“دفاع” أمريكا عن نفسها في اليمن.. دعاية سخيفة وتلاعب بالقرارات الدولية
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
ما من صراع أو نزاع في العالم إلا وكانت الولايات المتحدة الأمريكية طرفًا فيه، إما بالمشاركة المباشرة كما في العراق وأفغانستان، أو من خلال الإشراف والتخطيط وتوفير الدعم بكلّ صوره وأشكاله خدمة لمصالحها وأجندتها وحماية لأمن الكيان الصهيوني الغاصب.
ووسط زحمة التدخلات والانتهاكات السافرة والصارخة، دائمًا ما يقدم البيت الأبيض نفسه وسيطًا بين خصومه وأدواته، وراعيًا للحقوق والحريات وشعارات أخرى من هذا القبيل، شملت مؤخرًا حماية أمن الملاحة الدولية والتجارة العالمية كما في أحداث غزّة الدامية وما تفرع منها من اشتباكات ومواجهات مباشرة للجيش الأمريكي في الجبهات المساندة للقطاع المحاصر كاليمن.
استدعاء أمن التجارة العالمية لإخفاء وتمويه مهمّة الدفاع عن أمن الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر وخليج عدن ليس الأسطوانة الأمريكية المشروخة الوحيدة في معارك البر الفلسطيني والبحر، فكلّ اعتداء على اليمن وكلّ محاولة اعتراض لصواريخه وزوارقه وطائراته المسيّرة يزعم الجيش الأمريكي أنها تأتي في إطار حق الدفاع عن النفس حتّى أضحت هذه العبارة “ديباجة” ولازمة في كلّ بيانات البنتاغون والقيادة المركزية الأمريكية.
من السخف اعتداء أمريكا على اليمن بشكل شبه يومي من طائراتها الحربية وقصف بوارجها البحرية، بمشاركة بريطانيا ودول غربية أخرى، قطعت بوارجها آلاف الأميال للوصول إلى البحر الأحمر وأنفقت مليارات الدولارات من أجل دعم وإسناد كيان العدو، بدعوى الدفاع عن النفس.
الدعاية في ذاتها سخيفة وهي أشبه بقطار خرج عن سكته بشكل متعمد من قبل سائقه ليدهس مجموعة من الناس فيقتل من يقتل منهم ويجرح من يجرح ثمّ يكون العتب واللوم على الضحايا.
مع ذلك، ورغم الهيمنة والتأثير الأمريكي على القرارات الدولية، فتلك الدعاية لن ترفع عن الإدارة الأمريكية مسؤولية تحمل العواقب القانونية والإنسانية لانتهاك سيادة بلد آخر يبعد عنها بحورًا ومحيطات، ولا عار التورط في جرائم حرب الإبادة الجماعية في غزّة، كما لن تجنب البيت الأبيض الاعتراف بالفشل وتداعيات اتساع الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة لا تريد أن تفهم أن العمليات اليمنية البحرية لا تستهدف إلا سفن العدوّ الإسرائيلي وتلك الواصلة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتّى وقف العدوان على غزّة ورفع الحصار الذي يهدّد حياة مئات الآلاف من النساء والأطفال.
وبالتدقيق أكثر فإن واشنطن تعرف جيدًا، أن دوافع اليمن في فرض الحظر البحري على سفن العدوّ دوافع إنسانية، لكنّها تنكرها وتتعامى عن فهم مسببات المأساة الإنسانية في غزّة وضرورة معالجة آثارها الكارثية، مخالفة بذلك كلّ القرارات الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء جريمة العصر.
من الحقوق المتعارف عليها عالميًا حق الدفاع عن النفس بمفهومه الذي يشير إلى الحق القانوني والأخلاقي للفرد أو الدولة في استخدام القوّة أو التصرف لحماية النفس من أي تهديد أو خطر يهدّد السلامة أو الحياة.
المفارقة أن الولايات المتحدة لها معاييرها الخاصة في ترجمة قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني وتطبيقه، فهي تدافع في اليمن عن مصالحها لا عن حقوق أي من دول العالم وكذلك في فلسطين فالكيان الصهيوني قوّة احتلال وليس له حق الدفاع الشرعي بخلاف الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه ومقدسات الأمة ويناضل من أجل حق العودة لملايين اللاجئين.
وفي مقابل إنكار حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه تعتبر الولايات المتحدة ما يرتكبه جيش العدوّ الصهيوني من مذابح في غزّة دفاعًا عن النفس وتوفر لتلك المذابح كلّ وسائل القتل والتدمير.
في “قمة السلام” المزعومة التي جرت في مصر، لبحث التهدئة في قطاع غزّة في أعقاب عملية “طوفان الأقصى”، بدا المشاركون الغربيون في القمة منحازين للكيان الصهيوني حيث أصروا على إضافة جملة (حق هذا الكيان في الدفاع عن نفسه) قبل تبني واشنطن مشروع قرار في مجلس الأمن يقول إن “للاحتلال الحق في الدفاع عن نفسه” واستخدامها الفيتو لثلاث مرات لمنع قرار وقف إطلاق النار الفوري والدائم.
الأمر ينسحب على اليمن كذلك، إذ لا مبرر قانونيًا لاستخدام أمريكا القوّة ضدّ الشعب اليمني، والحق الذي تكفله قوانين الأرض وتشريعات السماء هو للقوات المسلّحة في الرد المتناسب على الاعتداءات الأمريكية – البريطانية.
الانقلاب في الصورة واقع واللوبي اليهودي له النفوذ والقدرة على التلاعب بالقانون الدولي؛ لقلب الحقائق وإلباس الضحية ثوب الجلاد وتلك استراتيجية تقوم عليها السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ أن تأسست وتبنت رعاية ودعم كيان العدوّ في الأرض العربية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق أول معمل تجريبي لعلم النفس
أطلقت الجامعة الأمريكية بالقاهرة أولى حلقات سلسلة "لقاء مع خبير" لهذا العام بجلسة شاركت خلالها الدكتورة جاكلين هـ. بيري، الأستاذ المساعد بقسم علم النفس، حيث كشفت النقاب عن المعمل التجريبي الجديد لعلم النفس بالجامعة، وهو الأول من نوعه في مصر.
وقالت الدكتورة جاكلين هـ. بيري، أن المعمل يعتمد على أسلوب غير تقليدي في دراسة العلوم الإدراكية، مستخدمًا ألعاب الفيديو وتقنيات متطورة لتتبع حركة العين وتحليل الوظائف الإدراكية.
وأضافت إلي أن هذه الطريقة المبتكرة توفّر وسيلة أكثر دقة وملاءمة ثقافيًا لتقييم الانتباه والإدراك والذاكرة والتعلم واللغة، متجاوزة التحديات المرتبطة بالاختبارات الورقية التقليدية.
وأوضحت الدكتورة جاكلين هـ. بيري، الأستاذ المساعد بقسم علم النفس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلي أن من خلال تتبع حركة العين أثناء لعب المشاركين لألعاب الفيديو، يتيح بحث الدكتورة بيري طريقة طبيعية وملائمة ثقافياً لتشخيص الوظائف الإدراكية، تتجاوز المشكلات التي تظهر عند ترجمة الاختبارات التي قد لا تتناسب مع السياق المحلي للمرضى المصريين.
وتتميز منهجية بيري البحثية بتوظيف ألعاب الفيديو لدراسة الوظائف الإدراكية من خلال اختبارات تعتمد على الكمبيوتر، لا سيما باستخدام لعبة "تيترِس"، التي تجمع أكثر من 100 مؤشر لقياس الأداء البشري، بما في ذلك تتبع حركة العين. يتيح هذا النهج تقييمًا أكثر دقة مقارنة بالاختبارات التقليدية التي غالبًا ما تفقد فعاليتها عند ترجمتها من لغات أجنبية حيث يعاني العديد من المرضى من صعوبة هذه الاختبارات عند تقديمها في بيئات إكلينيكية بسبب اختلاف نبرة وأساليب الصياغة، مما قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.
بفضل تقنية تتبع حركة العين في معمل علم النفس التجريبي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، يمكن لبيري دراسة كيفية عمل العقل من منظور الوظائف التنفيذية. توضّح بيري: “على سبيل المثال، إذا كنت تتحدث معي بالإنجليزية بينما اللغة العربية هي لغتك الأصلية، فإنك تقوم تلقائيًا بقمع نفسك من استخدام العربية لأنك تدرك أنني لن أفهمها جيدًا. لكن عندما تعود إلى بيتك وتتحدث مع جدّك أو جدّتك، ستفعل العكس وتكبح نفسك من استخدام الإنجليزية. هذه القدرة على قمع لغة واستخدام أخرى تُعرف بالوظائف التنفيذية، وهي تؤثر على كيفية معالجة المعلومات وإدارة مختلف المهام في حياتنا اليومية. الأشخاص الذين يتمتعون بوظائف تنفيذية قوية يكونون أكثر كفاءة في إنجاز المهام التي تتطلب التحكم في ردود الفعل غير الضرورية. كما أن هذه المهارات تلعب دورًا في الوقاية من الأمراض العصبية مثل الخرف، حيث تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص متعددي اللغات أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر عند التقدم في العمر.”