افتتاح حديقة الحيوانات عالم السفاري بولاية إبراء ثاني أيام عيد الفطر
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
تفتتح ثاني أيام عيد الفطر المبارك المرحلة التجريبية الأولى لأكبر حديقة حيوان في سلطنة عمان، والتي تحمل اسم (عالم سفاري) بولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية، التي أقيمت على مساحة 286 ألف متر مربع، وتغطي كمرحلة أولى مساحة 120 ألف متر مربع، وتعتبر واحدة من الواجهات السياحية المهمة في سلطنة عمان ومحافظة شمال الشرقية، وقد أقيمت بالجهود الذاتية الخاصة، حيث تضم حاليا ما يقارب 300 من الحيوانات والطيور النادرة التي تم استجلابها من روسيا وقارتي إفريقيا وآسيا وبعض الدول العربية، يتقدمها الدب الروسي باللون الأبيض والأسود والمها العربي والحمار الوحشي والنمر الأبيض واللاما الأمريكي والفهود والتماسيح والسلاحف والغزلان.
10سنوات من العمل المتواصل،
ويؤكد خلفان بن سعيد المعمري مدير "عالم سفاري" بولاية إبراء أن بداية الفكرة كانت منذ 10 سنوات تقريبا من خلال الهواية التي يمارسها الوالد في تجميع هذه الحيوانات في المزرعة بحديقة خاصة للعائلة ومن ثم تطورت الفكرة ومرت بثلاث مراحل، الأولى تهيئة المكان تحت إشراف الوالد لمدة 4 سنوات؛ لتتحول المرحلة الثانية إلى فكرة إنشاء حديقة للحيوانات، حيث تبلورت الرؤية بشكل أفضل ووجدنا أنه بعد 3 سنوات من التجربة ليست مناسبة لنعمل تصورا جديدا للفكرة، ونسعى معها للترخيص من الجهات المختصة بعدما وضعنا تصورا جديدا بفكر جديد، وانتظرنا 6 سنوات حتى حصلنا على التصريح المطلوب لتتغير معها الفكرة مرة أخرى بعد زيارتنا للكثير من الحدائق على مستوى الخليج وآسيا وإفريقيا بعد أن تعرفنا من خلالها على بعض الأفكار والمعوقات التي نحتاج إلى تلافيها، لذا كانت الصورة النهائية بالشكل الحالي الذي نعمل على استكماله حاليا.
مرافق مختلفة
وعن المرافق، أوضح مدير "عالم سفاري" قائلا: توجد قاعة متكاملة بها شاشة عملاقة لتعريف الزوار وطلبة المدارس بالمشروع وتنظيم بعض الفعاليات المختلفة كعروض حية للأفلام ومسابقات وتصوير لبعض الحيوانات وعروض للتماسيح مع وجود سيارات الجولف التي يمكن أن تأخذ الزوار في جولة تفقدية لأركان الحديقة، مشيرا إلى أن الحديقة تسعى إلى استقطاب طلبة المدارس من مختلف ولايات سلطنة عمان، كما سعينا إلى وجود قسم متكامل للشركات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب الأعمال الحرفية والدخل المحدود لعرض منتجاتهم طوال العام.
3 أسس أساسية
وواصل المعمري حديثه أن حديقة الحيوان بولاية إبراء تأسست على 3 أسس أساسية وهي مرتكزات مهمة تتواكب مع "رؤية عمان 2040 "؛ لأن الفكرة الأساسية ليست حديقة حيوانات فقط وإنما أردنا إبراز الهُوية العمانية في المشروع من خلال التصاميم وشكل القلاع والحصون والدراويز والأقواس ووجود النخيل والأشجار من البيئة العمانية، والمرتكز الثاني كان الاهتمام بالجانب الجمالي من خلال زياراتنا للعديد من الدول التي تهتم بالجانب الجمالي للتصاميم، والجيل الحالي يهتم بشكل كبير بهذا الجانب، والذوق الجمالي هو المسيطر على التصاميم والألوان والبيئة والتقاسيم المختلفة، أما المرتكز الثالث فأردنا أن نوجد على مستوى سلطنة عمان قيمة إضافية للمشروع؛ لأنه ليس مشروعا عاديا، بل فيه قيمة استثمارية بكل الجوانب وهي قيمة علمية واجتماعية وقيمة اقتصادية وبيئية.
جهود خاصة للتصاميم
وأشار المعمري إلى أن كل التصاميم التي وضعت للسفاري هي بجهود خاصة، بعدما استشفينا الأفكار من خلال زياراتنا للحدائق الآسيوية والإفريقية والبحث في المواقع الإلكترونية، لذلك أردنا أن يكون هناك تنوع بين الجانب الأوروبي والإفريقي والآسيوي، لتلبية رغبات الزوار من مختلف الفئات العمرية، فاستجلبنا بعض الحيوانات المفترسة النادرة مثل الدب الروسي والنمر الأبيض ووضعناها في بيئة ملائمة مع وجود الأماكن الخاصة للتماسيح التي ستكون قريبة من الزوار.
توسع ومراحل
وقال خلفان المعمري: إن هناك توسعات كبيرة ومختلفة في المستقبل بـ"عالم سفاري إبراء" منها استراحات وملاهٍ ونُزل ومطاعم ومقاهٍ وحديقة مائية ومنطقة ألعاب و"سفاري" وما زلنا نحتاج إلى سنتين كاملتين لنستكمل الصورة النهائية للحديقة بكل أقسامها وتكويناتها.
وأوضح أن في المرحلة الأولى وخاصة في الافتتاح التجريبي، سيوفر المشروع فرص عمل لما يقارب الـ40 إلى 50 شابًا وشابة من الكوادر الوطنية بعضهم بدوام جزئي، والآخرون بدوام ثابت لإدارة مختلف المرافق، وعن التحديات التي واجهتها إدارة السفاري بولاية إبراء، أشار إلى أن مثل هذه الحدائق الكبيرة لابد أن تواجهها تحديات مختلفة سوى كانت لوجستية أو إدارية ونسعى للتغلب عليها، حيث كان أبرزها توفير الرعاية اللازمة والبيئة المناسبة لاستقرار الحيوان وبقائه على قيد الحياة خاصة مع وجود مجموعة منها من قارات العالم المختلفة، إضافة إلى توفير المكان المناسب لتقضي العائلة يوما كاملا من خلال توفير مكان متكامل به كافة المرافق والخدمات، مع إضافة الجانب الجمالي في التصاميم من مقاهٍ ومطاعم وساحات التنزه وإقامة عروض الحيوانات، لذلك سيكون "السفاري" ليس أقفاصا للحيوانات فقط، بل مكانا راقيا وملائما للعائلة والزوار لقضاء أوقات طويلة وهو نموذج سياحي فريد، وهناك طموح لتطوير الحديقة بشكل أكبر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بولایة إبراء سلطنة عمان من خلال
إقرأ أيضاً:
«المسرح العربي» .. نجاح بكل المقاييس
بعد أن احتفل المسرحيون العرب فـي مسقط بيوم المسرح العربي الذي يوافق العاشر من يناير من كلّ عام، مع انطلاق فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان المسرح العربي، عاد المشاركون الذين يقدّر عددهم بـ 500 مسرحي عربي قَدِموا من مختلف أنحاء العالم، وجاء توقيت موعد إقامة المهرجان مناسبا مع اعتدال درجات الحرارة، وتنشيط السياحة، متزامنًا مع إقامة بلدية مسقط فعاليات (ليالي مسقط)، وحين انتهت فعاليات المهرجان، عادوا إلى بلدانهم محمّلين باللبان الظفاري، والحلوى العمانية والتمور، والقهوة، والكتب، والأزياء الشعبية التقليدية، والكثير من الانطباعات التي نشروها فـي الصحافة العربية ومواقع التواصل الاجتماعي، وتحدّثوا فـيها عن نجاح الدورة التي أقامتها الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والجمعية العمانية للمسرح، وهي الدورة الرابعة التي تقام فـي دول الخليج (بعد قطر 2013، والشارقة 2014، والكويت 2016)، وعبّروا من خلال تلك المنشورات المدعومة بالصور، والفـيديوهات عن ارتياحهم لحُسن التنظيم، وجودة العروض، والندوات وحلقات العمل والحضور الجماهيري الذي لاقته العروض التي قدّمت فـي أكثر من مسرح، وحتى المسافات الفاصلة بين المسارح التي وُصِفت بالطويلة، وجد فـيها د.عصام السيد فـي مقاله (أيام فـي مسقط) فرصة سانحة لمشاهدة مسقط من خلال النظر من نافذة السيارة والتمتع بجمالها ومن تلك المشاهدات خرج بانطباع لخّصه بقوله: «لا عجب أن تفوز مسقط فـي كثير من الاستطلاعات والمناسبات كواحدة من أجمل العواصم فـي العالم بفضل مناظرها الطبيعية الساحرة والتطور الحضري المميّز مما يجعلها وجهة سياحية تجمع بين التاريخ والثقافة والجمال الطبيعي وصنفت كسادس أفضل عاصمة للسياح وثالث أجمل مدينة فـي العالم».
وهذه من أهم فوائد السياحة الثقافـية أو سياحة المؤتمرات، وسلطنة عمان تمتلك الكثير من المقوّمات التي تؤهّلها لذلك، فموقعها استراتيجي، ولها مكانة سياسية وحضارية وتاريخية وثقافـية، وقد رافقنا الضيوف داخل مسقط فـي سوق مطرح، والشواطئ الجميلة والنظيفة وخارجها، عندما أعدّت اللجنة المنظّمة رحلة سياحيّة إلى نزوى، وقلعتها الشامخة، والسوق الشعبي القديم، حيث وجدوا الحلوى العمانية والتمر بانتظارهم، قبل تناولهم وجبة تقليدية من المطبخ العماني، وقبل أن ينتقلوا إلى متحف (عمان عبر الزمان) فـي منح، وقد لاحظنا انبهارهم بكلّ ما شاهدوه، وخصوصا حسن الاستقبال الذي جرى على الطريقة التقليدية من خلال أداء (الرزحة)، والأغاني والرقصات الشعبية الترحيبية بالضيوف التي اختصرت الكثير من الكلام الذي يستحق أن يقال، فكل ما فـي سلطنة عُمان له خصوصية، وقد لمسوا هذه الخصوصية، من خلال هذه الجولات السياحية وكل هذه المقومات تجعل سلطنة عمان مؤهّلة لاحتضان مثل هذه المؤتمرات، وهذا ينعكس على الجانب الاقتصادي ويعزّز تأثير سلطنة عمان الإقليمي والدولي فـي عالم يتجه للسياحة لدعم الاقتصاد الوطني، وليس هذا فقط بل المردود الثقافـي، والذي لفت أنظار الجميع هو أن نسبة كبيرة من العاملين فـي تلك المرافق التي زاروها من المواطنين، يقول د. حمد العزري: «إن ما يميزنا فـي سلطنة عمان أن لدينا تاريخا أصيلا وعراقة وتراثا عميقا، وبيئة خصبة نقية ممتازة ومتنوعة وشعبا مضيافا والشعب هو رقم واحد».
وفـي النهاية نجاح التجربة سيشجّع القائمين عليها على استمرارها وستقام على مدار العام، خصوصا بعد الانتهاء من مشروع المسرح الوطني الذي سيبنى على مساحة 16 ألفا وحوالي 500 متر مربع ويضمُّ عدّة قاعات من المقرّر لها أن تستوعب الكثير من الأنشطة، وهذا من شأنه أن يدفع الحركة المسرحية العُمانية للأمام.
لقد حقّقت الدورة نجاحا بكلّ المقاييس، بشهادة المشاركين، وذلك بفضل الخطوات المدروسة، والتحضيرات المسبقة التي قام بها المسؤولون فـي وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والهيئة العربية للمسرح والجمعية العُمانية للمسرح، فقطف الجميع ثمار نجاح الدورة.
عبدالرزّاق الربيعي شاعر وكاتب عماني