ماذا فعل نصف عام من الحرب بالفلسطينيين داخل قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
تتم حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة شهرها السادس في السابع من نيسان/ أبريل الجاري، وسط ظروف إنسانية كارثية تفتقد لأبسط مقومات الحياة.
وعاش الفلسطينيون خلال العقود الماضية الأزمات الحالية بشكل منفرد تقريبا مثل أزمة الكهرباء والوقود والحصار وغلاء الأسعار، إلا أن الحرب الحالية جمتهم كلهم في آن واحد.
وتحدثت "عربي21" مع فلسطسنيين عن أوضاعهم وعما فعلت فيهم الحرب خلال نصف عام.
"رجيم المجاعة"
ويقول أحمد (35 عاما) الذي بقي في شمال قطاع غزة ورفض النزوح إلى الشمال أن وزنه أصبح الآن 68 كلغم فقط بعدما كان فوق المائة.
ويضيف أحمد لـ "عربي21"، "بصراحة زاد وزني بشكل كبير بعدما قمت بالزواج وتوقفت بعدها عن ممارسة الرياضة بانتظام، إضافة طبعا لطبخ المدام اللذيذ والعزايم والحلويات، زاد وزني بشكل مخيف خلال سنة، وبعدها حاولت مختلف أنواع الحميات الغذائية دون فائدة".
ويوضح، "بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب بدأت المواد الغذائية بالنفاد من السوق، وبدأت أسعارها بالارتفاع الكبير، ونحن نتحدث عن أمور أساسية مثل الطحين والأرز والزيت وغيرها".
ويذكر، "طبعا كنا مضطرين في البداية في تقليل وترشيد الاستهلاك من منطلق الحفاظ على هذه المنتجات لأطول فترة ممكنة، ثم التقليل مرة أخرى بسبب غلاء أسعارها، ثم التقليل لمرة إضافية بسبب عدم توفرها أصلا".
ويؤكد، "طبعا انخفاض الوزن كان أيضا بسبب المشي لساعات طويلة مع توقف المواصلات وخطورتها أصلا، وبسبب التوقف عن تناول المشروبات الغازية والحلويات وغيرها من المأكولات التي تكسب الشخص وزنا كبيرا".
وعن غلاء الأسعار، يوضح أحمد "اشتريت قبل ذلك كيلوغرام الطحين بمائة شيكل، اشتريت خمسة كيلوغرامات (نحو 140 دولار)، وهذا بشكل أساسي من أجل توفير الطعام لطفلتي الصغيرتين، بناتي اللتين كانتا ستجعلانني أجن بسبب أكلهن القليل الآن سأجن بسبب أكلهن الكثير".
"لبسة واحدة"
بدوره، يقول عبد الرحمن (40 عاما) إنه تعلم من الحرب عدم التعلق بالأشياء مهما كانت تعني للشخص، مضيفا "كنت قبل الحرب صاحب محل ملابس، وكنت أحب إرتداء الملابس الجميلة دائما والمركات".
ويوضح عبد الرحمن لـ "عربي21"، "كنت أسافر مرتين سنويا إلى تركيا من أجل شراء البضائع الممتازة والمميزة، وكنت أشتري لنفسي ما أستحسنه بالفرد وليس بالجملة مثل ما أشتري للمحل، كنت أحب اللفحات الشتوية المصنوعة من الصوف الطبيعي، والجاكتات الجميلة وبعض الملابس الرياضية مرتفعة الجودة".
ويذكر "كنت معروفا بذلك بين أوساط عائلتي وأصدقائي، وكانوا يتندرون علي بإختلاق أسماء غريبة لبعض المنتجات والخامات المصنوعة منها، وكل هذا تركته خلفي في غزة في بيتي المهجور حاليا".
ويضيف "الآن أنا ليس لدي سوى لبستين: ترينغ شتوي مصنوع من البوليستر الرديئ اشتريته من خانيونس عندما نزحت لأول مرة، وآخر اشتريته من سوق البالة (الملابس المستعملة) في رفح".
ويوضح "تعلمت أن الإنسان يستطيع العيش بلبسة أو لبستين، وعادي جدا تقعد تستنى أواعيك تنشف علشان تلبسها ثاني، ويوم ما تقدر تستحم تلبس نفس الأواعي برضو عادي".
"عالم كذاب"
من ناحيته، يقول مالك (16 عاما) إن نظرته تغيرت للعالم ومختلف أنشطته ومشاهيره ومؤثريه عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما فيما يتعلق بالقيم والمعايير والحريات التي ينادون بها.
ويؤكد مالك أنه كان يحب كرة القدم ونادي برشلونة والعديد من المغنيين والممثلين العالميين ويعتبرهم نماذج نجاح في الحياة الإنسانية والعملية.
ويضيف "بعد أيام وأسابيع من الحرب رأيت كل من أحبهم لا يعتبرون أننا نعيش أصلا، لا يتضامنوا معنا ولا يطلبون وقف الحرب".
ويوضح "أتذكر كيف انقلبت الدنيا خاصة في الكورة بالتضامن الصريح مع أوكرانيا والعقوبات على روسيا المنتخب والفرق الروسية، لكن ما حد تكلم عن جرائم إسرائيل والحرب".
ويؤكد "أنا كنت أحب ناس منافقة ما بتخبنا وبتكذب وبتقول إنها إنسانية، أنا حاقد على كل العالم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة النزوح غزة الاحتلال الحصار العدوان النزوح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هل يكسب البرهان الحرب بسبب عقوبات بايدن المحتملة على حميدتي ؟؟
هل يكسب البرهان الحرب بسبب عقوبات بايدن المحتملة على حميدتي ؟؟
طبعاً لا
هي زي صواريخ كروز الأمريكية التي سمح لأوكرانيا بإستخدامها ضد روسيا ..
هذه العقوبات أقل شئ فعل سوف تصنعه انها سوف تجعل الرئيس القادم دونالد ترامب ينتهج حل الأزمة بشكل مغاير لسلفه ...
ترامب يرى أن كل قرارات بايدن خاطئة وطائشة
و يجب أن نضع في الإعتبار أن تجربة الجولاني في سوريا غيّرت الكثير من المفاهيم بخصوص حل الأزمات السياسية وبخصوص تصنيف القادة ووضعهم تحت قائمة العقوبات ...
وويجب أن نضع في الإعتبار أن اي عقوبات على حميدتي يقابلها ثمن يجب أن يدفعه البرهان عاجلاً أو آجلاً ..
والثمن هو :-
إما خسارته لروسيا
أو تسهيلات يقدمها لأمريكا ترفع من ثمن تكلفة الحرب
أو إجباره على وقف الحرب ووقف تحالفاته مع روسيا وإيران والسعي لتاسيس حكم مدني كامل ...
لكن يظل السؤال مطروحاً هل سوف تؤثر هذه العقوبات الأمريكية على الDM في الميدان ؟؟
لا طبعاً ...
فالحرب في أفريقيا لها سبلها وتشعباتها وتعتمد على العنصري البشري
وممكن الآن الDM شغال بنسبة 25% من طاقاته الإنتاجية حتى لا يخسر مكانته الدولية ...
لكنه لو صدرت عقوبات فسوف تجعله يتحرر من القيود الدبلوماسية لأنه ليس لديه ما يخسره
هذه العقوبات - وإن كان المصدر في تسريب خبرها هو ضعيف وهو صحيفة بولتيكو - ولكنها لو حدثت سوف تعقد الأزمة السودانية وتجعل العنف هو الخيار الوحيد للحل...
وحتى هذه اللحظة الDm لا يمثل تهديداً للأمن القومي الأمريكي وغير مرتبط بالإسلاميين والتي سبق أن وضعت الولايات المتحدة زعيمهم علي كرتي على قائمة العقوبات
غير كدا ..
العقوبات تحتاج لتوافق بين رعاة المفاوضات وبالذات الأوربيين والذين يقسمون العقوبات بالتساوي بين الجيش والDM وللمنظمات الإقليمية مثل الإتحاد الافريقي والايغاد
بشرى أحمد علي