هستيريا دول العدوان من العملة المعدنية
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
أبدى العدوُّ الأمريكي البريطاني والدولُ الأُورُوبية الراعية للعدوان والحصار على اليمن انزعَـاجا كَبيراً، من قيام البنك المركزي اليمني بإصدار عملة معدنية من فئة 100 ريال لاستبدال الأوراق النقدية التالفة؛.
الأمر الذي كشف بوضوح عن إيجابية هذه الخطوة في معالجة آثار الحرب الاقتصادية التي قادها رعاة العدوان وفي مقدمتهم الأمريكيون والبريطانيون على العملة المحلية منذ تسع سنوات، بما في ذلك طباعة تريليونات من الأوراق النقدية غير القانونية التي أَدَّت إلى انهيار تأريخي غير مسبوق لقيمة الريال اليمني في المناطق المحتلّة، كما كشف ذلك الانزعَـاج عن وقوف أمريكا بشكل مباشر وراء قرار حكومة المرتزِقة الذي حاول ابتزاز البنوك المتواجدة في صنعاء وطالبها بنقل مراكزها الرئيسية من العاصمة، في خطوة اعتبرها مسؤولون أنها محاولة إضافية للضغط على صنعاء للتراجع عن موقفها المساند لغزة.
وأصدرت السفارةُ الأمريكية لدى حكومة المرتزِقة، الخميس، بيانًا قالت فيه إن الولايات المتحدة "تدين" قيام البنك المركزي في صنعاء بإصدار عملة جديدة ودعت إلى منع تداول هذه العملة في الأسواق، في موقف كشف عن انزعَـاج هستيري من العملة المعدنية التي لا يمكن اعتبارها جديدة؛ لأَنَّها مُجَـرّد بديل عن الأوراق النقدية التالفة.
وقد أصدرت السفارة البريطانية والسفارة الفرنسية، وبعثة الاتّحاد الأُورُوبي في اليمن، بيانات مشابهة.
وفيما عبر رئيس الوفد الوطني ناطق أنصار الله محمد عبد السلام عن استغرابه من هذه البيانات قائلًا: "إن طباعة عملة معدنية فئة مِئة ريال لم تكن عبثًا بل خطوة ضرورية تمت بديلًا عن عُملة ورقية تالفة، ونتساءل عن سبب امتعاض أمريكا ودول أُورُوبية جراء ما قام به البنك المركزي اليمني من معالجة جزئية لوضع العملة الوطنية التي تعرضت وتتعرض لحرب شعواء من قبل التحالف ومن قبل أمريكا نفسها"، فَــإنَّ هذا الاستغراب نفسه أشار إلى الإجَابَة الأكثر وضوحًا عن أسباب الانزعَـاج الأمريكي الغربي،.
وهي أن صنعاء بدأت بمعالجة آثار الحرب الاقتصادية التي اعتمد عليها الأمريكيون والغربيون كَثيراً كسلاح وكأدَاة ابتزاز لإخضاع الشعب اليمني ومعاقبته على مواقفه بلقمة العيش، وقد عبر السفير الأمريكي عن ذلك قبل سنوات في مفاوضات الكويت عندما هدّد الوفد الوطني بأن "العُملةَ اليمنية ستصبح أقل قيمة من الحبر الذي تُطبع به" إذَا لم توافق صنعاء على الإملاءات الأمريكية، وهو تهديد اتجهت الولايات المتحدة بعده مباشرة إلى نقل عمليات البنك المركزي إلى عدن والمباشرة بطباعة تريليونات من العُملة غير القانونية.
وبالتالي فقد كشفت بيانات التنديد الغربية، أن الولاياتِ المتحدة وحلفاءها يعتبرون معالجة آثار الحرب الاقتصادية خسارةً كبيرةً تهدّد مسارَ حربهم الاقتصادية على اليمن، والتي لا يخفى أنهم يعولون عليها كَثيراً في ظل فشل كُـلّ الخيارات العسكرية والسياسية.
هذا أَيْـضاً ما أكّـده البنك المركزي اليمني في بيان، الجمعة، استنكر فيه "المواقف الصادرة عن السفارتين الأمريكية والبريطانية بشأن إصدار البنك للعملة المعدنية فئة 100 ريال" معتبرًا تلك المواقف "تدخلاً سافراً وغيرَ مشروع في شؤون الجمهورية اليمنية، واستمراراً لمسار الحرب الاقتصادية التي تقودها دول العدوان الأمريكي السعوديّ ضد الشعب اليمني منذ تسعة أعوام".
وَأَضَـافَ البيان "وقوف الولايات المتحدة ضد خطوة إصدار العملة المعدنية وما لاقته من ارتياح شعبي واسع، ليس إلا دليلٌ آخر على الموقف العدائي الأمريكي للشعب اليمني، فقد قادت بشكل مباشر الحرب على الاقتصاد والعملة الوطنية" مؤكّـداً أن البنك "لم يستغرب صدور تلك المواقف؛ كونها تؤكّـد ما بات واضحًا للشعب اليمني من أن ما يسمى بالرباعية الدولية بقيادة أمريكا هي التي خططت وأدارت الحرب الاقتصادية على اليمن، منذ نقل وظائف البنك المركزي، واستهداف العملة الوطنية بالتزوير والتزييف والإصدار غير القانوني، واستخدمت في التنفيذ أدواتها الرخيصة من المرتزِقة والخونة".
وقال: إن "الانزعَـاج الواضح الذي ظهر في تلك المواقف تجاه العملة المعدنية يكشف رفض دول العدوان الأمريكي السعوديّ ومن معهم لأية خطوة من شأنها تخفيف معاناة الشعب اليمني، وتحسُّن الوضع الاقتصادي والمعيشي؛ وهو ما يتسق تماماً مع كونها صانعَ ومخطّط تلك المعاناة"، مُشيراً إلى أن "تلك المواقف كشفت أَيْـضاً تناقض دول ما يسمى بالرباعية الدولية بقيادة أمريكا التي انزعجت من إصدار العملة المعدنية كحلٍ بديلٍ للعملة التالفة، وهي التي خططت وأدارت طباعة ما يزيد عن خمسة تريليونات ريال يمني من العملة غير القانونية والمزورة، وما تسببت به من انهيار لقيمتها وما تبع ذلك من تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي لأبناء الشعب اليمني، وخُصُوصاً في المناطق المحتلّة".
وفي إطار الهستيريا الأمريكية تجاه الخطوة الإيجابية لإنهاء مشكلة العملة التالفة، دفعت واشنطن بالبنك المركزي الخاضع لسيطرة المرتزِقة في عدن إلى اتِّخاذ قرار طالب البنوك التجارية بنقل مراكزها من صنعاء، وإلا سيتم معاقبتها بقوانين "تمويل الإرهاب"، وهو ما اعتبره عضو الوفد الوطني المفاوض عبدُالملك العجري: "خطوة تصعيدية تأتي ضمن خطوات تصعيدية أُخرى بدفع أمريكي واضح الهدفُ منه الضغطُ على موقف صنعاء من غزة".
وَأَضَـافَ أنه "مع أنها محاولة أمريكية عبثية فَــإنَّ حكومة المرتزِقة تجد فيها فرصة للهروب من استحقاقات السلام وتخريب خارطة الطريق" مؤكّـداً أن "على الجهات الحريصة على السلام وخارطة الطريق وبالذات المملكة؛ باعتبارها الطرف الأَسَاسي فيها أن تضع حدًّا لهذا العبث الصبياني للمرتزِقة".
هذا أَيْـضاً ما أوضحه نائب وزير الخارجية، حسين العزي، الذي قال بدوره: إن "تصعيد المرتزِقة غير المبرّر تجاه تبديل الـ 100 ريال التالفة وإصرارهم على هدم ما بنيناه مع الجوار يأتي بدفع أمريكي؛ انتقامًا من موقف اليمن المناصر لغزة" مُشيراً إلى أن "أمريكا تأكل الثوم بفم المملكة؛ فالمرتزِقة ما زالوا مرتبطين بها كقيادة أولى لتحالف مارس، وعملا بحسن النوايا نتوقع من الرياض وضع حَــدٍّ لهذا العبث".
وأظهرت هذه الردود حجم الارتباك الأمريكي في التعامل مع الإنجاز الذي حقّقته صنعاء في معالجة آثار الحرب الاقتصادية؛ إذ يبدو بوضوح أن واشنطن حاولت تعويض الإخفاق بتصعيد اقتصادي وسياسي معاكس، لكنه في الحقيقة لم يكن جديدًا، فقد حاول البنك المركزي الواقع تحت سيطرة المرتزِقة عدة مرات إجبارَ البنوك على نقل مراكزها من صنعاء، لكنها لم تستجب لذلك، كما أن محاولة تخريب مسار السلام من خلال هذه الخطوة لا تضيف شيئاً جديدًا، فالولايات المتحدة تعيق بالفعل التوقيع عن خارطة الطريق، بحسب ما تؤكّـد القيادة الوطنية بشكل واضح، وبالتالي فَــإنَّ هذا التصعيد لا يكشف إلا عن وصول واشنطن إلى طريق مسدود في مواجهة صنعاء التي لم تكتف برفض كُـلّ الضغوط الاقتصادية والسياسية للتراجع عن موقفها المساند لغزة، بل توجّـهت لمعالجة مشاكل العملة أَيْـضاً لسحب أوراق الابتزاز والضغط من يد الأعداء، كما أن رسائل صنعاء المباشرة والصريحة للسعوديّة بضرورة وقف عبث مرتزِقتها تضع الولايات المتحدة أمام حقيقة أن واجهة المرتزِقة لن تفيد في التصعيد الاقتصادي، وأن واشنطن قد تجد نفسها وسط أزمة أوسع مع النظام السعوديّ الذي برغم استجابته للضغوط الأمريكية في ما يتعلق بخارطة الطريق، فَــإنَّه لا يريد المخاطرة بفقدانها تماماً؛ لأَنَّها الخيار الوحيد الذي يصب في مصلحته الحقيقية.
وقد أشار بيان البنك المركزي إلى هذه النقطة، حَيثُ أكّـد أنه سيواصل خطواته معالجة كُـلّ ما يمكن معالجته وسيواجه كُـلّ المؤامرات على البلد في ظل استمرار تعطيل وعرقلة خطوات السلام، مُضيفاً أن "من يدعي حرصه على الشعب اليمني فعليه الانتقال من التهدئة وإلى خطوات السلام والتي هي مصلحة الجميع بدلاً عن المماطلة وخلق العراقيل".
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
آخر موعد لتحويل الأموال مجانًا عبر إنستاباي.. هل يمد البنك المركزي فترة الإعفاء؟
مع اقتراب نهاية مارس 2025، يترقب ملايين المستخدمين مصير رسوم التحويل عبر إنستاباي، خاصة بعد قرار البنك المركزي المصري إعفاء كافة التحويلات عبر التطبيق من أي رسوم منذ بداية العام وحتى نهاية مارس الحالي.
ويبقى السؤال الأهم، هل سيتم تمديد فترة الإعفاء كما حدث من قبل، أم سيبدأ فرض رسوم على التحويلات المالية عبر التطبيق؟.
كيفية تحويل الأموال من الخارج إلى مصر عبر تطبيق إنستاباي؟
تطبيق رسوم التحويلات عبر إنستاباي هذا الموعد.. هل يقرر البنك المركزي مد فترة الإعفاء؟
لو نسيت.. كيفية سحب الأموال من ATM عبر انستاباي بدون فيزا
تعطل خدمات إنستاباي.. ومسئول يرد: مؤقت ولا داعي للقلق
يعد تطبيق إنستاباي أحد أبرز أدوات التحويلات المالية الرقمية في مصر، حيث يتيح للمستخدمين إرسال واستقبال الأموال بسهولة بين الحسابات المصرفية المختلفة.
ومنذ إطلاقه، شهد التطبيق نموًا هائلًا في عدد المستخدمين والمعاملات، خاصة بعد قرار البنك المركزي إعفاء التحويلات من أي رسوم لمدة ثلاثة أشهر تنتهي في 31 مارس 2025.
ويهدف هذا القرار إلى تعزيز الشمول المالي والتحول الرقمي، وتشجيع المواطنين على الاعتماد على المدفوعات الإلكترونية بدلًا من النقد الورقي.
ومع ذلك، يظل التساؤل قائمًا حول مستقبل هذا الإعفاء، خاصة مع ارتفاع أعداد العمليات المنفذة عبر التطبيق، والتي تجاوزت 1.5 مليار معاملة بقيمة 2.9 تريليون جنيه خلال عام 2024.
هل يوجد رسوم عند التحويل من إنستاباي؟حتى الآن، لا يتم فرض أي رسوم على عمليات التحويل التي تتم عبر إنستاباي، سواء كانت بين حسابات داخل نفس البنك أو بين بنوك مختلفة، كما يشمل الإعفاء التحويلات التي تتم عبر التطبيقات المصرفية الأخرى، مثل خدمات الإنترنت والموبايل البنكي.
ومع ذلك، يبقى القرار بيد البنك المركزي، الذي قد يقرر تمديد الإعفاء لفترة جديدة كما فعل في مرات سابقة، أو فرض رسوم رمزية على بعض المعاملات، خاصة مع تزايد الاعتماد على التطبيق في التحويلات المالية اليومية.
ما هي رسوم التحويل البنكي؟تختلف رسوم التحويل البنكي التقليدي عن التحويلات عبر إنستاباي، حيث تفرض البنوك عادةً رسومًا تتراوح بين 1 إلى 2 جنيه على التحويلات الصغيرة، وتزيد النسبة مع ارتفاع قيمة المبلغ المحوَّل، خاصة في حالة التحويل بين البنوك المختلفة أو الحوالات المصرفية الدولية.
أما مع إنستاباي، فلا توجد رسوم حتى الآن، مما يجعله الخيار الأكثر توفيرًا وسهولة للمستخدمين الذين يعتمدون على التحويلات السريعة عبر الهاتف المحمول.
منذ إطلاق انستاباي في عام 2022، نمت عمليات التحويل عبره بشكل غير مسبوق، مما دفع البنك المركزي إلى تمديد الإعفاء من الرسوم عدة مرات.
ومع اقتراب نهاية مارس 2025، تزداد التساؤلات حول ما إذا كانت الخدمة ستظل مجانية حتى منتصف العام، أم سيتم فرض رسوم مخفضة للحفاظ على استمرارية التطبيق وتشجيع استخدامه.
رسوم التحويل عبر إنستابايإذا قرر البنك المركزي فرض رسوم مستقبلًا، فمن المتوقع أن تكون رمزية مقارنة برسوم التحويلات التقليدية، للحفاظ على جاذبية التطبيق للمستخدمين، وحتى الآن، لم يصدر البنك أي قرارات رسمية بشأن إعادة فرض الرسوم بعد انتهاء المهلة الحالية، ما يترك المجال مفتوحًا أمام احتمالية التمديد.
حدود التحويل عبر إنستابايإلى جانب مسألة رسوم التحويل عبر إنستاباي، يتساءل المستخدمون عن الحدود القصوى للتحويلات عبر التطبيق، والتي حددها البنك المركزي على النحو التالي:
الحد الأقصى للمعاملة الواحدة: 70 ألف جنيه.الحد الأقصى للتحويلات اليومية: 120 ألف جنيه.الحد الأقصى للتحويلات الشهرية: 400 ألف جنيه.وتساعد هذه الحدود في ضمان سهولة الاستخدام مع فرض رقابة مالية لمنع أي عمليات غير مشروعة.
كيفية استخدام إنستاباي بدون رسوميمكن للمستخدمين إجراء التحويلات المالية عبر إنستاباي دون أي رسوم باتباع الخطوات التالية:
تحميل التطبيق من متجر "جوجل بلاي" أو "آبل ستور".تأكيد رقم الهاتف المحمول.إدخال البيانات الشخصية المطلوبة.اختيار البنك الذي يتعامل معه المستخدم.إدخال بيانات البطاقة البنكية وربط الحساب المصرفي بالتطبيق.إنشاء رقم سري PIN لحماية الحساب.بعد إتمام هذه الخطوات، يمكن للمستخدمين إرسال واستقبال الأموال بسهولة، والاستفادة من الخدمة المجانية حتى نهاية المهلة المحددة.
هل يتم تمديد الإعفاء من رسوم التحويل عبر إنستاباي؟مع نجاح تجربة إعفاء المستخدمين من رسوم التحويل عبر إنستاباي، من المتوقع أن تستمر الحكومة في دعم المدفوعات الرقمية، خاصة مع التوجه العام نحو التحول الرقمي وتقليل استخدام النقد الورقي.
وبحسب مصادر مصرفية، قد يتم تمديد العمل بقرار الإعفاء حتى 30 يونيو 2025، ولكن في حال قرر البنك المركزي فرض رسوم، فمن المرجح أن تكون أقل من الرسوم البنكية التقليدية للحفاظ على الإقبال على التطبيق.