بغداد- تخرّج الآلاف من الطلبة العرب في الجامعات العراقية على مدى العقود الماضية، وكان من بينهم شخصيات برزت فيما بعد، بيد أن قدوم طلبة من خارج البلاد توقف منذ عام 2003، بسبب الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية، لكن العراق عاد من جديد ليستقبل الطلبة العرب والأجانب وفق برنامج جديد تحت عنوان "ادرس في العراق".

وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية إطلاق النسخة الثانية من البرنامج لاستقطاب الطلبة الدوليين للعام الدراسي الحالي 2024-2025، ضمن 14 ألفا و322 مقعدا دراسيا، مقدمة من 69 جامعة حكومية وأهلية عراقية، إذ يمتاز البرنامج بتقديم تسهيلات للطلبة الراغبين بالالتحاق بالدراسات الأولية أو العليا، من خلال تقديم منح مجانية وتسهيل عمليات الدخول إلى البلاد، اعتبارا من بداية أبريل/نيسان الحالي.

وأكد المتحدث باسم وزارة التعليم العراقية حيدر العبودي أن البرنامج ممول من قبل الحكومة العراقية، ويشمل الدراسة في الجامعات الحكومية والأهلية، ويكون التقديم للطلبة الراغبين بالالتحاق عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لهذا الغرض، والتي تشمل مختلف المستويات الدراسية، الدراسات الأولية والدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه.

وأوضح العبودي للجزيرة نت أن المنح الدراسية مقسمة بين نسبتي 57% للمنح المجانية على مستوى الدراسات الأولية، و43% للمنح نصف المجانية، وتشمل غالب التخصصات مثل الطبية والصحية والهندسية والعلوم الصرفة والزراعية والبيطرية، والتخصصات الإدارية والقانون والسياسة والتربوية.

وزارة التعليم العالي العراقية أعلنت عن إطلاق النسخة الثانية من برنامج "ادرس في العراق" لاستقطاب 14 ألف طالب (الصحافة العراقية) إرث تعليمي عريق

يقول الباحث التراثي والمؤرخ ياسر العبيدي للجزيرة نت إن الرئيس اليمني الراحل عبد الله السلال أكمل دراساته في الكلية العسكرية العراقية في ثلاثينيات القرن الماضي، وفي أواخر الستينيات، أكمل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي السنة الأولى من دراسته العسكرية في بغداد، قبل أن ينتقل إلى بريطانيا ليكملها فيها، كما تخرج كل من الشاعر السوري سليمان العيسى، والكاتب التونسي أبو القاسم محمد كرو من دار المعلمين العالية في العاصمة بغداد، في أواخر الخمسينيات.

وعلى مدى عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، درس الآلاف من الطلبة العرب في العراق، خاصة من فلسطين والأردن واليمن والسودان، في تخصصات مختلفة في جامعات بغداد والمستنصرية والموصل والبصرة، كان من بينهم المستشار الإقليمي لوكالة التنمية والتعاون السويسرية لشؤون المياه المهندس الأردني مفلح العلاوين، حيث تخرج في كلية الهندسة بجامعة الموصل في التسعينيات، وفي أواخر العقد حصل الصحفي الأردني وعضو مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين خالد القضاة على درجة الماجستير في الصحافة الرياضية من جامعة بغداد.

كما حصل المفكر اليمني قاسم المحبشي -وهو أستاذ فلسفة التاريخ والحضارة بكلية الآداب بجامعة عدن- على شهادة الدكتوراه في فلسفة التاريخ والحضارة من كلية الآداب في جامعة بغداد عام 2004، وكذلك المفكر اليمني هشام علي بن علي، الذي سبق أن شغل منصب وكيل وزارة الثقافة في اليمن، فقد درس في كلية العلوم بجامعة بغداد.

مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وسط بغداد (الجزيرة)

 

شروط واستحقاق

وحسب المتحدث باسم وزارة التعليم حيدر العبودي، فإن الشروط العامة للقبول في المنح هي أن يكون الطالب عربيا أو أجنبيا من أبوين غير عراقيين، وألا يكون الطالب أو والداه من أصل عراقي أو حاصلين على الجنسية العراقية.

وتنص الشروط أيضا على أن يكون الطالب حاصلا على شهادة الثانوية العامة، وألا يكون قد حصل سابقا على مقعد أكاديمي في إحدى الجامعات العراقية، وألا يكون الطالب متقدما على أحد برامج القبول الخاصة أو العامة في الجامعات العراقية.

وعلى صعيد شروط القبول في المنح الدراسية المجانية لمرحلتي الدبلوم والبكالوريوس، يجب على الطالب استيفاء الحد الأدنى من المعدل للقبول في الجامعة والكلية التي يرغب في الدراسة فيها للحصول على درجة البكالوريوس.

ففي الطب العام، يجب أن يكون الطالب قد حصل على معدل 85%، وفي طب الأسنان والصيدلة معدل 75%، وفي تخصصات المجموعة الهندسية والتمريضية على معدل 65%، وعلى 60% في التخصصات العلمية والإنسانية الأخرى.

ويستثنى الطالب المتقدم على الدبلوم الفني من شرط المعدل. وينبغي ألا يزيد عمر المتقدم على 30 عاما.

أما شروط الدراسات العليا (الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه)، فهي أن يحقق الطالب الحد الأدنى من المعدل للقبول، وذلك بحصوله على معدل 65% للمتقدمين على الماجستير أو الدبلوم العالي، وعلى معدل 75% للمتقدمين على درجة الدكتوراه.

ويشترط ألا يزيد عمر المتقدم للدراسات العليا على 40 سنة للحصول على درجة الماجستير أو ما يعادلها، وألا يزيد على 45 سنة للحصول على درجة الدكتوراه.

أما بالنسبة لشروط القبول في المنح الدراسية نصف المجانية في المرحلة الجامعية، فيجب على الطالب تحقيق معدل 75% لدراسة الطب العام و70% لدراسة طب الأسنان والصيدلة، و60% لدراسة تخصصات المجموعة الهندسية والتمريضية، وتبقى التخصصات العلمية والإنسانية الأخرى دون شرط متوسط.

كما يشترط ألا يزيد عمر المتقدم على 33 عاما. ويحق للطالب المقبول اختيار الدراسة المسائية إن وجدت.

و في مرحلة الدراسات العليا، فيجب على الطالب المتقدم لبرنامج المنح نصف المجانية أن يحقق 60% للحصول على درجة الماجستير أو الدبلوم العالي و70% للحصول على درجة الدكتوراه. ويستثنى الطالب المتقدم لهذا البرنامج من شرط السن.

وبالنسبة للطلاب الذين يدرسون على نفقتهم الخاصة، فيجب على الطالب أن يحقق معدل 75% لدراسة الطب العام، و70% لدراسة طب الأسنان والصيدلة.

أما بالنسبة للمجموعة الهندسية والتخصصات التمريضية وغيرها من التخصصات العلمية والإنسانية، فهي من دون شرط متوسط. ويستثنى الطالب المتقدم من شرط السن ويعتمد اختيار الجامعة أو الكلية على رغبة المتقدم.

وفي مرحلة الدراسات العليا، يعفى الطالب المتقدم من شروط المعدل والعمر، ويكون اختيار الجامعة أو الكلية حسب رغبته.

وستنفذ هذا البرنامج 59 جامعة حكومية وأهلية، من بينها جامعات بغداد والموصل والمستنصرية والبصرة والتكنولوجية وبابل والقادسية والكوفة والأنبار والنهرين وديالى وواسط.

مبنى كلية الطب في جامعة النهرين ببغداد (الجزيرة) خطة استقبال

ووضعت وزارة التعليم العراقية خطة تتناسب لاستقبال الطلبات الكثيرة التي ستتقدم للجامعات العراقية، سواء لدراسات البكالوريوس أو الدراسات العليا، فقد وصل عدد الذين يدرسون في الجامعات العراقية من غير العراقيين إلى 1051 طالبا في المرحلة الأولى من البرنامج، بحسب وزير التعليم نعيم العبودي.

وأوضح العبودي في تصريحات صحفية سابقة أن "هناك تنسيقا عاليا مع وزارتي الخارجية والداخلية، من أجل تسهيل حصول الطلبة العرب والأجانب على الفيزا والإقامة"، مبينا أن الطلبات مقدمة من الدول العربية والأوروبية والآسيوية والأفريقية.

وحول مدى نجاح التجربة في العراق مجددا، يرى عضو مجلس نقابة الأكاديميين العراقيين إدريس إبراهيم صالح أن "التجربة ستنجح حتما في العراق، خاصة أنها نجحت في العقود السابقة، لكن التعليم في البلاد يحتاج إلى إعادة تأهيل البنى التحتية للجامعات، والعمل على التوأمة مع الجامعات الكبيرة والمرموقة في العالم".

ويقول صالح للجزيرة نت إن "مخرجات الدراسات الإعدادية في العراق سنويا كبيرة، وإن هناك كثافة عددية في الجامعات العراقية، سواء أكانت حكومية أو أهلية، لذلك لا بُد من التوسعة في الجامعات لقبول أعداد أكثر، سواء من العراقيين أو من العرب والأجانب، خاصة في بغداد العاصمة نظرا لكثافة سكانها".

يُذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق استحدثت عام 1970، بعد أن كانت جزءا من وزارة المعارف التي تأسست مع تأسيس الدولة العراقية عام 1921، ثم وزارة سميت وزارة التربية والتعليم، وكانت سعاد خليل إسماعيل أول من شغل منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي مطلع سبعينيات القرن الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات التعلیم العالی والبحث العلمی فی الجامعات العراقیة وزارة التعلیم العالی الدراسات العلیا للحصول على درجة الطالب المتقدم الدبلوم العالی الطلبة العرب یکون الطالب على الطالب فی العراق على معدل

إقرأ أيضاً:

الحدود العراقية السورية بعد 2014: بغداد تتحكم في المعابر

23 يناير، 2025

بغداد/المسلة:  أصبح معبر القائم الحدودي بين العراق وسورية محط أنظار الجميع، نظراً لحساسيته البالغة في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.

المعبر، الذي تم إغلاقه في السنوات السابقة على خلفية إسقاط نظام بشار الأسد، يعكس العديد من التحديات الأمنية والاقتصادية التي يواجهها البلدان على حد سواء.

إلا أن العراق قد بدأ منذ فترة في اتخاذ خطوات عملية لإعادة فتح المعبر، وذلك في محاولة لتجديد النشاط التجاري والتواصل بين البلدين.

بالرغم من التقلبات السياسية والعسكرية التي مرت بها المنطقة، الحكومة العراقية تبدو مطمئنة فيما يتعلق بأمن الحدود المشتركة مع سورية، بعدما نفذت سلسلة من الإجراءات الأمنية المشددة على طول الشريط الحدودي، بما في ذلك نشر تعزيزات عسكرية تضمن حماية المنطقة من أي تهديدات. هذه الخطوات تؤكد حرص العراق على ضمان الأمن في تلك المنطقة الحساسة.

ومع بدء فتح المعبر، يظهر أن العراق وضع قواعد محددة لتنظيم الدخول والخروج عبره،  ففيما يُسمح لكل عراقي يصل إلى المعبر من الجانب السوري بالدخول مباشرة إلى الأراضي العراقية، إلا أن الوضع مختلف بالنسبة للسوريين.

و يسمح للسوريين بالخروج من العراق عبر معبر القائم باتجاه بلادهم، لكن مع عدم السماح لهم بالعودة مجدداً.

هذا القرار يأتي في وقت يزداد فيه القلق حول عمليات التسلل والتهريب عبر الحدود، وهو ما يُعد أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها السلطات العراقية في المنطقة.

الاقتصاد العراقي أيضاً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا المعبر الحدودي، حيث يُستخدم في النقل والتبادل التجاري بين العراق وسورية.

و يعكس هذا الجانب الحاجة الملحة للعراق لاستعادة الحركة التجارية عبر المعبر بهدف دعم الاقتصاد المحلي، فقد تعرض الاقتصاد العراقي لضغوط شديدة خلال السنوات الماضية، وبالتالي فإن إعادة فتح المعبر يُعتبر خطوة هامة نحو تحفيز النشاط التجاري، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها البلد.

علاوة على ذلك، لا يقدم العراق أي استثناءات للجنسية الأجنبية أو العربية التي قد تحاول العبور من سورية باتجاه الأراضي العراقية عبر المعبر.

و استثناء واحد فقط هو السماح للعراقيين بالعبور بسهولة، ما يعكس السياسات التي تتبناها الحكومة لضمان الأمن القومي ومنع أي تهديدات قد تأتي من خلال هذا المعبر.

لا يمكن التغاضي عن أهمية تجربة اجتياح داعش للأراضي العراقية في عام 2014، حيث لعبت هذه الحادثة دوراً بارزاً في تشكيل السياسات الأمنية الحالية. فقد جعلت هذه التجربة من أمن الحدود قضية شديدة الحساسية، مما دفع العراق إلى التركيز بشكل أكبر على تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود المشتركة مع سورية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي تؤجل امتحان مقرر الثقافة “القومية” إلى الفصل الدراسي ‏الثاني ريثما تتم إعادة صياغته
  • الحدود العراقية السورية بعد 2014: بغداد تتحكم في المعابر
  • وزير التعليم العالي يبحث مع برنامج الأمم المتحدة ‏الإنمائي التعاون لتأمين احتياجات الجامعات السورية
  • وزير التعليم العالي يلتقي بطلاب فريق "NUT GANG" الفائز مسابقة "GenZ" في تحدي الجامعات
  • وزير التعليم العالي يستقبل وفد جامعة فيرجينيا تك لبحث التعاون المشترك
  • جامعة بغداد تتصدر الجامعات العراقية في تصنيف الشفافية
  • وزير التعليم العالي: توفير فرص للطلاب المصريين للحصول على خبرات عالمية
  • وزير التعليم العالي: دعم الابتكار والتكنولوجيا على رأس أولوياتنا في المرحلة الحالية
  • وزير التعليم العالي يستقبل وفد جامعة فيرجينيا تك
  • سوريا..التعليم العالي تعلن أسماء الجامعات السورية المعترف بها