنة المصرية للعدالة والسلام التابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بالتعاون مع الاتحاد العربي للتطوع وبرعاية مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد" ؛ لقاءات تعريفية ونبذ خطاب الكراهية التى تحث على قبول الآخر ضمن القوافل التوعوية التي تجوب القرى والنجوع بهدف رفع الوعى ونشر أهداف المبادرة.
وقد انطلقت القافلة خلال الجولة الأولى للمبادرة "حوارنا سلام" في قرية نزلة باقور التابعة لمركز أبوتيج التي يصل عدد سكانها إلى 30 ألف نسمة جميعهم مسلمين على أن تكون الزيارات القادمة بقرى العزية بمنفلوط وسلام بمركز أسيوط وعزبة الأقباط التي يسكنها أقباط دون مسلمين وهو ما يعزز نشر التسامح وقبول واحترام الآخر من خلال تبادل الزيارات بين المسلمين والأقباط في مثل هذه القرى والنجوع والتأكيد على تحقيق هدف المبادرة من تعزز قبول الإختلاف ومناهضة التطرف و وتعزيز القيم الإيجابية حيث كان في استقبال القافلة العمدة ثروت محمود عمدة القرية.
جاء ذلك بحضور القمص مرقس يوسف راعي كنيسة الرسولين بطرس وبولس بأسيوط الجديدة ومدير مكتب العدالة والسلام بأسيوط ، وعقيل اسماعيل المنسق العام للاتحاد العربي للتطوع بمصر ، وناهد عزيز المدير التنفيذى للمبادرة ، وعماد حليم المنسق المالي للمبادرة وسها حسين المنسق الاداري للمبادرة ولفيف من أعيان ومشايخ ووجهاء القرية وعدد كبير من مواطنى القرية.
وقد شارك في تنظيم القافلة الأولى من المباردة ما يقرب من 20 متطوعاً ومتطوعة حيث شملت برنامج تدريبي للشباب يتضمن لقاءات وفعاليات وورش عمل ومعارض فنية تحاكي طرائق الحوار فضلاً عن رحلات وتبادل زيارات للمواقع الدينية والأماكن المقدسة والأثرية كدير السيدة العذراء بدرنكة إحدى محطات مسار رحلة العائلة المقدسة ، وقنطرة المجذوب الأثرية ، والوكالات الإسلامية "شلبي" ومسار درب الأربعين الذى كان يربط مصر بأفريقيا قديماً وذلك بهدف التعريف وحماية التراث الثقافي وترسيخ ثقافة الاندماج والتعايش المشترك بين مختلف الفئات.
يذكر أن مبادرة "حوارنا سلام" تهدف إلى نشر رسائل توعوية تعزز قبول الاختلاف، ومناهضة التطرف، واحترام الآخر وتعزيز القيم الإيجابية وذلك بمشاركة حوالي 300 شاب وفتاة في محافظة أسيوط من سن ١٨ : ٤٠ عام متنوعي الفئات والثقافات بحيث يتم مراعاة الاختلاف الجندري والعقائدي والثقافي (ذكور واناث ، مسلمين ومسيحيين ، أصحاء وذوي احتياجات خاصة ، ...) وغيرهم وتطمح المبادرة أن يصل صداها لكافة قرى الصعيد وذلك خلال الفترة من مارس إلى أغسطس ٢٠٢٤م.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البطاركة والأساقفة الكاثوليك لقاءات تعريفية عائلة المقدسة مختلف الفئات من مواطني التراث مركز أبوتيج منفلوط ابوتيج أهداف المبادرة المدير التنفيذي تنظيم العائلة المقدسة خطاب الكراهية محطات العائلة القوافل برنامج تدريبي الملك عبد الله أتباع الأديان الكاثوليك حوارنا سلام العدالة تبادل زيارات رفع الوعى مسلم الأديان توعوية تدريب الجولة الاول أسيوط الجولة الأولى الاتحاد ورش عمل مصرية قبول الآخر الكراهية حوارنا سلام
إقرأ أيضاً:
خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
عمار نجم الدين
تصريحات وزير الإعلام السوداني لقناة الجزيرة اليوم خالد الإعيسر تعكس بوضوح استراتيجية النظام في الخرطوم التي تعتمد على تكرار الكذبة حتى تصير حقيقةً في نظر مُطلقيها. عندما يصف الوزير الدعم السريع بـ”الخطأ التاريخي” ويزعم تمثيل السودانيين، فإنه يغفل حقائق دامغة عن طبيعة الصراع وأدوار الأطراف المختلفة فيه.
في خضم هذه الدعاية، يُظهر الواقع أن الانسحاب الأخير لقوات الدعم السريع من سنجة، تمامًا كما حدث في انسحاب الجيش في مدني وجبل أولياء وانسحاب الدعم السريع من أمدرمان، ليس إلا فصلًا جديدًا من فصول التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذه الانسحابات لم تكن وليدة “انتصار عسكري” كما يدّعي النظام، بل هي نتيجة مباشرة لمفاوضات سرية أُجريت بوساطات إقليمية، خاصة من دول مثل مصر وإثيوبيا وتشاد، وأسفرت عن اتفاق لتبادل السيطرة على مواقع استراتيجية وضمانات بعدم استهداف القوات المنسحبة.
ما حدث في سنجة هو نتيجة لتفاهمات وُقعت في أواخر أكتوبر 2024 في أديس أبابا تحت ضغط إقليمي ودولي. الاتفاق، الذي حضرته أطراف إقليمية بارزة، مثل ممثل رئيس جنوب السودان ووزير خارجية تشاد، شمل التزامات متبادلة، من بينها انسحاب الدعم السريع من مواقع محددة مثل سنجة ومدني، مقابل:
ضمانات بعدم استهداف القوات المنسحبة أثناء تحركها من المواقع المتفق عليها. تبادل السيطرة على مناطق استراتيجية، حيث التزم الجيش السوداني بانسحاب تدريجي من مناطق مثل الفاشر، مع الإبقاء على وحدات رمزية لحماية المدنيين. التزام بوقف الهجمات لفترة محددة في المناطق المتفق عليها لتسهيل التحركات الميدانية وإعادة توزيع القوات.انسحاب الجيش السوداني من الفاشر سوف يكون تدريجيًا، يُظهر أن الطرفين يعيدان ترتيب أوراقهما ميدانيًا وفق التفاهمات السرية، لا على أساس أي انتصارات عسكرية كما يدّعي النظام.
النظام في الخرطوم، كعادته، يسعى إلى تصوير هذه التطورات الميدانية كإنجازات عسكرية، معتمدًا على خطاب تضليلي يخفي حقيقة أن ما يحدث هو نتيجة لاتفاقات سياسية تخدم مصالح الطرفين أكثر مما تحقق أي مكاسب للشعب السوداني.
ادعاء الوزير بأن النظام يمثل السودانيين، في مقابل القوى المدنية التي “تتحدث من الخارج”، هو محاولة أخرى لإقصاء الأصوات الحقيقية التي تمثل السودان المتنوع. هذه المركزية السياسية، التي لطالما كرست التهميش ضد الأغلبية العظمى من السودانيين، تعيد إنتاج نفسها اليوم بخطاب مكرر يفتقر لأي مصداقية.
الحديث عن السلام وفق “شروط المركز” هو استمرار لنهج الإقصاء، حيث يرفض النظام الاعتراف بالمظالم التاريخية، ويمضي في فرض حلول تخدم مصالحه السياسية دون النظر إلى جذور الأزمة. السلام الحقيقي لا يتحقق بشروط مفروضة من الأعلى، بل بإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة تضمن العدالة والمساواة.
خطاب النظام حول “الانتصارات العسكرية” و”مواجهة المؤامرات الدولية” ليس سوى وسيلة لتبرير القمع الداخلي وتحريف الحقائق. الحقيقة الواضحة هي أن الانسحاب من سنجة وستتبعها الفاشر وغيرها من المناطق تم نتيجة مفاوضات سياسية بوساطة إقليمية، وليس نتيجة “نصر عسكري” كما يزعم النظام. هذه الممارسات تفضح زيف الرواية الرسمية وتؤكد أن الأزمة الراهنة ليست صراعًا بين دولة ومليشيا، بل هي امتداد لصراع مركزي يهدف إلى تكريس الهيمنة والإقصاء.
إذا كان النظام السوداني يسعى حقًا لإنهاء الحرب وبناء السلام، فعليه أولًا التوقف عن الكذب والاعتراف بمسؤولياته في خلق هذه الأزمة. السودان اليوم أمام مفترق طرق حاسم، والاختيار بين الحقيقة أو الكذبة سيحدد مصير البلاد لسنوات قادمة.
الوسومالفاشر حرب السودان سنجة