إفتتاح مستشفى أبوتشت سراب يراود المواطنين منذ 2015
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
سادت حالة من الغضب الشعبى فى مركز أبوتشت بمحافظة قنا، إثر تأخر وزارة الصحة فى الوفاء بوعودها والإنتهاء من تجهيزات ومبان المستشفى الجديد الذى كان من المفترض أن يفتتح فى مارس 2023 جزئيا فى العيادات الخارجية، مع إعطاء أولوية لتزويد المبنى الجديد بمشرحة أو ثلاجة موتى جديدة بالإضافة الى مجموعة من الأجهزة والمعامل غير الموجودة من الأصل، وهو ما أودى بحياة العديد من المرضى لإفتقادهم للرعاية فى المستشفى بمختلف تخصصاتها بالإضافة الى حاجتهم للعوز وعدم إمتلاكهم للقدرة المادية على القيام بالأشعات والتحاليل المطلوبة منهم داخل المستشفى، بما فى ذلك عدم توافر أنابيب الأكسجين التى يحتاجها الأطفال لعمل جلسات إستنشاق خاصة فى موسم الشتاء والربيع حيث تزداد نسبة الإصابة بالربو حوالى 75% من بين أطفال وكبار السكان فى المركز مع تزايد تلوث الهواء وتفضيلهم لتدخين الشيشة وهو الأمر الذى ترتب عليه إنتشار حالات التدخين السلبى للأطفال داخل البيوت وإرتفاع أمراض الصدر وضيق التنفس بينهم.
افتتاح مستشفى أبو تشت خراب باسم التطوير
تقرير عن الأجهزة المفتقدة فى مستشفى أبوتشت العام
وطبقا لتصريحات الدكتور حسام عبدالغفار للوفد فى الأول من فبراير 2024 عندما تم نشر ملف عن الإهمال الطبى بمستشفى أبوتشت العام والذى أودى بوفاة الطفلة “ قسم” نتيجة الإهمال الطبى الجسيم والحكم على الأطباء الثلاثة بالسجن 5 سنوات مع الشغل، وكذلك وفاة إمرأة نتيجة نسيان أحد الأطباء لفوطة داخل معدتها بعد إجراء عملية إزالة المرارة فى إحدى المراكز الخاصة المملوكة لنفس الطبيب بفرشوط، مما أصابها بالتسمم وتوفيت بعد مرور عام كامل من إجراءها للعملية تاركة 5 أطفال وبعد شد وجذب مع الطبيب المعالج وتهديده لأهل الضحية قبلوا بالتعويض والتنازل عن البلاغات المقدمة ضده لإحتياجهم للأموال من أجل الصغار.
ملف الوفد عن الإهمال الطبى بقنا وأبوتشتومع تزايد حالات الإهمال الطبى وعدم توافر الخدمات الطبية اللازمة من طوارىء وعدم توافر التجهيزات المطلوبة فى حجرة العمليات وعزوف مدير مستشفى أبوتشت عن الحضور الى مكتبه بحجة تخوفه من الإغتيال بسبب قضية ثأر عائلى، مع قيام معظم أطباء المستشفى وخاصة قسم الأطفال بإجازات بدون مرتب بحجة رعاية أطفالهم أو مرافقة أزواجهن خارج البلاد أو إستكمال دراساتهم العليا رغم وجودهم المنتظم داخل عياداتهم الخاصة، بالإضافة الى تحرير محاضر بمخالفات بعض هذه العيادات الخاصة وهو ما يدل على تدنى المستوى المهنى للأطباء المعالجين بالمستشفى ومضاعفة إفتقاد المستشفى للعنصر البشرى من الأطباء والتمريض والموظفين لإدارة المنظومة الطبية بمستشفى أبوتشت التى باتت عنوان أصيل للإهمال الطبى والمهنى.
العيادات والمراكز الخاصة تتاجر بألام المرضى مع إفتقاد مستشفى أبوتشت للأطباء والعلاج
وعلى إثره َإضطرت أعداد المرضى الكبيرة بالمركز الى البجث عن بديل لمستشفى أبوتشت للحصول على الخدمات العلاجية فى المراكز الخاصة التى تتاجر بألامهم فى كفة أو مستشفى قنا العام و المستشفتين الجامعتين فى الكيلو 6 ومنطقة مرزوق فى كفة أخرى لإجارء العمليات الجراحية لحالتهم الحرجة مع تكبد العناء فى مشقة السفر الطويل، حيث تبعد مدينة قنا عن مركز أبوتشت أكثر من 200 كيلومتر بالإضافة الى المصاريف التى يتحملها أهل المريض والذى تتكرر زياراته ولجؤه الى البحث عن وساطة من أجل إتمام إجراءات العمليات والتحاليل والأشعات المطلوبة فى أسرع وقت، ويزداد عدد سكان مركز أبوتشت بشكل مضطر فقد بلغ مليون ونصف نسمة طبقا لإحصاء 2024 بما فيها باقى سكان محافظة قنا الذى يزيد تعداداها عن 3 ونصف مليون نسمة معظمهم سيدات وأطفال وسجلت أكبر زيادة فى المواليد على مستوى الجمهورية بنسبة 1،2% فى 2023.
منظار معهد الأورام خارج الخدمة لأكثر من شهرين
أما معهد أورام قنا حدث ولا حرج فقد باتت عمليات المناظير متوقفة لأكثر من شهرين بسبب تعطل جهاز المنظار الذى يتواجد عند وكيل الشركة الطبية والضامنة من أجل إصلاحه مما زاد من مشقة مرضى السرطان فى إستجداء إدارات مستشفى قنا العام والجامعة لإجراء عمليات المناظير المحددة فى يوم معين خلال الأسبوع لأخذ العينات.
المريض عبدالرازق عبدالرحيم فى مستشفى الجامعة بقناويقول بخيت عبدالرازق إبن أحد مرضى السرطان من مركز أبوتشت للوفد " لقد ذقنا المرار أنا وإخوتى ووالدى البالغ من العمر 84 عام فى جولاتنا الأسبوعية بين مستشفى الجامعة ومعهد السرطان والمستشفى العام وأحد المراكز الخاصة ولا حياة لمن ينادى وبعد تدخل الواسطة أجرينا منظار لتركيب دعامة مرارية فى مستشفى الجامعة ولم تعمل وزادت نسبة الصفرا بعدها من 21 الى 25 طبقا للتحاليل، مما أدى الى تأخر حالة والدى بشدة بعد الخروج وبعد إهمال الطبيب المعالج بالمستشفى لجأنا الى أحدج المراكز الخاصة لطبيب جراح بنفس المستشفى إلا أننا فضلنا العودة الى مستشفى الجامعة لمتابعة الحالة التى بدأها الأطباء هناك، فإذا بهم يفاجئونا بأن الحالة متأخرة ويجب علينا أن نأخذها خارج المستشفى مع الوضع فى الإعتبار أن العيد على الأبواب ولن يتواجد أحد لعمل منظار جديد وتركيب دعامة معدنية غير موجودة بالمستشفى أصلا، وأضاف بخيت متألما أنهم لجأوا الى أحد القيادات بالمحافظة التى لجأت الى مسؤولى وزارة التعليم العالى مما كان له وقع بتغير لهجة الأطباء وإعادة الإهتمام بالحالة وتوجيهنا الى القيام بخطوة علاجية خارج المستشفى لتصريف الصفرا وتحسن الحالة ثم العودة بعد العيد لإجراء منظار جديد!.
الوساطة تضغط لإنقاذ المرضى فى مستشفيات قنا والجامعةوعلى الجانب الأخر عانت منى محمد من إرتفاع حرارتها وإصابتها بنزلة شعبية حادة وتروى للوفد رحلة معاناتها من إفتقاد مستشفى أبوتشت للخدمات، حيث إضطرت للذهاب الى مستشفى نجع حمادى الجديدة التى تبعد عن أبوتشت بأكثر من 40 كيلو متر للكشف على صدرها فقالوا لها أن تذاكر الكشف قد إنتهت مع مفاجأتها بعدم وجود عيادة باطنة فى المستشفى الجديد من الأساس!، فقامت بالذهاب الى مكتب مدير المستشفى الذى منعها الشخص الواقف أمام بابه من الدخول فقامت بالإتصال بشخصية قيادية للقيام بدور الوساطة والتى إتصلت مباشرة مع أحد مسؤولى وزارة الصحة الذى تواصل بدوره مع مدير مستشفى نجع حمادى الجديدة وتم نقلها الى مستشفى بهجورة المجاورة وتم بالفعل إحتجاز السيدة لمدة تزيد عن أسبوع حتى تعافت من مرضها.
كما نقل مصطفى سيد من أبوتشت أيضا معاناته للوفد واصفا ما واجهه من تكاسل وتباطوء الأطباء بالدهشة والإستغراب وذلك بعد إجراءه كافة التحاليل والأشعات المطلوبة منه بمستشفى الجامعة من أجل إجراء عملية فتاق حيث قالت له إحدى طبيبات عيادة الجراحة “ نحن لا نقوم بإجراء عمليات فى رمضان” وهو الأمر الذى دفع مصطفى الى كتابة شكوى رسمية فى مكتب المدير التنفيذى للمستشفى وتقديمه لطلب إجراء العملية على نفقة الدولة الى اللجنة الطبية التابعة لمجلس الوزراء والتى دفعت المستشفى لإجراء العملية للمريض مصطفى سيد على الفور.
مستشفى أبوتشت القديمةوترتب على النقص الشديد فى الأطباء الذى يزيد عن ألف طبيب فى كافة وحدات ومستشفى مركز أبوتشت الذى يبلغ عدد قراه الرئيسية 36 قرية رئيسية بالإضافة الى أكثر من 150 تابع مع تراجع أعداد الممرضين والممرضات والعمالة الفنية المدربة لأكثر من 90% مع إرتفاع نسب الوفيات والذى يفوق القدرة الإستيعابية لثلاجة الموتى الوحيدة التى كانت ملحقة بالمستشفى القديم وتوقفها عن العمل منذ أكثر من شهر، بالإضافة الى عجز ثلاجة الموتى فى مستشفى الحميات بفرشوط عن إستيعاب كل هذا العدد من الوفيات مما جعل الأمر لا يتحمله السكان، ويأتى ذلك فى الوقت الذى إلتزمت فيه وزارة الصحة الصمت تجاه ما نشرته الوفد عدة مرات عن مشكلات عجز مستشفى أبوتشت القديمة بالقيام بالخدمات الطبية والعلاجية وتأخر إفتتاح مثيلتها الجديدة منذ 2015 والتى تم هدمها مع 6 مستشفيات عامة أخرى على مستوى محافظة قنا بحجة الإحلال والتطوير ولم تستطع إمكانات الوزارة بالوفاء بمثل هذه التجهيزات فى نفس الوقت، وهو ما دفع الأهالى فى مركز أبوتشت للجوء الى الوفد لإيصال إستغاثاتهم الى وزارة الصحة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أبوتشت قنا الإهمال الطبى بقنا وفاة الطفلة قسم مستشفي أبوتشت شمال قنا وزارة الصحة نقابة الأطباء ثلاجة الموتى المراکز الخاصة مستشفى الجامعة مستشفى أبوتشت الإهمال الطبى بالإضافة الى وزارة الصحة مرکز أبوتشت فى مستشفى من أجل
إقرأ أيضاً:
الحوض المرصود
منذ زمن بعيد ارتبط اسم مستشفى الحوض المرصود عند المصريين بعلاج الأمراض الجلدية، بجميع أنواعها، كما ارتبط أيضا بالأساطير التى نسجت حول الحوض أو التابوت الذى سُميت على اسمه أشهر مستشفيات الجلدية فى مصر.
بعيدا عن الأزمات التى يمر بها المواطن المصرى من ارتفاع جنونى فى أسعار كل شىء بدءا من الاكل والشرب والخدمات العامة من كهرباء ومياه وبنزين ومواصلات وحتى الأدوية التى تضاعفت اسعارها وأصبح الحصول عليها صعب المنال، فإن الحوض المرصود من الأشياء الجميلة التى مازالت تمنح الأمل للغلابة فى الحصول على خدمات طبية عظيمة بأرخص الاسعار.
حكى لى صديق عزيز تجربة ابنه مع مستشفى الحوض المرصود (أقدم مستشفى متخصص للأمراض الجلدية فى مصر والشرق الأوسط)، الذى يقع فى منطقة بركة الفيل فى حى السيدة زينب قائلا: إنه كان يبحث عن طبيب امراض جلدية متخصص أو مركز لعلاج عيوب الوجه بالليزر ناتجة عن حب الشباب، ليجد أن الجلسة الواحدة تصل إلى أكثر من ألف جنيه، وأن ابنه توجه إلى مستشفى الحوض المرصود، وكانت المفاجأة أن العلاج مجانى، وأنه بدأ بالفعل فى إجراء أول جلسة ليزر، لكن الأجمل أنه بعد هذه الجلسة حصل أيضا على وجبة طعام مجانية تحتوى على الفيتامينات التى يحتاجها المريض فى مثل هذه الحالات.
وعلمتُ أن وراء هذه المنظومة الطبية الناجحة يقف الدكتور أحمد صادق مدير عام المستشفى ومعه فريق عمل متفان من الأطباء والتمريض والعاملين، ومن ورائهم الدكتور حمودة الجزار رئيس قطاع الشئون الصحية بمحافظة القاهرة.
الشكوى الوحيدة التى يعانى منها المترددون على الحوض المرصود هى الزحام الشديد للحصول على الخدمات، التى من أهم أسبابها الشهرة الكبيرة والثقة الشديدة فى المستشفي، التى جعلت كثيرا من المرضى يفدون إليها من شتى أنحاء الجمهورية بأعداد تصل يوميا إلى ٦ آلاف مريض، رغم وجود حوالى ١٦ مستشفى متخصصًا فى الأمراض الجلدية بالمحافظات.
لكن يظل الحوض المرصود المرجعية الاولى للأمراض الجلدية هو الاقدم والاعرق والاكثر شهرة، ويكفى أن نعلم أن عمر هذا المستشفى اقدم من بعض الدول فى المنطقة فقد انشئ قبل ١٢١ عاما ومازال قادرًا على التطور والعطاء.
إن هذا الصرح الطبى يقدم خدماته من خلال 6 اقسام و44 عيادة، وفى إطار تطوير الخدمات تم مؤخرا اضافة جهاز التشخيص المبكر لسرطان الجلد، يتم من خلاله مسح كامل للجسم وتحديد الاصابة والبدء فى العلاج وهو ما يسهم فى تقليل فرصة انتشاره وفى الحالات الصعبة يقوم بتحويلها الى مستشفيات الأورام.
كل الشكر والتقدير للقائمين على هذا الصرح الطبى وأتمنى ألا يصل إليه قطار الخصخصة ليظل قبلة للغلابة من مرضى الجلدية.