في التراث الديني والعربي، ستجد كلمات تـحُـثُّـكَ على الرشادة في الإنفاق والتفكير، لا سيما وقد أصبحنا في زمان تغلو فيه البضائع، ويواجه العالم الأزمات والمشكلات الاقتصادية، لا سِيَّما وقد أصبحت قيمة المعدَنِ الأصفر تزدادُ وتتأرجحُ في خِضَمِّ أعلى التسعيرات والأرقام العالمية. فمن داخل التراث تقرأ كلمة للإمام بن الجوزي - رحمه الله - تقول “اكتم عن الناس ثلاث:  ذهبك وذهابك ومذهبك؛ لترى أنَّ للرجل فلسفة تُعين المرء على اتخاذ خطوات متأنِّية.

صورة تخيلية للإمام بن الجوزي - من جوجل

في تفسير ذهبك، نجد أن كل نعمة تأتي من الله تعالى هي عبارة عن هبة قيمة لا تُحصى، يمنحها الله عزَّ وجلّ، حيث تتباين هذه الارزاق والمنح والعطايا من شخص لآخر، فيتفاوت التقدير وتختلف حِسبَة كلٍّ منَّا. فبجانب الرزق الخفي والروحي الذي لا يُرى بالعين المجردة، الذي يملأ القلوب رضا وقناعة، تأتي الثروة المادِّة جزء لا ينفصل عن واقعٍ مُجتمعي تقوم فلسفتِه على تأمين وأمان اقتصاديِّ للفرد لا ينفصلُ عن مبادئه الفطرية السليمة. 

بناءًا على ذلك يجب على المرء أن يحافظ على موارده التي لديه، فلا يُسرف، بل يلجأ إلى كل طريق ترشيدي، يدعم اقتصاد الفرد في المال والممتلكات، لا سيَّما ما خف حمله وغلا ثمنه "الذهب".

عندما نتحدث عن "ذهابك"، فإننا نشير إلى كل ما تنوي فعله في حياتك وكل خطوة تقوم بها، بغض النظر عن طبيعتها. تعكس مواقف الحياة هذا المفهوم بوضوح، حيث يمكن أن تواجه معارضة من بعض الأشخاص الذين يحاولون إفساد خططك أو إحباطها. بينما يمكن أن يتبنى البعض الآخر الكيد أو الشماتة بفشلك. ومن هذا أيضًا درس مستفاد فذهابك وما تنوي فعله والتصرُّف فيه من سفريات أو رحلات معينة، إن لم يَنْبَنْ على الرشادة والترشيد، لربما كان ضياعًا لكلِّ مُممتلك، فيصير هباءًا منثورًا، وربما حسرات وقت الغلاء على ما أُنفِقَ دون حساب في أوقات الرخاء. 

أما عن "مذهبك"، فهي ليست ببعيدة عمَّا سبق، فالكلمة تشير نحو رغباتك واتجاهاتك، فإلى أي فئة أن تنتمي،  إلى فئة المسرفين الذين يضيِّعُن كلَّ مَوْرِدٍ على ما لا فائدة منه أو ما يحقق متعة لحظية، ام كنتَ من المدبِّرين والساعين نحو استثمار جيد  ذي قيمة. فتكتُم أفكارك ونصائحك سوى عمَّن يطلبها منك، ولا تتحدث كثيرًا فتُفسِد خططك وما تنوي السير عليه كاستراتيجية لمستقبلك الخاص. 

إنَّ العالم مع ارتفاع أسعار النقد والسلع، لا سيَّما الذهب، يتطوَّر في طريقة التفكير والإدارة، وعليه لابُدَّ وأن تتطور أفكار الأفراد في أُمُورٍ لا تنفصل - أيضًا - عن طريقة الإدارة الشخصية للأموال والممتلكات - عظُمَ أو ندُرَ شأنها - حوزته الشخصية، فكما هي جزء من حياته، هي جزء من بناء مجتمعيٍّ كاملٍ مرغُوب، يَسْعَى نحو الكِفَايَة وتحقِيق الكفالة المعيشية للإنسان.

ختامًا، قد لا تجدُ نفسك سوى فكرة تسير على الأرض تحْمِلُ فِي طيَّتات حافظة في الجيب واتجاه في الوجدان، هذه الفكرة تحمل الذهب والذهاب والمذهب.. فإلى أيِّها تسعى؟!  

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أسعار الذهب الذهب الذهاب الأفكار

إقرأ أيضاً:

الذهب يرتفع لأعلى مستوى في شهر فوق 2700 دولار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وصلت أسعار الذهب العالمية إلى أعلى مستوى منذ أكثر من شهر، وذلك في ظل الدعم الذي حصل عليه من تراجع الدولار بعد بيانات التضخم الأمريكية يوم أمس، بينما بشكل عام نجد أن ارتفاع الذهب جاء محدودا بسبب تقلص الطلب على الملاذ الآمن.

وارتفع سعر أونصة الذهب العالمي اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى منذ أكثر من شهر عند 2703 دولارات للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2696 دولارا للأونصة، ليتداول حالياً عند المستوى 2702 دولار للأونصة.

ويأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب يوم أمس بنسبة 0.7% ليتمكن السعر من اختراق خط الاتجاه الهابط قصير الأجل الأمر الذي ساعد السعر على التداول فوق المستوى 2700 دولار للأونصة خلال جلسة اليوم، وفق تحليل جولد بيليون.

وصدرت يوم أمس، بيانات أسعار المستهلكين عن الولايات المتحدة الأمريكية عن شهر ديسمبر، وهو يعد مؤشر التضخم الأساسي حيث أظهر ارتفاع يوافق التوقعات بينما تراجعت القراءة الجوهرية التي تستثني عوامل التذبذب.

وأظهرت بيانات أسعار المستهلكين أظهرت أن التضخم الأمريكية لا يزال يشهد تراجع على المستوى الأساسي، بالإضافة أن مؤشر أسعار المنتجين كان قد أظهر انخفاض بأكبر من المتوقع مما زاد من التوقعات أن إمكانية استمرار خفض أسعار الفائدة لا تزال متواجدة على الساحة.

وتزايدت احتمالات المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، عقب بيانات التضخم، بينما كان المتداولين على العقود الآجلة لأسعار الفائدة يوم الأربعاء يضعون احتمالات شبه متساوية بأن يخفض البنك الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة مرتين بحلول نهاية هذا العام على أن يكون أول خفض في يونيو.

وأدى هذا إلى ارتفاع أسعار الذهب نظراً لأن إمكانية خفض الفائدة هذا العام من شأنه أن يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يدر عائد لحائزيه.

أيضاً تشير التوقعات بشكل كبير أن البنك الفيدرالي الأمريكي سيبقي على أسعار الفائدة دون تغير خلال اجتماعه القادم في يناير الجاري.

من جهة أخرى، تراجع الدولار الأمريكي يوم أمس مقابل سلة من العملات الرئيسية ليسجل أدنى مستوى منذ أسبوع، وقد ساعد هذا على ارتفاع أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.

وبالرغم من هذا لم يكن ارتفاع الذهب بشكل كبير وذلك بسبب تراجع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية مما حد من الطلب على الذهب، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مما قلل من المخاوف في الأسواق.

وبالانتقال إلى الصين أكبر مستهلك للذهب في العالم، فقد أعلنت عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب ليصل إجمالي الأصول المدارة إلى مستوى قياسي بلغ 9.7 مليار دولار بنسبة ارتفاع 150% على مدار العام الماضي.

بالإضافة إلى هذا فقد أعلن البنك المركزي الصيني عن إضافة 10 أطنان من الذهب خلال شهر ديسمبر، وهي ثاني عملية شراء للشهر الثاني على التوالي. وقد أدى هذا إلى رفع احتياطيات الصين الرسمية من الذهب إلى 2280 طناً لتمثل 5.5% من إجمالي احتياطيات النقد الأجنبي، وأعلى بنحو 44 طناً من مستواها في نهاية عام 2023.

مقالات مشابهة

  • سعر الذهب اليوم 17-1-2025
  • ارتفاع ملحوظ| سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة
  • سعر عيار 24 اليوم 17-1-2025
  • سعر أقل جرام ذهب اليوم 17-1-2025
  • الأمم المتحدة: نتواصل مع مصر بشأن ما يمكن فعله لإدخال المساعدات إلى غزة
  • آخر تحديث لسعر الذهب اليوم 16-1-2025
  • الذهب يرتفع لأعلى مستوى في شهر فوق 2700 دولار
  • ارتفاع أسعار الذهب محليا
  • ارتفاع أسعار الذهب بالتزامن مع الدولار في بغداد واربيل
  • استقرار أسعار النفط مع تراجع المخزونات الأمريكية.. وانخفاض قيمة الذهب في المعاملات المبكرة اليوم