الأساطين.. شواهد باقية لعبق السيرة النبوية الخالدة
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
تعد أساطين المسجد النبوي معالم خالدة وعلامات بارزة وشواهد باقية تحكي للأجيال فصولاً عبقة من السيرة النبوية العطرة، تتجلى علاماتها على سواري الروضة الشريفة، التي كانت في أول أمرها في العصر النبوي من جذوع النخل، ولا تزال تحمل الأسماء التي سميت بها في العهد النبوي.
فعند زيارة الروضة الشريفة يشاهد الزائر أمامه باتجاه القبلة الأسطوانة المخلقة ومعنى المخلقة أي المطيبة أو المعطرة، من الخلوق وهو الطيب، وتسمى بأسطوانة المصحف التي أقيمت في موضع الجذع الذي حَنَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد كان يستند إليه قبل بناء المنبر، وهي مرتبطة بصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم بجانبها في النوافل.
وتشاهد أسطوانة القرعة التي تسمى بأسطوانة عائشة وأسطوانة المهاجرين، وهي الثالثة من المنبر والثالثة من جهة القبر والثالثة من جهة القبلة، بالإضافة إلى أسطوانة التوبة وتعرف بأسطوانة أبي لبابة وهو رفاعة بن عبدالمنذر رضي الله عنه وهي الرابعة من المنبر .
ويلفت النظر الأسطوانة اللاصقة بالشباك المطل على الروضة الشريفة وتسمى بأسطوانة السرير وهي محل اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان له سرير من جريد النخل يوضع عند هذه السارية.
وتقع خلفها من جهة الشمال أسطوانة المحرس وهي مقابل الخوخة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج منها إلى الروضة الشريفة للصلاة إذا كان في بيت عائشة رضي الله عنها، كما تسمى بأسطوانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأنه كان يجلس عندها يحرس النبي صلى الله عليه وسلم.
كما تشاهد الأسطوانة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس إليها ليقابل وفود العرب القادمين عليه وتسمى بأسطوانة الوفود وتقع خلف أسطوانة المحرس من جهة الشمال.
ويقع داخل حاجز الحجرة النبوية أسطوانة مربعة القبر التي يقال لها مقام جبريل، بالإضافة لأسطوانة التهجد وتقع خلف بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الشمال.
ورغم ما شهده المسجد النبوي من توسعات على مر السنين, إلا أن أساطينه الـ ٨ بقيت حتى وقتنا الحالي ولكل منها قصتها التاريخية، وقد حرصت حكومة المملكة العربية السعودية منذ القدم إلى عهدنا الحالي على الاهتمام والعناية بمعالم المسجد النبوي، حيث قامت بكسوة الأسطوانات الـ6 برخام أبيض مميز عن سائر أساطين المسجد ليسهل تمييزها وذلك في عام ١٤٠٤هـ .
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الروضة الشريفة صلى الله علیه وسلم الروضة الشریفة من جهة
إقرأ أيضاً:
حكم الدية عند فقد أحد الذراعين
الدية.. قالت دار الإفتاء المصرية إن الدية شرعًا هي المال الواجب في النفس أو فيما دونها، وقد بينتها السنة المطهرة فيما رواه النسائي عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد كتب كتابًا إلى أهل اليمن جاء فيه: «أَنَّ مَنِ اعتَبَطَ مُؤمِنًا قَتلًا عن بَيِّنةٍ فإنه قَوَدٌ إلا أَن يَرضى أَولِياءُ المَقتُولِ، وأَنَّ في النَّفسِ الدِّيةَ -مِائةً مِنَ الإبِلِ-» إلى أن قال صلى الله عليه وآله وسلم: «وأَنَّ الرَّجُلَ يُقتَلُ بالمَرأَةِ، وعلى أَهلِ الذَّهَبِ أَلفُ دِينارٍ».
حكم الدية عند قطع اليدين:واتفق الفقهاء على وجوب الدية في قطع اليدين، ووجوب نصفها في قطع إحداهما؛ لما روي من حديث عمرو بن حزم رضي الله عنه: «وفي اليدين الدية، وفي اليد خمسون من الإبل» رواه النسائي وصححه أحمد وابن حبان والحاكم؛ ولأن فيهما جمالًا ظاهرًا ومنفعةً كاملةً، وليس في البدن من جنسهما غيرهما؛ فكان فيهما الدية كالعينين.
مقدار الدية:
أقل قيمةٍ لصنفٍ من أصناف الدية هو في الفضة أي في الدراهم، والدية بالدراهم اثنا عشر ألفًا، ولا بأس من الأخذ بذلك؛ لأن الأصل براءة الذمة فيما زاد عليها، والدرهم عند الجمهور 2.975 جرامًا تقريبًا، فيكون جملة ما هنالك 35 كيلوجرامًا و700 جرامٍ من الفضة؛ تقوَّم هذه الكمية بسعر السوق طبقًا ليوم ثبوت الحق رضاءً أو قضاءً. فيكون نصف الدية حينئذٍ 17 كيلوجرامًا و850 جرامًا؛ وهو المستحق في فقد إحدى الذراعين.
حكم التصالح على الدية:
والتصالح في أمر الدية وأرش الجراحات بالعفو أو بقبول قيمةٍ أقل أمرٌ مشروعٌ بنص القرآن الكريم؛ حيث يقول تعالى: ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: 178]، ويقول: ﴿فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ﴾ [المائدة: 45]، كما أن قبول المجني عليه أو وليه للدية جائزٌ شرعًا.
عقوبة القتل في الإسلام:
قال تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32].
وقال سبحانه: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الأنعام: 151]، وقال عز وجل: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93].
وروى الشيخان عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذَكَر الكبائر، أو سُئِل عن الكبائر، فقال: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَقَوْلُ الزُّورِ».
وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا»، والمعنى كما يقول الحافظ ابن الجوزي في "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (2/ 590، ط. دار الوطن): [أنه -أي المؤمن- في أي ذنبٍ وقعَ كان له في الدين والشرع مخرجٌ إلا القتل؛ فإن أمره صعب] اهـ.