مسجد محمد السادس تحفة حضارية مغربية في قلب أبيدجان
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
يعتبر مسجد محمد السادس بأبيدجان معلمة حضارية مغربية في وسط هذه المدينة الكبرى، نظرا لهندسته المعمارية الأصيلة المستمدة من التراث المغربي في بناء المساجد.
وحظي هذا الصرح الديني، الذي افتتح بشكل رسمي أمس الجمعة، بترحاب كبير من قبل الإيفواريين الذين يروا فيه مسجدا جامعا للمسلمين، ومنارة علمية تساهم في الإشعاع الديني والمساعدة على إقامة الصلاة في أكبر مسجد على مستوى جمهورية كوت ديفوار.
ومن شأن هذا الصرح الديني الكبير ، الذي يتيح إقامة الصلوات وتعليم القرآن الكريم ، أن يساهم في نشر قيم السلام والتسامح والحوار التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف، وفقا للنموذج المغربي في تدبير الشأن الديني .
وفي هذا الصدد، أشاد محمد توري إمام مسجد الحاجة تني كوليبالي بمنطقة أبوبو بأبيدجان، ببناء مسجد محمد السادس في أبيدجان، معتبرا أنه صرح حضاري "جميل"، لاسيما على مستوى البناء الذي يمتح من الطراز المغربي الأصيل الذي يعكس الجمالية التي تعرفها الحضارة والثقافة المغربية.
وأبرز توري، وهو من الأئمة المعروفين في كوت ديفوار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المسجد "إنجاز رائع وهام بالنسبة لجمهورية كوت ديفوار وللمسلمين بها، لأنه سيشكل عاملا في منح إطلالة عن الإسلام المنفتح والمتسامح الذي يستمد جذوره من التجربة المغربية الغنية والمتنوعة".
وشدد توري على أن معمار مسجد محمد السادس بأبيدجان يندرج في إطار الجمالية والإبداع المغربي.
من جهته، عبر أبو بكر طراوري، وهو من سكان هذه المدينة الإفوارية، عن سعادته بهذا المسجد الجامع الذي سيمكن مسلمي أبيدجان من الصلاة في أكبر مسجد بالبلاد والاستفادة من أنشطته الدينية المتنوعة.
وأوضح طراوري أن فلسفة بناء المسجد تستجيب للمعايير المغربية التي تميز عمارة المساجد في المملكة، معبرا عن إعجابه بفضاءاته الواسعة ومرافقه المتنوعة، لاسيما المكتبة وقاعة المحاضرات والفضاءات الشاسعة وزخرفته ذات الطابع المغربي التقليدي الأصيل.
وعبر جبريل درمي، وهو من سكان أبيدجان أيضا، عن الاعتزاز بهذه المعلمة الدينية الكبرى ، معبرا عن تشكراته الخالصة لصاحب الجلالة على بناء هذا الصرح الديني الذي يتسع لآلاف المصلين من أبيدجان ومناطق أخرى.
من جانبه، قال مصطفى الزغاري، المهندس المشرف على بناء المسجد، إن هذا الصرح المعماري الأصيل ، الذي يتميز بجمعه بين البعدين الثقافي والديني، شيد على الطراز المغربي المعمول به في العديد من مساجد المملكة (زليج ، رخام، خشب ، جبس، زجاج) .
وأشار الزغاري إلى أنه جرى بناء فضاءات كبيرة في المسجد تتخللها فراغات للدخول تدريجيا لمرافقه ولقاعة الصلاة، فضلا عن تشييد نافورات وقاعة للصلاة خاصة بالنساء معلقة ومندمجة داخله.
ومن مميزات الطراز المغربي في بناء المساجد وجود صومعة كبيرة، ولهذا شيدت صومعة هذا المسجد على علو يصل إلى 69 مترا، في عمل بديع على مستوى الزخرفة وتتم رؤيتها من أماكن بعيدة في أبيدجان.
ويمتد هذا الصرح الديني على مساحة 25 ألف متر مربع، ويشمل قاعة للصلاة بطاقة استيعابية تناهز 7000 مصل، وكذا قاعة ندوات ومكتبة ومركبا تجاريا وفضاءات خضراء ورواقا إداريا ومسكنا للإمام وموقفا للسيارات.
يذكر أنه تم إعطاء انطلاقة أشغال تشييد مسجد محمد السادس بأبيدجان على يد أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مرفوقا بفخامة حسن درامان واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار، يوم الجمعة 3 مارس 2017، وقد تم الاعتماد في بنائه على المعايير والضوابط المعمارية المغربية التقليدية الأصيلة في أجمل صورها من قبل حرفيين مغاربة.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: مسجد محمد السادس کوت دیفوار
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يشيد بإمام مسجد شوقي المتيني: نموذج لروح الإسلام الحقيقية
أشاد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بلفتة راقية قام بها فضيلة الشيخ عبد المنعم دويدار، إمام مسجد شوقي المتيني، إذ وجه رسالة شكر واعتذار إلى جيران المسجد؛ تقديرًا لصبرهم وتحملهم ازدحام الشوارع المحيطة بالمسجد في خلال شهر رمضان، خاصة في صلاة التراويح، مؤكدًا أهمية الاحترام المتبادل والتعايش الطيب بين رواد المسجد والجيران.
وأثنى وزير الأوقاف، على هذه المبادرة التي تؤكد وعي الإمام برسالته السامية، وحرصه على نشر القيم الإسلامية الأصيلة التي تدعو إلى الاحترام وحسن المعاملة، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصرفات الراقية تجسد روح الإسلام الحقيقية، وتعزز العلاقة الإيجابية بين المسجد والمجتمع المحيط به.
ووجه وزير الأوقاف خالص الشكر والتقدير لفضيلة الإمام، داعيًا جميع الأئمة إلى الاقتداء بهذه الروح الطيبة، ومراعاة مشاعر الجميع، بما يسهم في تحقيق السكينة والاحترام المتبادل، ويؤكد الصورة الحضارية للمساجد ودورها في بناء مجتمع متآلف ومتراحم.
دامت الأخوة.. وزير الأوقاف يتلقى تهاني الكنائس بعيد الفطر ويشيد بروح الإخاء الوطني
وزير الأوقاف ينعى الدكتور محمد المحرصاوي: نموذج للعالم الأزهري الوسطي
وزير الأوقاف يستعرض كنوز وأسرار الجزء الخامس والعشرين من القرآن
وزير الأوقاف: مصر لن تقبل تهجير الفلسطينيين بأي حال من الأحوال
وكان الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، يرافقه الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة نائبًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، شهدا صلاة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة -رضي الله عنها- بالقاهرة.
حضر صلاة الجمعة، الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب-مفتي الجمهورية الأسبق، والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء؛ والسيد محمود الشريف، نقيب الأشراف؛ وسماحة الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية؛ والدكتور محمد عبدالدايم الجندي، أمين مجمع البحوث الإسلامية؛ والشيخ خالد خضر رئيس القطاع الديني؛ والدكتور خالد صلاح، مدير مديرية أوقاف القاهرة؛ وعدد من قيادات الدعوة، ورواد المسجد.
ألقى خطبة الجمعة، الدكتور أحمد عمر هاشم، وفيها أشار إلى أننا نودع شهر رمضان المبارك الضيف العزيز، شهر القرآن والصيام والغفران، إذ يقول سبحانه: " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"، نودعه في هذا المكان الطيب المبارك العاطر لأحد بيوت آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين أُمرنا بالصلاة عليهم وبحبهم، يقول سبحانه: "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى".
وأكَّد أننا نودع رمضان لكن يجب علينا ألا نترك ما جاءنا به من هدايا دينية، ومن قيم إسلامية رسخها هذا الشهر الكريم بعبادته في نفوسنا؛ لأن الشهر ما جعل ليكون أيامًا وتنتهي، ولكن ليكون تدريبًا واستعدادًا لباقي الأيام والشهور والسنوات.
وأوضح أننا اكتسبنا من الصيام خلق الإخلاص وقيمة الإخلاص؛ فالصائم في سره كعلانيته، لأنه يراقب ربه، وتعلمنا وحدة الصف؛ فنفطر ونصوم في وقت واحد، والكل متوحد على هذه المواقيت، فنتعلم وحدة الصف وجمع الكلمة، والاعتصام بحبل الله كما أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ يقول: " إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أنْ تَعْبُدُوهُ، ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأَنْ تَعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، ويَكْرَهُ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةِ المالِ".
كما تعلمنا من شهر رمضان خلق الصبر على الجوع والعطش، لذلك فالإنسان بعد ذلك يستمر بهذه المبادئ؛ بالإخلاص، ووحدة الصف، والصبر، والتسامح.
وأكّد أننا يجب أن نتدارس هذه القيم التي أرساها فينا، واستشهدنا بها، فلا نتخلى عنها؛ فلنتمسك بها متوحدين مخلصين صابرين متسامحين متآلفين متعارفين متعاطفين.
وفي ختام الخطبة، تضرع إلى الله -عز وجل- أن يجعلنا من عتقاء هذ الشهر الفضيل، وأن يبارك في مصرنا وقيادتها وشعبها وجيشها.