أعلن علماء الفلك اكتشاف أول "نيزك بوميرانغ" على الإطلاق - صخرة نشأت من الأرض، تم قذفها إلى الفضاء ثم عادت لاحقا.

وقد تم اكتشاف النيزك، NWA 13188، في الصحراء الكبرى، وأجرى العلماء في جامعة Aix-Marseille في فرنسا تحليلا جديدا، فوجدوا أنه يتميز بخصائص كوكبنا.

ويحتوي الجسم على تركيبة موجودة في قشرة الأرض والصخور البركانية، ولكن أيضا تلك العناصر التي تظهر فقط عند تعرضها للأشعة الكونية النشطة في الفضاء.

World's first 'boomerang meteorite' discovered in Sahara Desert https://t.co/ZaWOQow9hlpic.twitter.com/td7kPAYJNx

— Daily Mail Online (@MailOnline) July 28, 2023

ويعتقد الباحثون أن الصخرة دفعت إلى الفضاء بواسطة اصطدام كويكب قبل حوالي 10000 عام.

واكتشف صائدو النيازك الصخرة المعنية في عام 2018 في المغرب، ما دفع العلماء إلى تسميتها شمال غرب إفريقيا (NWA).

وحدد التحليل، الذي قاده جيروم جاتشيكا، أن الصخرة لها "تركيبة andesite بازلتية شاملة'' موجودة في الصخور البركانية في جميع أنحاء العالم.

إقرأ المزيد العثور على جمجمة وحيد القرن القديم بطول 4 أمتار في جنوب روسيا

كما يهيمن عليها البلاجيوكلاز plagioclase، وهو معدن حامل للألمنيوم والبيروكسين، معدن داكن اللون نظرا لتركيبته، والذي قال العلماء إنه أثار الجدل القائل بأن "صخرة الفضاء" ليست نيزكا على الإطلاق.

ومع ذلك، فقد تم تغيير بعض العناصر إلى أشكال ضوئية، وهو أمر ممكن فقط إذا تفاعلت الصخور مع الأشعة الكونية في الفضاء.

ويقول أحد الأدلة على عودة الصخرة إلى الأرض من الفضاء إن التركيزات المقاسة لهذه العناصر المتغيرة، والمعروفة باسم النظائر، عالية جدا بحيث لا يمكن تفسيرها من خلال عمليات مرتبطة بالأرض.

وعثر جاتشيكا وفريقه على بصمات نظيرية يمكن اكتشافها مثل البريليوم -3 والهيليوم -10 والنيون -21 في NWA 13188، وفقا لتقاريرSpace.com.

وحدد الباحثون أيضا طبقة قشرة اندماجية على الصخرة، والتي تتشكل عندما ترتفع النيازك عبر الغلاف الجوي للأرض وتنتقل إلى الأرض.

ويتطابق هذا السيناريو مع أحدث تعريف للأحجار النيزكية: "المواد التي يتم إطلاقها من جرم سماوي يحقق مدارا مستقلا حول الشمس أو بعض الأجرام السماوية الأخرى، ويعاد تكوينها في النهاية بواسطة الجسم الأصلي، يجب اعتبارها نيزكا. تكمن الصعوبة، بالطبع، في إثبات أن هذا قد حدث، لكن الصخور الأرضية المعرضة للأشعة الكونية وقشرة الاندماج المتطورة يجب اعتبارها نيزكا أرضيا محتملا".

المصدر: ديلي ميل

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الارض الفضاء بحوث

إقرأ أيضاً:

حين تذوب الكونية ويعود الإنسان إلى جذره الأول: الوطن

قبل ربع قرن ويزيد من الزمن حينما كانت العولمة تَعِد بجعل العالم قرية كونية، يتنقل فيها الإنسان بخفة الحلم، ويعيش كمواطن عالمي بلا قيود جغرافية ولا أزمة هُويات قاتلة، بدا للبعض، وبينهم مفكرون ومنظرون، أن فكرة «الوطن» يمكن أن تصبح ترفا رومانسيا أو ذكرى من زمن الحدود.. تبلور في تلك المرحلة مفهوم «المواطن الكوني» الذي لا ينتمي إلى وطن بعينه أو أنه فوق مستوى الوطن ومفهومه التقليدي وشكل انتماء هذا المواطن الجديد وفق القيم التي كان النظام العالمي يرفعها شعارا له وأبرزها الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.. إلخ.

لكن مفهوم هذا «المواطن» الكوني الذي تَشكّل في المخيال الغربي، واستوطنه من حيث القيم والمفاهيم بدأ من عدة سنوات يفقد بريقه، بل إنه آخذ في التفكك العميق، والرفض الذي بات مسموعا جدا في السياسات الغربية في العامين الآخرين سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو في ألمانيا أو حتى في المملكة المتحدة التي أقرت العام الماضي قانونا عجيبا لنقل المهاجرين إلى رواندا! حدث هذا التحول والانهيار لمفهوم «المواطن الكوني» نتيجة صعود خطاب الشعبوية والقومية والخوف من الآخر الثقافي والديني، ودخول العالم في أزمات اقتصادية خانقة على وقع موجات الهجرة إلى أوروبا وإلى أمريكا. لكن الأمر أخذ يتداعى بشكل مثير جدا مع سقوط قيم النظام العالمي مثل قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان والتي كانت «المواطنة الكونية» قد تعلقت بها لحظة تبلور مفهومها خلال حقبة بروز العولمة.

اكتشف «المواطن الكوني»؛ الذي بالغ في الانسلاخ من وطنه وأرضه وجذوره، بل وحاربه وتآمر عليه في سبيل تحقيق «كونيته» الجديدة، أنّ لا شيء يعادل الوطن الحقيقي، الوطن الذي يحتوي أبناءه ولا يمن عليهم بحق الانتماء. واكتشفوا أمام صعود الجدران وعودة الحدود، وتوالي الخيبات أنهم ليسوا أكثر من «عبء» يبحث العالم كيف يجد له حلا، حتى لو كان حلا لا يليق بإنسانيتهم بل لا ينظر لهم بوصفهم بشرا وإنما أرقام في سجلات مؤسسات الهجرة. وأمام التحولات الجديدة التي يشهدها العالم سوف يزداد تفكك مفهوم «المواطن الكوني» وسيزيد «عبء» المهاجرين خاصة أولئك الذي حولوا أنفسهم إلى معارضين لأوطانهم الحقيقية وسيكتشفون حجم الوهم الذي غرقوا فيه لحظة غياب للبصر والبصيرة، وإن كان ثمة عذر لمن هاجر مضطرا من وطنه ولكن قلبه بقي عامرا بالوطن وراسخا في وجدانه فلا عزاء لمن باعوا أوطانهم بكسرة وهم، أو لذة عابرة.

ولعلّنا، في عُمان، أقدر من يدرك معنى الوطن.. فعُمان التي تسكننا قبل أن نسكنها أكبر بكثير من المعنى الجغرافي الذي تحدده الخرائط رغم حجم امتداداتها في التاريخ، إنها الحضارة التي شكلت ماهيتنا وبلورة شخصيتنا إلى حد تماهى فيه الجغرافي بالتاريخي وبالثقافي والقيمي فلا نعرف من شكل من ومن أسس لمن!

ومنذ الألفيات القديمة، والعُمانيون يكتبون وجودهم ويرسخونه على الخط الزمني لمسيرة الإنسان وحضوره المؤثر.. ولهذا صمدت عُمان، وظل كيانها الحضاري راسخا حينما تغيرت الخرائط وتحولت الجغرافيا، وتماسكت حينما تفككت المجتمعات وتبدلت الهويات.

وفي هذه اللحظة التي يعيش فيها العالم قلقا وجوديا، ينبغي أن نُرسخ في أبناء هذا الوطن ما هي عُمان، وماذا تمثل في تاريخ المنطقة وفي مسيرة إنسانها وماذا يعني أن يكون منتميا لوطن ومتجذرا فيه. من المهم في هذه المرحلة التي يمر بها العالم وتتفكك فيها المفاهيم أن نرسخ في هذه الأجيال معنى الوطن، ولماذا عليه أن يحب وطنه وأن ينتمي له، ولماذا عليه أن يُسند وطنه لا أن يخذله. ولماذا علينا أن نكون حراسا لوطننا من الداخل قبل الخارج.

لقد أثبتت التجارب والتحولات التي يشهدها العالم أمام أعيننا أن التجذّر في الأرض والانتماء الواعي لها هو صمّام الأمان للهوية والكرامة وللمستقبل، وأن من يعرف وطنه جيدا، لا تفتنه دعوات «اللاانتماء»، ولا تغرّه شعارات «الكونية» المبنية على أسس هشة ووقتية لأنها سرعان ما تتفكك وتحول المنتمي لها إلى مجرد «عبء»؛ لأن من لا يسند وطنه اليوم، قد لا يجد وطنا يسنده غدا.

مقالات مشابهة

  • مغامرة فضائية شيقة.. لعبة IXION تحصل على عرض الإطلاق
  • «الإمارات للفضاء»: 13 تطبيقاً لمراقبة الأرض
  • حين تذوب الكونية ويعود الإنسان إلى جذره الأول: الوطن
  • اكتشاف أربعة كواكب مخفية بالقرب من الأرض
  • شاهد بالفيديو.. رفضت الغناء طيلة السنوات الماضية.. فنانة سودانية تفي بوعدها وتعود للغناء بعد تحرير الخرطوم
  • كان رابع أكبر بحيرة.. أسباب جفاف بحر آرال في آسيا الوسطى
  • من القطب إلى القطب.. أول رحلة فضائية مأهولة تعبر الأرض عموديا
  • النيازك في سلطنة عُمان .. كنوز من الفضاء تعزز السياحة الجيولوجية
  • سياحة من نوع اخر..كم ستدفع لقضاء ليلة في مدار الأرض؟
  • طاقم مركبة الفضاء الصينية «شنتشو-19» يعود إلى الأرض في الأول من مايو