توقعات بزيادة الاقتراض بالعملات الأجنبية في السوق المصرية مع تحسن قيمة الجنيه
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
تشير توقعات الخبراء إلى حدوث زيادة في الاقتراض بالعملات الأجنبية داخل السوق المصرية في المستقبل القريب.
يأتي ذلك نتيجة لتحسن قيمة الجنيه المصري وزيادة تدفقات العملات الصعبة بفعل توقيع صفقة رأس الحكمة وتحرير سعر الصرف من قبل البنك المركزي وتعزيز جاذبية العملة المحلية من خلال رفع عائداتها بمقدار 6% في مرة واحدة.
وفقًا للخبراء، يعتبر الوقت الحالي مناسبًا للاقتراض بالعملات الأجنبية مثل الدولار واليورو، خاصةً لأولئك الذين يمتلكون إيرادات في تلك العملات. يرجع ذلك إلى انخفاض أسعار الفائدة على تلك العملات مقارنةً بالجنيه المصري، بالإضافة إلى التوقعات بتراجع أسعار صرف تلك العملات في المستقبل القريب.
وبالتالي، فإن المقترض سيتحمل تكلفة أقل عند سداد القرض نتيجة لانخفاض قيمة العملة التي تم الاقتراض بها مقابل الجنيه المصري.
وقد انخفضت قيمة الدولار أمام الجنيه المصري لتصل إلى نحو 47 جنيهًا في الوقت الحالي، مقارنةً بنحو 51 جنيهًا في الوقت الذي تم فيه تحرير سعر الصرف في 6 مارس الماضي.
وبلغ إجمالي القروض المقدمة للعملاء من البنوك بالعملات الأجنبية نحو 1.494 تريليون جنيه بنهاية أكتوبر الماضي، منها نحو 1.036 تريليون جنيه للحكومة ونحو 457.8 مليار جنيه للقطاع غير الحكومي.
وفي هذا السياق، توقع هاني عامر، الرئيس المشارك لإدارة البحوث في شركة العربي الأفريقي الدولي لتداول الأوراق المالية، حدوث ارتفاع كبير في الطلب على القروض بالعملات الأجنبية، وخاصة الدولار، خلال الفترة الحالية نتيجة رغبة الشركات المستوردة في تصفية المخزون المتراكم في الموانئ.
وهذا يزيد من رغبتها في التعامل مع البنوكفي الوقت نفسه، يحذر الخبراء من أن الاقتراض بالعملات الأجنبية قد يشكل مخاطر محتملة في حالة تدهور قيمة الجنيه المصري، وقد يؤدي أي تدهور في قيمة الجنيه إلى زيادة تكلفة الديون المستحقة بالعملات الأجنبية وزيادة العبء على المقترضين.
ومن المتوقع أن يستمر الاقتراض بالعملات الأجنبية في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، وذلك نتيجة لتحسن قيمة الجنيه وتوفر العملات الأجنبية بشكل متزايد.
قد يستفيد من هذا التطور الشركات المصرية المستوردة والتجار والمستثمرون الذين يتعاملون بالعملات الأجنبية.
على المستوى العام، يمكن أن يكون لزيادة الاقتراض بالعملات الأجنبية تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري، حيث يساهم في تعزيز السيولة المالية وتحسين الأوضاع المالية للشركات والحكومة. كما يمكن أن يسهم في تعزيز الاستثمارات وزيادة النشاط الاقتصادي بشكل عام.
ومع ذلك، يجب على الجهات المعنية أن تتخذ تدابير لضبط ومراقبة الاقتراض بالعملات الأجنبية لضمان عدم تفاقم الديون الخارجية وحدوث مشاكل في سدادها في المستقبل. يجب أن يكون هناك رقابة فعالة من قبل البنك المركزي والجهات المعنية الأخرى لمراقبة وتقييم الأثر المالي والاقتصادي لزيادة الاقتراض بالعملات الأجنبية.
لذا، يمكن القول بأنه من المتوقع حدوث زيادة في الاقتراض بالعملات الأجنبية في السوق المصرية في ظل تحسن قيمة الجنيه المصري وتوفر العملات الأجنبية. هذا قد يوفر فرصًا للشركات والمستثمرين للاستفادة من انخفاض تكلفة الاقتراض وتعزيز النشاط الاقتصادي، ولكن يجب أن تتخذ الإجراءات اللازمة لمراقبة وضبط الاقتراض بالعملات الأجنبية لتجنب المخاطر المحتملة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاقتراض العملة الأجنبية العملات زيادة الاقتراض الجنيه السوق المصري العملات الأجنبیة السوق المصریة الجنیه المصری قیمة الجنیه جنیه ا
إقرأ أيضاً:
ألاعيب الحيتان المفترسة في سوق العملات المشفرة
في عالم العملات المشفرة، يحلم الكثيرون بالثراء السريع، لكن الواقع غالبًا ما يكون أكثر قسوة، ويجد آلاف المتداولين الصغار أنفسهم خارج اللعبة، بعد أن تلتهمهم موجات خسائر تأتي على الأخضر واليابس. وينهب الحيتان أموالهم بلا رحمة وبخطط مدروسة واستراتيجيات استنزاف خادعة، فكيف يتم هذا التلاعب؟ وما الأساليب التي تستخدمها الحيتان للسيطرة على السوق؟
لا تتحرك أسواق العملات المشفرة وفقًا لقوانين العرض والطلب التقليدية فقط، بل تخضع لمخططات القوى الخفية وكيانات "الحيتان". فهم يمتلكون كميات ضخمة من العملات المشفرة، ما يمنحهم القدرة على تحريك الأسواق لصالحهم. وكثيرًا ما يقع صغار المتداولين ضحية لهذه التلاعبات المتكررة.
خدعة الضخ والتفريغ (Pump & Dump) من أقدم الحيل المالية، وهي منتشرة في سوق العملات المشفرة بسبب ضعف التنظيم. تبدأ الخطة بشراء الحيتان كميات ضخمة من عملة منخفضة القيمة، ثم الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وعندما يرتفع السعر نتيجة إقبال المتداولين الصغار، يبيع الحيتان ممتلكاتهم بأرباح ضخمة، ما يؤدي إلى انهيار السعر بسرعة.
في عام 2021، شهدت عملة سكويد جيم توكن (SQUID) ارتفاعًا هائلًا تجاوز 230، 000% خلال فترة قصيرة، بفضل حملات ترويجية مكثفة، لكن بمجرد أن جذبت عددًا كبيرًا من المستثمرين، انهارت قيمتها إلى الصفر، بعد أن قام المطورون وكبار المستثمرين ببيع ممتلكاتهم فجأة.
وفي مايو 2022، فقد المستثمرون نحو 400 مليار دولار أمريكي بسبب انهيار عملة تيرا كلاسيك (LUNA) وعملتها المرتبطة بها تيرا يو إس تي (UST)، التي كانت تُعرف بالعملة المستقرة، وتراجعت تيرا بنسبة 99.9% خلال أيام. وفي نوفمبر 2022، انهارت منصة إف تي إكس (FTX)، ما أدى إلى خسائر تجاوزت 8 مليارات دولار وتجميد أموال آلاف المستخدمين.
وأحيانًا، لا تحتاج الحيتان إلى قفزات مفاجئة في الأسعار، بل تعتمد على الاستنزاف البطيء والتحكم التدريجي في السوق عبر إنشاء مستويات دعم ومقاومة وهمية. يستخدمون أوامر شراء ضخمة لإعطاء انطباع بوجود طلب كبير، بينما يكون الهدف إغراء المتداولين الصغار للوقوع في الفخ.
يمتلك الحيتان نفوذًا في وسائل الإعلام، حيث يستخدمون الأخبار والشائعات لتحريك السوق. في عدة مناسبات، فقد أدت شائعات عن حظر بيتكوين (BTC) في الصين والهند إلى تقلبات كبيرة قبل أن يتبين لاحقًا عدم صحتها.
ويتم التلاعب أيضًا عبر استراتيجية الضغط القصير (Short Squeeze)، حيث يراهن المتداولون على انخفاض سعر عملة معينة، فتقوم الحيتان بضخ أموال لرفع السعر، مما يجبر المتداولين على إغلاق صفقاتهم بخسائر كبيرة.
وفي مثال تاريخي، ارتفع سعر جيم ستوب (GME) ودوج كوين (DOGE) في يناير 2021 بسبب موجة شراء مفاجئة قادتها مجموعات، لكن بعض المحللين أشاروا إلى أن الحيتان كانوا وراء ذلك لتحقيق مكاسب ضخمة.
تلعب منصات التداول دورًا رئيسًا في التلاعب، إذ يمتلك الحيتان نفوذًا داخل منصات كبرى، مما يتيح لهم رؤية بيانات السوق غير المتاحة للعامة، ويمكنهم استغلال هذه المعلومات لإطلاق هجمات على مستويات سعرية معينة أو التلاعب بفترات التوقف المفاجئة (Flash Crashes) لشراء العملات بأسعار متدنية.
في مايو 2021، شهدت بيتكوين (BTC) انخفاضًا بنسبة 30% خلال دقائق، مما أدى إلى تصفية مليارات الدولارات من صفقات الرافعة المالية. وأشارت تحليلات إلى أن جهات تمتلك كميات ضخمة من العملة قد تكون وراء ذلك.
يستخدم الحيتان العوامل النفسية للتأثير على قرارات صغار المتداولين، مثل:
الخوف من تفويت الفرصة (FOMO): يدفع المستثمرين إلى الشراء عند ارتفاع الأسعار دون تحليل منطقي.
الذعر (Panic Selling): يؤدي إلى بيع سريع عند حدوث انهيار مفاجئ خوفًا من خسائر أكبر.
الثقة العمياء بالمؤثرين: يتبع الكثيرون نصائح المشاهير دون إجراء بحث كافٍ.
في الأسواق التقليدية، هناك لوائح صارمة تمنع هذا التلاعب، لكن سوق العملات المشفرة لا يزال يفتقر إلى التنظيم. مع ذلك، بدأت بعض الحكومات مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في فرض قيود على التلاعب، مثل مراقبة الترويج المزيف للعملات.
ومن أهم النصائح التي يقدمها الخبراء لصغار المتداولين:
لا تنجرف وراء الضجيج الإعلامي، وتحقق من صحة المعلومات من مصادر موثوقة.
استخدم استراتيجيات وقف الخسارة لحماية استثماراتك.
راقب السوق بحذر، فالتقلبات غير الطبيعية قد تكون مؤشرًا على التلاعب.
تجنب التداول بالرافعة المالية العالية، فهي تزيد من مخاطر التصفية المفاجئة.
ختامًا، عزيزي الحالم بالثراء السريع، قد تبدو الفرص مغرية، لكن وراء الكواليس تتحرك قوى خفية للسيطرة على السوق واستنزاف صغار المتداولين. لا تكن فريسة سهلة، فكما يحمل هذا السوق فرصًا ذهبية، فهو مليء بالفخاخ. سر النجاح ليس في الجري وراء المكاسب السريعة، بل في الوعي، والتحليل العميق، واتخاذ القرارات بحكمة. وتذكَّر دائمًا أن الاستثمار الذكي يبدأ بمعرفة قواعد اللعبة قبل أن تصبح إحدى ضحاياها.