قال الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، إن الإسلام فرض عبادات تنوعت ما بين العبادات القولية والبدنية والمالية، موضحا أن الزكاة عبادة مالية، وهي ركن من أركان الإسلام، فرضها الله تعالى في السنة الثانية من الهجرة النبوية المباركة، والمقصود منها تطهير نفس الإنسان المزكي من الشح الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم  في قوله " اتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم "، وحتى لا يكون المال في قلب الإنسان وفؤاده، من خلال أن يخرج منه مساعدة لإخوانه الفقراء والمساكين، كما أن الزكاة من شأنها أنها تنشر روح الحب والود بين أبناء المجتمع، فلا يحقد الفقير على الغني الذي امتلك المال، كما أن الغني من خلالها يمسح دموع المحتاجين ويعينهم، وبهذا يستقيم المجتمع بأكمله.

وأضاف نائب رئيس جامعة الأزهر، خلال حديثه اليوم  بملتقى الأزهر  للقضايا الإسلامية، والذي عقده الجامع الأزهر تحت عنوان "فلسفة الزكاة في الإسلام"، أن من فلسفة الإسلام في الزكاة أنه يريد أن يخرج الفقير من فقره إلى أن يكون متملكا، وحتى لا يكون المال دولة بين الأغنياء فقط، مؤكدا أن الاسلام ينظر إلى المال بوجه عام على أنه ملك لله عز وجل، وأن الإنسان مستخلف فقط عليه، ففي قوله تعالى " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم" وقوله " وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه"، مبينا أن الزكاة جعلت للفقير حقا في مال الغني، بمعنى أن الله تعالى أنزل المال بقدر ما يسع الناس جميعا، ولنعلم أنه إذا رأينا فقيرا جائعا، فلنعلم أن هناك غنيا بخيلا، ولم يجهد الفقراء إذا جاعوا أو عروا إلا بما يصنع به أغنياؤهم، قائلا " ألا وإن الله يحاسبهم حسابا شديدا ويعذبهم عذابا أليما".

من جانبه، أكد أ.د أحمد حسين، العميد السابق لكلية الدعوة بجامعة الأزهر،أن الزكاة فريضة من فرائض الإسلام المحكمة، ولم تكن من مستحدثات الدين وإنما هي فريضة قديمة، حيث أن كل الأنبياء جاؤا بهذه الفرائض التي نؤديها من صلاة وزكاة وصيام وحج والتوحيد، حيث قال تعالى "وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ"، وقال " وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا"، مؤكدا أن الزكاة هي البلسم الشافي الذي يشيع في جنبات المجتمع، فينزع ما في قلوب المعوذين والفقراء ما في أنفسهم على أهل السعة والأموال، وهي حق واجب جعله الله عز وجل للفقير في مال الغني، موضحا أن هذا الحق إنما كان تزكية وتطهيرا لنفس المزكي ولماله.
وبين الدكتور أحمد حسين، أن الزكاة في اللغة تعني النماء والطهارة، مؤكدا أن الصدقة لا تنقص المال، بل تزيده وتزكيه، كما أنها تطهير لقلب ولنفس معطيها، حيث يقول تعالى "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا.."، موضحا أن الزكاة واجبة على الأغنياء بشروطها، فهي في تعريفها الاصطلاحي " قدر معلوم من مال معلوم بشروط معلومة لطائفة معلومة"، لافتا إلى أن الزكاة حينما يخرجها الغني فإنه لا يخرجها تفضلا منه، بل تحدث بنعمة الله تعالى، التي استخلفه الله عليها، فالكل ذاهب وتارك ما معه، قائلا " النفس السخية قريبة من الله، قربية من الجنة، بعيدة عن النار".

وأوضح العميد السابق  لكلية الدعوة الإسلامية، أن هناك فرق بين زكاة الأموال وزكاة الأبدان، حيث أن زكاة الأموال تجب على الغني الذي يمتلك نصابها، أما زكاة الأبدان، والتي هي زكاة الفطر، فهي تجب على الجميع، ذكرا كان أو أنثى، حرا أو عبدا، فقيرا أو غنيا، صغيرا أو كبيرا، موضحا أن الحكمة في ذلك أن الله عز وجل أراد أن يشارك الجميع في تطهير النفوس وتزكية القلوب، فحتى الفقير يخرج زكاة واحدة لتعود عليه زكوات، لئلا يحرم نفسه من فضيلة الإعطاء والسخاء والجود، حتى يكون قريبا من الله وقريبا من الناس والجنة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: نائب رئيس جامعة الأزهر الصدقة زكاة الفطر كلية الدعوة النبي صلي الله عليه وسلم بناء المجتمع موضحا أن

إقرأ أيضاً:

زكاة ذمار تدشن مشروع العرس الجماعي الرابع لـ 740 عريسا وعروسا

يمانيون../
دشن مكتب الزكاة بذمار اليوم مشروع العرس الجماعي الرابع لـ 740 عريسا وعروسا، بتكلفة 269 مليون ريال.

وخلال التدشين، أكد وكيل محافظة ذمار محمد عبدالرزاق أهمية إقامة الأعراس ورعايتها لتحصين الشباب وإكمال نصف دينهم.. حاثا أولياء الأمور على تيسير إجراءات الزفاف وعدم المغالاة في المهور والحد من مظاهر البذخ والإسراف التي ترافق الأعراس.

إلى ذلك ثمن مسؤول الحشد والتعبئة العامة بالمحافظة أحمد حسين الضوراني جهود الهيئة العامة للزكاة استهداف الشباب الفقراء والمحتاجين وإكمال نصف دينهم .. مشيدا بالخطوات التي اتخذتها الهيئة في إلغاء مظاهر الفرح والابتهاج تضامنا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ودعا المكلفين من التجار وغيرهم إلى دفع ما عليهم من زكاة إلى الهيئة باعتبارها الولي الشرعي المخول باستلام الزكاة وصرفها لمستحقيها وفق المصارف الثمانية ومن خلال مثل هذه المشاريع الخيرية والإنسانية، الهادفة إلى تعزيز روح التكافل والتعاون بين أبناء المجتمع.

فيما أشار مدير مكتب الزكاة بالمحافظة إبراهيم المتوكل إلى أن عملية صرف المبالغ المالية المقدمة من الهيئة للعرسان تتم عبر مختلف مكاتب البريد في المديريات.. مشيرا إلى هذا العرس يأتي ضمن المصارف الشرعية للزكاة، وضمن المشاريع الهادفة إلى تحصين الشباب وإكمال نصف دينهم ومواجهة الحرب الناعمة.

وأشاد بجهود التجار الذين سارعوا إلى دفع ما عليهم من زكاة، والتي تبرز ثمارها اليوم جلية من خلال إقامة هذه المشاريع الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر من ماليزيا: وسطية الإسلام الحل الأنجع لمكافحة ظاهرة الجرأة على التكفير والتبديع
  • زكاة ذمار تدشن مشروع العرس الجماعي الرابع لـ 740 عريسا وعروسا
  • زكاة ريمة تدشن مشروع العرس الجماعي الرابع لـ 160 عريسا وعروسا
  • شيخ الأزهر يحاضر علماء ماليزيا وشبابها حول وسطية الإسلام بحضور رئيس الوزراء
  • رئيس الوزراء الماليزي يحاوِر شيخ الأزهر حول وسطيَّة الإسلام
  • شيخ الأزهر يحاضر علماء ماليزيا وشبابها حول وسطية الإسلام
  • بحضور رئيس وزراء ماليزيا.. شيخ الأزهر يحاضر علماء ماليزيا وشبابها حول وسطية الإسلام
  • شيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماء ماليزيا MADANI
  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بأعمال التطوير والتجديد التي شهدتها كلية التربية
  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بأعمال التطوير والتجديد بكلية التربية