بقلم : د. نزار محمد علي الخضري ..

هل كان بوسعنا أن نفك طلسم السلطوية بالعراق، وأن نعي ضرورة كسر قيود مرحلة معتمة من تاريخ سوداوي قاتم دفع الشعب دما ولحما وحياة بأسرها ثمنا غاليا من أجل الحرية والكرامة والعدل والمساواة.
لكن ثمة ما يعيد المآسي إلى متلدها القديم، يحول بوصلة الزمن لعكس أحلام الشعب ومنطق الكون فجاءت تشرين التي عرت الطبقة السياسية الفاسدة ومن كان يبوق لها والساكنين تحت قصور الخضراء العاجية حين وصلتهم الصرخة التي هزت قلوبهم قبل قلاعهم والمصلحين المتلونيين ورجال الدين الذين يحملون كلام الله بكف والسلطة بالكف الاخر ،
فكانت تشرين ميزان من نوع اخر كنهر الغانج في الهند او عيد الغطاس عند الروس الارثوذكس او كالبشعة في الارياف المصرية حين يكشف بها السارق ، وكتحدي مختلف وكالمثل الشعبي الشهير ( حرامي لاتصير من .

. تشرين لاتخاف) . و(هذا الميدان يحميدان) فعلى السياسي مدعي حب الوطن ومدعي النزاهة والشرف والامانة والصدق والاصلاح ان يثبت ذلك وكيف ذلك ، من خلال الدخول في وسط الجموح الجماهيرية والتحدث معهم ومشاركتهم مسيرتهم الاصلاحية وامنياتهم
فلم يجرؤ سياسي واحد من مختلف الاحزاب والكتل من الدخول او التفكير بالتقرب من اطراف الثورة في وقت جدا حرج وكتحدي لاي سياسي ان يثبت اخلاصه وصدقه ولاي قائد ادعى حب الجماهير اليه ، لكن كان العكس في فقد امتلئت فيه المطارات بالسياسيين وعوائلهم وهروب كبير شامل من بغداد والمحافظات الى المناطق الشمالية وخارج العراق ، اذن مالذي حدث ..
لقد دخل عامر عبد الجبار
الجماهير تهتف وتصفق وترحب وتلتف حوله
ماذا حصل ومن هو عامر عبد الجبار وكيف يمكن له ان يتواجد بهذه الجرأة السافرة من الدخول بين المتظاهرين ولماذا هذا الترحيب الكبير والاحتفال والتحفي بوجوده رغم كون تشرين مزيج وخليط من مختلف القوميات والمذاهب والطبقات والاعمار والتفاوت بين المطالب والطالب اجتمعوا على الترحيب به ،كيف يمكن ذلك ؟ نعم هذا هو عامر عبد الجبار لمن لايعرفه انه السياسي الوحيد الذي يمتلك رفاهية قول ال (لا) بوجه المغريات والعروض ، خلاف السياسيين الذين لا يجرؤون على قول (لا) حينما يستدعي الأمر معالجة فعلية، لا يصلحون لتولي مسؤولية باسم الشعب، فهم أولى بالارتماء في أحضان الصمت والتقهقر إلى الزوايا الخلفية من أن يحتدموا في أصقاع الانتظار وملاذاتها، دون أن يعبروا قطعاً عن وطن يحلم بتغيير صادق،
عامر عبد الجبارالذي نسى نفسه وفكر بمستقبل بلده وهو على قاب قوسين من اجله في صالة العمليات يوصي وصيته الاخيرة لصالح مستقبل وطنه
يستحق ان ترسلم له لوحه حقيقية معبرة عن حب الفقراء له ومن ضحى بنفسه ووقف بوجه الفاسدين وقدم الغالي والنفيس ولايهمه رصاص الشغب والطرف الثالث .

نزار محمد علي الخضيري

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات عامر عبد

إقرأ أيضاً:

قائمة رواتب موظفي كردستان لشهر تشرين الأول تصل إلى وزارة المالية العراقية

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • بدعم من الإنتاج والتوظيف .. ارتفاع مؤشر مديري المشتريات في قطر خلال تشرين الاول
  • ماندي :”أوقات جميلة و مؤلمة عشتها مع المنتخب الوطني”
  • أوبك+ يؤجل زيادة إنتاج النفط المقررة في كانون الاول لمدة شهر
  • العميد ابن عامر يؤكد عدم مرور أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر
  • العمل تعلن إطلاق الإعانة الاجتماعية لشهر تشرين الثاني
  • الاسدي: اطلاق الاعانة الاجتماعية لأكثر من مليوني أسرة في شهر تشرين الثاني
  • وزارة العدل /دائرة الإصلاح العراقية تعلن عن موقفها الشهري بعدد المطلق سراحهم خلال شهر تشرين الاول من العام الحالي
  • إطلاق رواتب المتقاعدين لشهر تشرين الثاني
  • التقاعد تطلق رواتب المدنيين والعسكريين لشهر تشرين الثاني بشكل تدريجي
  • قائمة رواتب موظفي كردستان لشهر تشرين الأول تصل إلى وزارة المالية العراقية