مفاوضات القاهرة تتأرجح بين إصرار حماس ومماطلة إسرائيل
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
أعلنت حركة حماس، السبت، شروطها للقبول باتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع احتضان العاصمة المصرية القاهرة لجولة جديدة من المفاوضات، الأحد، بمشاركة أمريكية وقطرية.
وتعكس الشروط التي تطرحها حماس وإسرائيل، فجوة واسعة في المطالب، رغم تفاؤل مصر وقطر اللتين تقودان جهود الوساطة بإمكانية التوصل لاتفاق بين الجانبين ينهي الحرب، التي دخلت شهرها السابع.
وقالت حركة حماس إنها أرسلت وفداً قيادياً من الحركة برئاسة عضو المكتب السياسي خليل الحية إلى القاهرة، مشددة على تمسكها بموقفها، الذي قدمته يوم 14 مارس (آذار)، مضيفة “هي مطالب طبيعية لإنهاء العدوان، ولا تنازل عنها”.
وأضافت في بيان لها “مطالب شعبنا وقواه الوطنية تتمثل بوقف دائم لإطلاق، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين الى أماكن سكناهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة”.
وسبق أن أعلنت حماس أكثر من مرة بأن شروطها لوقف إطلاق النار “غير قابلة للتراجع”، خاصة وأن إسرائيل قدمت مقترحات أقل بكثير من سقف المطالب الذي تعرضه الحركة.
وبعد أن طلب الرئيس الامريكي جو بايدن، من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، العمل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، سيجتمع مجلس وزراء الحرب، الأحد، للتحضير لمغادرة وفد التفاوض إلى القاهرة، ومناقشة إمكانية توسيع صلاحياته.
وطلب بايدن من نتانياهو، توسيع صلاحيات الوفد، بما يضمن الوصول لاتفاق دون الرجوع للمستويات السياسية والأمنية في إسرائيل، كما طالب إسرائيل بالإعلان وتنفيذ سلسلة من “الخطوات الملموسة والقابلة للقياس” لحماية عمال الإغاثة ومعالجة المعاناة الإنسانية.
وبعد اتصال بايدن ونتانياهو، أعلنت إسرائيل فتح معبر “إيرز” شمال قطاع غزة لأول مرة، منذ الهجوم الواسع الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كما أعلنت أنها ستسمح باستقبال سفن المساعدات عبر ميناء أسدود.
لكن مصادر إسرائيلية قالت إن “نتانياهو أبلغ بايدن أنه ستكون هناك إجراءات جديدة على الأرض، فيما يخص المساعدات، وبالتالي لن تكون هناك حاجة لوقف القتال، وشدد على أن وقف إطلاق النار يجب أن يأتي مع اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة”، بحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي.
واقترحت إسرائيل السماح بعودة النازحين الفلسطينيين بواقع ألفي نازح يومياً، في حين تشير أرقام فلسطينية إلى أن أكثر من 1.2 مليون فلسطيني يعانون مرارة النزوح في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة.
ويدور الاقتراح الحالي الذي يتم التفاوض عليه، ويمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع في غزة، حول إطلاق سراح 40 رهينة من المجندات ونساء أخريات، ورجال فوق سن 50 عاماً ورجال في حالات طبية حرجة”.
وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح ما يقرب من 700 أسير فلسطيني، من بينهم حوالي 100 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لقتلهم إسرائيليين.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم أن نتانياهو غير معني بالتوصل لاتفاق تهدئة، حتى رغم الضغوط الأمريكية والدولية التي يتعرض لها، مشيراً إلى أن جولة المفاوضات الحالية لا تمتلك ما يجعلها أكثر قابلية لتحقيق نتائج إيجابية مقارنة بسابقاتها.
وقال إبراهيم لـ24 إن “نتانياهو يسعى لإطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة لأنه يعلم أن نهايتها تعني نهاية حياته السياسية، ومواجهة سيل من الاتهامات بسبب التقصير والإخفاقات الأمنية والسياسية، التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي”.
وأضاف أن “حماس تبدو أكثر تمسكاً بمواقفها استناداً لعاملين، أولهما الاستفادة من الزخم والغضب الدولي، الذي خلفته حادثة مقتل 7 من عمال الإغاثة في قطاع غزة، والثاني هو عدم وجود أي عرض حقيقي وقريب مما تعرضه الحركة للتوصل لاتفاق بشأن التهدئة”.
وأشار إلى نتانياهو قد يتذرع بفشل جولة المفاوضات المقبلة – إن حدث – لتبرير تنفيذ عملية اجتياح لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهي الخطوة التي حذرت منها غالبية دول العالم، مشيراً إلى أن نتانياهو يحاول تسجيل نقاط ضد حماس لاتهامها بعرقلة التوصل لاتفاق.
وأوضح أن “نتانياهو لا يشعر حتى اللحظة بأنه يواجه ضغوطاً حقيقية تدفعه لوقف الحرب، خاصة وأن الولايات المتحدة رغم كل التقارير التي تشير للغضب من سياسات إسرائيل في استهداف المدنيين بغزة، إلا أنها ما زالت تمدها بأنواع مختلفة من القنابل والأسلحة”.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: إطلاق النار قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل
#سواليف
رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) رمت بـ” #كرة_من_نار ” على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي #عيدان_ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.
وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام #الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن #حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد #ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.
مقالات ذات صلة 130 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى 2025/03/14وأوضح أن “موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلان
وبينما أعرب عن اعتقاده بأن “موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين”، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو
وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.
وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن “مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات”.
وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد “رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن “التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة”، ولأن “مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين”.
إعلان
وكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.
يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.