إجلاء الآلاف من منطقة الأورال الروسية بعد انهيار سد
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
أجلت السلطات الروسية نحو 4500 شخص من منطقة غمرتها الفيضانات بعد انهيار سد، الجمعة، في منطقة أورينبورغ الروسية بجبال الأورال، وفق ما ذكرت السلطات الإقليمية التي أكدت أن الفيضانات اجتاحت 9 مناطق.
وأشارت السلطات إلى أن "المياه غمرت" ما يزيد قليلا على 6 آلاف منزل في هذه المنطقة الواقعة قرب الحدود مع كازاخستان.
وأعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توجيهات لوزير الطوارئ ألكسندر كورينكوف بالتوجه إلى المنطقة، وفق ما صرح مساء المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.
من جانبه، أوضح الحاكم الإقليمي دنيس باسلر أنه سيتم نقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم "إلى مراكز إقامة موقتة"، معلنا مساعدات مالية استثنائية، وأكد أن الوضع في المنطقة صعب وأن حجم الأضرار كبير.
بدوره، قال رئيس بلدية أورينبورغ الروسية اليوم الأحد إن وضع الفيضانات في المدينة لا يزال "حرجا"، وإن منسوب المياه سيستمر في الارتفاع في الأيام المقبلة.
في الأثناء، ذكرت وكالات أنباء روسية أن مصفاة أورسك للنفط علقت العمل اليوم الأحد بعد أن تضرر سد في المدينة مساء الجمعة إثر الفيضانات التي ضربت منطقة أورينبورغ.
وأشارت وكالة الإعلام الروسية إلى أن تعليق العمليات يهدف إلى تجنب المخاطر البيئية.
وتأتي هذه الفيضانات الكبيرة غداة انهيار سد، الجمعة، في مدينة أورسك الواقعة على الحدود مع كازاخستان المجاورة، وفق ما أوضحت النيابة العامة التي تتابع الملف.
والسد الذي انهار جزئيا، تم تصميمه بحيث يكون ارتفاعه مساويا لمنسوب نهر الأورال الكبير في المنطقة، أي 5.5 أمتار، لكن منسوب النهر ارتفع حاليا إلى 9.6 أمتار جراء ذوبان الثلوج، بحسب السلطات الإقليمية.
وقال رئيس بلدية مدينة أورينبورغ سيرغي سالمين إن "منسوب مياه نهر الأورال سيواصل الارتفاع"، محذّرا من أنه قد "يبلغ مستوى حرجاً". وحث "الجميع على أن يغادروا فورا منازلهم الواقعة في المنطقة التي غمرتها المياه"، قبل اللجوء إلى "القوة" لإلزامهم بالقيام بذلك.
وتأثرت كازاخستان، المتاخمة لروسيا، كذلك بالفيضانات الناجمة عن ذوبان الثلوج، مما دفع الرئيس قاسم جومارت توكاييف إلى إلقاء كلمة متلفزة أمس السبت تحدث فيها عن "كارثة طبيعية" وصفها بأنها "على الأرجح الأكبر من حيث الحجم والعواقب خلال الأعوام الـ80 الماضية".
وأعلن رئيس كازاخستان إعلان حالة طوارئ في "10 مناطق في البلاد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات
إقرأ أيضاً:
الفيضانات والعواصف تتسبب في معاناة أكثر من 400 ألف شخص بأوروبا عام 2024
أفاد تقرير بأن العواصف والفيضانات المدمرة التي اجتاحت أوروبا العام الماضي أثرت على 413 ألف شخص، حيث أدى تلوث الوقود الأحفوري الى معاناة القارة في أكثر أعوامها حرارة على الإطلاق.
وكان المثالان الأكثر تدميرا هما الفيضانات التي اجتاحت وسط أوروبا في سبتمبر وشرق إسبانيا في أكتوبر، والتي تسببت في أكثر من 250 حالة وفاة من أصل 335 حالة وفاة ناجمة عن الفيضانات تم تسجيلها في جميع أنحاء القارة في عام 2024.
وتوصلت دراسات سابقة إلى أن الكوارث أصبحت أقوى وأكثر احتمالا بسبب الاحتباس الحراري العالمي، الذي يسمح للسحب بضرب الأرض بمزيد من الأمطار.
وقالت سيليست ساولو، المديرة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن “كل جزء إضافي من الدرجة” في ارتفاع درجة الحرارة له أهميته، ولكن المجتمعات يجب أن تتكيف أيضًا مع عالم أكثر حرارة.
وأضافت : “إننا نحرز تقدمًا، لكننا بحاجة إلى المضي قدمًا بوتيرة أسرع، وعلينا أن نسير معًا”.
ضغط حراري قوي
ووجد التقرير، الذي نشرته الثلاثاء خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن عدد الأيام التي شهدت “ضغطا حراريا قويا” و”قويا للغاية” و”شديدا للغاية” كانت جميعها ثاني أعلى عدد على الإطلاق.
شهد جنوب شرق أوروبا أطول موجة حرّ مُسجّلة في يوليو 2024، حيث اجتاحت أكثر من نصف المنطقة لمدة 13 يومًا متتاليًا، بينما ساهمت الحرارة المرتفعة في جميع أنحاء القارة في حرائق غابات مُدمّرة أثّرت على 42 ألف شخص، وفقًا للتقرير. ونتج حوالي ربع المساحة المُحترقة في أوروبا العام الماضي عن حرائق غابات مُدمّرة في البرتغال في سبتمبر ، والتي أحرقت حوالي 110 آلاف هكتار في أسبوع واحد.
الألم الذي يعاني منه سكان أوروبا
قالت فريدريك أوتو، عالمة المناخ في إمبريال كوليدج لندن والرئيسة المشاركة لمؤسسة World Weather Attribution، والتي لم تشارك في الدراسة، إن التقرير “يكشف عن الألم الذي يعاني منه سكان أوروبا بالفعل بسبب الطقس المتطرف” عند 1.3 درجة مئوية من الانحباس الحراري العالمي فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وأضافت “نحن في طريقنا إلى بلوغ درجة الحرارة 3 درجات مئوية بحلول عام 2100. يكفي أن تتذكر فيضانات إسبانيا ، أو حرائق البرتغال، أو موجات الحر الصيفية العام الماضي لتعرف مدى الدمار الذي سيلحقه هذا المستوى من الاحترار”.
سلط مؤلفو التقرير الضوء على تباين “غير مألوف” بين غرب أوروبا وشرقها، حيث يميل الغرب إلى الرطوبة والغيوم، بينما يميل الشرق إلى الدفء والشمس. وغلبت تدفقات الأنهار على الدول الغربية، بينما كانت أقل من المتوسط في الدول الشرقية.
وفي عدة أشهر من العام الماضي، سجل نهر التايمز في المملكة المتحدة ونهر اللوار في فرنسا أعلى مستويات تدفق لهما منذ 33 عامًا، وفقًا للتقرير.
ارتفاع في درجات الحرارة شمال الدائرة القطبية الشمالية
شهدت الأنهار الجليدية في جميع المناطق فقدانًا صافيًا للجليد، حيث فقدت الأنهار الجليدية في الدول الاسكندنافية وسفالبارد كتلةً أكبر من أي وقت مضى، وفقًا للتقرير.
كما لاحظ المؤلفون ارتفاعًا في درجات الحرارة شمال الدائرة القطبية الشمالية، وأعلى درجة حرارة لسطح البحر سُجلت في البحر الأبيض المتوسط.
وقالت فرويلا بالميرو، عالمة المناخ في المركز الأورومتوسطي لتغير المناخ، والتي لم تشارك في التقرير، إن الظواهر الجوية المتطرفة “لا تؤثر بشكل مباشر على أنظمتها البيئية فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا في أنماط الطقس التي تؤثر على أوروبا بأكملها”.
ترتفع درجة حرارة أوروبا بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي، لكنها خفضت التلوث المسبب لاحتباس الحرارة على كوكب الأرض أسرع من غيرها من الاقتصادات الكبرى.
ويخطط الاتحاد الأوروبي للوصول إلى صافي انبعاثات غازات الدفيئة صفر بحلول عام 2050، ومن المتوقع أن يعلن أيضًا عن هدف خفض صافي الانبعاثات بنسبة 90% بحلول عام 2040 في وقت لاحق من هذا العام.
وقال توماس جيلين، أحد نشطاء المناخ في منظمة السلام الأخضر بالاتحاد الأوروبي، إن التقرير أظهر أن السياسيين فشلوا في محاسبة شركات الوقود الأحفوري ووقف توسع أعمالها الملوثة.
قال: “الأجزاء الوحيدة في أوروبا التي لم تُستنزف بالكامل تجرفها الفيضانات. يجب على الاتحاد الأوروبي تحديث أهدافه المناخية بشكل عاجل لتعكس الواقع العلمي، ووقف مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة كخطوة أولى نحو التخلص التدريجي الكامل منها”.