اكتشف سرّ التوقيت القمري الجديد.. ما فائدته لرواد الفضاء؟
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
منذ أيام، أمر البيت الأبيض وكالة الفضاء الدولية «ناسا»، بإنشاء معيار زمني موحد للقمر والأجرام السماوية الأخرى، هذا المعيار، المرتقب إصداره في عام 2026، يُعرف باسم التوقيت القمري الجديد، وهو مرتبط بالتقويم والسنة القمرية، التي لا يعرف الكثير من الناس معلومات عنها.
ترصد «الوطن» في التقرير التالي فوائد وأهمية التوقيت القمري الجديد، بحسب ما ذكر موقع «روسيا اليوم».
التوقيت القمري المنسق الجديد الذي طلبته الولايات المتحدة الأمريكية من وكالة «ناسا» خلال عامين من الآن، يرجع اسمه نسبة إلى التقويم القمري.
وتعرف السنة القمرية بأنها المدة التي يحتاجها القمر ليتم 12 دورة، كل دورة تكون شهرًا قمريًا واحدًا، ونظرًا لأن دورة القمر تقريبًا 1⁄2 يوم، من الشائع أن تتناوب شهور التقويم القمري بين 29 و30 يومًا، فتكون فترة 12 دورة قمرية، أي أن السنة القمرية تكون 354 يومًا و8 ساعة، و48 دقيقة و34 ثانية.
وأصدر مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا «OSTP» تعليماته لوكالة الفضاء الأمريكية بصياغة خطة، بحلول نهاية عام 2026، لمعيار يطلق عليه التوقيت القمري المنسق، يؤخذ من التقويم القمري، وذلك لأن الوقت في الفضاء يمر بشكل مختلف، وهذا التوقيت من أجل السلامة والدقة للعلماء الذين يخرجون إلى الفضاء في رحلات البحث والاستكشاف.
ما فائدته لرواد الفضاء؟بينما تمر السنة القمرية بشكل أبطا وتكون 354 يومًا فقط، يفيد ذلك رواد الفضاء الذين يأتون من خارج الأرض في رحلاتهم ولا يشعرون بفجوة زمنية كبيرة، بحسب ستيف ويلبي، نائب مدير الأمن القومي في OSTP، الذي قال في بيان: «بينما تطلق وكالة ناسا والشركات الخاصة ووكالات الفضاء حول العالم مهمات، إلى القمر والمريخ وما وراءهما، فمن المهم أن نضع معايير زمنية سماوية للسلامة والدقة».
وأضاف أن الوقت يمر بشكل مختلف اعتمادًا على المواقع في الفضاء، على سبيل المثال يمر الوقت ببطء حيث تكون الجاذبية أقوى، أي قرب الأجرام السماوية.
ومن فوائد التوقيت القمري بحسب «ويلبي» أن التعريف المتسق للوقت بين المشغلين في الفضاء أمر بالغ الأهمية، من أجل الوعي بالظروف في الفضاء والملاحة والاتصالات.
بالإضافة إلى حاجة البيت الأبيض لهذا التوقيت من أجل ربط التوقيت القمري المنسق الجديد، أو LTC، بالتوقيت العالمي المنسق (UTC)، وهو حاليًا معيار الوقت الأساسي المستخدم في جميع أنحاء العالم لتنظيم الوقت على الأرض.
وخلال العمل على التوقيت الجديد قدمت «ناسا» استراتيجية زمنية قياسية من شأنها تحسين الملاحة والعمليات الأخرى للمهام في الفضاء القمري المنطقة الواقعة بين الأرض والقمر، كما سيركز المعيار الجديد على 4 ميزات: إمكانية التتبع تبعا للتوقيت العالمي المنسق (UTC)، والدقة الكافية لدعم الملاحة الدقيقة والعلوم، والمرونة في مواجهة فقدان الاتصال بالأرض، وقابلية التوسع في البيئات خارج الفضاء القمري.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التوقيت التوقيت القمري ناسا فی الفضاء
إقرأ أيضاً:
الكائنات الحية في تشرنوبل تحورت لتتغذى على الإشعاع
يظل انفجار المفاعل رقم 4 في محطة تشرنوبل للطاقة النووية بالقرب من مدينة بريبيات بأوكرانيا في 26 أبريل/نيسان 1986 أسوأ كارثة نووية في تاريخ البشرية، إذ تسببت في خلق منطقة حظر بقطر 30 كيلومترًا؛ ظلت حتى اللحظة منطقة مهجورة لأن مستويات الإشعاع لا تزال مرتفعة.
ومع ذلك، اكتشف العلماء داخل هذه المنطقة كائنا حيا بدا أنه نجا من هذه البيئة العدائية للغاية، وهو فطر أسود يسمى "كلادوسبوريوم سفايروسبيرموم"، وبشكل خاص لاحظ العلماء بقعًا للفطر على جدران المفاعل رقم 4، بل كانت توجه خيوطها مثلما يمدّ النبات جذوره نحو الغرافيت المشع بسبب الكارثة.
وقد أظهرت أبحاث أخرى أجريت في كلية ألبرت أينشتاين للطب أن 3 فطريات (منها كلادوسبوريوم سفايروسبيرموم) زادت كتلتها الحيوية بشكل أسرع في بيئة كان فيها مستوى الإشعاع أعلى 500 مرة من البيئة الطبيعية.
مفاعل تشرنوبل رقم 4 حيث وجد العلماء الفطريات المشعة (غيتي) تتغذى على الإشعاعفي البداية ظن العلماء أن تلك الخيوط تتفرع باحثة عن الكربون، لكن ثبت خطأ هذا الادعاء، وخلصت النتائج إلى أن تلك الفطريات تنمو في اتجاه مصدر الإشعاع المؤين بيتا وغاما.
وفي حين أن هناك العديد من حالات الكائنات الحية التي يمكن أن تعيش في ظروف قاسية مثل محطات الطاقة المشعة، فإن الفطريات المشعة هذه لم تكن تنمو "رغم الإشعاع" مثل تلك الكائنات، بل "بسبب الإشعاع"، إذ أصبح مصدر الطاقة الخاص بها، بحسب الدراسة التي نشرها فريق كلية ألبرت أينشتين للطب في دورية "بلوس وان".
وقد تبين للعلماء أن تلك الفطريات تحول الإشعاع المؤين إلى طاقة كيميائية لتغذية نموها، وهي العملية التي تسهلها صبغة الميلانين في خلاياها.
إعلانتحتوي تلك الفطريات المشعة على الميلانين، وهو الصبغة ذاتها الموجودة في الجلد البشري. ويلتقط الميلانين الإشعاع المؤين ويحوله إلى طاقة كيميائية، على غرار الطريقة التي يحول بها الكلوروفيل في النباتات ضوء الشمس إلى طاقة أثناء عملية التمثيل الضوئي.
أحد الفطريات التي وجدها العلماء في تشرنوبل (ويكيميديا) أفق للتطبيق العلميورغم أن هذه العملية ليست مطابقة لعملية التمثيل الضوئي، فإنها تخدم غرضًا مماثلًا وتحول الطاقة من البيئة لدعم نمو الكائن الحي. فتحت هذه الظاهرة، التي تسمى التمثيل الإشعاعي، آفاقًا مثيرة في أبحاث الكيمياء الحيوية والإشعاع.
ويعتقد العلماء حاليا أنه يمكن للفطريات المشعة أن توفر بديلًا طبيعيًّا أكثر أمانًا لاحتواء مستويات الإشعاع في المناطق الملوثة وخفضها. وتبحث فرق بحثية عدة في تطبيقات أخرى، وخاصة في مجال استكشاف الفضاء، إذ إن البيئة القاسية والمملوءة بالإشعاع في الفضاء من أهم التحديات التي تواجه البعثات الطويلة الأجل إلى المريخ وما بعده.
وقد تم بالفعل إرسال كلادوسبوريام سفايروسبيرمام إلى محطة الفضاء الدولية لإجراء تجارب لتحديد ما إذا كانت قدرتها الفريدة على تحمل الإشعاع يمكن أن تحمي رواد الفضاء من الإشعاع الكوني، وكانت النتائج الأولية واعدة.