أعلنت حركة حماس، السبت، شروطها للقبول باتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع احتضان العاصمة المصرية القاهرة لجولة جديدة من المفاوضات، الأحد، بمشاركة أمريكية وقطرية.

وتعكس الشروط التي تطرحها حماس وإسرائيل، فجوة واسعة في المطالب، رغم تفاؤل مصر وقطر اللتين تقودان جهود الوساطة بإمكانية التوصل لاتفاق بين الجانبين ينهي الحرب، التي دخلت شهرها السابع.

شروط حماس

وقالت حركة حماس إنها أرسلت وفداً قيادياً من الحركة برئاسة عضو المكتب السياسي خليل الحية إلى القاهرة، مشددة على تمسكها بموقفها، الذي قدمته يوم 14 مارس (آذار)، مضيفة “هي مطالب طبيعية لإنهاء العدوان، ولا تنازل عنها”.
وأضافت في بيان لها “مطالب شعبنا وقواه الوطنية تتمثل بوقف دائم لإطلاق، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة،  وعودة النازحين الى أماكن سكناهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة”.
وسبق أن أعلنت حماس أكثر من مرة بأن شروطها لوقف إطلاق النار “غير قابلة للتراجع”، خاصة وأن إسرائيل قدمت مقترحات أقل بكثير من سقف المطالب الذي تعرضه الحركة.

مقترحات إسرائيلية

وبعد أن طلب الرئيس الامريكي جو بايدن، من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، العمل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، سيجتمع مجلس وزراء الحرب، الأحد، للتحضير لمغادرة وفد التفاوض إلى القاهرة، ومناقشة إمكانية توسيع صلاحياته.
وطلب بايدن من نتانياهو، توسيع صلاحيات الوفد، بما يضمن الوصول لاتفاق دون الرجوع للمستويات السياسية والأمنية في إسرائيل، كما طالب إسرائيل بالإعلان وتنفيذ سلسلة من “الخطوات الملموسة والقابلة للقياس” لحماية عمال الإغاثة ومعالجة المعاناة الإنسانية.
وبعد اتصال بايدن ونتانياهو، أعلنت إسرائيل فتح معبر “إيرز” شمال قطاع غزة لأول مرة، منذ الهجوم الواسع الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كما أعلنت أنها ستسمح باستقبال سفن المساعدات عبر ميناء أسدود.

لكن مصادر إسرائيلية قالت إن “نتانياهو أبلغ بايدن أنه ستكون هناك إجراءات جديدة على الأرض، فيما يخص المساعدات، وبالتالي لن تكون هناك حاجة لوقف القتال، وشدد على أن وقف إطلاق النار يجب أن يأتي مع اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة”، بحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي.
واقترحت إسرائيل السماح بعودة النازحين الفلسطينيين بواقع ألفي نازح يومياً، في حين تشير أرقام فلسطينية إلى أن أكثر من 1.2 مليون فلسطيني يعانون مرارة النزوح في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة.
ويدور الاقتراح الحالي الذي يتم التفاوض عليه، ويمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع في غزة، حول إطلاق سراح 40 رهينة من المجندات ونساء أخريات، ورجال فوق سن 50 عاماً ورجال في حالات طبية حرجة”.
وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح ما يقرب من 700 أسير فلسطيني، من بينهم حوالي 100 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لقتلهم إسرائيليين.

مماطلة

ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم أن نتانياهو غير معني بالتوصل لاتفاق تهدئة، حتى رغم الضغوط الأمريكية والدولية التي يتعرض لها، مشيراً إلى أن جولة المفاوضات الحالية لا تمتلك ما يجعلها أكثر قابلية لتحقيق نتائج إيجابية مقارنة بسابقاتها.
وقال إبراهيم لـ24 إن “نتانياهو يسعى لإطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة لأنه يعلم أن نهايتها تعني نهاية حياته السياسية، ومواجهة سيل من الاتهامات بسبب التقصير والإخفاقات الأمنية والسياسية، التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي”.

وأضاف أن “حماس تبدو أكثر تمسكاً بمواقفها استناداً لعاملين، أولهما الاستفادة من الزخم والغضب الدولي، الذي خلفته حادثة مقتل 7 من عمال الإغاثة في قطاع غزة، والثاني هو عدم وجود أي عرض حقيقي وقريب مما تعرضه الحركة للتوصل لاتفاق بشأن التهدئة”.
وأشار إلى نتانياهو قد يتذرع بفشل جولة المفاوضات المقبلة – إن حدث – لتبرير تنفيذ عملية اجتياح لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهي الخطوة التي حذرت منها غالبية دول العالم، مشيراً إلى أن نتانياهو يحاول تسجيل نقاط ضد حماس لاتهامها بعرقلة التوصل لاتفاق.
وأوضح أن “نتانياهو لا يشعر حتى اللحظة بأنه يواجه ضغوطاً حقيقية تدفعه لوقف الحرب، خاصة وأن الولايات المتحدة رغم كل التقارير التي تشير للغضب من سياسات إسرائيل في استهداف المدنيين بغزة، إلا أنها ما زالت تمدها بأنواع مختلفة من القنابل والأسلحة”.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: إطلاق النار قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة اقترحت لغة جديدة بشأن مقترح الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة

(CNN)-- قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، الجمعة، إن الولايات المتحدة اقترحت مؤخرًا لغة جديدة، لسد الفجوات في الاقتراح الأخير للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.

ويحدد الاقتراح الإسرائيلي المكون من ثلاث مراحل، والذي كشف عنه الرئيس الأمريكي، جو بايدن الشهر الماضي، شروطا تهدف إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في نهاية المطاف، مقابل وقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، ردت حماس على الاقتراح الإسرائيلي بمزيد من التعديلات أدت إلى تعثر الاتفاق بشكل أكبر.

وقال المسؤول، الذي رفض تقديم المزيد من التفاصيل، إن اللغة التي اقترحتها الولايات المتحدة تهدف إلى سد الفجوات، حول ما ستتناوله المفاوضات بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من الصفقة المقترحة. ومن غير الواضح متى تم اقتراح تلك اللغة.

وأعلن الصحفي المتعاون مع شبكة CNN، باراك رافيد لأول مرة عن الخبر في موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلا عن ثلاثة مصادر لديها اطلاع مباشر، ولم يذكر أسماءها.

وبحسب المصادر التي استشهد بها رافيد، فإن اللغة الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة تركز على "المادة 8"، وهي الفترة خلال المرحلة الأولى من الاقتراح حيث يُتوقع أن تبدأ إسرائيل وحماس المزيد من المفاوضات بهدف تفعيل المرحلة الثانية، حيث سيتم تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس، مقابل السجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

وقالت المصادر إن اللغة الأمريكية المقترحة تهدف إلى سد الخلاف الحالي الناجم عن مطالب حماس، بأن تركز المفاوضات خلال المرحلة الثانية فقط على عدد وهوية السجناء الفلسطينيين المُفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في عملية التبادل، بينما تريد إسرائيل أن تكون لديها القدرة على إثارة نزع السلاح من غزة وقضايا أخرى، بحسب ما ذكر رافيد.

وقال رافيد إن الولايات المتحدة تدفع مصر وقطر نحو الضغط على حماس لقبول التغيير في اللغة. وقال أحد المصادر التي استشهد بها رافيد، إنه إذا قبلت حماس اللغة الجديدة فإنها "ستسمح بإتمام الصفقة".

ولم تطلع شبكة CNN على الاقتراح الأخير وتواصلت مع مسؤولين قطريين ومصريين.

وشكلت المرحلة الثانية (من الصفقة) مصدر خلاف في المفاوضات التي استمرت شهورًا بين إسرائيل وحماس. ودعت حماس إلى إنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب عسكري إسرائيلي كامل، بينما تعهد سياسيون إسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمواصلة الحرب حتى القضاء على حماس.

وقال نتنياهو للقناة 14 الإسرائيلية، الأحد، إنه مستعد لإبرام "صفقة جزئية" مع حماس لإعادة بعض الرهائن فقط من غزة، في تعليقات تتعارض مع الاقتراح الذي وافق عليه مجلس وزرائه الحربي. وأضاف نتنياهو أن إسرائيل ستواصل القتال في القطاع بعد وقف إطلاق النار.

وتراجع عن التعليقات بعد يوم واحد إثر ردود فعل عنيفة من عائلات الرهائن والعديد من السياسيين الإسرائيليين.

مقالات مشابهة

  • رئيس الاستخبارات التركية يبحث مع إسماعيل هنية مسار مفاوضات وقف إطلاق النار
  • مسؤول إسرائيلي: تل أبيب ترصد إمكانية تغير موقف حماس من مقترح صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل ترفض أي تعديلات على مقترح بايدن لوقف القتال في غزة
  • قيادي في حماس: لا تقدم في المحادثات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس: لا تقدم في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • حماس: هنية بحث مع رئيس المخابرات المصرية مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة
  • مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة اقترحت لغة جديدة بشأن مقترح الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة
  • صياغة أميركية جديدة للتوصل لاتفاق وقف النار بغزة
  • واشنطن تقترح صياغة جديدة لبنود باتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • أميركا تعرض صياغة جديدة لمقترح وقف إطلاق النار في غزة