صناعة الموت! حرب المسيرات
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
صناعة الموت! حرب المسيرات
بثينة تروس
ما حدث من هجوم بالمسيرة على افطار كتيبة البراء بن مالك، إيذانا بان الحرب اللئيمة، دخلت مرحلة جديدة في استخدام المسيرات لتصفية الحسابات الخاصة بين الفصائل المتحاربة، وهي نوع من المعارك التي لا ينجو من سوء حصادها العسكريون او المدنيون، في جو تعددت فيه الكتائب التي لا تخضع لخطط الجيش.
ولقد تحولت شعارات تلك الكتائب لتكون ليس حرباً على الدعم السريع، بل توسعت لتشمل جميع المدنيين الذين لا يحملون سلاح في المعركة، من قوي الحرية والتغيير، وجبهة (تقدم) وجميع المواطنين الرافضين للحرب، حتي ان النائب العام الفاتح طيفور في حكومة علي كرتي الفلولية، اصدر بلاغاً ضد قيادات (تقدم) تنسيقية القوي الديموقراطية والمدنية، وامر وكيل النيابة الأعلى، بالقبض على رئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك وخمسة عشر من قادتها. يرمونهم بتهم التسبب في تبعات حرب عجز الجيش الذي يتولى زمام الحكومة منفرداً منذ انقلاب البرهان 25 اكتوبر 2021 من حسمها في سويعات، أو أسبوع او أسبوعين، بحسب تصريحاتهم.
فالكتيبة التابعة للحركة الإسلامية صارت لواء، تم تعميد صاحبها المصباح أبو زيد من الجنرال البرهان ومن قادة الجيش، لتقاتل الدعم السريع! الذين يقوضون اركان الدولة فعلياً بطبيعة تكوينها. فبدلا من تواجدها في المعارك في الجزيرة حيث التهجير القسري، والترويع، والقتل للأبرياء والانتهاكات الإنسانية، والدمار الشامل بواسطة تلك القوات التي بلا وازع أخلاقي، ولا قيمي يضبطها، ولا قيادة راشدة تحاسبها، انفلات لا شبيه له، يقع على كاهل أناس لم يعرفوا طوال تاريخهم سوي صناعة الحياة البسيطة الخيرة، والرضا بعطائها.
لقد هرب قائد الكتيبة من الجزيرة، ثم شوهد في صالة (الخلود) بعطبرة يرتدي سترة واقية من الرصاص، يحتفل بصناعة الموت واستمرار الحرب (لواء البراء بن مالك الذكري السنوية لمعركة الكرامة) إفطار فخم الطعام، بإزاء طعام جنود الجيش وصغار العسكر! وجميع الناس بطول البلاد وعرضها يتضورون من الجوع، وبأزمة لا مثيل لها عالمياً، إفطار حصاده قتل 12 شخص واصابة 30 بجروح حين خرج قايد اللواء امنا بعد مغادرته الموقع! الشاهد هي مليشيات تعددت الويتها تنتحل أسماء الصحابة الاجلاء، لاستغلال قلوب المحبين للدين للانضمام لركابها، ثم هي عجزت طوال عام حربها عن صد هجوم او كسب معركة؟
ان الذي يدور في البلاد هو مواصلة لتجارب اخوانية في تمديد صناعة مليشيات خارجة من رحم الجيش تملك السلاح والعتاد والتمويل الخارجي، بعون من مليشيا الجيش التي كثفت حملات حرب المسيرات التي حصدت أرواح المواطنين في دارفور والخرطوم، ثم أوقف العديد من القنوات الإخبارية مثل الحدث وسكاي نيوز عربية، بحسب ماورد عن نقابة الصحفيين السودانيين 3 ابريل 2024 التي اكدت علي ان هذه الإجراءات سوف تزيد وتيرة الكراهية والعنف وهي نفس أساليب حكومة الاخوان المسلمين السابقة في التغطية علي جرائمها ضد المدنيين العزل ، كما اعتادت علي قطع خدمات الانترنت ابان التظاهرات السلمية في ثورة ديسمبر ومذبحة القيادة العامة.
ان الحرب في البلاد فريدة في أصلها من حيث ان القوتين المتصارعتين، الجيش والدعم السريع، عجزتا عن فتح ممرات إنسانية لتوصيل المساعدات للجوعى والمرضي والمحاصرين، وتمدد عجزها في تحقيق نصر يصد تفتيت البلاد الي دويلات مهان انسانها ومستباحة مواردها. ثم لا يحل مشكلة السودان الا السودانيين أنفسهم.
tina.terwis@gmail.com
الوسومالإسلاميين الجيش السودان المسيرة بثينة تروس ثورة ديسمبر عطبرة كتيبة البراء بن مالك لواء البراءالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإسلاميين الجيش السودان المسيرة ثورة ديسمبر عطبرة كتيبة البراء بن مالك لواء البراء
إقرأ أيضاً:
الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين
كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).
وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.
وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.
وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.
تصد للهجمات
أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.
وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.
وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».
ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.
22 غارة
وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.
ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.
كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.
وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.
وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.
يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.
وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.