لبنان ٢٤:
2024-07-01@19:05:35 GMT

القوى المسيحية وحزب الله… خلافٌ من طرفٍ واحد!

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

القوى المسيحية وحزب الله… خلافٌ من طرفٍ واحد!

تسير الأوضاع السياسية الداخلية على حدّ دقيق في ظلّ التوترات الكبرى بين قوى المعارضة وتحديداً القوى المسيحية و"حزب الله" الذي يتجنّب الدخول في اشتباك اعلامي وعلني مع هذه القوى وسط انشغاله بالمعركة على الجبهة الجنوبية للبنان مع قوات الاحتلال الاسرائيلية.     يتعمّد "حزب الله" بما لا يقبل الشكّ الابتعاد عن أي تضارب إعلامي مع هذه القوى، وهو يركّز على خطابه السياسي من دون التطرّق الى الهجوم الذي يتعرّض له، إذ إنه يؤكّد بشكل مستمر عدم اهتمامه بكل الاعتراضات والأصوات التي تنقضّ عليه منذ الثامن من تشرين الثاني الفائت بعدما فتح جبهة الجنوب إسناداً لغزّة، بل ويشدّد أكثر على أن هذه الجبهة ستبقى مفتوحة حتى  توقّف العدوان الاسرائيلي على غزّة.

  يتعامل "الحزب" مع باقي الاطراف السياسية في لبنان على اعتباره قوة كبرى لا يمكن التأثير عليها اعلامياً أو سياسياً،  بل وبحسب رأيه فإنّ قوة إقليمية مثله، لا تزال تقاتل بالحدود الدنيا من إمكانياتها، تفضّل أن يقال عنها أنها رفضت الانصياع لأي ضغوط داخلية وخارجية من أجل تحالفاتها الاستراتيجية. ولعلّ أكثر ما يوجع "الحزب" اليوم هم حلفاؤه الذين ينتقدون تدخّله في حرب غزّة وتحديداً المسيحيين، ولكن بالرغم من ذلك فهو أوحى بشكل ظاهر أن خسارة حلفائه المسيحيين أقلّ ضرراً بالنسبة إليه من قيامه بأي خطوة الى الوراء في المعركة الحاصلة، وهذا يعني أن حراك خصومه وسقف خطاباتهم العالي لن تؤثر أبداً على قراره.    من الواضح أنّ الاستياء المسيحي اليوم في لبنان قد بلغ ذروته، حيث أنّ المعركة المشتعلة على الجبهة الجنوبية أدّت، وفق مصادر سياسية متابعة، الى تراجع التركيز على الملفات الداخلية في المرحلة الاكثر حساسية التي تمرّ بها البلاد. ولعلّ الاستحقاق الرئاسي العالق بين الخلاف المسيحي - المسيحي من جهة، وبين حرب غزّة من جهة أخرى يعزّز الفراغ السياسي الذي يؤدّي الى تأزيم الوضع الداخلي في ظلّ حكومة تصريف الاعمال التي يرأسها نجيب ميقاتي، والتي تلقى معارضة شديدة من قِبل أفرقاء مسيحيين يطعنون بشرعيتها. وعليه، فإنّ "حزب الله"، وبحسب المصادر، لم يساهم في تعطيل البلاد في الملفّ الرئاسي وحسب، حين تمسّك برئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، بل أيضاً هدّد أمن لبنان حين اتّخذ القرار بالانخراط في المعركة من دون مشاورات مع شركائه ومن دون أن يحسب حساباً لتبعات هذه المعركة.   من جهتها، أوضحت مصادر سياسية مقرّبة من فريق 8 آذار  أن "حزب الله" لن ينخرط في أي سجال إعلامي مماثل، سيّما وأنه كان قد شرح لبعض القيادات المسيحية في بداية الحرب على غزّة وفي مقدّمهم رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، موقفه من التصعيد مع العدوّ الاسرائيلي في جنوب لبنان، بالإضافة الى نقاشه لبعض الملفات الداخلية وطرح وجهة نظره إزاءها! وأكّدت المصادر أن المعركة "الجديّة" مستمرة في الجنوب، وأنه من غير المُجدي الدخول في اشتباك ولو اعلامي مع أي طرف سياسي الا بعد انتهاء الحرب الفعلية والتفرّغ للملفات الداخلية، لأن الوضع اليوم لا يحتمل مزيداً من التوترات في الشارع اللبناني وخصوصاً مع القوى المسيحية.
وختمت المصادر، أن الخلاف السياسي لن يبدأ الا بعد حصول هدنة جدية، وحتى ذلك الحين سيبقى الخلاف من طرف واحد!  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

بارولين غادر لبنان...وهذا ما حمله معه من انطباعات

عاد أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى مركز عمله بعد زيارة له للبنان استمرّت خمسة أيام وفي جعبته الكثير من المعلومات الجديدة – القديمة، التي سيضمّنها تقريره، الذي سيرفعه إلى قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس. وفي ضوء هذا التقرير وما سيليه من نقاشات جانبية سيتمّ تحديد الزيارة البابوية للبنان، التي كانت مقررة قبل ثلاث سنوات تقريبًا وقد ألغيت لأسباب صحية كما قالت الدوائر الفاتيكانية المعنية بالبرتوكول البابوي في حينه.
وما سيتضمّنه تقرير الكاردينال بارولين ينقسم إلى قسمين: الأول يتعلق بالوضع السياسي في لبنان مع كل تشعباته وتعقيداته في ضوء ما سمعه من المسؤولين الرسميين ومن رؤساء الأحزاب المسيحية في لقاءات عُقدت في السفارة البابوية، وقد استغرق بعضها أكثر من ساعتين بالنسبة إلى قضيتين محوريتين، وهما: الوضع المتفجّر في الجنوب المترافق مع كلام كثير عن فرضية قيام إسرائيل بشنّ حرب واسعة على لبنان، مع ما تعنيه هذه الحرب من تدمير ما تبقّى من مقومات هذا البلد، الذي ينازع أساسًا قبل الحرب، فكيف سيكون عليه حاله خلالها وبعدها.
وقد عُلم في هذا الإطار أن البابا فرنسيس سيواصل مساعيه الدولية على خطّي وقف الحرب على غزة المثخنة بالجراح والمثقلة بالمآسي، وتوازيًا بذل أقصى الجهود لمنع الحرب على لبنان، الذي يعني الكثير لقداسة الحبر الأعظم، وهو الحريص على أن يبقى محافظًا على صيغته الفريدة والنموذجية على رغم كل ما تتعرّض له هذه الصيغة من محاولات تشويهية.
أمّا القضية الثانية، والتي قد يكون لها بعض الارتباطات الموضعية بالقضية الأولى فهي ملف الاستحقاق الرئاسي، خصوصًا في ضوء ما صرّح به الكاردينال الزائر في هذا الخصوص، والذي أعرب عن قلق الكرسي الرسولي لجهة الفراغ الحالي في سدة رئاسة الجمهورية، "لأنه من المهم جدا لكل بلد ان يكون هناك رئيس، فهذا الامر ليس فقط امكانية، بل هو ضرورة وفي لبنان هو ضرورة ملحة. إن الرئيس هو وحده رئيس الدولة ورمز وحدة البلد، وهو من يحفظ احترام الدستور واستقلال البلد وسلامة أراضيه. امل ان تتمكن الاطراف السياسية من ان تجد حلا في أقرب وقت ممكن، من خلال احترام الدستور وكرامة الشعب اللبناني المتعب والقلق والذي يشعر قليلاً بالإذلال نتيجة لهذا الفراغ الدستوري".
وقد كان كلامه في هذا الخصوص شديد الوضوح من خلال الكلمات القليلة التي قالها وهو خارج من لقائه الرئيس نبيه بري عندما تحدّث عن المسؤولية المشتركة لإتمام هذا الاستحقاق، والتي تبدأ من "عين التينة". وقد فسّر البعض هذا الكلام بأنه بمثابة رسالة واضحة المعاني عن دور رئاسة المجلس في المبادرة إلى الدعوة إلى جلسات متتالية وبدورات مفتوحة كما ينصّ عليه الدستور، خصوصًا أن هذا الكلام جاء بعد اللقاءات غير المعلنة، التي عقدها الكاردينال بارولين مع عدد من رؤساء الأحزاب المسيحية، الذين يطالبون بتطبيق ما ورد في الدستور بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي لا أكثر ولا أقلّ.
أمّا الموضوع الثاني، الذي استحوذ على اهتمام الكاردينال بارولين، بطلب مباشر من قداسة البابا، فهو الوضع المسيحي الداخلي، بدءًا بالخلافات المسيحية – المسيحية، التي لم تعد مقبولة، وذلك نظرًا إلى ما لهذه الخلافات من انعكاسات على هجرة الشباب، الذين فقدوا حماسة البقاء في وطن لا مستقبل لهم فيه، فضلًا عمّا تتسبب به من تداعيات على سير العمل السياسي والوطني. فلو كانت القوى المسيحية بكل تلاوينها السياسية واتجاهاتها متوافقة على الخطوط العريضة لما يمكن أن تكون عليه الحال في لبنان لما كانت الجمهورية من دون رئيس بعد سنة وأكثر من نصف سنة من مغادرة الرئيس السابق ميشال عون قصر بعبدا.
فالكاردينال الزائر لم يأتِ إلى لبنان لجمع الأقطاب الموارنة، وهو يعرف كما يعرف غيره أن هذا الأمر هو من سابع المستحيلات، لكنه يعود بانطباع، وهو أن عدم توافق هؤلاء الأقطاب يأتي في رأس أسباب انهيار لبنان.
ويضاف إلى هذا الانطباع غير المشجّع انطباع آخر عن الواقع المسيحي، لا يقّل خطورة عن الانطباع الأول، ويتعلق بالوضع الداخلي للكنيسة، الذي فيه من الخلافات ما يفوق خطورة الخلافات السياسية. وهذا ما يؤثّر على الأداء العام للمسيحيين ومدى التزامهم بما يصدر عن الكنيسة من توصيات ونصائح يرون أنها مجافية للواقع، خصوصًا عندما ينظرون إلى الواقع التربوي للمدارس والجامعات الكاثوليكية أو المستشفيات التابعة ادارتها لعدد من المراجع الدينية.
فما حمله الكاردينال بارولين من تقارير أعدّها مصلحون من داخل الرهبانيات عن واقعها المتقهقر سيحفزّ قداسة البابا على تسريع زيارته للبنان، مستعيدًا بذلك المشهد الذي دفع السيد المسيح إلى طرد التجار من هيكل أبيه المعدّ للصلاة وقد جُعل مغارة للصوص. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • لقاء مشترك لقيادتي أمل وحزب الله في صور
  • الجامعة العربية وحزب الله.. ماذا وراء الانفتاح؟
  • وزير خارجية الاحتلال يهدد إيران وحزب الله.. سنتحرك بكل قوة
  • وزير إسرائيلي يتوعد لإيران وحزب الله ويهدد: سنتحرك بكل قوة
  • وزير خارجية إسرائيل يهدد إيران وحزب الله: سنتحرك بكل قوة
  • ميقاتي: رغم تصاعد الحرب النفسية فإن لبنان سيتجاوز هذه المرحلة
  • ميقاتي: رغم تصاعد الحرب النفسية لبنان سيتجاوز هذه المرحلة
  • بارولين غادر لبنان...وهذا ما حمله معه من انطباعات
  • سوريا ليست ضمن المعركة
  • بن غفير: علينا شن حرب شاملة على لبنان.. والاتفاقيات لا جدوى منها