جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-01@07:36:37 GMT

السياحة مصدر مهم لفرص العمل

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

السياحة مصدر مهم لفرص العمل

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

بالرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المعنية الرسمية ومؤسسات القطاع الخاص للنهوض بقطاع السياحة في البلاد، إلا أننا نحتاج إلى وضع مزيد من الخطط والاستراتيجيات لتمكين هذا القطاع والاستفادة منه بصورة أكبر في المستقبل القريب من أجل توفير مزيد من الأعمال للشباب الباحث عن العمل.

هذا القطاع حيوي للجميع سواء الحكومة أو القطاع الخاص، ويمكن من خلاله توفير آلاف فرص للواطنين الباحثين، ويحتاج هذا الأمر إلى تقديم المزيد من المرونة والتبسيط في التعامل مع الراغبين العمانيين في فتح مؤسساتهم السياحية الفردية وتمكينهم في إدارتها سواء من المنازل أو المقاهي أو أي مكان آخر، لأن الكثير من الخدمات السياحية المطلوبة تمكن توفيرها من خلال القطاعات الصغيرة التي يتطلب السائح الحصول عليها بعد وصوله إلى محطاته النهائية.

وعموماً فإنَّ الكثير من الدول العربية لم تستفد من القطاع السياحي مثلما هو حاصل في العديد من الدول الأجنبية، ولم تصل إلى المستويات التي بلغتها تلك الدول في الاستفادة منها بالصورة المطلوبة وفق التقارير التي تصدر عن المؤسسات السياحية العالمية بهذا الشأن. فهي لا تحتل الى اليوم مراتب أولى عالميًا في السياحة من خلال قياس مجموعة من العوامل والسياسات التي تساهم في بيئة مستدامة ومرنة لقطاع السفر والسياحة، وفي المسيرة التنموية السياحية للدول​ في العالم.

الأمر الجديد في هذا الشأن هو التوقعات الإيجابية التي يمكن أن يحدث في القطاع السياحي العالمي خلال العام الحالي 2024؛ حيث بدأت دورة التعافي في السياحة العالمية بالكامل الآن من تداعيات جائحة "كوفيد-19"، ومن المتوقع أن يزيد عدد السياح خلال العام الجاري بحسب ما أعلنت عنه منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة؛ سواءً في مجال عدد الرحلات الجوية خاصة بعد تعافي الأسواق الآسيوية التي تشكّل مصدرًا كبيرًا في عدد السياح في العالم أو في عدد السياح.

ومع تعافي الاستقرار الجيوسياسي في الشرق الأوسط ومناطق إقليمية أخرى خاصة بعد التوقف النهائي لحرب طوفان الأقصى على أبناء غزة الصامدة، فإن ذلك سوف يقلل من الأخطار التي ربما تتعرض لها القطاعات السياحية أيضًا. واليوم هناك وجهات سياحية أخرى بدأت في جذب السياحة إليها مثل دول جنوب أوروبا المطلة على البحر المتوسط ومنطقة البحر الكاريبي ودول أمريكا الوسطى وغيرها مُقارنة بفترة "كوفيد 19"؛ حيث وصلت السياحة الدولية بنسبة 88% من مستويات ما قبل الجائحة، فيما تم تقدير عدد المسافرين الدوليين بنحو 1.3 مليار مسافر عام 2023. أما مساهمة قطاع السياحة في الاقتصاد العالمي خلال نفس العام فقد وصلت إلى 3.3 تريليون دولار.

سلطنة عُمان ليست ببعيدة عن هذه التطورات، في الوقت الذي تُبذل فيه جهود كبيرة لتطوير المرافق السياحية وتوفير الخدمات اللازمة لجذب المزيد من السياح من مختلف دول العالم. فالاحصاءات المحلية تشير إلى أن عدد السياح الأجانب إلى البلاد قارب نحو 3.5 مليون سائح في عام 2023 مقابل 2.8 مليون سائح في عام 2022، كما سجلت الإيرادات السياحية زيادة لتصل إلى 1.2 مليار دولار عام 2023 نتيجة لزيادة عدد السياح إلى البلاد.

من جانب آخر، هناك اهتمام متواصل بتغيير الوضع في شركة الطيران العماني التي كان من المفترض أن تؤدي دورًا كبيرًا في عمليات الترويج والتسويق للسياحة إلى عمان، إلّا أن هذه الشركة منذ تأسيسها لم تكن لها سياسة استراتيجية واضحة في عملية التسويق السياحي، والكثير من مجالس إداراتها لم تفكّر في كيفية جذب السياحة إلى البلاد والدخول في مشاريع استثمارية سياحية مجدية تعود بالنفع والفائدة على السياحة والمؤسسات السياحية في البلاد، ناهيك عن الخسائر السنوية التي تلحق بهذه الشركة منذ عدة سنوات.

كل ما نأمل اليوم هو أن تتمكن هذه الشركة من خلال استراتيجيتها الجديدة لعام 2024 من تحقيق النجاحات التي ترمي إليها؛ فهذه الخطة هدفها مواصلة تحسين الأداء المالي والتشغيلي للشركة وإعادة هيكلة شبكة الخطوط وجدول الرحلات وتوقيتها لتكون أكثر ملائمة للمسافرين العمانيين والوافدين والسياح القادمين، والمحافظة على أغلب شبكة الخطوط الحالية التي توقفت عن الطيران خلال الفترة الماضية.

إن سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التراث والسياحة تعمل على ترقية هذا القطاع من خلال جذب مزيد من الاستثمارات المطلوبة في البنية الأساسية، ووضعت خطة شاملة لجذب المزيد من السياح والزوار إلى البلاد لاستهداف 11 مليون سائح وزائر سنويًّا بحلول عام 2040، مع العمل على إقامة المزيد من المشاريع السياحية وبالتالي توفير مزيد من فرص العمل للعمانيين في مختلف تلك المشاريع. وهذا ما نأمل تحقيقه خلال العقدين المقبلين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كيف أثرت الحوادث البحرية في البحر الأحمر على السياحة في مصر؟

يُعد البحر الأحمر من أبرز الوجهات السياحية في مصر، حيث يشتهر بشعابه المرجانية الفريدة وتنوعه البحري الغني، مما يجعله محط اهتمام السياح من مختلف أنحاء العالم. 

ويُعتبر القطاع السياحي أحد الركائز الأساسية للاقتصاد المصري، إلا أن سلسلة من الحوادث البحرية وهجمات أسماك القرش في الآونة الأخيرة أثارت مخاوف متزايدة، خاصة مع وقوع عدد من الضحايا.  

في هذا السياق، شهدت سواحل البحر الأحمر عدة حوادث متفرقة، من بينها غرق الغواصة السياحية "سندباد" قرب الغردقة في آذار/ مارس 2025، ما أسفر عن مصرع ستة سياح روس، بينما تم إنقاذ 39 آخرين، وفتحت السلطات تحقيقًا في الحادث. 

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، انقلب المركب السياحي "سي ستوري" قبالة مرسى علم خلال رحلة غطس، ما أدى إلى غرق أربعة أشخاص وفقدان سبعة آخرين، فيما تم إنقاذ 33 شخصًا أصيبوا بجروح طفيفة. 

كذلك، اندلع حريق على متن المركب "هوريكين" شمالي مرسى علم في حزيران/ يونيو 2023، وأسفر عن وفاة ثلاثة سياح بريطانيين، بينما تم إنقاذ باقي الركاب وأفراد الطاقم.  


إلى جانب الحوادث البحرية، تزايدت هجمات أسماك القرش في المنطقة، حيث لقي سائح إيطالي مصرعه وأصيب آخر في مرسى علم في كانون الأول/ ديسمبر 2024.

كما تعرض مواطن روسي لهجوم قاتل من سمكة قرش قرب الغردقة في حزيران/ يونيو 2023، ما دفع السلطات إلى فرض حظر مؤقت على الأنشطة البحرية في عدة شواطئ. 

وفي تموز/ يوليو 2022، قُتلت امرأتان، نمساوية ورومانية، في هجومين منفصلين لأسماك القرش جنوب الغردقة، كما لقيت سائحة ألمانية مصرعها في هجوم مماثل خلال سباحتها في شرم الشيخ عام 2010.
  
وعلى صعيد آخر، أثرت الهجمات الإرهابية على السياحة في مصر، حيث كان أبرزها تحطم الطائرة الروسية "متروغيت 9268" في سيناء في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصًا. 


وأظهرت التحقيقات لاحقًا أن الحادث نجم عن انفجار عبوة ناسفة، وأعلن تنظيم "الدولة" مسؤوليته عنه، بينما أكدت السلطات المصرية أن الحادث كان يهدف إلى زعزعة السياحة والعلاقات مع روسيا.  

وفي الماضي، أضرت هذه الهجمات على السياحة في مصر، حيث قلّ عدد السائحين الذين يأتون لمشاهدة معالم سياحية خارج منطقة البحر الأحمر أيضا، مثل أهرامات الجيزة أو القيام برحلات بحرية في الأقصر وأسوان.

وبينما تتوقع الحكومة المصرية زيادة أعداد السائحين خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي، أثارت هذه الحوادث المخاوف بشأن تأثيرها على الحركة السياحية الوافدة من الخارج خصوصاً منتجعات البحر الأحمر.

ورغم هذه التحديات، تقول السلطات، إنها "تواصل جهودها لتعزيز السياحة، من خلال تأمين الوجهات السياحية، وتحسين إجراءات السلامة، وتعزيز الاستثمارات في القطاع، لضمان استمرار جذب السياح إلى معالمها الفريدة".

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسماعيلية يتفقد أعمال التطوير بنادي الفيروز ورفع كفاءة المنشآت السياحية
  • محافظ الإسماعيلية يتفقد أعمال التطوير بنادي الفيروز ويشدد على رفع كفاءة كافة المنشآت السياحية
  • «الرجل الطائر» يذهل السياح والمصريين في الغردقة خلال احتفالات عيد الفطر
  • الآلاف يحتشدون في الجوامع والساحات العامة التي حددتها وزارة الأوقاف في مختلف المدن السورية لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، وذلك في أول عيد بعد تحرير البلاد وإسقاط النظام البائد.
  • عشرات القتلى بين جنود ومدنيين في هجوم شرق بوركينا فاسو
  • من هي الجهة التي وجهت بقطع تغذية الجيش وعرقلة صرف مرتباتهم.؟
  • مصر للطيران تسير 92 رحلة إلى المطارات السياحية خلال أيام العيد
  • خوشناو: مدخل أربيل - كركوك مفتوح 24 ساعة لاستقبال السياح
  • كيف أثرت الحوادث البحرية في البحر الأحمر على السياحة في مصر؟
  • كيف أثرت الحوادث البحرية في البحر الأحمر على السياحية بمصر؟