بعد تعليق مشروع نوفاتيك.. هل تواجه روسيا خطر تراجع مكانتها في سوق الغاز؟
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
موسكو- باتت شركة "نوفاتيك" الروسية لإنتاج الغاز المسال أمام تحد خطير بعد الإعلان عن تجميد تنفيذ مشروع "الغاز الطبيعي المسال 2 في القطب الشمالي" الذي تشرف عليه، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا القرار في وقت لاحق إلى وقف الإنتاج تماما لهذه السلعة الإستراتيجية.
بما لا تشتهي "الناقلات"ووفقا لرويترز التي أوردت الخبر عن مصادر وصفتها بالمطلعة داخل الشركة، فقد جاء قرار تجميد الإنتاج في المشروع بسبب العقوبات ونقص الناقلات، مما يعطل عملية التوريد إلى أسواق الغاز الطبيعي المسال الآسيوية من خلال الطريق البحري الشمالي، والتي لا يمكن تأمينها إلا عبر ناقلات مخصصة للظروف الجليدية.
ولم تستجب "نوفاتيك" لطلب الجزيرة نت التعليق على صحة الخبر لجهة النفي أو التأكيد.
وقبل ذلك، كان من المخطط بناء 3 قطارات لتسييل الغاز بسعة 6.6 ملايين طن، لكن إنتاج الغاز في المشروع انخفض في فبراير/شباط من العام الحالي بشكل حاد بعد أن جمد المساهمين الأجانب المشاركة.
وتشارك مئات الشركات الروسية في إنتاج الخطوط التكنولوجية فضلا عن نحو 80 ألف فرصة عمل وفرها المشروع في مناطق عديدة في روسيا.
وأعلنت "نوفاتيك" في وقت سابق أنها ستمضي في تنفيذ المشروع على الرغم من العقوبات الأميركية التي فرضت عليها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبصرف النظر كذلك عن ارتفاع تكلفته إلى نحو 25 مليار دولار، بعد أن كانت تقدر بنحو 21.3 مليار دولار.
قرار تجميد الإنتاج في المشروع جاء بسبب العقوبات ونقص الناقلات (أسوشيتد برس) خلل في الحساباتوترجع الزيادة الكبيرة في التكلفة لأسباب عدة، من أهمها الارتفاع الحاد في أسعار المعدات والحاجة إلى استبدال جزء منها، إذ كان يتعين على موردين غربيين توفيرها قبل سن العقوبات الأميركية على الشركة. لكن شركة بيكر هيوز الأميركية التي كانت مسؤولة عن ذلك تمكنت من تسليم 4 وحدات فقط.
كما أن التحول إلى محركات الأقراص الكهربائية في الخطين الثاني والثالث من المشروع وزيادة الاحتياجات من الكهرباء أسهم كذلك في زيادة التكلفة.
مشروع إستراتيجيومشروع القطب الشمالي للغاز الطبيعي المسال 2 يعتبر بمثابة محطة للغاز المسال تقع في شبه جزيرة غيدان شمال سيبيريا، ويشكل عنصرا أساسيا في إستراتيجية الطاقة الروسية، تعول عليه موسكو لمضاعفة عائداتها. كما أنه من الممكن أن يوفر في حال نجاحه حافزا لمزيد من الاستثمارات في مشاريع مماثلة، علاوة عن إبرازه للدور المتنامي للصين كمورد رئيسي للمعدات التكنولوجية لروسيا، وفي ذات الوقت كأكبر مشتر للغاز الطبيعي المسال منها.
و"نوفاتيك" هي أكبر منتج روسي للغاز الطبيعي المسال والسابع عالميا من حيث القدرة الإنتاجية، لكن مشروعها الطموح تأثر بعد أن جمد المساهمون الأجانب مشاركتهم فيه، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الغاز بشكل حاد.
ووفق تقارير روسية، تعتبر إسبانيا أكبر جهة تقوم بعمليات إعادة تصدير الغاز الروسي إلى بلد ثالث. واستنادا إلى بيانات من الأقمار الصناعية لتتبع السفن، اشترت 4 شركات سويسرية وباعت أكثر من مليون طن من الغاز الطبيعي المسال الروسي في إسبانيا عام 2023.
خضوع المستثمرين الأجانب للضغوط الأميركية أثر على قدرة روسيا في مواجهة العقوبات (أسوشيتد برس) خسائر بدل الأرباحويعتقد المحلل الاقتصادي ألكسندر كيسلوف أن مشروع الغاز الطبيعي فوق الدائرة القطبية شكل "اختبارا حقيقيا" لقدرة روسيا على تجاوز العقوبات الغربية، لكن خضوع المستثمرين الأجانب للضغوط الأميركية أثر بشكل ملموس -لا يمكن نفيه- على نجاح إطلاقه.
وحسب رأيه، أصبحت الكرة الآن في ملعب الشركة "نوفاتيك" والحكومة الروسية على حد سواء للبحث عن موردين جدد لناقلات الغاز للمشروع لتأمين عمليات البيع والنقل، لكن هذه المهمة من المرجح أن تواجه صعوبات كبيرة، وتستغرق وقتا طويلا.
ويوضح كيسلوف هنا أن الحصول على ناقلات للغاز في الظروف "الجليدية" ليست أمرا يسيرا في هذه الظروف، فهي ليست مجرد حوض بمحرك، بل تقنية معقدة ومكلفة، نظرا للخصائص التقنية والميكانيكية التي يجب أن تتوفر فيها للعمل في ظروف الشمال الروسي القارص.
أبعد من مجرد عقوباتويؤكد المتحدث أنه كان لا بد للولايات المتحدة اتخاذ كل ما من شأنه من إجراءات لوقف إنتاج الغاز المسال في المشروع وخفض الإنتاج إلى الحد الأدنى، لأن من شأن ذلك إخراج روسيا من سوقها الرئيسية، وفي ذات الوقت وضع العالم أمام خيار التكيف مع الحقائق الجديدة في الاقتصاد العالمي الذي تريد واشنطن أن يخضع لها.
لكن الخبير الاقتصادي، فيكتور لاشون، يبدو أكثر تفاؤلا لجهة سرعة حل المشكلة، إذ يقول للجزيرة نت إنه رغم العقوبات المفروضة على مشروع القطب الشمالي للغاز الطبيعي المسال 2 وتبعاتها، فإنه إذا كان المنتج (الغاز) مطلوبا، فسيتم بيعه في نهاية المطاف حتى بوجود عراقيل.
ويتابع أن الولايات المتحدة تحاول تعزيز وجودها أكثر في سوق الغاز الطبيعي المسال وتنظر إلى مشروع القطب الشمالي للغاز الطبيعي المسال 2 كمنافس مباشر يهدد مصالحها.
حلول بديلةوأعرب المتحدث عن اعتقاده أن "نوفاتيك" ستجد نوعا من الحلول البديلة للخروج من الموقف الحرج للتمكن من تصدير الغاز الطبيعي، مقدرا أن العقوبات الأميركية المفروضة منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على "الغاز الطبيعي المسال-2 في القطب الشمالي" ستحرم روسيا من 3-4% من سوق الغاز الطبيعي المسال.
ومن هذه الحلول، تشكيل (أسطول ظل) من ناقلات النفط، لأن الحديث يدور عن عشرات الآلاف من السفن في العالم، في حين الوضع مع ناقلات الغاز أكثر تعقيدا إلى حد ما. ومن وجهة النظر هذه، قد تكون مقاطعة مورمانسك (شمال-غرب روسيا) هي المكان الأمثل البديل لبناء مصنع للغاز الطبيعي المسال، حيث لن تكون هناك حاجة إلى الناقلات الخاصة لنقل الغاز إلى وجهته التصديرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الغاز الطبیعی المسال للغاز الطبیعی المسال الطبیعی المسال 2 القطب الشمالی إنتاج الغاز فی المشروع
إقرأ أيضاً:
تراجع أسعار خام البصرة وتحديات جديدة تواجه أسواق النفط العالمية
يناير 28, 2025آخر تحديث: يناير 28, 2025
المستقلة/- شهدت أسواق النفط العالمية اليوم الثلاثاء تراجعاً ملحوظاً في أسعار خام البصرة الثقيل والمتوسط، حيث انخفضت أسعار الخامين بنحو 0.89% و0.85% على التوالي. وهذا التراجع يسلط الضوء على مجموعة من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تهدد استقرار أسواق النفط على المستوى العالمي.
1. الهبوط المفاجئ في أسعار خام البصرةوفقاً للتقرير، سجل خام البصرة الثقيل 75.92 دولاراً للبرميل، في حين سجل خام البصرة المتوسط 79.17 دولاراً، بعد أن شهد كلا الخامين تراجعاً قدره 68 سنتاً. هذا الانخفاض يعتبر مؤشراً على تذبذب الأسعار في الأسواق العالمية، وهو ما يثير تساؤلات حول استدامة هذه الأسعار في ظل التحديات الراهنة.
2. التأثيرات السلبية للبيانات الاقتصادية الصينيةعلى الرغم من الاستقرار النسبي لأسعار النفط، فإن البيانات الاقتصادية الضعيفة القادمة من الصين، ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم، قد ألقت بظلالها على الأسواق. ضعف النمو الاقتصادي في الصين يؤدي إلى تقليص الطلب على النفط، وهو ما ينعكس سلباً على الأسعار، خاصة في أسواق خامات مثل خام البصرة الذي يعتمد بشكل كبير على الطلب الآسيوي.
3. مخاوف من سياسات ترامب الجمركيةمن جهة أخرى، تبقى المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الطاولة. هذه الرسوم قد تعزز الضغوط الاقتصادية على النمو الاقتصادي العالمي، وتؤثر بشكل غير مباشر على الطلب على الطاقة. وبحسب التحليلات، فإن سياسات الحماية التجارية قد تساهم في تباطؤ النمو العالمي، مما يؤثر سلباً على الطلب على النفط.
4. استقرار أسعار النفط الأخرىفي سياق مشابه، استقرت أسعار النفط الأخرى في الأسواق العالمية، حيث سجل خام برنت 77.18 دولاراً للبرميل، بينما بلغ سعر خام تكساس الأميركي 73.19 دولاراً. ولكن على الرغم من هذا الاستقرار النسبي، إلا أن المتغيرات الاقتصادية والتهديدات الجيوسياسية قد تضع ضغوطاً إضافية على السوق، مما يثير القلق بشأن المستقبل القريب لأسعار النفط.
5. التوقعات المستقبلية للأسواق النفطيةيبدو أن أسواق النفط ستواجه تحديات كبيرة خلال الفترة القادمة، خاصة إذا استمر الوضع الاقتصادي في الصين في التأثير على مستويات الطلب على النفط. كما أن تزايد التوترات التجارية والسياسية، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، قد تؤدي إلى مزيد من التقلبات في الأسعار.
في الختام، تُظهر هذه الانخفاضات في أسعار خام البصرة وتحديات السوق النفطية أن الاقتصاد العالمي لا يزال في مرحلة هشة، وأن أي تغييرات في السياسة الاقتصادية أو التجارية قد تؤدي إلى تأثيرات غير متوقعة على أسواق النفط.