تأثرت المستوطنات الإسرائيلية الحدودية مع لبنان منذ بدء التصعيد للحرب الإسرائلية على قطاع غزة، وطالت الخسائر الناجمة عن فتح الجبهة الشمالية مع حزب الله قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة. تصعيد يوميٌ في القصف الصاروخي الموجه والمكثف من لبنان على طول الحدود الشمالية الإسرائيلية وقصف مِدفعي وجوي إسرائيلي يزداد عنفا في المقابل.

تفرض إسرائيل على واقع المنطقة الحدودية حالة من التكتم الشديد. ويظهر ذلك بوضوح في الطرقات المؤدية إلى كريات شمونة أهم وأكبر المدن الحدودية الشمالية، حيث تكاد تخلو الشوارع من المارة بشكل غير مسبوق، ويكسر الصمت تدفق الآليات العسكرية في وقت تحولت فيه أزقة المدن والبلدات الخاوية الى مواقع لتمركز الجنود وآلياتهم.

واقع أجبر الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ خطة بشكل مبكر للإجلاء الإلزامي لعشرات آلاف السكان من 28 بلدةً حدودية، مما أدى إلى تجميد ملامح الحياة، في منطقة لها أهميةٌ كبيرة في مجالات مختلفة كالزراعة، والصناعة، والسياحة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال في وقت سابق أنا كوني رئيس الوزراء في إسرائيل والحكومة كما أي حكومة إسرائيلية لا يمكننا أن نتحمل مع بقاء 80 أو 100 ألف نازح من الشمال، بات لدينا لاجئون داخل دولتهم وهذا مرفوض ولم يحدث من قبل".

وأفصحت السلطات الإسرائيلية مطلع فبراير/شباط الماضي عن تضرر أكثر من 500 منزل ومبنى ومتجر منذ بدء التصعيد. وتركزت الأضرار المباشرة في بلدة شلومي غربا وكريات شمونة بأصبع الجليل، التي يقول عمدتها إن كلفة صيانتها فقط بلغت نصف مليون شيكل (133 ألف دولار) شهريا، غير أنه يخشى الكلفة البشرية أكثر نتيجة للإصابات المباشرة والمتكررة.

وسط مخاوف سكان هذه البلدات الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان، كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية في تحقيق حديث لها عن نية العديد من النازحين بيع منازلهم في الشمال والانتقال بشكل نهائي إلى وسط إسرائيل.

خسائر زراعية غير مسبوقة

أُسست التجمعات السكانية الاستيطانية او ما يعرف "بالكيبوتسات" في هذه المناطق كتجمعات زراعية، ولم تعتد أن تصبح فارغة تماما على هذا النحو، حيث أجبر التصعيد على الجبهة أصحاب الأراضي كما المزارعين المحليين والعمال الأجانب على المغادرة.

أدى إخلاء مزارع الشمال والجنوب المتمثلة بمستوطنات غلاف غزة والنقب الغربي إلى تلف المحاصيل ووقف الإنتاج، مما شكل تهديدا فعليا للأمن الغذائي الإسرائيلي، اضطرت الحكومة لتعويضه بالاستيراد، وحمّلها ومواطنيها كلفة إضافية، جعلت من القطاع الذي استثمرت به طويلا أحد أكبر خسائرها.

المداجن وإنتاج البيض المتركزة بالشمال تعرضت لكارثة مضاعفة، بين توقف الإنتاج والاستهداف.

الأشهر الماضية شهدت أسوأ أداء للساحة (وكالة الأناضول) تجمد السياحة

أما قطاع السياحة الذي تعتمد عليه المنطقة بشكل أساسي، فقد تجمد بالكامل، وغدت مرافق جبل الشيخ السياحية الشهيرة خاوية من الزوار، إلا من المسؤولين والقادة العسكريين، الذين حولوا تلاله وسفوحه إلى مواقع عسكرية، نالت حصتها من القصف.

خبراء إسرائيليون باتوا يرون أن الكلفة العالية التي دفعتها إسرائيل حتى الآن قد لا تكون سوى نموذج مصغر في حال توسعت المواجهة شمالا كما يشير الواقع بالنسبة لهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

منافذ الشارقة الحدودية تؤكد جاهزيتها لاستقبال أكثر من 150 ألف مسافر خلال عيد الفطر

أكدت اللجنة التنظيمية للمنافذ والنقاط الحدودية في إمارة الشارقة، خلال اجتماعها الدوري الثالث لعام 2025 جاهزية الجهات التشغيلية في المنافذ الحدودية، بالتعاون مع الجهات المختصة، لاستقبال المسافرين خلال عطلة عيد الفطر المبارك واتخاذ الإجراءات والتدابير كافة لضمان انسيابية حركة الدخول والخروج في ظل توقعات بوصول عدد المسافرين عبر منافذ الإمارة البرية إلى أكثر من 150 ألف شخص خلال إجازة العيد.
وأشارت اللجنة إلى أنه سيتم افتتاح 6 مسارات جديدة بمنطقة الجوازات في منفذ خطمة ملاحة الحدودي قبل إجازة العيد بهدف تسهيل وتسريع إجراءات دخول المسافرين ليصبح إجمالي عدد المسارات المخصّصة للدخول بمنطقة الجوازات في المنفذ 14 مساراً مما سيسهم في تعزيز انسيابية الحركة وتقليل فترات الانتظار للمسافرين.
وناقشت اللجنة أحدث المستجدات والمشاريع الخاصة بتطوير المنافذ والنقاط الحدودية في الإمارة وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية، واطلعت على مؤشرات الأداء والخطط التشغيلية المعتمدة والجهود المبذولة من مختلف الجهات لاستقبال المسافرين خلال عطلة العيد.
وأكدت الجهوزية العالية لضمان عمليات عبور سلسة في منفذ خطمة ملاحة الحدودي إضافة إلى النقاط الحدودية في كل من مدينة دبا الحصن ومنطقة المدام.
وأعرب محمد إبراهيم الرئيسي مدير شؤون المنافذ والنقاط الحدودية رئيس اللجنة التنظيمية للمنافذ والنقاط الحدودية في الشارقة عن شكره وتقديره لأعضاء اللجنة على جهودهم لرفع كفاءة وجاهزية المنافذ والنقاط الحدودية بالإمارة، مشيدًا بالدعم المستمر من حكومة الشارقة لتطوير إجراءات العمل والارتقاء بالخدمات المقدمة عبر المنافذ الحدودية.
وأكد أن توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ودعمه المتواصل ركيزة أساسية في تعزيز عملية التطوير المستمرة، مما يسهم في رفع كفاءة عمل المنافذ وتعزيز الأمن والأمان في الإمارة.

أخبار ذات صلة شرطة أبوظبي توزع وجبات إفطار صائم في مدينة العين "دار جلوبال" تساهم بمليون درهم في حملة "وقف الأب" المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • الإيكونوميست تطلق تنبؤا “مرعبا” بشأن مستقبل إسرائيل: تتجه نحو كارثة غير مسبوقة
  • الخارجية: مصر تدين الهجوم الإرهابي على المناطق الحدودية النيجيرية الكاميرونية
  • "أوتشا": لبنان يشهد عدائيات إسرائيلية خطيرة وغير مسبوقة
  • منافذ الشارقة الحدودية تؤكد جاهزيتها لاستقبال 150 ألف مسافر خلال عيد الفطر
  • منافذ الشارقة الحدودية تؤكد جاهزيتها لاستقبال أكثر من 150 ألف مسافر خلال عيد الفطر
  • منافذ الشارقة الحدودية تؤكد جاهزيتها لاستقبال 150 ألف مسافر في عيد الفطر
  • خبير استراتيجي: الاحتجاجات الإسرائيلية لن تؤثر بشكل كبير على سياسات نتنياهو العسكرية في غزة
  • أحمد الياسري: الاحتجاجات الإسرائيلية لن تؤثر بشكل كبير على سياسات نتنياهو العسكرية في غزة
  • غزة الآن - 12 شهيدا في غارات إسرائيلية
  • أطباء بلا حدود تتهم إسرائيل بمنع المياه بشكل متعمد عن قطاع غزة