الألماس في السوق اللبنانية: المصنّع يكتسح والاستثمار على المحك
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
في بلد وصفت الأزمة الاقتصادية التي ضربته بالكارثية، قُدّرت قيمة استيراداته للألماس بنحو 306 مليون دولار وحلّ ثانياً عربيًا وثامناً عالميًا ضمن قائمة البلدان الأكثر استيراداً للالماس، متفوّقاً بذلك على الولايات المتحدة الاميركية وأرمينيا. الأرقام بينتها بيانات منظمة "كيمبرلي بروسيس" الأميركية لعام 2022 وإحصاءات أعدّها أشوك داماروبرشاد، المتخصص في الألماس والمعادن الثمينة.
التداول كبير بالألماس للوهلة الأولى أحدثت البيانات المنشورة صدمة لدى اللبنانيين الغارقين باسوأ كوابيسهم المعيشية، غير أن نقيب معلمي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان بوغوص كورديان، أشار في حديثه لـ"لبنان 24" الى ان "صناعات المجوهرات في لبنان من الثروة الوطنية"، لافتاً الى أن "الانتاج اللبناني من حيث التصدير لا بأس به ومن الطبيعي أن يكون التداول كبيراً".
ووفقاً لمصادر "لبنان 24"، يستورد لبنان الألماس "المحكوك" أكثر من "الخام"، اوّلاً لقلة الذين يعملون بـ"حكّ الماس" محليّاً وثانياً لأن ذلك يعدّ آمناً ويسرّع عملية تصنيع قطع الزينة الراقية والماسية ثمّ إعادة تصديرها الى الدول المستوردة.
وعن دول المنشأ أو التي يجلب لبنان منها هذه الحجارة الكريمة، اشارت المصادر الى أنه بالرغم من كون الدول الأفريقية غنية بمناجم الالماس وتصدر أسماء لبنانية لهذا النوع من التجارة، إلّا أن معظم من يفاوض التجار في لبنان هم وسطاء هنود".
أما عن التصدير فلفت بوغوص الى أن "معظم انتاج لبنان، تقريباً بين 80% و85%، يصدّر الى دول الخليج وكل الدول العربية واوروبا وبعض منه الى الولايات المتحدة". وفي ما يخصّ السوق المحلية، قال إن المغتربين والخليجيين هم من يتبضعون من السوق اللبنانية"، مضيفاً أن "شراء اللبنانيين المقيمين للألماس ضئيل جداً".
الألماس المصنّع يكتسح السوق اللبنانية لعلّ الألماس الطبيعي، ونظراً لارتفاع سعر القيراط منه، لم يجد له سبيلاً في السوق اللبنانية في ظلّ الأزمات، لكن نوعاً آخر شبيهاً له شق طريقه بقوّة الى الساحة المحلّية وازدهر جداً في الفترة الأخيرة محدثاً تغييراً في سوق المجوهرات.. إنّه الألماس المصنّع.
خبير مجوهرات وألماس مصنّع، فضّل عدم ذكر اسمه، أوضح لـ"لبنان 24" أن هذا النوع من الألماس يُباع بسعر 10% من كلفة الألماس الطبيعي". هذا ما يجعله في متناول الجميع، بحسب قوله.
واكّد الخبير أن "الالماس المصنّع أو المخبري يمتلك ميزات الألماس الطبيعي مع شهادة منشأ"، مشيراً الى أن "الأجهزة المخصصة بكشف الألماس تعطي إشارة ايجابية لدى معاينة الاحجار الطبيعية والمصنّعة لكنها لا تلتقط أحجار الزجاج"؛ الأمر الذي نفته مصادر "لبنان 24" مشددة على أن هناك آلة يمكنها كشف الألماس المصنّع في الطبيعي لكنّها غير متوفّرة في لبنان أو متوفرة لدى المتاجر الكبرى فقط.
وأكد أن أسعار قطع الألماس المصنّع تختلف بحسب كبر الحجر ونوعيّته، لافتاً أنه أصبح بإمكان الأفراد شراء وتصميم القطع الألماسية التي يحلمون بارتدائها بكلفة أقل من تلك المتوجبة في حال طلب الألماس الطبيعي". هل يُنصح بالاستثمار بالألماس في الأزمات؟ لا يريد معظم اللبنانيين الاستثمار في الألماس في ظلّ ما يشهده البلد من صعوبات، فهذه الحجارة الثمينة تخسر نحو 40% من قيمتها فور شرائها من المتجر. غير أن مصادر مطلعة على سوق المجوهرات والألماس أكدت لـ"لبنان 24" أن الألماس يتمتع أيضاً بقدرة قوية على الاحتفاظ بقيمته.
واوضحت المصادر أن "سعر الألماس يحدّد عالمياً بناء على أربعة عناصر هي النقاء، الوزن، القطع واللون"، مشيرة الى أنه "كلما زاد نقاء حجر الألماس وقلت شوائبه، ارتفعت قيمته وارتفع ثمنه".
وعن الاعتقاد السائد بان قيمة الألماس تنخفض بعد الشراء، لفتت المصادر عينها الى أن أسعار الألماس محددة عالمياً بقائمة ال"رابابورت"، The Rapaport Price List وهي المعيار الدولي الذي يستخدمه التجار لتحديد أسعار الماس في كل الأسواق الرئيسية، وأنها تتأثّر بـ"النقاوة واللون والحكة"، موضحة أن "هذا ينطبق على الحجارة الكريمة الحائزة على شهادتي الـ"GIA" والـ"HRD" العالميتين لضمان الدقة وحماية العملاء من اي عملية غشّ".
هذه الألماسات غير المصنّعة والتي لم تدخل في أي عملية تصنيع للمجوهرات، تحافظ على سعرها المحدد في "الرابابور"، بحسب المصادر. أمّا تلك التي تصنّع تخسر من قيمتها بعد شرائها، لأن السعر أو كلفة القطعة الألماسية يأخذ التصميم بعين الاعتبار كما المعادن النفيسة التي دخلت في عملية الانتاج والتصنيع.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: السوق اللبنانیة فی لبنان لبنان 24 الى أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: العلاقات بين ترامب وبوتين تضع العالم على المحك
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "المستبد الماكر والمناهض لأميركا"، يريد الجلوس مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب المتعطش لاتفاقية سلام في أوكرانيا تظهره صانع سلام، ويأمل في إغرائه بإنشاء نظام عالمي جديد قائم على المعاملات دون قواعد أو حقوق إنسان ليقسما العالم إلى مناطق نفوذ بينهما.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم روبين ديكسون وكاثرين بيلتون وفرانسيسكا إيبل- أن بوتين يسعى إلى إبرام صفقة كبرى بشأن الأمن الأوروبي، تترك أوكرانيا تحت رحمة الكرملين، وتضعف حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتعزز مكانة روسيا كقوة عالمية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: إسرائيل غارقة في الكارثة ومصابة بالعمىlist 2 of 2كاتب أميركي: الجمع بين رأيي بايدن وترامب مهم لنا في سورياend of listوقبل أي محادثات يقوم الكرملين بعناية بتقييم رسائل ترامب وطموحاته ونقاط ضعفه التي تشمل -حسب المحللين الروس- السذاجة الجيوسياسية وقصر فترة الانتباه، والميل إلى الاعتماد على الحدس دون العقل، يقول كونستانتين ريمتشوكوف، محرر صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا "أعتقد أن ترامب يلتزم الصمت عمدا لأنه لا يعرف. لقد رأينا حملته. إنه ليس مفكرا عميقا في الأمور الجيوسياسية".
وستكون القضية الكبرى بين الرجلين -حسب الصحيفة- حرب أوكرانيا التي وعد ترامب بإنهائها خلال 24 ساعة، مع أن بوتين وضع شروطا صارمة لأي صفقة، تشمل إبقاء أوكرانيا خارج الناتو بشكل دائم، وتقليص قوتها العسكرية بشكل كبير والتمسك بجزء من أراضيها، مما يعني بالنسبة للمحللين، ضعف الأمل في التوصل إلى اتفاق، بسبب موقف بوتين المتطرف وخوف ترامب من الظهور بمظهر الضعيف.
إعلان
لا إشارات لعصر جديد
ورأت الصحيفة أن الأمور الآن لا تشير على الفور إلى عصر جديد من العلاقات الدافئة بين الرجلين، إذ بث مذيعو التلفزيون الحكومي الروسي صورا عارية لميلانيا ترامب بعد أيام قليلة من الانتخابات، كما حذر بوتين من أن ترامب "ليس آمنا"، في إشارة واضحة إلى اغتياله المحتمل.
ومن جهته، أعلن ترامب بعد خسارة بوتين لعميله السوري بشار الأسد أن روسيا في "حالة ضعف" بسبب الحرب الأوكرانية والاقتصاد المتعثر، وقال "هذا هو وقته للتحرك"، وطالب بوتين بالذهاب إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا وإجراء محادثات سلام.
ومع ذلك، يتفق الرجلان في أمور عديدة، فبوتين لا يحب ذكر القمع الروسي وحقوق الإنسان، وهو يرى في ترامب شخصا قاسيا لا يهتم بالقيم مثله، مما يساعد في تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب بدون حقوق الإنسان، تتقاسم فيه الشركات العملاقة الخريطة وتتاجر بسيادة الدول الأضعف.
مزاج منتصروذكّرت الصحيفة بأن بوتين عبّر بعد أيام من فوز ترامب عن مزاج منتصر، مدعيا أن نظامه الجديد أصبح قريبا، وقال إن "الناتو لم يعد يناسب العصر، وميثاق الأمم المتحدة -الذي يحظر الغزو- أنشأه المنتصرون ويجب تغييره، والليبرالية الغربية شمولية في جوهرها".
وقال الكاتب الروسي المقيم بالولايات المتحدة ميخائيل زيغار إن بوتين بدا وكأنه يخاطب ترامب بشكل مباشر عندما قال إن الغرب عاجلا أم آجلا سوف يفهم الحاجة "لنهج عملي رصين يرتكز على تقييم قاسٍ، ولكنه عقلاني يراعي الأحداث والقدرات الخاصة"، وأوضح أن "القوة تصنع الحق، وإن على الدول الدفاع عن مصالحها عسكريا، وبأي وسيلة ضرورية".
صفقة كبرى
وبينما يستعد بوتين وترامب للملاكمة -حسب تعبير الصحيفة- يبقى الزعيم الروسي مقيدا بالوقت بسبب اقتصاده الذي يعاني من العقوبات، ولكنه يراهن على أن أوكرانيا لا تستطيع الصمود وقتا طويلا، خاصة أن موسكو تعتقد أن تسليم الأسلحة الغربية سوف ينخفض تحت حكم ترامب.
إعلانوقالت تاتيانا ستانوفايا، من مركز كارنيغي، إن بوتين يأمل في "إقناع ترامب بأن الحرب يجب أن تنتهي وفقا لشروطه. وإذا لم ينجح الأمر سوف يستمر في القتال". وقال أكاديمي روسي (لا يريد كشف هويته) إنه لا يوجد مزاج للتسوية في الكرملين مع تقدم قواته بشكل مطرد في شرق أوكرانيا، ولا أحد يتوقع انهيارا اقتصاديا، وبالتالي "فإن روسيا مستعدة لإجراء مفاوضات، ولكن من موقع قوة".
ورأت واشنطن بوست أن تفاخر ترامب بقدرته على إبرام صفقة سريعة يشير إلى نفاد الصبر، ولذلك يصر المسؤولون الروس على صفقة تعالج "الأسباب الجذرية" للحرب، ورغبة بوتين في صفقة كبرى بشأن البنية الأمنية الأوروبية، وقال أحد المقربين من الكرملين إن بوتين سيرفض أي صفقة لا تشمل أوروبا وبقية العالم.
تقسيم العالموهذا يعني -حسب الصحيفة- عقد قمة بين ترامب وبوتين يتفقان فيها على تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ، مع ضمان تفوق روسيا على أوكرانيا وجورجيا وغيرهما من جيران الاتحاد السوفياتي السابقين غير الأعضاء في الناتو، ومن شأن هذا أن يكبح جماح الحلف ويهدد أمن أوروبا.
غير أن المحيطين بترامب يرون تقسيم النفوذ الناشئ بين روسيا والصين، وقال ترامب إنه سيضطر إلى "تفكيك التحالف" بين روسيا والصين، ولكن لعبته لإضعاف العلاقات بين موسكو وبكين لن تنجح، "نظرا للعلاقة الشخصية بين المستبدَين وعدم ثقتهما المشتركة في واشنطن وآمالهما في أن يصبحا أكثر قوة في نظام ناشئ متعدد الأقطاب على حساب الولايات المتحدة".