المفترس الأخطر.. يستهلك أكثر من ثلث فقاريات الأرض وله تأثير بيئي مدمر
تاريخ النشر: 28th, July 2023 GMT
وجد بحث جديد نشر في دورية "كوميونيكيشنز بيولوجي" (Communications Biology) أن استهلاك الإنسان يخلق أثرا أكبر بمقدار 300 مرة من أي شيء آخر عرفناه.
ويستخدم الإنسان نصف فرائسه فقط في الطعام، كما أنه يتسبب في خسائر فادحة للفقاريات في العالم ويستغل أكثر من ثلثها ويهدد وجود أكثر من 5 آلاف نوع من الكائنات الحية.
وفي بيان صحفي، نشر على الموقع الرسمي لجامعة دالهوسي (Dalhousie University) الكندية في 30 يونيو/حزيران الماضي، يوضح عالم البيئة البحرية بوريس وورم أن "الظاهرة الثقافية تدفع البشر إلى الاستغلال المفرط للأنواع البرية". وهو ما حدث في إندونيسيا، حيث ارتفع الطلب على البوم البري بعد أن ظهرت الحيوانات المفترسة المجنحة الرائعة بشكل بارز في سلسلة "هاري بوتر".
وأضاف وورم "لقد أدى ذلك إلى موجة من استغلال البوم البري للخدمة وزاد الطلب عليها بشكل كبير"، مشيرا إلى أن الشيء نفسه حدث مع أسماك الشعاب المرجانية بعد عرض فيلم "نيمو" (Nemo)، وقال "عندما نفتتن بهذه الأنواع فإننا نحبها إلى حد الموت أحيانا".
الطلب على البوم البري ارتفع في إندونيسيا بعد ظهوره في سلسلة هاري بوتر (غيتي) الافتراس وخلل النظم البيئيةوقد قام فريق دولي من العلماء من 14 مؤسسة بتحليل بيانات "استخدام" الإنسان لـ45 ألف نوع من الفقاريات، بما في ذلك الأسماك والثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات المعروفة. ووجد الفريق أن الحيوانات المفترسة الأخرى تقتل بشكل حصري من أجل الغذاء تقريبا، بينما "للحيوانات المفترسة البشرية" استخدامات أكثر تنوعا لأنواع فرائسها.
فإضافة إلى صناعة طعام الحيوانات الأليفة، أصبح استخدام الحيوانات في الأدوية والمنتجات الأخرى شائعا الآن لدرجة أنها تشكل خطرا حقيقيا على الأنواع المهددة بالانقراض في عديد من المناطق حول العالم.
وبغض النظر عن الأغراض المقصودة، فإن اختفاء هذه الحيوانات من البرية لا يقتصر على أن له تأثيرا مباشرا عن طريق إبعاد أنواع من الكائنات الحية عن دورة الحياة، ولكنها تسبب تغيرات سلوكية في أولئك الذين بقوا أيضا للعيش في بيئة من الخوف.
وعندما تعمل الحيوانات على تجنب الافتراس فإن ذلك يؤدي إلى ضغوط سلوكية وفسيولوجية ومعرفية يمكن أن تؤثر على بقاء الحيوان ونجاح تكاثره أيضا وتزداد تلك الضغوطات مع ازدياد الافتراس.
وتظهر الأبحاث السابقة أن الأنواع التي يصطادها الإنسان تظهر بعض أكثر التغيرات المفاجئة في السمات التي لوحظت على الإطلاق في التجمعات البرية، ويمكن أن يؤدي هذا إلى تغيير السمات الرئيسية التي توفر وظائف مهمة تدعم النظم البيئية بأكملها.
ويوضح روب كوك عالم البيئة من مركز المملكة المتحدة للبيئة والهيدرولوجيا أن الاختيار غير الطبيعي للحيوانات من قبل الكائنات البشرية المفترسة "قد يؤدي إلى مجموعة من التداعيات عبر النظم البيئية" وإلى "خسارة محتملة بدءا من أبوقير خوذة، مرورا بالحيوانات الضخمة مثل الكركدن الأسود، وصولا إلى الحيوانات المفترسة المهاجرة مثل أسماك القرش الكبيرة".
الاختيار غير الطبيعي للحيوانات قد يؤدي إلى مجموعة من التداعيات عبر النظم البيئية (غيتي) طيف كبير من الفرائسويقول وورم إن الإنسان كائن "مفترس غير عادي، وذلك لأن طيف الفرائس لدينا يقدر بحدود 15 ألف للفقاريات فقط، والذي يعبر عن العدد الإجمالي للأنواع التي نلاحقها، كما أننا نستخدم عديدا منها بطريقة غير مستدامة لدرجة تهدد بقاءها".
وأضاف أن "المكان المناسب للكائنات الحية يتمثل في مساحة التشغيل البيئية خاصتها التي تشمل البيئة التي تعيش بها وما تتغذى عليه، إضافة إلى الظروف التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة. والنقطة هنا هي أن البشر يستخدمون العديد والعديد من الأنواع أكثر من أي حيوان فقاري آخر. نحن أكثر الحيوانات المفترسة تأثيرا في العديد من النظم البيئية".
ووفق تقرير نشر في موقع "ساينس ألرت" (Science Alert)، فإن هذا التقييم الصارم لا يشمل حتى استغلالنا التاريخي للأنواع، أو الخسارة التي نتسبب بها عند تدمير الموائل والأنواع الغازية وتغير المناخ.
وتركز الورقة البحثية الجديدة على الفقاريات، لكن واقع الحال يظهر أن استغلالنا يمتد عبر معظم الكائنات الحية الأخرى، بما في ذلك العناكب والنباتات والفطريات التي تهددنا أحيانا بالتعرض لأمراض محتملة جديدة.
ويختتم الدكتور وورم قائلا بأن "ما فعلته هذه الورقة بالنسبة لي جعلني أفكر حقا في علاقتنا بالحياة البرية والطبيعة. والخبر السار هو أن البشرية تدرك الآن ميولنا المدمرة، وهناك محاولة حقيقية لاستخدام أفضل العلوم المتاحة لتصحيح الأمور، هنا في كندا وحول العالم. وهذا يجعلني متفائلا بمستقبل الحياة على الأرض".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: النظم البیئیة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: مقتل أكثر من 12300 مدني منذ بدء حرب أوكرانيا
#سواليف
قالت مسؤولة في #الأمم_المتحدة، الأربعاء، إن أكثر من 12300 مدني قُتلوا في #الحرب_الأوكرانية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل قرابة 3 سنوات، مشيرة إلى ارتفاع عدد القتلى؛ بسبب استخدام طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى وقنابل انزلاقية.
وشنت روسيا بانتظام هجمات على مدن في جنوب أوكرانيا خلال الشهور القليلة الماضية باستخدام مثل هذه الأسلحة.
وكشفت بيانات الأمم المتحدة أن هذه الهجمات ساهمت في ارتفاع عدد القتلى المدنيين في أوكرانيا 30% إلى 574 شخصا بين أيلول/ سبتمبر، وتشرين الثاني/نوفمبر 2024 مقارنة بالعام السابق.
مقالات ذات صلة إسرائيل تعتمد على السلطة في جنين بدلاً من استخدام الدبابات 2025/01/08وقالت نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ندى الناشف، إن أكثر من 12300 مدني في المجمل، من بينهم 650 طفلا، قُتلوا في أوكرانيا.
وذكرت الأمم المتحدة مرارا أن إحصاءها لعدد القتلى أقل من الأعداد الحقيقية؛ لأنه لا يشمل إلا القتلى الذين تمكنت فرقها من التحقق منهم.
وأضافت ندى في اجتماع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: “كثفت القوات المسلحة الروسية عملياتها للاستيلاء على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا، وهو ما كان له تأثير شديد على المدنيين في مناطق الخطوط الأمامية لا سيما في مناطق دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا”.
وتابعت: “نشعر بقلق بالغ إزاء الآثار المترتبة على المدنيين من زيادة استخدام الطائرات المسيرة واستخدام أسلحة جديدة” مشيرة إلى أن روسيا استخدمت ألفي طائرة مسيرة في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وذكرت أن هذه الأمثلة على زيادة الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي لحقوق الإنسان قد تمثل جرائم حرب.
وقال كبير المستشارين في الوفد الروسي يفجيني أوستينوف، إن التقرير متحيز ويبرئ أوكرانيا من ارتكاب جرائم.
ونفت موسكو: “ارتكاب فظائع أو استهداف المدنيين في أوكرانيا منذ بدء الحرب” في شباط/ فبراير 2022.
ووصفت السفيرة الأوكرانية يفهينيا فيليبينكو أحدث التصرفات الروسية بأنها “محسوبة وقاسية وهدفها هو إلحاق أقصى قدر من الألم والدمار” ببلادها.