من عادات وتقاليد المصريين في عيد الفطر «إعداد كعك العيد»
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
في الأيام الأخيرة من شهر رمضان بمصر عادة ما تقوم معظم الأسر بإعداد الكعك والبسكويت كأحد أهم المظاهر الاحتفالية لقدوم عيد الفطرالمبارك، حيث يشهد إعداده فرحة كبيرة يشترك فيها الكبير والصغير وتقوم فيه الأم أو الجدة المصرية بالتحضير له ويقوم باقي الأسرة من النساء وبعض الجارات بالمساعدة في صبه وإعداده عبر قوالب معينة أو المشاركة في عملية النقش والزخرفة التي يتم حولها تبادل التهاني وأداء الغناء وتبادل الأخبار مع فرحة الاطفال، ووسط تلك البهجة فإن رائحة تسوية الكعك تخرج من البيوت حتي يتم التعرف للجميع علي اقتراب العيد، كما تنتشر صناعة وبيع الكعك والبسكويت في الكثير من محلات الحلوي الشهيرة والكثير من المحلات الشعبية بالمدن، وهناك أيضا الكثير من المخابز المنتشرة في أحياء الجمهورية التي تنشط في هذا المجال أواخر الشهر الكريم فتقوم بتصنيع الكعك وبيعه أو القيام بتسويته للكثير من الزبائن التي عادة ما تكون من النساء اللاتي يتجمهرن حول الأفران مما يدل أيضا علي دخول العيد في جو احتفالي وفرحة كبيرة تملأ الجميع، ورغم ذلك تظل صناعته وإعداده بالمنزل هي العادة المميزة والتقليد المتوارث عبر السنين الذي يعطي الانطباع الحقيقي للقداسة والبركة والفرحة لمعجنات تقوم في الأساس علي خلط السمن واللبن والدقيق باعتبارها من الأطعمة الدينية القديمة التي كانت تقدم كقرابين وهبات للمعابد والأماكن الدينية وزيارة الموتي وتقديم الرحمات ثم دخولها في المناسبات العامة لإدخال البهجة والفرحة وطلب الرزق الوفير.
وفي عيد الفطر لا يكاد يخلو منزل من إعداد كعك العيد ويقوم الأغنياء بإعطاء الفقراء، وقد تفننت الأسر المصرية في صنعه ومنها الكعك السادة أو المحشو بالملبن والعجوة أو المحشو بالمكسرات، وبجانبه أيضا يتم صناعة وإعداد القراقيش و الغريبة والبسكويت لتظل صناعته بالمنازل عادة من العادات الطيبة وقيمة معنوية تحمل في داخلها الفرحة والمتعة والقداسة وإحياء للذكري المتوارثة التي تزهق ميزانية الأسر وتثقل كاهلها بالأعباء المادية عبر السنوات، ورغم ذلك يصنعه القادر وغير القادر بسبب مساعدة الناس لبعضهم البعض عن طريق تقديم المواد اللازمة لصناعته كاللبن في الريف المصري الذي كان يهدي في هذا الوقت إضافة إلي السمن والدقيق، أو استعارة الأسر الأدوات اللازمة للصناعة المنزلية مثل المناقيش والقوالب المختلفة التي تعتمد عليها تلك الصناعة حتي تتمكن الأسر من إدخال الفرحة والبهجة بقدوم العيد وتكون في صناعته عوضا عن ألم فراق هذا الشهر الكريم، وعادة ما يقدم الكعك والحلوي للضيوف خلال أيام العيد مع المكسرات والشكولاتة والبلح والسوداني والترمس من خلال عادة تراها معممة في البيوت المصرية.
إن صناعة الكعك قديمة بمصر وترجع إلي العهد الفرعوني منذ 5000 عام، وقد وجدت له أشكال متعددة من خلال نقوش علي المقابر حيث كانت زوجات الملوك تقدمه للكهنة القائمين علي حراسة هرم خوفو يوم تعامد الشمس علي حجرته، وجدت دلائل تشير إلي صنع الكعك علي هيئة قرص ثم التفنن في تشكيله وزخرفته حيث كانت ترسم صورة الشمس علي الكعك، ورغم آلاف السنين ظلت صناعة الكعك التقليدية بمصر متوارثة إلي يومنا هذا، وعندما زار هيرودوت مصر في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد حسب موسوعة الويكيبديا تعجب عندما رأي المصريين يمزجون عجين الكعك والخبز بأرجلهم، في حين أنهم يمزجون الطين بأيديهم.
ومن خلال أزمنة العصور الإسلامية بمصر يذكر أن تاريخ الكعك يرجع إلي عهد الطولونيين 968م: 902م، وكان يصنع عبر قوالب مكتوب عليها ' كل واشكرا ' حتي أصبح في عهدهم من أهم المظاهر بعيد الفطر، وفي العهد الإخشيدي935م: 969م كان أبو بكر المدراني وزير الدولة قد صنع كعكا في عيد الفطر وحشاه بالدنانير الذهبية وكتب عليه 'افطن لما فيه ' حتي تم تحريف الكلمة إلي أنطونلة وأصبحت من أشهر الكعكات بالتاريخ المصري وكانت تقدم للفقراء، وفي العصر الفاطمي 1171م خصص الخليفة مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر وكان يبدأ صناعته من منتصف شهر رجب حتي تمتلئ المخازن لتكون كافية لتوزيعه علي الشعب في العيد وكان الخليفة يتولي توزيعه بنفسه وأطلق علي عيد الفطر في هذا العهد باسم عيد الحلل بسبب إعداد ملابس للعمال لصناعة الكعك، كما خصص له إدارة حكومية تسمي دار الفطرة تتولي صناعته وتوزيعه عندما كان يقف الشعب في طوابير ممتدة أمام القصر ليحصل علي نصيبه حتي أصبح هذا التقليد متوارثا وأصبح حق من حقوق الفقراء، ويقال أن أشهر سيدة صنعت الكعك في العهد الفاطمي هي السيدة حافظة التي كانت تنقش عليه عبارات مختلفة منها ' تسلم أيدك يا حافظة، أو بالشكر تدوم النعمة ' وعادة ما كان يقدم لضيوف الخليفة، ومن أشهر الوقفيات في هذا العهد وقفية الأميرة نتر الحجازية التي كانت تقوم بإعداده وتوزعه علي العاملين بمدرستها عام 748 هجرية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأسر المصرية التاريخ المصري الكعك والبسكويت عید الفطر عادة ما فی هذا
إقرأ أيضاً:
فعاليات متميزة باليوم الرابع لملتقى معهد إعداد القادة
تتواصل فعاليات الملتقى الذى ينظمه معهد إعداد القادة بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية، وذلك لإعداد قادة الشباب العربي في مجال تطوير مهارات الابتكار وريادة الأعمال، والذي تستضيفه جامعة الشارقة، بمشاركة 100 طالب من 18 دولة عربية، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري،الدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، الدكتور كريم همام مستشار الوزير للأنشطة الطلابية، ومدير معهد إعداد القادة .
ويهدف البرنامج إلى تأهيل الشباب العربي لمواجهة التحديات المستقبلية وتعزيز دورهم في التنمية المستدامة.
شهد اليوم الرابع من البرنامج سلسلة من الأنشطة والمحاضرات المكثفة، حيث بدأ بجولة ميدانية داخل أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، تعرف خلالها الطلاب على الأنشطة والخدمات العلمية التي تقدمها الأكاديمية في مجال الفضاء والفلك.
كما حضر المشاركون محاضرة بعنوان "تطوير القادة من أجل الزراعة المستدامة وتعزيز القدرة البيئية على الصمود"، قدمها الدكتور علي القبلاوي، أستاذ العلوم البيئية الحيوية بجامعة الشارقة، والذي تناول مفهوم الاستدامة في الزراعة والتحديات التي تواجه زيادة الرقعة الزراعية، إضافة إلى دور القادة في تنفيذ خطط الاستدامة وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات البيئية.
كما شمل البرنامج ورشة عمل تفاعلية بعنوان "تشكيل المستقبل: إعداد القادة في مجال الطاقة المتجددة وتغير المناخ"، قدمها الدكتور عبد الغني علبي، الأستاذ بجامعة الشارقة، حيث استعرض أهمية الطاقة المتجددة وتأثيرها على مستقبل العالم، كما ناقش دور القيادة في التحولات الكبرى بمجال الطاقة المستدامة، وأهمية التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعة وصناع القرار لدعم التحول نحو الطاقة النظيفة.
وفي تجربة علمية فريدة، انتقل الطلاب إلى القبة الفلكية بمقر الأكاديمية لحضور عرض يحاكي مواقع الأجرام السماوية والنجوم والمجرات المجاورة، كما تم عرض الفيلم الوثائقي العالمي "دين القيمة"، الذي يستعرض قصة نشأة الكون منذ الانفجار الكبير حتى ظهور الدين الإسلامي، مستندًا إلى آيات من القرآن الكريم لشرح تطور الكون ومراحله المختلفة.
واستكملت الفعاليات بورشة عمل حول "الريادة والابتكار في علوم الفضاء والفلك بالوطن العربي"، قدمها نخبة من خبراء الأكاديمية، حيث ناقشت الورشة عدة قضايا علمية مثيرة، منها احتمالية السفر إلى المريخ دون عودة، ومشكلة انقطاع التواصل بين الأرض والمريخ، إضافة إلى قضية الحطام الفضائي وطرق التخلص منه، والتأثيرات الاقتصادية لتحديد توقيتات المناسبات الدينية وفقًا للتنبؤات الفلكية في الدول العربية.
وأكد الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، أن هذا البرنامج يمثل خطوة مهمة في تأهيل جيل جديد من القادة الشباب القادرين على الابتكار والتفكير الاستراتيجي، مشيرًا إلى أهمية تمكين الشباب العربي في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية، ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات وصناعة مستقبل أكثر تطورًا واستدامة.
وأوضح سعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومعهد إعداد القادة دائمًا لدعم المبادرات التي تعزز مهارات القيادة والابتكار لدى الطلاب، وتفتح أمامهم فرصًا جديدة لتحقيق النجاح والتميز.
وتقام فعاليات البرنامج تحت إشراف الدكتور عمر عدوان، والدكتورة نوال نايفة من جامعة الشارقة، والأستاذة لينا البيطار، مدير الإدارة العامة لاتحاد الجامعات العربية، والأستاذة دينا أبو رزق، منسق شؤون الاتحاد، إضافة إلى الدكتور حسام الشريف والدكتور محمد عبد الفتاح وكيلا معهد إعداد القادة.