عربي21:
2024-11-19@04:30:00 GMT

ذكاء الهستيريا الفاشية: أبناء هارون ونيران نتنياهو

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

حسب سفر اللاويين، في العهد القديم: «أخذ ابنا هارون، ناداب وأبيهو، كلّ منهما مجمرته وجعلا فيها ناراً ووضعا عليها بخوراً، وقرّبا أمام الربّ ناراً غريبة لم يأمرهما بها. فخرجت نارٌ من عند الربّ وأكلتهما، فماتا أمام الربّ». 

وفي الأصل (لغير العارفين بأسفار العهد القديم)، كان موسى قد كلّف هارون وبنيه لخدمة الكهنوت، وخرجت نار واُحرقت على المذبح فاعتُبرت ناراً مقدسة لا تُطفأ أبداً، وخَدَمة المذبح ملزمون باستخدام هذه النار حصرياً.

ابنا هارون ارتكبا خطأ استخدام نار أخرى غريبة، فأرسل الربّ عليهما ناراً أحرقتهما، ومُنع هارون من الحداد عليهما.

ما علاقة هذه الحكاية التوراتية بحرب الإبادة الإسرائيلية الراهنة ضدّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ غزّة؟ أبعد من هذا السؤال، ثمة آخر رديف له يقول: ما الصلة بين 1) حكاية النار التي أكلت ناداب وأبيهو، في سفر اللاويين؛ و2) ما شهدته مستوطنات غلاف غزّة، يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023؛ و3) لجوء دولة الاحتلال إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في برمجة عمليات القصف والتدمير والاغتيالات الميدانية العشوائية و«خطأ» استهداف سيارات «المطبخ المركزي العالمي» والإجهاز على 7 منهم.

الأرجح أنّ العقل، السليم في حدوده الدنيا والخام، لن يعثر بسهولة على صلات، ذات معنى أو صواب أو ارتباط أو منطق، بين عناصر الأسئلة الثلاثة؛ إلا إذا كان حامل العقل من طراز الكاتبة الأمريكية ـ الإسرائيلية راشيل بيك، التي تصف نفسها بـ«الصهيونية الفخورة»، والتي نشرت مؤخراً مقالة بالإنجليزية في موقع «تايم أوف إسرائيل»؛ تسجل في فقراتها بوجود تلك الصلات، عبر قاسم مشترك هو نار العقاب الإلهي الذي حاق بالإسرائيليين، وسيُنزل بهم أنساق عقاب أخرى لاحقة إذا واصلوا الانقسام فيما بينهم.

ويستوي، عندها، أن يدور الشقاق الإسرائيلي ـ الإسرائيلي حول الإصلاحات القضائية، أو طرائق إعادة الرهائن الإسرائيليين، أو إعفاء/ تجنيد الحريديم في الجيش، أو الفارق بين رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو وأيّ بديل له محتمل يخرج من صفوف المعارضة.

ثمة عطب في النظام، كما تتابع بيك، سوف يتواصل حتى إذا توقفت الحرب غداً، ولن ينفع معه ذكاء اصطناعي أو محاولات لرأب الصدع لا تأخذ بعين الاعتبار الأمثولة التي تسوقها الكاتبة المشبعة بالفخار الصهيوني: أنّ أورشليم لم تسقط في يد الرومان، ولم يًدمّر الهيكل ويتشتت اليهود في أصقاع الأرض، إلا بسبب «كراهية لا أساس لها» يتبادلها اليهود فيما بينهم. ولأنّ «عودة اليهود إلى أرضنا في أمّة ذات سيادة هي معجزة لا سابقة لها في تاريخ الشعوب»، تكتب بيك؛ فـ»ليس في وسعنا تحمّل نفي آخر. ولا تحمّل فشل أنظمة أخرى في بلدنا».

والحال أنّ الاستيهامات التي تدفع أمثال بيك إلى الخلط بين حكايات العهد القديم ومآزق العهد الصهيوني الجديد (حيث الكيان يسابق الزمن نحو أسوأ منظومات العنصرية والاستيطان والتعصب الديني والفاشية والأبارتيد…)؛ ليست، في ركائزها الدنيا والعليا على حدّ سواء، سوى طراز صارخ من هستيريا جَمْعية تبيح لأبناء هارون القرن الـ21 أن يحترقوا بنيران إسرائيلية، في ميادين القتال تارة، أو قبلها في مستوطنات الغلاف، من دون اضطرار إلى نار مقدسة إذْ لا يحتاج أبناء نتنياهو ويوآف غالانت وإسحق هرتزوغ إلا إلى ذكاء اصطناعي فاشي همجي في معظم الحالات، يحدث في حالات قليلة أن يكون أيضاً: غبياً خاطئاً عشوائياً.

وليس تفصيلاً عابراً أنّ انتهاج هذا الطراز من الاستيهام الهستيري يأتي من كاتبة صهيونية تقيم على شواطئ الباسيفيكي، ولكن يتوجب أنها تبصر بأمّ العين تحوّلات نظرة الرأي العام، في أربع رياح الأرض وفي بلدها أمريكا ذاتها، إلى هذه «المعجزة» التي لم تترك جريمة حرب إلا واقترفتها؛ وتقترفها، صباح مساء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال التدمير مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أموال طائلة ضاعت في الأنبار: المستحقون ينتظرون التعويضات منذ 2014

16 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: كتب المواطن ازهر شلال الجميلي:

إخطار حول ضياع أموال مخصصة لتعويض المتضررين في محافظة الأنبار :

في الوقت الذي كان فيه أبناء محافظة الأنبار يخوضون معارك شرسة عام 2014، مسطرين أسمى آيات البطولة إلى جانب إخوتهم من أبناء المحافظات الأخرى، ظهر فريق فاسد كان يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة على حساب دماء أبنائنا.

كانت أغلبية أعضاء هذا الفريق من مجلس المحافظة ، ثم انقلبوا لاحقاً والتحقوا بتيار سياسي نافذ.

أتقدم إليكم بهذا الإخطار لأنبه إلى قضية هدر مالي ضخم، بلغت قيمته مليار دولار، والتي أُقرت لتعويض مواطني الأنبار الذين تضررت منازلهم نتيجة المعارك. بصفتي أحد موظفي مكتب محافظ الأنبار الخاص سابقاً، كنت شاهداً على تفاصيل هذا التعويض. إذ صدرت موافقة رئيس الوزراء السابق بتخصيص مبلغ بقيمة مليار دولار للتعويضات، وتم تكليف الفريق بمهمة التوزيع في حينه.

إلا أن هذه الأموال لم تصل إلى مستحقيها لأسباب غامضة.

وللأسف، نتيجة للأحداث المتتالية وسيطرة تنظيم داعش على المحافظة، تم إهمال متابعة المبلغ ولم يتم صرف أي تعويض للمواطنين بسبب سيطرة تنظيم داعش على المناطق لمدة عامين كامله. ومع انطلاق عمليات التحرير وبدء عمل المنظمات المانحة وصندوق إعادة الإعمار في عام 2016، لم يتبقى لهذا المبلغ أي أثر.

نطالب بتشكيل لجنة تحقيق خاصة للكشف عن مصير هذا المبلغ، ومحاسبة جميع المتورطين في اختلاسه أو سوء إدارته، لتقديمهم للعدالة واستعادة حقوق المواطنين.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • من يرث إذا لم يكن للمتوفى أي أبناء ذكور؟.. أزهري يجيب
  • حفل استقبال في سناو احتفالا بـ"العيد الوطني المجيد"
  • ذكاء الأطفال.. هل هو وراثة من الأب أم الأم؟
  • افتتاح معرض صور الشهداء من أبناء المحافظات الجنوبية
  • الداعية جاد الرب: ظلمني الكثير ولم أدع يومًا على أحد في الكعبة
  • تمسك إبراهيم محمود بالرئاسة .. انشقاق داخل الوطني المحلول
  • أداة ذكاء اصطناعي جديدة من OpenAI لتنفيذ المهام التفاعلية نيابة عن المستخدمين
  • الهوى سلطان فيلم يحتفي بتجربة أبناء جيل الألفية
  • أموال طائلة ضاعت في الأنبار: المستحقون ينتظرون التعويضات منذ 2014
  • لغم حوثي يتسبب ببتر إحدى ساقي أحد أبناء حجة خلال محاولته التسلل للأراضي السعودية