نصف عام مضت من المذابح والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني المحتل ضد أبناء الشعب الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة التي حولها الاحتلال الصهيوني إلى مدينة (أشباح) بالقصف الصاروخي والقنابل العنقودية المحرمة دوليا والأسلحة الفسفورية ومحاولة التهجير القسري من الشمال إلى الجنوب التي لم يسلم منها النازحون الفلسطينيون الذين اصبحوا مشطري الأسر بين الشمال والجنوب، بالإضافة الى المعتقلين قسريا في سجون سرية وعلنية، أما السجون السرية التي كشف عنها احد الأطباء (اليهود) فهي تقع في النقب، وكشف لإحدى القنوات (العبرية) بتر أقدام بعض المساجين نتيجة (للقيود) التي على أقدامهم وسوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية والمعاملة اللا إنسانية واللا أخلاقية وشربهم للمياه الملوثة و(التبول) على أنفسهم، الأمر الذي ضاعف معاناتهم، فمنهم -حسب قول طبيب فلسطيني عبر الـ RT الروسية ان معظم الذين قابلهم بعد خروجهم من السجن اصبحوا فاقدي الذاكرة تماما بالإضافة إلى نحول أجسادهم.
فغزة خرجت معظم مستشفياتها عن الخدمة وعلى رأسها مجمع الشفاء الطبي الذي حوله جيش الاحتلال والجسر الجوي الأمريكي بذخائره المحرمة دوليا من أكبر مجمع طبي في فلسطين إلى ركام وأحجار ومرضى شهداء تحت الأنقاض رغم احتوائه سابقا على كافة التخصصات الطبية والجراحية والتشخيصية وأصبح في خبر كان..
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد سعى جيش الاحتلال إلى محاولة إرغام أحد الأطباء في المشفى بعد تقييده واستخدام كافة أنواع وأساليب التعذيب النفسي والجسدي لإجباره على تلفيق ما كان يقوله الكيان بأن في المشفى مسلحين من حماس وحركات الجهاد إلا أنه رفض وأصبح ما تعرض له هذا الطبيب الشجاع وساماً على صدره يتحدث به كافة أبناء الشعب الفلسطيني.
فما تعرض له أبناء غزة ومازالوا يتعرضون له من الاحتلال في شمال وجنوب ووسط القطاع يندى له جبين الإنسانية إلا العرب المطبعين والدول التي تحافظ على عروشها وكراسيها.
مأساة شعب غزة من الحصار والجوع والعطش والقتل الممنهج، بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية وتنفيذ أجندة النتن الذي يحاول تهجير أبناء القطاع ويسعى جاهدا بعد الضغط الشعبي المتنامي في الأراضي المحتلة من الصهاينة الذين يطالبونه بالرحيل، وإجراء انتخابات مبكرة، وإخراج الأسرى بأي ثمن.
فيما ترفض المقاومة الإسلامية حماس مسألة التهجير وكل الشروط التعجيزية التي يطرحها كيان الاحتلال.
صور مأساوية للأطفال والنساء والشيوخ الذين يعانون الأمرّين في قطاع غزة، فمن بين الأنقاض يظهر كلب وفي فمه جثة طفلة شهيدة ارتقت وهذه وصمة عار في وجوه العربان والعرب والمسلمين الصامتين، فيما كانت امرأة فلسطينية أخرى ذهبت تبحث عن الطعام لأطفالها وحين عودتها كانت الفاجعة فقد أصبح منزلها اثراً بعد عين، وسوي بالأرض، واختفوا أطفالها بين الدم والطحين وحرقة الأم الثكلى.
وحتى كتابة هذه السطور، الجرائم الصهيو- أمريكية تتكشف والتي كان أخرها استهداف جيش الاحتلال لسبعة من المنظمات الإغاثية..
فـأين العرب وأين المسلمون إزاء هذه الجرائم البشعة؟
محور المقاومة وعلى رأسه اليمن الذي كبد العدو الصهيوني خسائر اقتصادية فادحة ووقف وما زال في وجه من يساند الاحتلال، وخير دليل هو ضرب السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى كيان الاحتلال وإرغامها على تغيير مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، والضرب بالمسيرات والمجنحات والصواريخ اليمنية على ام الرشراش..
كما ان حزب الله قد ضرب كيان الاحتلال في العمق وما زال في حرب مفتوحة بينه وبين جيش الاحتلال، أضف إلى ذلك الدور البطولي للمقاومة العراقية، كما ان غزة بمقاومتها الباسلة قد أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، كما ان أحرار العالم قد كشفوا عبر خروجهم المندد لجرائم الاحتلال العقيدة الصهيونية النازية.
ونحن وفي آخر جمعة من رمضان المبارك ما زال الخروج المليوني للشعب اليمني في كل محافظاته ثابتاً على موقفه، إيقاف الحرب على غزة ورفع الحصار وفتح المعابر.
ف غزة موعودة بالنصر.. ولا عزاء للصامتين المطبعين المطبلين
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
معهد إسرائيلي: الحوثيون لم يعودوا رعاة الماعز الذين يمضغون القات.. بل أصبحوا جيشاً مسلحاً خطيراً بقوام 800 ألف مقاتل (ترجمة خاصة)
حذر معهد أبحاث عبري متخصص بمجال الأمن القومي والدبلوماسية من تنامي جماعة الحوثي في اليمن وتوسعها في تهديد الملاحة الدولية في المنطقة.
وقال مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية (jcfa) وهو معهد بحثي مستقل رائد، يعمل بمثابة السفارة العالمية لإسرائيل في مجال الأمن القومي والدبلوماسية التطبيقية في تحليل للباحث الإسرائيلي "ليني بن ديفيد" إن الحوثيين في اليمن ليسوا مجرد مجموعة من رعاة الماعز الذين يمضغون القات، كما تصوروا في السابق".
وأضاف "اليوم، أصبح الحوثيون جيشًا مسلحًا جيدًا وخطيرًا يتألف من أكثر من 800 ألف مقاتل يهددون إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات الخليجية والبحرية الأمريكية والشحن الدولي، بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية". مؤكدا أن الشحن الدولي تحت التهديد المستمر من القرصنة الحوثية.
وتابع إن "الحوثيين في اليمن مسلحون بشكل جيد بطائرات بدون طيار وصواريخ وقذائف وأنظمة مضادة للطائرات. وهم يتلقون تدريبهم من الإيرانيين وحزب الله".
وأشار إلى أن إيران الآن تواجه سفن البحرية الأميركية بشكل مباشر ولا تزال تتوق إلى إغراق حاملة طائرات أميركية.
وأردف الباحث الإسرائيلي "لقد نشرت وكالات حكومية أميركية موثوقة صوراً وإثباتات واسعة النطاق للأسلحة الإيرانية في أيدي الحوثيين، لكن الاستجابات العسكرية للعدوان الإيراني كانت متفرقة وضئيلة".
وحسب التحليل فإن المسؤولين الدفاعيين الأميركيين يركزون على التهديد الحوثي للشحن الدولي وإسرائيل، لكنهم لا يولون سوى القليل من الاهتمام أو لا يولون أي اهتمام على الإطلاق لدور الدعم الهائل الذي تلعبه إيران في تدريب الحوثيين وتزويدهم بالأسلحة والاستخبارات والتمويل. ومع تحول انتباه العالم إلى حروب الوكلاء، يستمر المشروع النووي الإيراني.
في أكتوبر/تشرين الأول 2024، قدم مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون هذا التقييم: "يلوح المتمردون الحوثيون بأسلحة متطورة بشكل متزايد، بما في ذلك الصواريخ التي يمكنها أن تفعل أشياء مذهلة"، كما قال بيل لابلانت، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للمشتريات والاستدامة. وأضاف لابلانت: "الحوثيون أصبحوا مخيفين".
وتابع لابلانت: "أنا مهندس وفيزيائي، وقد عملت في مجال الصواريخ طوال حياتي المهنية. ما رأيته مما فعله الحوثيون في الأشهر الستة الماضية هو شيء - أنا فقط مصدوم". وقال الباحث "لم يشرح لابلانت مصدر الصواريخ "المذهلة" للحوثيين".
وطبقا للتحليل فقد اكتسب الجيش الحوثي لقب "حزب الله الجنوبي" من قبل المحللين. بعد الحملات العسكرية الإسرائيلية ضد حماس وحزب الله، يظل الحوثيون وكيل "المقاومة" الأكثر قابلية للحياة وخطورة لإيران. ومثلهم كمثل "حزب الله الشمالي"، ينظر الحوثيون إلى مهمتهم على أنها تخفيف الضغط الإسرائيلي على حماس. من المرجح أن يظهر الحوثيون على حدود إسرائيل كقوات استكشافية إيرانية.
قوة إيران الاستكشافية بالوكالة
وفقا لديفيد فإنه من المدهش أن مسؤولي الدفاع الأميركيين يركزون على التهديد الحوثي للشحن الدولي وإسرائيل لكنهم لا يولون سوى القليل من الاهتمام أو لا يولون أي اهتمام على الإطلاق لدور الدعم الهائل الذي تلعبه إيران في تدريب الحوثيين وتزويدهم بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية والتمويل.
وقال "لأكثر من عام، هاجم الحوثيون المدعومون من إيران، المصنفون على أنهم إرهابيون عالميون بشكل خاص، السفن الأمريكية والدولية بتهور وبشكل غير قانوني".
واستدرك "بين عامي 2015 و2021، كانت سفينة "تجارية" إيرانية، سافيز، راسية في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن لتقديم المعلومات الاستخباراتية ونقل الإشارات الإلكترونية. كانت بمثابة مركز قيادة متقدم للحرس الثوري الإيراني. تم إخراج سافيز من الخدمة في أبريل 2021 من قبل الكوماندوز الإسرائيليين وتم استبدالها بسفينة بهشاد".
وزاد "كانت السفن "المدنية" تنقل الإرسال الإيراني من وإلى الطائرات بدون طيار، وتجري عمليات المراقبة، وترشد مهام الهجوم. ويُشتبه في أن السفن كانت تعمل أيضًا كسفن شحن أسلحة تقسم الشحنة إلى حمولات أصغر لقوارب الصيد لتهريبها إلى الشاطئ. بعد هجمات الحوثيين على سفن البحرية الأمريكية في عام 2024، غادرت بهشاد مرساها في البحر الأحمر في يناير 2024 وأبحرت إلى ميناء عسكري صيني في جيبوتي. وبحسب ما ورد تعرضت السفينة، التي يُعتقد أنها كانت "تصطف" أهدافًا في البحر الأحمر للحوثيين، لهجوم إلكتروني أمريكي،4 واليوم عادت إلى ميناء إيراني".
أشارت وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن الحوثيين أسقطوا مؤخرًا اثنتين من مركباتها الجوية القتالية بدون طيار فائقة التقنية من طراز MQ-9. تم إسقاط الطائرات بدون طيار المتقدمة التي تزيد قيمتها عن 30 مليون دولار في نوفمبر 2023 وفبراير 2024 بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الحوثية. ومن المفترض أن هذه الأنظمة كانت من نوع صواريخ صقر وبرق التي صنعها الحوثيون، لكن الجيش الأميركي يعرف هذه الأنظمة بتسميتها الإيرانية "358. سام".
في أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024، اعترضت البحرية الأمريكية قوارب شراعية متجهة إلى اليمن محملة بـ 14 جهاز تعقب كهروضوئي لأنظمة صواريخ أرض-جو، وثلاثة رؤوس حربية لصواريخ باليستية، وخمسة محركات صواريخ باليستية متوسطة المدى تعمل بالوقود السائل، وصاروخ كروز إيراني مضاد للسفن من طراز C-802/Ghadar، يطلق عليه الحوثيون اسم "مندب- 2".
أصول صواريخ الحوثيين
أفادت وكالة استخبارات الدفاع (DIA) أن "الحوثيين يقومون بتجميع وإعادة طلاء وتعديل الأسلحة الإيرانية المهربة وعرضها بأسماء الحوثيين".
يظهر منشور لوكالة استخبارات الدفاع، فبراير 2024، على وجه اليقين استنساخ الأسلحة الإيرانية والحوثية ومشاركتها.
"يقدم المنشور "مقارنة بصرية بين الصواريخ الإيرانية والمركبات الجوية غير المأهولة المسلحة وتلك التي عرضتها واستخدمتها قوات الحوثيين في اليمن لمهاجمة البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء المنطقة. تشير صور الأسلحة التي عرضتها وأطلقتها إيران والحوثيون بقوة إلى أصلها الإيراني."7
إيران تطارد السفن البحرية الأمريكية، بما في ذلك حاملات الطائرات
أكد البنتاغون في 17 سبتمبر 2024، أن العديد من السفن البحرية الأمريكية صدت "هجومًا معقدًا" من قبل الحوثيين ضد السفن الحربية في البحر الأحمر.9
قالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحفيين: "أستطيع أن أؤكد أنه لم تتضرر أو تُضرب أي سفن أمريكية". "لم تقع إصابات بين أفراد أمريكيين. لقد رأينا هجومًا معقدًا أطلقه الحوثيون تراوح بين صواريخ كروز وطائرات بدون طيار".
بعد ذلك، شاركت مدمرات أمريكية في 1 أكتوبر 2024، خلال الهجوم الإيراني الضخم على إسرائيل. وفي نوفمبر، هاجم الحوثيون مدمرتين أمريكيتين أبحرتا من البحر الأحمر إلى خليج عدن عبر مضيق باب المندب.10
الوحدة العسكرية النخبوية الإيرانية، الحرس الثوري الإيراني، تقدم تقاريرها مباشرة إلى آية الله خامنئي. في عام 2015، أجرت تدريبات عسكرية في مضيق هرمز الاستراتيجي. ما الهدف؟ نسخة طبق الأصل من حاملة طائرات أمريكية.11
لماذا تسعى إيران إلى مهاجمة سفينة نووية أمريكية؟
من أجل هيبة إغراق حاملة طائرات بقيمة 5 مليارات دولار، وقتل 6000 بحار وجندي أمريكي على متنها، وتدمير 90 طائرة وسلاحًا على سطحها.
وكما أوضح قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني، "حاملات الطائرات الأمريكية عبارة عن مستودعات ذخيرة كبيرة جدًا تضم الكثير من الصواريخ والقذائف والطوربيدات وكل شيء آخر".
وأضاف الأدميرال علي فدوي من الحرس الثوري أن الضربة المباشرة بصاروخ يمكن أن تؤدي إلى انفجار ثانوي كبير.12
الصواريخ الإيرانية أخطأت يو إس إس أيزنهاور
وطبقا للتحليل فان البحرية الإيرانية أضاعت للتو فرصة ضرب حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس أيزنهاور في صيف عام 2024.
وكشف مركز مكافحة الإرهاب التابع لأكاديمية ويست بوينت أن صاروخًا باليستيًا مضادًا للسفن وصل إلى مسار ضحل للغاية، مع تحذير ضئيل، دون فرصة للاعتراض، وسقط على بعد حوالي 200 متر من يو إس إس أيزنهاور.
وقال إنه في يناير، تجنبت المدمرة الصاروخية يو إس إس جرافيلي بصعوبة ضربة صاروخية من خلال اعتراضها بنظام الأسلحة القريب، مدفع فالانكس متعدد الأسطوانات.
وزاد "قد يكون هذا مجرد مصادفة، ولكن في الأشهر الأخيرة، تم تنفيذ اشتباكات جوية أميركية كبرى في المنطقة بواسطة طائرات إف-15 تابعة للقوات الجوية الأميركية. في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، نفذت طائرة إف-35 سي تابعة لمشاة البحرية الأميركية أول ضربة قتالية للطائرة من حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن ضد أهداف في اليمن".
الخلاصة - يجب أن تنتهي "المسؤولية المحدودة"
وخلص المعهد الإسرائيلي في تحليله إلى القول "في نهاية المطاف، يعود كل العنف ضد الغرب وإسرائيل وحرية الشحن في الشرق الأوسط إلى إيران. لقد قتل "نادي 3-H" لحماس وحزب الله والحوثيين الآلاف، وجلبوا الحرب الدائمة إلى المنطقة. وأغلقوا قناة السويس تقريبًا. لقد طاردت فرق الاغتيال التابعة لنقابة ما سماها الإرهاب الشريرة أعداءها في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا".
وزعم أن جذر هذا الشر هو آيات الله في إيران، الذين يزودون وكلائها المحاربين بالوقود والتمويل والتسليح.
وأوضح أنه "لم يتم الانتقام بعد أن كادت إيران أن تدمر صناعة النفط السعودية بهجومها على منشآت بقيق؛ وكبحت الولايات المتحدة انتقام إسرائيل بعد القصف الإيراني المباشر والكثيف بالطائرات بدون طيار والصواريخ والقذائف؛ واقتصر رد الفعل الأمريكي على الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر والسفن البحرية الأمريكية في الغالب على العمل الدفاعي؛ وردت الإدارة الأمريكية على رد إسرائيل الأولي والمحدود على هجمات حماس وإيران بتحذير مخجل، "فقط" "انتصر".
وختم المعهد العبري تحليله بالتساؤل: هل تتغير الاستجابات الغربية والإسرائيلية السلبية نسبيًا لإيران والحوثيين عندما تتولى الإدارة الأمريكية الجديدة السلطة؟