مخيم البريج… منازل لم يبق منها إلا الحجارة وأحياء بلا معالم
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
دمار وخراب كبير يعم مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث حول الاحتلال الإسرائيلي المنازل إلى أكوام من الحجارة.. جميع الأحياء تلاشت معالمها وباتت ركاماً تنتشر منه رائحة الموت، هذه حال المخيم جراء عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع منذ أكثر من ستة أشهر كما يصفها بكر العواودة لمراسل سانا.
ويقول العواودة: “دمر الاحتلال كامل الأحياء الشرقية في المخيم والتي كانت تضم آلاف المنازل، جرافاته دفنت الشهداء تحت أنقاض المنازل ولم تسمح قواته للطواقم الطبية بانتشالهم لدفنهم، آلياته العسكرية فتحت شوارع واسعة في قلب المخيم بعد أن هدمت المنازل، كما جرفت مساحات زراعية شاسعة واقتلعت أشجار الزيتون والحمضيات”.
وعلى مقربة من الحجارة التي كانت منزل العواودة يجلس محمود أبو حلو على حطام منزله متحدثا بحسرة: “لم نعرف معالم المخيم.. حتى حدود منزلي تعرفت عليها بصعوبة جراء الدمار.. في هذا المكان الذي يقع في محيط منطقة المدارس شرق المخيم كانت هناك جثامين لثلاثة شهداء بينهم فتاة ملقاة على الأرض نهشتها الكلاب الضالة إذ بقيت لفترة طويلة ولم يسمح الاحتلال بانتشالها.. لا غذاء ولا مياه ولا كهرباء ولا اتصالات.. القصف طال المدارس والعيادات والمراكز الطبية أيضاً، فالاحتلال دمر البنية التحتية في المخيم بالكامل فضلاً عن أن أحداً لا يستطيع الحركة هنا فطائرات الاحتلال المسيرة تستهدف كل من يتحرك في المخيم”.
ولم يكتف الاحتلال بنشر الخراب في المخيم، بل دمر جميع المناطق الواقعة شرقه وحولها إلى كومة أنقاض دفن معها ذكريات اللاجئين الفلسطينيين في المخيم والتي يزيد عمرها على 70 عاماً كما يقول اللاجئ فيصل النباهين الذي أوضح أن الاحتلال دمر أكثر من 2000 منزل شرق المخيم في منطقة تمتد من جحر الديك شمالاً حتى مخيم المغازي جنوباً.
محمد أبو مراحيل يروي مأساة أهالي جحر الديك بالقول: “المنطقة كانت غنية بالموارد الطبيعية وتعد سلة غذاء لوسط القطاع لكن الاحتلال دمرها.. أكثر من 60 بناء سكنياً متعدد الطوابق سويت بالأرض، ولم يعد هناك منازل صالحة للسكن في المنطقة، الاحتلال ارتكب فظائع أباد فيها عائلات بأكملها.. حالنا كحال كل مناطق القطاع، والسؤال متى سيتحرك ضمير الإنسانية لوقف حرب الإبادة.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: فی المخیم
إقرأ أيضاً:
لعبة الموت وصرخات الأبرياء.. إلقاء الحجارة على القطارات «جريمة» تهدد الأرواح
في وطنٍ يركض على قضبان الأمل، يتحوّل قطار الحياة أحيانًا إلى مسرح للرعب، حجر يُلقى فجأة من العدم، لا يحمل فقط وزنه، بل يحمل رسالة صادمة تعلو بها صرخات الأبرياء، مؤكدة أن السلامة صارت في مهبّ الريح، إذ كان كل شيء يسير كالمعتاد، قطار ينطلق، ركاب يتبادلون النظرات والأحاديث العابرة، وسكة حديد تمتد بثقة في قلب الطريق، لكن في لحظة، يأتي صوت الارتطام من حجر مجهول المصدر ليضرب نافذة القطار، لا يطرق الزجاج فقط، بل يطرق أبواب الخطر في عقول الجميع، وليست هذه مجرد «مقالب صبيانية»، بل سلسلة من الحوادث المتكررة التي تهدد أرواحًا بريئة، تُربك مسارات، وتُظهر خللاً خطيرًا في الوعي، وتكشف عن واقع مؤلم خلف النوافذ المهشّمة.
وفي هذا التحقيق، نحمل العدسة وننزل إلى عمق ظاهرة إلقاء الحجارة على القطارات، لنرصد، ونحلل، ونسأل عن العواقب والدوافع النفسية لمن يرتكب هذا الفعل، محاولين معرفة سبل التوعية بضرورة الحفاظ على المال العام.
رشق الحجارة على القطارات.. عبث قاتل وعقاب لا يرحممن جانبه، قال أيمن محفوظ، المحامي بالنقض والإدارية والدستورية العليا، إن معظم النار من مستصغر الشرر، فقد تعمد بعض الأشخاص ولاسيما الأطفال إلقاء الحجارة على قطارات السكك الحديدية، ونتج عن ذلك حوادث مأساوية عديدة وصلت إلى نتائج إجرامية تفوق التصور من إصابات تصل إلى حد العاهات المستديمة، والقصص في هذا الشأن عديدة لا تنتهي، ففي البداية أكد القانون رقم 277 لسنة 1959 الخاص بالسكك الحديدية والمعدل بالقانون 94 لسنة 2018، في المادة على تجريم وضع أي أحجار أو قذفها على خطوط السكك الحديدية.
وأضاف محفوظ في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»: «المادة «13» نصت بأنه لا يجوز وضع أو قذف أحجار أو أي شيء آخر على خطوط السكك الحديدية أو القطارات أو العربات. و العقوبات، هي الحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة 20 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفي حالة العودة، يكون الحبس وجوبيا، ولكن تختلف العقوبة حسب النتيجة الإجرامية، فإذا كان الضحية الراكب وأصيب نتيجة ذلك الفعل، فإن العقوبات تتراوح من الحبس سنتين إلى 5 سنوات إذا كانت هناك إصابة بسيطة إلى وجود عاهة مستديمة طبقا للمواد «242» و«240» عقوبات».
وتابع: «أما إذا كانت الضحية «موظف عام» من عمال السكك الحديدية، فإن العقوبات تصل إلى السجن من 5 إلى 10 سنوات، بالإضافة إلى جرائم الإتلاف العمدي للممتلكات العامة، ولكن الجريمة الأكبر التي قد توصل الأمور للمنحنى الخطر، هي تعطيل المواصلات العامة، ويعاقب عليها طبقا لنص المادة «169» لقانون العقوبات بالسجن المؤبد، وقد تتأزم الأمور أكثر وينتج عن إلقاء الحجارة على القطارات حوادث أكثر دموية، وقد ينتج عنها وفاة أشخاص عديدة، فالعقوبات قد تصل إلى الإعدام، ولكن إذا كان الجناة أطفال فإن القانون الذي يحكم المساءلة القانونية للأطفال هو قانون الطفل الذي وضع حد أقصى للعقوبات لجرائم الأطفال، وهو الحبس لمدة 15 سنة مهما ارتكب الطفل من جرائم».
التوعية نقط البدء للتخلص من حوادث إلقاء الحجارة على القطاراتوفي سياق متصل، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي: «يجب علينا توعية الأطفال بخطورة إلقاء الحجارة على القطارات المتحركة، ونقطة البدء تكمن في المدارس، وخطب الجمعة، والكنائس، والحملات التوعوية في التليفزيون، خطبة الجمعة».
وأضاف: «لابد من تكرار التوعية بالأمر حتى نحصد نتائج فعالة، إلى جانب هذا يجب محاسبة من ألقى الحجارة وولي أمره في لقطات إعلانية حتى نستطيع توعية الأفراد بالعقوبات التي سيتم فرضها عليهم جراء ارتكاب هذا الفعل، حتى لا يتكرر مرة أخرى».
حوادث إلقاء الحجارة على القطارات.. جريمة تهدد الأرواحوكانت طفلة من ذوي الهمم، تعرضت لإصابات بالغة وصلت إلى تصفيه عينها اليمنى، وذلك أثناء استقلالها بصحبة والدها أثناء عودتهم من العلاج بمستشفي شبين الكوم، وجاء ذلك بعد قيام مجهولين بإلقاء حجارة علي القطار أثناء استقلالها القطار مع والدها.
وفي حادثة مشابهة، كشفت أجهزة وزارة الداخلية في وقت سابق، ملابسات تداول مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يتضمن وجود بعض الأشخاص على جانبي شريط السكة الحديد، وقيامهم باللهو وإلقاء الحجارة أثناء مرور أحد القطارات بسوهاج دون حدوث تلفيات أو إصابات.
وبالفحص أمكن تحديد الأشخاص الظاهرين بمقطع الفيديو «3 طلاب - مقيمين بدائرة مركز شرطة طهطا بمديرية أمن سوهاج»، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة وقيامهم بإلقاء الحجارة على بعضهم البعض أثناء مرور أحد القطارات، وذلك بقصد اللهو والمزاح، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
النقل تعقب على الحادث الأخير لإلقاء الحجارة على القطاراتمن جانبها، أصدرت وزارة النقل، بيانا إعلاميا بشأن ما تم تداوله عبر عدد من المواقع الإلكترونية، بشأن تعرض قطار أشمون للرشق بالحجارة، ما أدى إلى إصابة طفلة صغيرة في عينها.
وأكدت الوزارة في بيانها، أن هذه السلوكيات السلبية الخطيرة تتسبب في إصابات بالغة لركاب وقائدي القطارات، وتعرض حياتهم للخطر، كما تتسبب في تعطيل مسير القطارات، وتلفيات بالجرارات والعربات التي هي ملك للشعب، والتي يتم إصلاحها وصيانتها من ميزانية الدولة.
وناشدت وزارة النقل، المواطنين بضرورة المشاركة معها في التوعية من هذه الظاهرة الخطيرة التي تؤثر على سلامة وحياة الركاب وقائدي القطارات، كما تتقدم الوزارة بالدعاء بالشفاء للمصابين من جراء هذه الظاهرة السلبية الخطيرة.
اقرأ أيضاًمن السكك الحديدية إلى الذكاء الاصطناعي.. محطة بشتيل وتحقيق حلم النقل الذكي
كيف تساهم محطة بشتيل في تخفيف الازدحام بالسكك الحديدية؟.. خبير يوضح
النقل الذكي في مصر.. ثورة التكنولوجيا التي تعيد تشكيل شوارعنا