لماذا تتبدّد السحب المنخفضة أثناء كسوف الشمس؟
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
يؤثر الكسوف على أشياء كثيرة على الأرض بما فيها سلوك الحيوانات والموجات الراديوية في الغلاف الجوي، كما يؤدي إلى تبدّد السحب المنخفضة.
ومع بدء الكسوف، تتلاشى الغيوم بسرعة. ووجد العلماء أن الغطاء السحابي الركامي (هي سحب شديدة الكثافة والضخامة) انخفض مع مرور ظل القمر فوق الأرض خلال الكسوف الحلقي عام 2005.
واقترح العلماء أن هذا الجانب الذي لم تتم دراسته كثيرا من كسوف الشمس يحتوي على دروس مهمة لجهود الهندسة الجيولوجية التي تهدف إلى حجب ضوء الشمس.
وقال فيكتور جيه إتش تريز، عالم الجيولوجيا في جامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا، إن كسوف الشمس يحدث في أي مكان من مرتين إلى خمس مرات سنويا، وتمنح هذه الأحداث فرصا رائعة لإجراء تحقيقات علمية. مضيفا أن كسوف الشمس هو تجارب فريدة من نوعها تسمح للباحثين بدراسة ما يحدث عندما يتم حجب ضوء الشمس بسرعة. "إنها مختلفة تماما عن دورة الليل والنهار العادية".
وعمل تريز وزملاؤه مؤخرا على تحليل بيانات الغطاء السحابي التي تم الحصول عليها خلال الكسوف الحلقي الذي حدث عام 2005، والذي كان مرئيا في أجزاء من أوروبا وإفريقيا. واستخرجوا الصور المرئية والأشعة تحت الحمراء التي تم جمعها بواسطة قمرين صناعيين مستقرين بالنسبة للأرض تديرهما المنظمة الأوروبية لاستغلال أقمار الأرصاد الجوية.
وركز الفريق على منطقة مربعة تمتد 5 درجات في كل من خطي العرض والطول وتتمركز فوق جنوب السودان، وبتتبعوا تطور السحابة لعدة ساعات قبل الكسوف، وأثناء الكسوف، ولعدة ساعات بعد ذلك.
وتأثرت السحب الركامية منخفضة المستوى بشدة بدرجة حجب الشمس. وبدأ الغطاء السحابي في التناقص عندما غطى نحو 15% من وجه الشمس، أي بعد نحو 30 دقيقة من بداية الكسوف. وبدأت السحب في العودة بعد نحو 50 دقيقة من الحد الأقصى للتعتيم.
وفي حين أن الغطاء السحابي النموذجي كان يحوم حول 40% في ظروف عدم الكسوف، فإن أقل من 10% من السماء كان مغطى بالسحب خلال فترة التعتيم القصوى، كما لاحظ الفريق.
إقرأ المزيد الكسوف الكلي القادم قد يحل لغزا غريبا حول الشمسوقال تريز: "على نطاق واسع، بدأت السحب الركامية تختفي".
وأوضح تريز أن درجة حرارة الأرض مهمة عندما يتعلق الأمر بالسحب الركامية، لأنها منخفضة بما يكفي لتتأثر بشكل كبير بكل ما يحدث على سطح الأرض.
وليس من المستغرب أن تنخفض درجات حرارة سطح الأرض مع تزايد حجب القمر لضوء الشمس.
وأشارت فيريندرا غات، عالمة الغلاف الجوي في مختبر أرغون الوطني في ليمونت بولاية إلينوي، والتي لم تشارك في البحث: "كنا نعلم أنه حتى التغيرات الصغيرة في الإشعاع الشمسي لها تأثير على درجة حرارة سطح الأرض".
وقدر العلماء أن الحد الأقصى للتغير في درجة حرارة سطح الأرض يبلغ نحو 6 درجات مئوية خلال كسوف عام 2005. ووجدوا أيضا أن درجة حرارة السطح انخفضت بالتزامن مع جزء الحجب، دون أي تأخير زمني كبير. وهذا يتفق مع الملاحظات التي تم إجراؤها خلال كسوفات الشمس الأخرى.
وخلص العلماء إلى أن الانخفاض الواضح في درجة حرارة سطح الأرض أثناء كسوف الشمس هو ما يدفع التغيرات في الغطاء السحابي الركامي.
وقالت غات إن هذا أمر منطقي، لأن السحب الركامية تتشكل عندما يرتفع الهواء الدافئ والرطب نسبيا من سطح الأرض، ويبرد، ويتكثف في النهاية على شكل قطرات سحابية. وتابعت أنه عندما تنخفض درجات حرارة سطح الأرض، يكون هناك تدرج أصغر في درجة الحرارة بالقرب من سطح الأرض، وبالتالي قوة أصغر تدفع الهواء المكون للسحب إلى الأعلى.
وتكشف التأخيرات التي لاحظها تريز وزملاؤه بين بداية الكسوف وعندما بدأت السحب في التبدد، وأيضا بين وقت التعتيم الأقصى وعندما بدأت السحب في العودة، عن ما يسمى بالطبقة الحدية، وهي أدنى مستوى من طبقات الغلاف الجوي الأرضي. وقال تريز إن كل واحد من هذه التأخرات له معنى مادي، "إنه يخبرنا بمدى سرعة ارتفاع الهواء".
المصدر: سبيس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الشمس الطاقة الشمسية ظواهر فلكية فيزياء كسوف الشمس معلومات عامة معلومات علمية حرارة سطح الأرض الغطاء السحابی السحب الرکامیة کسوف الشمس درجة حرارة
إقرأ أيضاً:
الحرارة في موسكو تسجل درجة قياسية لشهر يناير منذ 111 سنة
أعلن مركز "فوبوس" الروسي للأرصاد الجوية أن درجة الحرارة في موسكو يوم 27 يناير ارتفعت وحطمت الرقم القياسي لدرجات الحرارة الذي تم توثيقه.
وقال كبير الخبراء في المركز يفغيني تيشكوفيتس: "لم تشهد موسكو مثل هذا الطقس منذ 111 سنة، بالرغم من تساقط الأمطار فإن درجة الحرارة في المدينة كانت +3.3 درجة مئوية في الساعة الخامسة صباحا، وفي الساعة السادسة ارتفعت الحرارة لتصل إلى +3.5 درجة مئوية، في مثل هذا اليوم من عام 1914 وصلت درجة الحرارة القصوى إلى +3.0 درجة مئوية".
وأشار تيشكوفيتس إلى أن خبراء الأرصاد الجوية في مركز "فوبوس" يتوقعون أن ترتفع درجات الحرارة في موسكو بشكل أكبر اليوم الاثنين، وربما قد تصل إلى +6 درجات مئوية في بعض مناطق المدينة، وقال: "بدأ الأسبوع الأخير من شهر يناير في موسكو بدرجات حرارة تشبه درجات الحرارة التي تسجل في أبريل عادة، الحرارة الدافئة التي سجّلت يوم لاثنين قد تكون بداية لتسجيل درجات حرارة قياسية بالنسبة للمدينة