حوار مع رئيس المقاومة الشعبية في السودان: أزهري المبارك
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
المحقق تنفرد بأطول وأول حوار مع رئيس المقاومة الشعبية في السودان: أزهري المبارك : نحن مع الجيش حتى تحرير آخر شبر من أرض الوطن ، ولا أرى عملاً أفضل من هذا
لم يسمع الكثير من السودانيين باسم السيد أزهري المبارك يطرق آذانهم إلاّ بعد أن ظهرت صورته في وسائل الإعلام مع مساعد القائد العام للقوات المسلحة مصحوباً بخبر عن تبرعه بما يعادل ملايين الدولارات دعماً للقوات المسلحة في معركة الكرامة الحالية.
“المحقق” بحثت عن السيد أزهري المبارك وسط أهله في “الدبة” ووضعت أمامه تساؤلات الساعة، فلم يبخل علينا بالإجابات، مشكوراً، وها نحن نضع تساؤلاتنا وإجابات السيد أزهري المبارك بين يدي القراء.
قبل اختياركم لرئاسة المقاومة الشعبية على مستوى السودان، ماذا قدمتم في هيئة دعم القوات المسلحة بمحلية الدبة؟
شكراُ لكم على هذا الحوار وتكبدكم مشاق السفر وأنتم ترصدون وتتابعون أخبار المقاومة الشعبية.
نحن عملنا مافي وسعنا واستطاعتنا، وأي شيئ قدرنا عليهو سويناهو، مثلا:
*أولاً : قوافل دعم للقوات المسلحة، ودي شملت : مواد تموينية مختلفة (سكر ، دقيق ، لبن ، عجول ، بلح، وغيرها ، ودعم مالي. وقافلتنا الأولى يمكن حصلت حوالي 250 مليون جنيه سوداني.
*ثانياً: هناك قوافل طبية وتبرع بالدم وتوفير مستلزمات الجرحى.
*ثالثاً: قمنا بزيارة الجرحى وتقديم دعم مقدر لكل الجرحى (من الجيش والأمن والشرطة والمستنفرين).
*رابعاً: قدمنا أكبر سلة لأسر الشهداء والجرحى والأسرى وحتى نزلاء السجون، وأسر المقاتلين من ضباط وجنود.
*خامساً: قمنا بتوفير الدعم اللازم لمواقع وإرتكازات القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.
*سادساً: قامت الهيئة الشعبية لدعم القوات المسلحة ببناء جسر وخندق لحماية محلية الدبة وتوجد به ارتكازات في كل بوابة.
*سابعاً: قمنا بتدريب أكثر من 27 ألف مستنفر تدريباً متقدماً. وبلغت معسكرات التدريب حوالي 80 معسكراً بالإضافة إلى 7 معسكرات للنساء.
ما هي أهم الجهات التي شاركت في هذا الدعم؟
كثير من الناس بيفتكروا إنو القروش دي جات من رجال الأعمال الكبار فقط، صحي نحن ساهمنا ، ولكن نقول وبكل صدق وأمانة، أول من شارك في هذا الدعم هم المواطنون وبدون فرز والمزارعون والتجار واصحاب الحرف المهنية، والمرأة والشباب. ومشينا للناس في بيوتهم ومزارعهم ومتاجرهم وورشهم وفي الشارع العام والحمد لله ما خذلونا ، وما ننسى ناس الهيئة الشعبية لدعم القوات المسلحة وكذلك الغرفة التجارية.
هناك حديث عن وجود تفرقة عنصرية ضد المواطنين القادمين من غرب السودان ما مدى صحة ذلك؟
هذا الكلام غير صحيح تماماً، أهلنا من غرب السودان موجودين معنا من قبل الحرب بعضهم في مزارعنا ومتاجرنا وفي المؤسسات الحكومية والقوات النظامية المختلفة وبعضهم أصحاب أملاك وعقارات ومحلات تجارية، ويكاد يكون معظم شركات النقل أصحابها من غرب السودان، وحتى الذين جاءوا إلينا بعد الحرب امتلأت بيوتنا بهم ثم فتحنا لهم المدارس ومراكز للإيواء ومنهم من وجد عملاً واستقر وقرر الإقامة وعدم العودة ، فبالله عليكم لو هناك تفرقة عنصرية أو حتى مضايقات لما استقروا معنا للحظة واحدة.
بعد إنتشار هذه الإشاعات طافت علينا لجنة التقصي المكونة لهذا الغرض واستمعت مباشرة من أبناء غرب السودان وهم مَن أكد لهذه اللجنة عدم صحة هذه الإشاعات.
ما هي رؤيتكم لمستقبل المقاومة الشعبية؟
المقاومة قامت لدعم القوات المسلحة وحا تستمر حتى تحرير البلد من المتمردين وأي دخيل ومجرم جاء ليسرق الأرض ويفسد فيها ويغتصب العرض ويدمر ممتلكات المواطنين ، عشان كدة نحن مع الجيش حتى تحرير آخر شبر من أرض الوطن ، وما شايف في عمل أفضل من كدة.
ألا تشتم في ترشيحك أي أبعاد عنصرية أو حزبية؟
أبداً والله ، والدليل على ذلك إنو ترشيحي ما جا من ناس الشمال، وإنما جاء من ولايات دارفور وواحدة من ولايات كردفان. وبالنسبة للحزبية طبعا أنا والحمد لله والجميع يعرف ما عندي أي انتماء أو ارتباط بحزب لا قديم ولا جديد ، وما بحب السياسة ولا العمل السياسي، ودايرين الحرب دي تنتهي ونتفرغ لزراعتنا وتجارتنا وأعمالنا الخاصة، وأنا أصلا زول مزارع وزي ما إنتو عارفين المزارعين ديل ما عندهم شغلة بالسياسة مربوطين بس بالواطة دي.
تحدثت في أول خطاب لك بعد اختيارك رئيساً عن خارطة طريق للمقاومة الشعبية ماهي أهم ملامحها؟
أنا قلت قبل كدة وبكرر تاني:
أهم حاجة ترتكز عليها خارطة الطريق هذه هي :
تعزيز وتأكيد تلاحم الشعب مع القوات المسلحة وذلك من خلال الإستنفار الشعبي والسند المعنوي والمادي حتى نحافظ على البلد من الخراب والتقسيم وحتى نحقق شعار (شعب واحد جيش واحد). وحا تكون كل مشاريعنا وبرامجنا تعمل على تحقيق ذلك باعتباره الهدف الذي جاءت من أجله المقاومة الشعبية.
هناك حديث عن سلاح المقاومة الشعبية وتسليمه بعد نهاية الحرب
شوف يا ابني نحن شغالين تحت رعاية وإدارة القوات المسلحة ، والسلاح بيتم صرفه على المقاتلين بإشراف كامل من ناس الجيش، ويوم أن تنتهي الحرب ونطرد كل الغزاة والمتمردين ، تاني السلاح نخلي معانا لي شنو ؟ حا نسلم السلاح للجيش ونتفرغ لزراعتنا ولتجارتنا وعمار البلد وخدمتها ، فما في زول يتخوف من توزيع السلاح لأنه تم بطريقة منظمة ومافي عشوائية أو فوضى في الكلام دا.
والناس الخايفة من توزيع السلاح وجمعه يشوفو ليهم حجة تانية ، نحن قمنا عشان نوقف الخراب والدمار فكيف نسمح بذلك وبي سلاحنا بعد نهاية الحرب وتأمين البلد !!
هل فعلاً المقاومة الشعبية ستؤدي لحرب أهلية؟
هي المقاومة الشعبية قامت من أجل إيقاف الحرب ، فكيف تسمح لنفسها بالدخول في حرب تاني، وبعدين حرب أهلية مع منو ؟ هو السودان كل ناسو وقبايلو وطرقو الصوفية وأعيان البلد والمواطنين في صف واحد مع القوات المسلحة ضد العدو ، فكيف نحن وقفنا خلف الجيش نجي نحارب بعضنا ؟ دي إشاعة مغرضة المقصود منها ما نتسلح وندافع عن أهلنا وأرضنا وعرضنا وعن وحدة بلدنا. فأنا متأكد وخذ هذا الكلام مني: لن تكون هناك حرب أهلية بسبب المقاومة الشعبية.
هيكلة المقاومة الشعبية على مستوى السودان والولايات.. ما المغزى منها؟
طبعا دا لمزيد من الترتيب والتنظيم ، والسودان دا بلد كبير ، ولايات ومحليات ووحدات إدارية ومناطق وأحياء وفرقان وحلال، وسيصدر قانون لتنظيم عمل المقاومة الشعبية ، وكذلك ستصدر عدد من اللوائح والنظم الأساسية.
مَن الذي سيصدر هذه القوانين واللوائح؟
طبعا المقاومة الشعبية دي جامعة لكل أهل السودان بمختلف التخصصات ، فمعنا قانونيون ومحامون وإداريون ، وسيتم اقتراح مسودة لتنظيم عمل المقاومة الشعبية ، وتجاز في المكتب التنفيذي ومن ثم ترفع للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، وأهل السودان عندهم خبرة كبيرة في تنظيم أنفسهم.
هناك حديث عن أن المقاومة الشعبية ستكون هي الحاضنة السياسية للحكومة القادمة، ما مدى صحة هذا الكلام؟
نحن ما عندنا شغلة بالسياسة، ولا بالعمل السياسي، نحن مقاومة شعبية مسلحة ، شغلنا دعم القوات المسلحة بالرجال والمال والوقوف معهم حتى تحرير آخر شبر في البلد. ويوم أن تنتهي الحرب بنرجع إلى أعمالنا ، وبعدين الحكم دا تاني يكون بأمر الشعب ، البيجيبو الشعب السوداني يحكم ، وأنا ما ممكن استغل شغلي في حماية البلد ووقوفي مع جيش البلد عشان أحكم الناس ، مهمتي أحمي البلد من التقسيم والإنهيار ، ولمن تروق يقوم الشعب السوداني يختار حكامه بالإنتخابات ، والبيفوز يحكمنا ، معناه دا الزول العاوزنو الناس.
كلمة أخيرة
أدعو الشعب السوداني ورجال الأعمال خاصة لبناء البلد وتعميرها، وإذا نحن ما عمرنا البلد دي فمن الذي سيعمرها ؟ أنا شخصياً اتصلوا علي ناس الدعم السريع وقالوا لي خلي البلد دي وخلي مشاريعك وسافر وسنعوضك أضعاف أضعاف ، ورفضت مغادرة البلد، عشان كدة تم حرق عشرات العربات والآليات التي تخصني في الخرطوم ، وأكثر من 1800 تكتك وركشة وحرقوا لي مصنعاً كاملاً ، وكذلك هناك عدد كبير من رجال الأعمال فقدوا أموالاً ومصانع وعقارات وممتلكات مختلفة ، وفقد المواطنون بيوتهم ومدخراتهم ، بل فقدوا أنفسهم وأهليهم وتضرروا ضرراً بليغاً، لذا نقول لهم ولغيرهم: نحن قاعدين فى البلد دي ولن نغادرها.
وكما كان شغلنا استنفار الناس للقتال مع القوات المسلحة ودعمها مادياً وعينياً ومعنوياً ، سيكون شعارنا بعد نهاية الحرب إن شاء الله ( استنفار من أجل الإعمار) .
حاوره عبد الله مكي
المحقق
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: دعم القوات المسلحة المقاومة الشعبیة غرب السودان حتى تحریر
إقرأ أيضاً:
ثورة ديسمبر !!
كلما جاءت البشريات وانتصارات الجيش عودتنا بعض المحايدين بالظاهر والمساندين للميليشيا بالباطن بنغمة ديسمبر قادمة والثورة مستمرة والمواكب قادمة، وثورة ديسمبر باقية وغيرها من الشعارات.
نعم هنالك فئة سياسية ممغوصة من ثورة ديسمبر، وهؤلاء يظهرون في مقاطع يسخرون منها، لكن غالبية الشعب السوداني لم يكن لديهم مشكلة في ثورة ديسمبر كثورة هدفت احداث تغيير من حكم الحزب الواحد، ولكن غالبية الشعب كانوا ولا زالوا ضد فئة سرقوا ثورة ديسمبر، هؤلاء الاوباش الذين نجدهم بين ازقة سفارات الدول الغربية ويهربون من كاميرا التصوير ويلعقون أحذية مناديب الدول الغربية، ولا هم لهم إلا تحقيق اجندتهم الخاصة وبمجرد ان يجتمعوا لا أجندة لهم إلا النقاش في العلمانية وتحليل المريسة وحرية المرأة والتبرج والسفور وكأن مصيبة السودان كلها فقط في دينه وهويته !!!!
هذه الفئة والذين يقفون الان ضد الجيش اعتقادا بان الجيش ضد ثورتهم لابد أن يعلموا ان وجود البرهان في الساحة السياسية هو بسبب ثورة ديسمبر والجيش جزء اصيل من ثورة ديسمبر، ولكنه انحاز لمطالب الشعب ضد من سرقوا ثورة ديسمبر، وكل هذه الافرازات السالبة التي طفحت في السطح ودمرت البلد بسببهم وبسبب اطماعهم في السلطة، فقد قالوها اما وثيقتهم الخاصة الجاهزة او الحرب والتدمير، وحدث ما كانوا يريدونه ودمروا البلد دمارا كاملا ومع ذلك لم ينالوا مرادهم.
هؤلاء المخدوعين ينتظرون بعد الحرب اعادة ثورة ديسمبر، ولكنهم سيجدون ثورة ديسمبر حاضرة ولكن بغير امانيهم، وستبعدهم تماما من الساحة السياسية وسيجدون أنفسهم وحيدين (يؤذنون في مالطة)، وستتجاوزهم الثورة والتاريخ، والعاقل من اتعظ بغيره، وان تأتي متأخرا خير من لا تأتي، لذلك وقبل إغلاق باب العفو من الشعب عليهم مساندة الجيش والوقوف معه حتي يتعافي الوطن ويشد عضده وبعد ذلك نتعارك حول كيفية حكمه بعد ان يتم له عافيته، فالشعب اصبح واعيا جدا ولن يكون سرجا تمتطونها لتصلوا لأهدافكم الخاصة.
د. عنتر حسن