سادت حالة من الغضب الشعبى فى مركز أبوتشت بمحافظة قنا، إثر تأخر وزارة الصحة فى الوفاء بوعودها والإنتهاء من تجهيزات ومبان المستشفى الجديد الذى كان من المفترض أن يفتتح فى مارس 2023 جزئيا فى العيادات الخارجية، مع إعطاء أولوية لتزويد المبنى الجديد بمشرحة أو ثلاجة موتى جديدة بالإضافة الى مجموعة من الأجهزة والمعامل غير الموجودة من الأصل، وهو ما أودى بحياة العديد من المرضى لإفتقادهم للرعاية فى المستشفى بمختلف تخصصاتها بالإضافة الى حاجتهم للعوز وعدم إمتلاكهم للقدرة المادية على القيام بالأشعات والتحاليل المطلوبة منهم داخل المستشفى، بما فى ذلك عدم توافر أنابيب الأكسجين التى يحتاجها الأطفال لعمل جلسات إستنشاق خاصة فى موسم الشتاء والربيع حيث تزداد نسبة الإصابة بالربو حوالى 75% من بين أطفال وكبار السكان فى المركز مع تزايد تلوث الهواء وتفضيلهم لتدخين الشيشة وهو الأمر الذى ترتب عليه إنتشار حالات التدخين السلبى للأطفال داخل البيوت وإرتفاع أمراض الصدر وضيق التنفس بينهم.

افتتاح مستشفى أبو تشت خراب باسم التطوير 

 

تقرير عن الأجهزة المفتقدة فى مستشفى أبوتشت العام

وطبقا لتصريحات الدكتور حسام عبدالغفار للوفد فى الأول من فبراير 2024 عندما تم نشر ملف عن الإهمال الطبى بمستشفى أبوتشت العام والذى أودى بوفاة الطفلة “ قسم” نتيجة الإهمال الطبى الجسيم والحكم على الأطباء الثلاثة بالسجن 5 سنوات مع الشغل، وكذلك وفاة إمرأة نتيجة نسيان أحد الأطباء لفوطة داخل معدتها بعد إجراء عملية إزالة المرارة فى إحدى المراكز الخاصة المملوكة لنفس الطبيب بفرشوط، مما أصابها بالتسمم وتوفيت بعد مرور عام كامل من إجراءها للعملية تاركة 5 أطفال وبعد شد وجذب مع الطبيب المعالج وتهديده لأهل الضحية قبلوا بالتعويض والتنازل عن البلاغات المقدمة ضده لإحتياجهم للأموال من أجل الصغار.

ملف الوفد عن الإهمال الطبى بقنا وأبوتشت

ومع تزايد حالات الإهمال الطبى وعدم توافر الخدمات الطبية اللازمة من طوارىء وعدم توافر التجهيزات المطلوبة فى حجرة العمليات وعزوف مدير مستشفى أبوتشت عن الحضور الى مكتبه بحجة تخوفه من الإغتيال بسبب قضية ثأر عائلى، مع قيام معظم أطباء المستشفى وخاصة قسم الأطفال بإجازات بدون مرتب بحجة رعاية أطفالهم أو مرافقة أزواجهن خارج البلاد أو إستكمال دراساتهم العليا رغم وجودهم المنتظم داخل عياداتهم الخاصة، بالإضافة الى تحرير محاضر بمخالفات بعض هذه العيادات الخاصة وهو ما يدل على تدنى المستوى المهنى للأطباء المعالجين بالمستشفى ومضاعفة إفتقاد المستشفى للعنصر البشرى من الأطباء والتمريض والموظفين لإدارة المنظومة الطبية بمستشفى أبوتشت التى باتت عنوان أصيل للإهمال الطبى والمهنى.

العيادات والمراكز الخاصة تتاجر بألام المرضى مع إفتقاد مستشفى أبوتشت للأطباء والعلاج 

وعلى إثره َإضطرت أعداد المرضى الكبيرة بالمركز الى البجث عن بديل لمستشفى أبوتشت للحصول على الخدمات العلاجية فى المراكز الخاصة التى تتاجر بألامهم فى كفة أو مستشفى قنا العام و المستشفتين الجامعتين فى الكيلو 6 ومنطقة مرزوق فى كفة أخرى لإجارء العمليات الجراحية لحالتهم الحرجة مع تكبد العناء فى مشقة السفر الطويل، حيث تبعد مدينة قنا عن مركز أبوتشت أكثر من 200 كيلومتر بالإضافة الى المصاريف التى يتحملها أهل المريض والذى تتكرر زياراته ولجؤه الى البحث عن وساطة من أجل إتمام إجراءات العمليات والتحاليل والأشعات المطلوبة فى أسرع وقت، ويزداد عدد سكان مركز أبوتشت بشكل مضطر فقد بلغ مليون ونصف نسمة طبقا لإحصاء 2024 بما فيها باقى سكان محافظة قنا الذى يزيد تعداداها عن 3 ونصف مليون نسمة معظمهم سيدات وأطفال وسجلت أكبر زيادة فى المواليد على مستوى الجمهورية بنسبة 1،2% فى 2023.

منظار معهد الأورام خارج الخدمة لأكثر من شهرين

أما معهد أورام قنا حدث ولا حرج فقد باتت عمليات المناظير متوقفة لأكثر من شهرين بسبب تعطل جهاز المنظار الذى يتواجد عند وكيل الشركة الطبية والضامنة من أجل إصلاحه مما زاد من مشقة مرضى السرطان فى إستجداء إدارات مستشفى قنا العام والجامعة لإجراء عمليات المناظير المحددة فى يوم معين خلال الأسبوع لأخذ العينات. 

المريض عبدالرازق عبدالرحيم فى مستشفى الجامعة بقنا

ويقول بخيت عبدالرازق إبن أحد مرضى السرطان من مركز أبوتشت للوفد " لقد ذقنا المرار أنا وإخوتى ووالدى البالغ من العمر 84 عام فى جولاتنا الأسبوعية بين مستشفى الجامعة ومعهد السرطان والمستشفى العام وأحد المراكز الخاصة ولا حياة لمن ينادى وبعد تدخل الواسطة أجرينا منظار لتركيب دعامة مرارية فى مستشفى الجامعة ولم تعمل وزادت نسبة الصفرا بعدها من 21 الى 25 طبقا للتحاليل، مما أدى الى تأخر حالة والدى بشدة بعد الخروج وبعد إهمال الطبيب المعالج بالمستشفى لجأنا الى أحدج المراكز الخاصة لطبيب جراح بنفس المستشفى إلا أننا فضلنا العودة الى مستشفى الجامعة لمتابعة الحالة التى بدأها الأطباء هناك، فإذا بهم يفاجئونا بأن الحالة متأخرة ويجب علينا أن نأخذها خارج المستشفى مع الوضع فى الإعتبار أن العيد على الأبواب ولن يتواجد أحد لعمل منظار جديد وتركيب دعامة معدنية غير موجودة بالمستشفى أصلا، وأضاف بخيت متألما أنهم لجأوا الى أحد القيادات بالمحافظة التى لجأت الى مسؤولى وزارة التعليم العالى مما كان له وقع بتغير لهجة الأطباء وإعادة الإهتمام بالحالة وتوجيهنا الى القيام بخطوة علاجية خارج المستشفى لتصريف الصفرا وتحسن الحالة ثم العودة بعد العيد لإجراء منظار جديد!.

الوساطة تضغط لإنقاذ المرضى فى مستشفيات قنا والجامعة

وعلى الجانب الأخر عانت منى محمد من إرتفاع حرارتها وإصابتها بنزلة شعبية حادة وتروى للوفد رحلة معاناتها من إفتقاد مستشفى أبوتشت للخدمات، حيث إضطرت للذهاب الى مستشفى نجع حمادى الجديدة التى تبعد عن أبوتشت بأكثر من 40 كيلو متر للكشف على صدرها فقالوا لها أن تذاكر الكشف قد إنتهت مع مفاجأتها بعدم وجود عيادة باطنة فى المستشفى الجديد من الأساس!، فقامت بالذهاب الى مكتب مدير المستشفى الذى منعها الشخص الواقف أمام بابه من الدخول فقامت بالإتصال بشخصية قيادية للقيام بدور الوساطة والتى إتصلت مباشرة مع أحد مسؤولى وزارة الصحة الذى تواصل بدوره مع مدير مستشفى نجع حمادى الجديدة وتم نقلها الى مستشفى بهجورة المجاورة وتم بالفعل إحتجاز السيدة لمدة تزيد عن أسبوع حتى تعافت من مرضها.

كما نقل مصطفى سيد من أبوتشت أيضا معاناته للوفد واصفا ما واجهه من تكاسل وتباطوء الأطباء بالدهشة والإستغراب وذلك بعد إجراءه كافة التحاليل والأشعات المطلوبة منه بمستشفى الجامعة من أجل إجراء عملية فتاق حيث قالت له إحدى طبيبات عيادة الجراحة “ نحن لا نقوم بإجراء عمليات فى رمضان” وهو الأمر الذى دفع مصطفى الى كتابة شكوى رسمية فى مكتب المدير التنفيذى للمستشفى وتقديمه لطلب إجراء العملية على نفقة الدولة الى اللجنة الطبية التابعة لمجلس الوزراء والتى دفعت المستشفى لإجراء العملية للمريض مصطفى سيد على الفور.

مستشفى أبوتشت القديمة

وترتب على النقص الشديد فى الأطباء الذى يزيد عن ألف طبيب فى كافة وحدات ومستشفى مركز أبوتشت الذى يبلغ عدد قراه الرئيسية 36 قرية رئيسية بالإضافة الى أكثر من 150 تابع مع تراجع أعداد الممرضين والممرضات والعمالة الفنية المدربة لأكثر من 90% مع إرتفاع نسب الوفيات والذى يفوق القدرة الإستيعابية لثلاجة الموتى الوحيدة التى كانت ملحقة بالمستشفى القديم وتوقفها عن العمل منذ أكثر من شهر، بالإضافة الى عجز ثلاجة الموتى فى مستشفى الحميات بفرشوط عن إستيعاب كل هذا العدد من الوفيات مما جعل الأمر لا يتحمله السكان، ويأتى ذلك فى الوقت الذى إلتزمت فيه وزارة الصحة الصمت تجاه ما نشرته الوفد عدة مرات عن مشكلات عجز مستشفى أبوتشت القديمة بالقيام بالخدمات الطبية والعلاجية وتأخر إفتتاح مثيلتها الجديدة منذ 2015 والتى تم هدمها مع 6 مستشفيات عامة أخرى على مستوى محافظة قنا بحجة الإحلال والتطوير ولم تستطع إمكانات الوزارة بالوفاء بمثل هذه التجهيزات فى نفس الوقت، وهو ما دفع الأهالى فى مركز أبوتشت للجوء الى الوفد لإيصال إستغاثاتهم الى وزارة الصحة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أبوتشت قنا الإهمال الطبى بقنا وفاة الطفلة قسم مستشفي أبوتشت شمال قنا وزارة الصحة نقابة الأطباء ثلاجة الموتى المراکز الخاصة مستشفى الجامعة مستشفى أبوتشت الإهمال الطبى بالإضافة الى وزارة الصحة مرکز أبوتشت فى مستشفى من أجل

إقرأ أيضاً:

تحقيق: الصين تستخدم مستشفيات الأمراض النفسية لإسكات المعارضين

كشف تحقيق أجرته شبكة "بي بي سي" عن استخدام السلطات الصينية لمستشفيات الأمراض النفسية كوسيلة لإسكات المعارضين والمحتجين.

وأظهر التحقيق أن العشرات من الأشخاص قد أُدخلوا قسرا إلى تلك المستشفيات، حيث تلقوا علاجات نفسية دون موافقتهم، شملت أدوية مضادة للذهان وعلاجا بالصدمات الكهربائية.

من بين الحالات التي رصدها التحقيق، تشانغ جونجي، الذي كان يبلغ من العمر 17 عاما عندما قرر الاحتجاج ضد قوانين الحكومة الصينية. وخلال أيام، أُدخل إلى مستشفى للأمراض النفسية، حيث شُخّص بإصابته بمرض فصام الشخصية قسرا. تعرض جونجي للتقييد والضرب على أيدي العاملين في المستشفى، وأُجبر على تناول أدوية نفسية.

وبحسب التحقيق، فقد بدأت معاناة جونجي في عام 2022 بعد احتجاجه على سياسات الإغلاق الصارمة في الصين. يقول إنه تعرض لخداع من قبل والده، الذي استدعاه من الجامعة بالتعاون مع الشرطة، ليُنقل إلى المستشفى تحت ذريعة إجراء اختبار لفيروس كورونا. لكن في الواقع، تم احتجازه داخل مستشفى نفسي حيث قُيد إلى سرير، وأُجبر على تلقي العلاج النفسي لمدة 12 يوما.


بعد إطلاق سراحه، أُلقي القبض على جونجي مجددا بسبب نشره فيديو عبر الإنترنت أثناء احتفالات رأس السنة الصينية باستخدام الألعاب النارية، مخالِفاً بذلك حظر السلطات. تم احتجازه مرة أخرى في مستشفى للأمراض النفسية لمدة شهرين، حيث وصف له الأطباء أدوية مضادة للذهان، من بينها عقار "أريبيبرازول".

يؤكد جونجي أن الشرطة كانت تتابعه في منزله لضمان التزامه بتناول الأدوية. وخوفاً من تكرار احتجازه، قرر مغادرة الصين والهروب إلى نيوزيلندا، تاركا خلفه عائلته وأصدقاءه.

يشير التحقيق إلى أن جونجي ليس حالة فريدة، حيث أكدت "بي بي سي" أن 59 شخصا، بينهم ناشطون ومعارضون، قد تم إدخالهم قسرا إلى مستشفيات نفسية منذ عام 2013 بسبب آرائهم السياسية. ووثقت الشبكة شهادات من الضحايا وأقاربهم، بالإضافة إلى وثائق طبية ومحاكمية.

وتحدث ناشط آخر، جي ليجيان، عن تجربته القسرية عندما اعتُقل عام 2018 بسبب مشاركته في احتجاج لتحسين الأجور في مصنع، وفقا للتحقيق.

قال ليجيان إنه احتُجز في مستشفى نفسي لمدة 52 يوماً، حيث أُعطي أدوية مضادة للذهان، وعندما رفض تناولها، خضع للعلاج بالصدمات الكهربائية رغماً عنه. وصف ليجيان الألم بأنه كان “لا يُحتمل”، حيث فقد الوعي عدة مرات أثناء العلاج.

ورغم أن قانون الصحة العقلية الصيني لعام 2013 يهدف إلى منع الاحتجاز غير القانوني في المستشفيات النفسية، إلا أن الانتهاكات لا تزال مستمرة، حسب "بي بي سي". 

وينص القانون على أن دخول المستشفى للعلاج يجب أن يكون طوعياً، إلا في الحالات التي يشكل فيها المريض خطراً على نفسه أو الآخرين. لكن الشرطة الصينية تُتهم بإساءة استخدام القانون لتحويل المعارضين إلى مستشفيات نفسية دون رقابة كافية.

وقال هوانغ شيويه تاو، المحامي الذي ساهم في صياغة القانون، إن ضعف المجتمع المدني وغياب الضوابط يساهمان في تفاقم هذه الانتهاكات، موضحا أن السلطات المحلية، وخاصة الشرطة، تسعى إلى استخدام المستشفيات كأداة سهلة لتجنب المسؤولية القانونية.

دور الأطباء والمستشفيات
للتحقق من تورط الأطباء، أجرت "بي بي سي" مقابلات سرية مع أطباء يعملون في مستشفيات نفسية مرتبطة بهذه الانتهاكات. أكد أربعة من الأطباء أنهم تلقوا حالات محولة من الشرطة.

وقال أحد الأطباء إن المستشفى لديه تصنيف خاص يُطلق عليه "مثيرو المشاكل"، في إشارة إلى الأشخاص الذين يتم احتجازهم بسبب آرائهم السياسية.


وأوضح طبيب آخر أن الشرطة تراقب المرضى بعد إطلاق سراحهم لضمان تناولهم للأدوية، محذرة إياهم من العودة إلى المستشفى إذا خالفوا التعليمات.

وفي إحدى الحالات، كشفت وثائق طبية حصلت عليها "بي بي سي" أن ناشطا دخل المستشفى قسرا بسبب انتقاداته للحزب الشيوعي الصيني. وجاء في السجلات أن "انتقاد الحزب الشيوعي" كان سبب إدخاله إلى المستشفى.

محاولات للحصول على العدالة
يواجه الضحايا عقبات قانونية كبيرة في محاولة الحصول على العدالة. وأظهر التحقيق أن من بين 112 شخصا حاولوا مقاضاة السلطات الصينية بسبب احتجازهم القسري بين عامي 2013 و2024، فاز اثنان فقط بقضيتهما.

وتمارس السلطات الصينية رقابة مشددة على القضايا المتعلقة بهذه الانتهاكات، حيث اختفت عدة حالات من قاعدة بيانات المحاكم الصينية، وفقا للتحقيق.

وانتقد خبراء دوليون، بينهم رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي، إساءة استخدام المستشفيات النفسية لأغراض سياسية. ووصفوا هذه الممارسات بأنها انتهاك صارخ لحقوق الإنسان واستغلال سياسي للطب النفسي.

في المقابل، نفت الحكومة الصينية هذه الادعاءات، وأكدت أنها تعمل على تحسين آليات تطبيق القانون لضمان حماية حقوق المواطنين.

مقالات مشابهة

  • تحقيق: الصين تستخدم مستشفيات الأمراض النفسية لإسكات المعارضين
  • فى عيد الشرطة الـ73.. النقيب إسلام مشهور شهيد سطر ملحمة الواحات
  • معارك الاستقرار إقليميًا وداخليًا
  • هدنة محفوفة بالمخاطر!
  • «إيلون ماسك».. من أغنى رجل في العالم إلى «صداع مزمن»
  • رسالة لمناوى وجبريل ما تسقط الفاشر سقطت برلين
  • دنيا سمير غانم عايشة الدور
  • شعوب العصافير الملونة «الأخيرة»
  • يستعد للخروج من المستشفى.. سيف علي خان يتعافى من طعنة سكين خلال السطو على منزله
  • كائن حي يخرج من فم طفل يعاني من السعال.. فيديو