بوادر مواجهة داخل لبنان.. ماذا يجري بين فتح و حزب الله؟
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
هجومُ حركة "فتح" مؤخراً على إيران واتهامها بـ"إحداث الفوضى والفلتان والعبث على السّاحة الداخلية الفلسطينية"، لا يمكن إلّا أن ينعكس على لبنان والجبهة المندلعة على حدوده الجنوبيّة.
عملياً، تعدّ الحركة عنصراً أساسياً على صعيد المخيمات، كما أنّ تعاطيها مع "حزب الله" يُعتبرُ أمراً واقعاً نظراً لوجود مصالح مشتركة في نقاطٍ معينة.
قد يكون هجوم "فتح" على طهران في الوقت الراهن مرتبطاً بمجريات الأحداث ضمن الضفة الغربية، والمخاوف القائمة من اندلاع جبهة جديدة هناك خصوصاً أن هناك مجموعات مسلحة باتت تنشطُ بالتوازي مع جبهة غزة المفتوحة.
ضمنياً، تخشى حركة "فتح" أن يقود التوتر في الضفة إسرائيل إلى اتخاذ خطوات عسكرية كبرى من شأنها أن تفتح مواجهة ملتهبة، ما يساهم في إضعاف السلطة الفلسطينية هناك أو حتى على صعيد غزة في وقتٍ لاحق.
الأمر الأكثر أهمية هو أنّ الكلام الذي وجّهته حركة "فتح" باتجاه إيران، جاءَ تزامناً مع أنشطة مسلحة في مختلف مناطق الضفة، بينما الحدث الأكثر تأثيراً يرتبط بما تم إعلانه عن ضبط أسلحة مُهرّبة مصدرها لبنان، فيما قال جهاز "الشاباك" الإسرائيليّ إن المسؤول الكبير في حركة "فتح" منير المقدح من أبرز المشاركين في عملية التهريب تلك.
المفارقة أن مقدح تكتّم عن الإدلاء بأيّ تصريح بشأن هذه الإتهامات، وتقول معلومات "لبنان24" إنَّ الأخير كلّف مساعديه بالرّد على هذه الإتهامات عبر مشاركة رابطٍ لبيان يتضمن إعلاناً صريحاً بمواصلة المقاومة ضد إسرائيل ضمن الداخل الفلسطيني، من دون التعليق أبداً على فحوى الإتهامات المُساقة ضده بشأن تهريب أسلحة.
إنشقاقات داخل "فتح"؟
السؤال الأكثر طرحاً هنا يرتبط بالتعارض القائم في الملف المطروح، فحركة "فتح" تتهم إيران بتهريب أسلحة إلى الضفة، بينما المقدح، وهو لواء في "فتح" نفسها، منخرط بهذه العمليات بحسب مزاعم الإسرائيليين الذين يقولون إنّ الأخير على تنسيق مع "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني لإتمام التهريب.. والسؤال هنا: هل يعتبر المقدح عنصراً منشقاً عن "فتح" في هذا الملف فينسق مع الحزب بمعزل عن قرار قيادته؟ ما هي حقيقة دوره؟ وهل بات في أوساط الحركة تيارات مؤيدة لطهران وأخرى معارضة لها؟
مصادر "فتح" تقول لـ"لبنان24" إن للمقدح مسؤولية أمنية في الحركة، وبالتالي فإنّه يمثل "فتح" من خلال منصبه ودوره، وتضيف: "إسرائيل تدّعي أن المقدح هو المشارك بتهريب هذه الأسلحة، ولكن ما الإثبات وراء ذلك؟ المعروف أن إيران هي التي تقوم بتهريب تلك الأسلحة إلى خلايا مسلحة في الضفة ولهذا الأمر الكثير من السبل والأساليب".
ماذا عن العلاقة مع "حزب الله"؟
إتهام "فتح" المُساق ضدّ طهران قد يشمل أيضاً كل أذرع الأخيرة في المنطقة، بما فيها "حزب الله". هنا، يمكن القول إنّ إتهامات الحركة لإيران بزعزعة إستقرار الضفة قد ينسحب على "حزب الله" الذي بات يلجأ إلى خطة جديدة غير مُعلنة بالتنسيق مع مختلف قوى "محور المقاومة"، هدفها تحريك خلايا مقاتلة ضد إسرائيل في أوساط الضفة الغربية، وبالتالي جعل تلك الجبهة مشتعلة في وجه إسرائيل، حتى وإن كانت وتيرة النيران فيها أقل وطأة من تلك التي تشهدها غزة.
ضمنياً، فإنّ المسار الذي تسلكه حركة "فتح" ضدّ إيران، لا يعني بالضرورة إنقطاع العلاقة بين الحركة والحزب خصوصاً داخل لبنان، وتقول مصادر "فتح" لـ"لبنان24" إن التنسيق مع الحزب قائم على أكثر من صعيد، خصوصاً حينما يتعلق الأمر بأمن المخيمات في حين أن التوافق على مبدأ مقاومة إسرائيل هو أمرٌ لا مفرّ منه بين الطرفين.
بحسب المصادر، فإنّ اللعب على وتر "زعزعة العلاقات" بين الحزب و "فتح" كان حصل سابقاً خلال إشتباكات عين الحلوة قبل أشهر، وتحديداً حينما قيلَ إن الحزب ساهم إلى حد كبير في حماية ظهر حركة "حماس" من خلال مساندتها بشكل غير علني الإشتباكات التي حصلت ضد "فتح" عبر مجموعات متطرفة أبرزها "جند الشام" و "الشباب المُسلم".
ورغم كل ما حصل، فإن العلاقة بين الحزب و "فتح" لم تنكسر رغم التعارض الذي كان كبيراً، وبالتالي فإن أي تسوية بين الطرفين داخل لبنان ستبقى محصورة هنا، علماً أن كل ساحة تختلف عن أخرى، ولكل جبهة خصوصيتها.. فمثلما للبنان خصوصيته التي ترعى علاقة الحزب بـ"فتح"، فإن للضفة خصوصيتها وللحركة رأيها الخاص بما يجري هناك بمعزل عن علاقاتها مع الأطراف الأخرى سواء في داخل فلسطين أو خارجها.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
من «أوري تسافون» إلى حركة «ناحالا».. مخططات الجماعات الاستيطانية تتسارع بعد سقوط الأسد
بمجرد توغل قوات الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية، لاسيما جبل الشيخ والمنطقة العازلة، وكامل منطقة الجولان المحتلة، سارع مستوطنون إسرائيليون إلى البحث عن مواقع تصلح لإقامة مستوطنات إسرائيلية جديدة بها.
وقال عاموس عزاريا، مؤسس جماعة «أوري تسافون» الاستيطانية، لوسائل إعلام محلية: «لقد دعونا الحكومة للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي السورية»، وكتب أحد أعضاء الجماعة «التي تأسست في وقت سابق من هذا العام لدعم الاستيطان الإسرائيلي بجنوب لبنان»: «يتعين علينا أن نغزو وندمر. بقدر الإمكان، وبأسرع ما يمكن»، وفي مجموعة واتساب أخرى للمستوطنين، شارك الأعضاء خرائط سوريا وحاولوا تحديد المناطق المحتملة للاستيطان.
تستمد مجموعة «أوري تسافون» اسمها من نص توراتي يدعو إلى «الاستيطان في الشمال»، وتزعم أن المساحة الحقيقية لشمال إسرائيل تمتد إلى الشمال حتى نهر الليطاني في لبنان، الذي وصلت إليه القوات الإسرائيلية وقت دخول اتفاق وقف إطلاق النار الأخير حيز التنفيذ، بعد أن شردت عشرات الآلاف من سكان القرى الجنوبية اللبنانية بالقوة في هذه العملية.
تؤكد تقارير عبرية أن حركة «أوري تسافون» الاستيطانية، التي كانت تنتظر الوقت المناسب على مدار العام الماضي للاستيلاء على الأراضي في جنوب لبنان، عبر مؤسسها «عاموس عزاريا» منذ أيام أثناء اتفاق وقف النار بين جيش الاحتلال والمقاومة في لبنان، عبر الحدود إلى لبنان برفقة ست عائلات لمعاينة عدة مواقع لإنشاء بؤر استيطانية بها، ووصلوا إلى منطقة مارون الراس، وهي على بعد 2 كيلومتر من الحدود اللبنانية، وهناك زرعوا أشجار الأرز تخليداً لذكرى جندي إسرائيلي سقط في معركة لبنان قبل شهرين.
في شهر يونيو الماضي، نظمت الحركة الاستيطانية اجتماعًا سمي بـ«مؤتمر لبنان الأول»، وتحدث الأعضاء عن الاستيطان في سوريا. وقال «هاجي بن أرتزي»، صهر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، وهو أحد أعضاء المجموعة: «إن حدود إسرائيل يجب أن تكون تلك التي وعدت بها إسرائيل الشعب اليهودي في العصور التوراتية. نحن لا نريد حتى مترًا واحدًا وراء نهر الفرات. نحن متواضعون. ما وعدنا به، يجب أن نحققه».
وعبرت حركة «ناحالا» بقيادة دانييلا فايس، التي تتبنى مخطط إعادة الاستيطان في غزة، عن نفس الأفكار «الاستيطان اليهودي هو الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يحقق الاستقرار والأمن لإسرائيل، والردع لكل من يعادي إسرائيل في غزة، ولبنان، وكامل مرتفعات الجولان وجبل الشيخ بالكامل».
وحددت «ناحالا» بالفعل الأماكن التي تخطط لبناء مستوطنات يهودية جديدة عبر قطاع غزة، وتزعم أن أكثر من 700 أسرة تعهدت بالانتقال عندما تتاح الفرصة. وقد ذهبت دانييلا فايس بنفسها بالفعل إلى غزة برفقة حراسة عسكرية لاستكشاف المواقع المحتملة لإقامة المستوطنات هناك.
اقرأ أيضاًمندوبة أمريكا في مجلس الأمن: الاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية غير متفق مع القانون الدولي وحل الدولتين
الاتحاد الأوروبي يؤكد معارضته القوية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية
أمريكا تجدد معارضتها للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي بالضفة الغربية