محكمة أوروبية تدين فرنسا لظروف العيش في مخيمات عملائها الجزائريين
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
دانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، السلطات الفرنسية، بسبب ظروف العيش “المخالفة لاحترام الكرامة البشرية” في مخيمات استقبال من يسمون ب”الحركيين” الذين قضوا فيها سنوات بعد إجلائهم من الجزائر في الستينات والسبعينات.
والحركيون تسمية تطلقها السلطات الفرنسية على الجزائريين الذين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي ضد “الثوار” الجزائريين خلال حرب التحرير الجزائرية.
وذكرت مونتي كالو الدولية، أن القرار جاء بناء على شكوى رفعها خمسة مواطنين فرنسيين ولدوا بين العامين 1957 و1967، وهم أبناء حركيين من أصول جزائرية قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر التي امتدت من سنة 1954 إلى 1962.
ووصل أربعة من المدعين إلى فرنسا خلال فترة استقلال الجزائر في العام 1962، أو وُلدوا في فرنسا في السنوات التالية وعاشوا في مخيمات استقبال للحركيين، خصوصاً مخيم بياس في منطقة “لو إيه غارون” حتى عام 1975.
وقدم هؤلاء طعونا مختلفة تتعلق بأوضاعهم المعيشية في هذا المخيّم، مشيرين بشكل خاص إلى احتجازهم وفتح بريدهم من قبل إدارة المخيّم وإعادة تخصيص المخصّصات الاجتماعية المستحقة لأسرهم إلى مصاريف المخيم، وتعليمهم في مدرسة داخلية في المكان وذلك خارج نظام التعليم العام.
ورأت المحكمة المكلفة بضمان الامتثال للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، “أن الظروف المعيشية اليومية لسكان مخيم بياس، الذي كان مقدمو الطلبات جزءًا منه، لم تكن متوافقة مع احترام الكرامة الإنسانية وكانت مصحوبة أيضًا بالاعتداءات على الحريات الفردية”.
وسبق للمحاكم الإدارية الفرنسية أن اعتبرت أنّ الدولة مسؤولة عن الخطأ في هذا الإطار، بينما دفعت لهم الدولة الفرنسية 15 ألف يورو كتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم.
وألزمت المحكمة فرنسا بدفع أكثر من 19500 يورو إلى المتقدّمين الأربعة الذين يتحدّرون من العائلة نفسها، بما يتناسب مع الوقت الذي أمضوه في المخيم.
وكان الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة قد وصف الحركيين عام 2000 بأنهم “عملاء”، منتقدا في الوقت ذاته ظروف إيوائهم في فرنسا ورافضا عودتهم إلى الجزائر.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الجيش الفرنسي الحركيين
إقرأ أيضاً:
لافروف يوجه اتهاما إلى فرنسا بشأن أوكرانيا
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، فرنسا بالسعي إلى إقامة حوار مع روسيا "حول المسألة الأوكرانية" من دون مشاركة كييف.
وما انفكّت الدول الغربية، الحريصة على وحدة صفوفها في الدعم المقدّم إلى كييف، تردّد أن ما من قرار يمكن اتّخاذه من دون علم كييف ومشاركتها.
وصرّح سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي اليوم "لن أخوض في التفاصيل كي لا أخيّب ظنّ أيّ كان، لكن الزملاء الفرنسيين أطلقوا في عدّة مناسبات نداءات عبر قنوات سرّية مفادها: دعونا نساعدكم، فلنقم حوارا حول المسألة الأوكرانية، وذلك من دون أوكرانيا".
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه "بكلّ بساطة حوار حول المسألة الأوكرانية، خلافا لما انفكّ الغرب يردّده أن ما من كلام عن أوكرانيا بدون أوكرانيا".
وقال لافروف "نحن لم نرفض"، مؤكّدا أن المسؤولين الروس "مستعدّون للإصغاء".
ولم يكشف سيرغي لافروف متى حدث هذا التواصل وعلى أيّ مسائل يتمحور تحديدا.
وردّا على هذه التصريحات، قال مصدر في الخارجية الفرنسية إن "السلطات الروسية عهدت إطلاق تصريحات في غير محلّها. وإن أرادت روسيا السلام، فيعود لها وحدها أن تضع حدّا" للأزمة.
وأردف "كما تردّد فرنسا، منذ بداية الحرب، يعود لأوكرانيا أن تحدّد التوقيت والظروف التي تريدها لإطلاق مسار مفاوضات. وقد اقترحت أوكرانيا صيغة سلام تؤيّدها فرنسا. ولن يكون السلام المبرم من دون الأوكرانيين سلاما دائما في أيّ حال".
ومع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تسري تكهّنات متنامية حول احتمال إطلاق مفاوضات سلام لإنهاء الأزمة الدائرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022.
وقد تعهّد الرئيس الجمهوري المنتخب، الذي سبق له أن تولّى رئاسة الولايات المتحدة بين 2017 و2021، في أكثر من مناسبة، بإعادة السلام إلى أوكرانيا "في خلال 24 ساعة" ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار" ومحادثات.