تقرير يوثق سلسلة هجمات سابقة على عمّال وورلد سنترال كيتشن ومنظمات إغاثة في غزة
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
وثق تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، سلسلة من الهجمات السابقة التي استهدفت عمال الإغاثة في "وورلد سنترال كيتشن" ومنظمات إنسانية أخرى في قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب.
وكشفت الشبكة استنادا إلى وثائق وبيانات عامة ومقابلات، أن عمال الإغاثة والبنية التحتية الإنسانية في غزة "تعرضوا لعدة هجمات" في الأشهر التي سبقت الغارة التي استهدفت موظفي "وورلد سنترال كيتشن"، الإثنين الماضي، وأسفرت عن مقتل 7 منهم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه اعتقد أنه يستهدف "مسلحا من حماس" عندما قتل 7 عاملين إنسانيين في قطاع غزة، وأقر بأنه اقترف سلسلة "أخطاء فادحة" وانتهاكات لقوانينه الخاصة.
وقُتل العاملون السبعة في 3 غارات خلال 4 دقائق بمسيرة إسرائيلية، بينما كانوا يفرون من سيارة إلى أخرى، وفق ما قال الجيش، الذي أشار في بيان إلى "خطأ عملياتي في تقييم الوضع"، بعد رصد مسلح يشتبه بأنه من حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.
وحسب بيان الجيش الإسرائيلي، فسيتم "توبيخ ضباط كبار، من بينهم قائد القيادة الجنوبية، بينما ستتم إقالة قائد كتيبة الدعم الناري برتبة ميجر، ورئيس أركان الكتيبة برتبة كولونيل".
مقتل عمال الإغاثة والرواية الإسرائيلية.. ماذا يقول الخبراء؟ لا تزال تداعيات مقتل سبعة من العاملين في منظمة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن) الخيرية الأميركية جراء ضربة إسرائيلية في غزة تتصاعد في ظل تقارير وتصريحات تتحدث عن "تعمد" الإسرائيليين في استهداف السيارات التي تقلهم، وهو ما تنفيه إسرائيل. هجمات سابقةقالت "إن بي سي نيوز" إن منظمة "وورلد سنترال كيتشن" تعرضت لهجومين سابقين خلال مارس الماضي، أحدهما وقع قبل يومين من الحادث المميت.
ووقع الحادث الأول في 30 مارس، حيث قالت "وورلد سنترال كيتشن" إنها تعتقد أن "قناصا إسرائيليا أطلق النار على إحدى مركباتها، مما أدى إلى إتلاف مرآة جانبية، دون أن يصاب أحد بأذى".
وقبل ذلك بأسبوع، في 23 مارس، تعرضت قافلة تابعة لـ"وورلد سنترال كيتشن" لإطلاق نار، وسط مشهد فوضوي في دوار الكويت بمدينة غزة.
ونقلت الشبكة عن شهود عيان قولهم، إن "القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مدنيين فلسطينيين كانوا يتجمعون في انتظار استلام المساعدات".
وفي لقطات قالت شبكة "إن بي سي نيوز" إنها صورتها، شوهدت جثث ملطخة بالدماء ملقاة بين صناديق متناثرة تحمل اسم "وورلد سنترال كيتشن".
وقالت المنظمة إنه في الحادثتين، تم إبلاغ وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، بالتحركات كجزء من إجراءات تجنب التصادم.
وكشفت الشبكة أنه خلال الأشهر الماضية "أسقطت قنبلة تزن 1000 رطل (453 كيلوغراما) بالقرب من مبنى سكني لعمال الإغاثة من لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)".
وقال نائب الرئيس الأول للتعافي من الأزمات والتطوير في لجنة الإنقاذ الدولية، كيران دونيلي، إن المنظمة "تبلغ الجيش الإسرائيلي بمواقعها الثابتة، بالإضافة إلى تحركاتها المخطط لها، من خلال وحدة تنسيق الأنشطة الحكومية في المناطق".
وتابع: "مع ذلك، في 18 يناير، أصيب العديد من موظفي لجنة الإنقاذ الدولية عندما انفجرت قنبلة على بعد أمتار قليلة من مجمع لجنة الإنقاذ الدولية في المواصي، جنوبي غزة".
نظام الإغاثة "على حافة الهاوية".. مخاوف بغزة بعد تعليق منظمات لعملها ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، بدأوا في التساؤل عن كيفية إطعام أسرهم بعد أن أوقفت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" عملياتها، ردا على مقتل 7 من عمال الإغاثة التابعين لها في غارة جوية إسرائيلية.وخلص تقييم أجرته الأمم المتحدة، واطلعت عليه شبكة "إن بي سي نيوز"، إلى أن المتفجرات المستخدمة "كانت على الأرجح قنبلة موجهة من طراز (MK83) تزن 1000 رطل، وهي ذخيرة تم إنتاجها في الولايات المتحدة".
وكانت منظمة مساعدة اللاجئين في الشرق الأدنى الأميركية "أنيرا"، من بين المنظمات التي علقت عملياتها في غزة، مشيرة إلى المخاطر التي تهدد سلامة موظفيها.
وفي 8 مارس الماضي، قُتل أحد موظفي "أنيرا"، موسى الشوا، في غارة جوية، بينما كان يحتمي مع عائلته في دير البلح وسط غزة، حسب "إن بي سي نيوز".
كما نقلت الشبكة عن منظمة "أطباء بلا حدود"، أن "العديد من موظفيها قتلوا في غارات عسكرية استهدفت مواقعها، على الرغم من إخطار الجيش الإسرائيلي".
فيما تعرضت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لهجمات أكثر من أي وكالة أخرى، مما أدى إلى مقتل 179 من موظفيها منذ 7 أكتوبر، وفق "إن بي سي نيوز".
وأدت هذه الهجمات إلى تقلص عملية إيصال المساعدات إلى سكان غزة، الذين يعانون من الجوع. وفي أعقاب الهجوم الأخير، أوقفت 4 منظمات على الأقل تسليم المساعدات إلى غزة، بسبب الخطر الذي يهدد موظفيها، بما فيهم "وورلد سنترال كيتشن".
يذكر أن إسرائيل تؤكد "التزامها بالقوانين الدولية" وعملها على تجنب تعريض المدنيين وعمال الإغاثة للخطر، خلال عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
وتواصلت "إن بي سي نيوز" مع الجيش الإسرائيلي للتعليق على الحوادث التي ذكرتها منظمة "وورلد سنترال كيتشن"، بالإضافة إلى حوادث أخرى تتعلق بعمال الإغاثة في غزة، ولم تتلق ردا على أي منها.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجمات حماس (المصنفة إرهابية داخل الولايات المتحدة ودول أخرى)، التي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
في المقابل، قُتل نحو 33 ألف شخص في قطاع غزة، أغلبهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في غزة، إثر العمليات العسكرية الإسرائيلية المدمرة، فيما نزح مئات الآلاف من منازلهم متجهين إلى جنوبي القطاع، هربا من القتال.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: لجنة الإنقاذ الدولیة وورلد سنترال کیتشن الجیش الإسرائیلی إن بی سی نیوز عمال الإغاثة فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تعليقات نارية من دول ومنظمات على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وجالانت
في خطوة غير مسبوقة أصدرت أمس الخميس المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
هذا القرار أثار ردود فعل متباينة على المستوى الدولي، حيث شهدت الساحة السياسية العالمية توترات بين مؤيدين لقرار المحكمة ومعارضين له.
الدعم الدولي لقرار المحكمة
هولنداكانت هولندا من أوائل الدول التي أعلنت تأييدها الكامل لقرار المحكمة الجنائية الدولية، حيث عبر وزير الخارجية الهولندي، كاسبر فيلدكامب، عن استعداد بلاده لتنفيذ أوامر الاعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين.
وأكد في تصريحات رسمية أن هولندا تتمسك بمبدأ احترام العدالة الدولية باعتبارها من ركائز النظام الدولي القائم على القانون.
بلجيكاكما أيدت بلجيكا المذكرة الصادرة من المحكمة، حيث اعتبر نائب رئيس الوزراء البلجيكي، بيترا دي سوتر، أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتخذ موقفًا موحدًا بشأن قرار المحكمة.
وأشارت إلى ضرورة فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، وتجميد الاتفاقات التجارية معها، بما يتماشى مع تنفيذ هذا القرار التاريخي.
فرنسارغم الدعم الذي أبدته بعض الدول الأوروبية، جاء الموقف الفرنسي أكثر تحفظًا، فقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن بلاده تحترم استقلالية المحكمة الجنائية الدولية، لكنه أشار إلى أن الحكومة الفرنسية ستُدرس الموقف بعناية قبل اتخاذ أي خطوات تنفيذية.
ورغم ذلك، لم يوضح ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو إذا وصل إلى أراضيها، مكتفيًا بالإشارة إلى أن الموقف الفرنسي يرتكز على الناحية القانونية المعقدة لهذه القضية.
أيرلنداأعربت الحكومة الأيرلندية عن تأييدها القوي لاستقلالية المحكمة، حيث أكد نائب رئيس الوزراء، مايكل مارتن، ضرورة احترام قرارات المحكمة الجنائية الدولية في سبيل الحفاظ على نزاهتها وحيادها، ودعا إلى تعاون دولي لضمان تنفيذ العدالة في قضايا جرائم الحرب.
المملكة المتحدةمن جانبه، شدد المتحدث باسم الحكومة البريطانية على ضرورة احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة تقف إلى جانب حقوق الإنسان والعدالة الدولية.
وأضاف أن بلاده ستتعاون مع المجتمع الدولي في تنفيذ قرار المحكمة.
السويدأكدت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، في تصريحاتها دعمها لمواقف المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت إن السويد بصفتها دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، تلتزم بتطبيق مبدأ العدالة الدولية، وأشارت إلى أن السلطات السويدية ستكون مسؤولة عن تنفيذ القرارات القانونية الصادرة من المحكمة.
النرويجقال وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، أن بلاده تأخذ موقفًا محايدًا، وأنها تقدر عمل المحكمة الجنائية الدولية في تحقيق العدالة.
كما أكد أن النرويج تدعم متابعة القضية وفقًا للقوانين الدولية المقرّة، مع التشديد على ضمان المحاكمة العادلة.
إيطالياشدد وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، على أهمية التعاون الدولي لمتابعة هذا القرار، مع دعوة الاتحاد الأوروبي إلى تبني موقف مشترك.
وأوضح أنه في الوقت الذي يجب احترام قرارات المحكمة، من المهم أيضًا أن تكون الردود الأوروبية مدروسة ومبنية على أسس قانونية واضحة.
الاتحاد الأوروبيفي سياق متصل، دعا الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، إلى ضرورة احترام قرار المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه للعمل الجنائي الدولي في تحقيق العدالة، مشيرًا إلى أن القرار يجب أن يُنفذ بحسن نية من جميع الأطراف المعنية.
كندارحب رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، بدوره بالقرار معبرًا عن دعم كندا القوي لمبادئ العدالة الدولية وحقوق الإنسان.
وأكد أن كندا ستواصل دعم جهود المحكمة الجنائية الدولية في تحقيق العدالة ومحاسبة جميع الأطراف المتورطة في انتهاكات القانون الدولي.
الأمم المتحدةفي حين كانت ردود الفعل الدولية متباينة، دعت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، جميع الدول الأعضاء في نظام روما إلى احترام وتطبيق قرار المحكمة الجنائية الدولية.
وأضافت أن المحكمة الجنائية مسؤولة عن ضمان العدالة، وأن هذا القرار يعد خطوة حاسمة في مكافحة الإفلات من العقاب.
ردود الفعل الإسرائيليةفي المقابل، كان الموقف الإسرائيلي شديد الانتقاد لهذا القرار، حيث اعتبرت الحكومة الإسرائيلية أن مذكرات الاعتقال هي مجرد محاولة لتشويه سمعة إسرائيل على الساحة الدولية.
ووصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، القرار بأنه مؤامرة سياسية، مشيرًا إلى أن المحكمة الجنائية الدولية قد أظهرت تحيزًا ضد إسرائيل.
الرئيس الإسرائيليمن جهته، وصف رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ القرار بأنه يوم مظلم للعدالة الإنسانية، قائلًا إن المحكمة اختارت دعم الإرهاب على حساب قيم الديمقراطية والحرية.
وتابع هرتسوغ قائلًا إن الملاحقات القضائية ضد قادة إسرائيل تهدد الأمن الإقليمي والعالمي.
وزير الخارجية الإسرائيليوصف غدعون ساعر، وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، القرار بأنه فقدان للشرعية، داعيًا الدول الأوروبية والدول الصديقة لإسرائيل إلى عدم الامتثال لهذه الأوامر.
وأكد أن إسرائيل ستظل تدافع عن نفسها ضد أي تهديدات، وأنها لن تقبل أي محاكمة سياسية تستهدف قياداتها.