لماذا ستطارد طائرات ناسا عالية السرعة الكسوف الكلي للشمس يوم الاثنين؟
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
تستعد وكالة ناسا لكسوف الشمس الكلي يوم الاثنين 8 أبريل، عندما يمر ظل القمر فوق مساحة شاسعة من أمريكا الشمالية، بإرسال طائرتين لمطاردته.
وستطلق وكالة الفضاء الأمريكية طائرتان من طائرات WB-57 النفاثة التابعة لها لتصوير هذا الحدث النادر، بحيث تتبع مسار الكسوف عبر الولايات المتحدة، وتقوم بتدريب الأدوات الخاصة المجهزة بها الطائرات على دراسة الغلاف الجوي الخارجي للشمس، المعروف باسم الإكليل (أو الهالة).
ومن خلال دراسة الغلاف الجوي الخارجي للشمس وغلافها الأيوني المشحون كهربائيا، تأمل ثلاثة فرق من علماء ناسا في فهم بنية الإكليل ودرجة حرارته بشكل أفضل، وكيف تؤثر الشمس على الغلاف الأيوني لكوكبنا، والتجسس على أي كويكبات ضالة تكون مخبأة عادة في وهج الشمس.
وقال بهارات كوندوري، الباحث الرئيسي في قياس الغلاف الأيوني والأستاذ المساعد في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا في بلاكسبرغ بولاية فرجينيا، في بيان: "الكسوف بمثابة تجربة خاضعة للرقابة. إنه يمنحنا فرصة لفهم كيف يمكن للتغيرات في الإشعاع الشمسي أن تؤثر على الغلاف الأيوني، والذي يمكن أن يؤثر بدوره على بعض هذه التقنيات مثل الرادار ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي نعتمد عليه في حياتنا اليومية".
ويمكن لطائرات WB-57 أن تحلق فوق الغطاء السحابي والجسيمات الجوية لتصل إلى ارتفاعات تصل إلى 15 ألف متر فوق سطح الأرض، لالتقاط صور واضحة في الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء.
وستحدد الطائرات توقيت إقلاعها ورحلاتها بدقة مع مرور الكسوف. وستصل سرعتها إلى 460 ميلا في الساعة (740 كم/ساعة) لتمديد الوقت الكلي المرصود بنسبة 25% إضافية، ما يجعلها 6 دقائق و22 ثانية تقريبا. (للمقارنة، فإن أطول كسوف كلي مرئي على الأرض سيكون 4 دقائق و27 ثانية في توريون بالمكسيك).
إقرأ المزيدويشير مصطلح "الكلي" إلى الفترة القصيرة التي يغطي فيها القمر الشمس بالكامل، ولا يترك سوى الغلاف الجوي الخارجي للشمس، الإكليل، مرئيا. وهذا يخلق مشهدا مدهشا حيث تظلم السماء بشكل كبير وتظهر هالة الشمس متوهجة حول قرص القمر المظلم.
وأثناء تسابقها بجانب مسار الكسوف باتجاه الشرق، ستقيس أجهزة قياس الطيف المثبتة على الطائرات درجة الحرارة والعناصر الموجودة داخل الإكليل وانفجاراته، والتي تسمى بالانبعاثات الكتلية الإكليلية. وفي الوقت نفسه، ستقوم الكاميرات بقياس ضوء الهالة الوسطى والسفلى إلى أطوال موجية متوسطة للأشعة تحت الحمراء، والتقاط صور بدقة عالية بحيث يمكن أن تكشف عن حلقة غبار قريبة من الشمس يُعتقد أنها موطن للكويكبات.
وقالت شادية حبال (أمريكية سورية الأصل)، الباحثة في معهد علم الفلك بجامعة هاواي والعالمة الرئيسية في إحدى التجارب، في البيان: "من خلال تمديد مدة الكسوف الكلي، فإننا نزيد مدة كمية البيانات التي يمكننا الحصول عليها".
وأخيرا، ستدرس تجربة ثالثة تأثير ظل القمر على الغلاف الأيوني للأرض، ما سيمكن العلماء من العودة بقياس دقيق لمدى شحنته.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الشمس الطاقة الشمسية طائرات ظواهر فلكية كسوف الشمس معلومات عامة معلومات علمية ناسا NASA الغلاف الأیونی
إقرأ أيضاً:
شاهد كيف بدى القمر ''مبتسمًا'' في سماء عدن عند اقترانه مع الزهرة وزحل
في مشهد فلكي نادر، شهدت سماء عدن، فجر الجمعة، اقترانًا ثلاثيًا بين القمر وكوكبي الزهرة وزحل، شكّل "وجهًا مبتسمًا"، كما وصفته وكالة "ناسا".
من ساحل أبين، شرقي المدينة المطلة على البحر العربي، تابع عبدالله بانافع، المهتم برصد الظواهر الفلكية، الحدث الاستثنائي رفقة أصدقائه الذين قضوا الليل في ترقب الاصطفاف.
ورغم تقاطع القمر مع الكواكب في عديد المناسبات خلال دورته الشهرية، إلا أن ظهوره بين كوكبين لامعين في هذه التشكيلة البصرية يظل نادر الحدوث.
ويشير بانافع إلى إن الاصطفاف السماوي وقع قبل موعده المتوقع بحوالي ساعة، حيث ظهر القمر في الوسط بين الزهرة الساطع وزحل البعيد، في ترتيب جعل السماء تبدو وكأنها تبتسم.
وأضاف أن الضوء المتزايد عند الفجر عجل باختفاء الظاهرة قبيل اكتمال "الابتسامة السماوية"، حيث بدأت بالاضمحلال قرب السادسة والنصف صباحًا، رغم التوقعات المشيرة لاستمرارها.
وبلغ الزهرة ذروة سطوعه هذا العام، ما أضاف لمعانًا خاصًا للمشهد.
وتظل مسارات الكواكب قابلة للتنبؤ، ما يسمح للعلماء بتحديد مثل هذه الظواهر بدقة.
"ابتسمنا وغادرنا قبل أن تكتمل الابتسامة"، وفق ما نشره بانافع على صفحته في فيسبوك، مشيرًا إلى لحظة دهشة مشتركة عاشها مع أصدقائه تحت سماء المدينة الجنوبية.