القاهرة تحتضن اليوم جولة جديدة من مفاوضات التهدئة في غزة
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
حسن الورفلي (القاهرة)
أخبار ذات صلة المجموعة العربية بمجلس الأمن تدين مقتل موظفي «المطبخ المركزي العالمي» منسق أممي يعتبر الحرب في غزة «خيانة للإنسانية»تنطلق في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم، جولة جديدة من مفاوضات التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك بحضور مسؤولين من الولايات المتحدة وقطر، وبمشاركة مسؤولين مصريين، حسبما أكدت مصادر مطلعة.
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماعات ستركز على سبل استعادة الهدوء إلى قطاع غزة، وذلك بعد تكثيف الجانب المصري من اتصالاته لعقد جولة جديدة من المباحثات.
بدورها، أعلنت الفصائل الفلسطينية أن وفداً سيصل إلى القاهرة، الأحد، وذلك للمشاركة في جولة جديدة من مفاوضات التهدئة، مشيرة إلى تمسكها بموقفها الذي قدمته يوم 14 مارس الماضي، وخصوصاً إنهاء الحرب الإسرائيلية بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وإبرام صفقة تبادل أسرى.
وتتمسك الحكومة الإسرائيلية بممارسة مزيد من الضغط العسكري على الفصائل الفلسطينية، كي تقبل بالشروط التي تطرحها تل أبيب في العملية التفاوضية لإبرام اتفاق وقف إطلاق نار وصفقة لتبادل الأسرى، فيما تؤكد الفصائل تمسكها بشروطها التي ترمي لإنهاء الحرب بشكل كامل.
وكشف مصدر مطلع لـ«الاتحاد» عن وجود رغبة مصرية أميركية في التوصل لاتفاق سريع لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والدفع نحو إنجاح صفقة لتبادل الأسرى في أسرع وقت ممكن، وذلك في ظل الوضع المعيشي الكارثي والمتردي في غزة، وحالة عدم الاستقرار التي يشهدها الإقليم خلال الأشهر الماضية.
وأكد المصدر أن القاهرة كثفت من اتصالاتها وضغوطها لاستضافة جولة جديدة من المباحثات، مشيراً إلى دعم الولايات المتحدة للتحركات التي تقودها القاهرة من أجل إعادة الهدوء إلى قطاع غزة والدفع نحو التوصل لصفقة تبادل للأسرى في القريب العاجل، لافتاً إلى وجود تنسيق مصري أميركي رفيع المستوى خلال الأسابيع الماضية.
ولفت المصدر إلى أن الرؤية المصرية تستند إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب أولاً، ثم المضي قدماً في مباحثات مكثفة للاتفاق على اليوم التالي للحرب على غزة، إضافة إلى تكثيف الجهود لإغراق القطاع بمزيد من المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية في ظل المجاعة الحالية، والعمل على نزع فتيل الأزمة في الشرق الأوسط، مع تصاعد حدة التصعيد العسكري خلال الأسابيع الماضية.
في تل أبيب، تواصل أسر الرهائن الإسرائيليين تظاهراتها في شوارع إسرائيل للمطالبة بإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، وذلك في إطار الضغوط التي تمارسها أسر المحتجزين على حكومة بنيامين نتنياهو لتقديم تنازلات من أجل التوصل لاتفاق.
ومع تصاعد الحصيلة البشرية والأزمة الإنسانية وخطر المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2.4 مليون نسمة، شدّدت واشنطن الداعمة لإسرائيل من لهجتها الأسبوع الجاري.
وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين، والتوصل إلى «وقف فوري لإطلاق النار» يتيح الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.
وتشهد المحادثات تعثّراً منذ أسابيع، وسط تبادل اتهامات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بـ«المراوغة» و«التشدد».
وسبق للطرفين أن توصلا إلى هدنة لأسبوع أواخر نوفمبر، أتاحت الإفراج عن أكثر من مئة رهينة وإطلاق سراح 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً لا يزال 129 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
وتتسبب قضية الرهائن بضغوط داخلية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية، مع تحركات حاشدة في الشارع تطالب بإبرام اتفاق لإعادتهم إلى عائلاتهم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه استعاد خلال الليل جثة رهينة في خان يونس بجنوب قطاع غزة. وأفاد مسؤول عسكري إسرائيلي بأن وفاة كتسير تعود إلى منتصف يناير، بعد أيام من ظهوره في فيديو دعا فيه الحكومة الإسرائيلية إلى بذل ما في وسعها لتأمين الإفراج عنه.
وقال السفير الإسرائيلي في وارسو يعقوب ليفني، في منشور على شبكة للتواصل الاجتماعي، إن كتسير يحمل الجنسية البولندية أيضاً.
نقل المساعدات
طالب مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس الأول، بوقف أي مبيعات أسلحة لإسرائيل، في قرار عبّر عن مخاوف من وقوع «إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل للسماح بإدخال مزيد من المساعدات.
وأعلنت إسرائيل، أمس الأول، السماح بنقل المساعدات «مؤقتاً» عبر ميناء أسدود الواقع على بعد حوالي 40 كيلومتراً إلى شمال غزة، ومن خلال معبر إيريز «بيت حنينا» بينها وبين شمال القطاع، وأيضاً «زيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم» مع جنوب القطاع.
وبينما رأى بايدن أن إسرائيل تقوم بما طلبته واشنطن على صعيد إيصال المساعدات غداة تحذير وجهه إلى نتانياهو، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التدابير المعلنة «مشتتة» وغير كافية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القاهرة مصر غزة فلسطين إسرائيل الفصائل الفلسطینیة جولة جدیدة من قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
خليل الحية: نبحث في كافة الأبواب والطرق التي يمكن من خلالها وقف العدوان
غزة - صفا
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والقائم بأعمال رئيس الحركة في قطاع غزة، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية، "نحن اليوم نبحث في كافة الأبواب والمسارات والطرق التي يمكن من خلالها وقف العدوان، ونحن لا نخشى من هذا المطالب، بل نؤكد أننا كشعب فلسطيني، نريد وبكل وضوح وقف العدوان.
وأوضح "الحية"، في كلمة مسجلة بثتها قناة الأقصى الفضائية، يوم الأربعاء، أن الفكرة المطروحة اليوم هي تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، وهو اقتراح قدمه إخوتنا المصريون، ونحن تعاملنا معه بشكل مسؤول ومتجاوب، نحن موافقون على هذا المقترح، ولكن مع شرط أساسي أن تدير هذه اللجنة غزة بشكل محلي كامل، بحيث تدير كل الأمور المتعلقة بالحياة اليومية هناك.
وأضاف "قمنا في هذا الصدد بعقد اجتماعات متعددة مع الإخوة في حركة فتح وقيادات فلسطينية أخرى في القاهرة، وكانت اللقاءات مثمرة، قطعنا خطوات كبيرة نحو التوافق والانسجام بين جميع الأطراف المعنية، فكرة اللجنة كانت مقبولة من الجميع، ورعاية مصرية مستمرة لدعم هذه المبادرة".
وتابع: "كما أكدت القمة العربية والإسلامية الأخيرة دعمها الكامل لهذه اللجنة، وأكدت اعتمادها تحت مسمى "لجنة الإسناد المجتمعي"، وباركت الجهود المبذولة في هذا المجال. نحن، إن شاء الله، ماضون في تفعيل هذه اللجنة، لأننا نعتقد أنها ستكون خطوة مهمة في إدارة شؤون غزة بشكل محلي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع".
وبين "الحية"، أن اللجنة ستكون من مجموعة من المهنيين الفلسطينيين من قطاع غزة، القادرين على العمل في كافة المجالات، مثل الصحة، والتعليم، والشرطة، والأمن، والدفاع المدني، والبلديات، وكل الأعمال التي تساهم في إدارة القطاع بشكل فعال، كما ستكون مسؤولة عن كافة الأعمال الحكومية والعامة.
وأكمل "نحن نعمل على تفعيل هذه اللجنة بشكل فوري، بدءًا من الآن، ليس فقط عندما يتوقف العدوان، بل من خلال المتاح حاليًا لنكون جاهزين لإدارة كافة الأمور الحياتية بشكل محلي".
ونوه إلى أن اللجنة يجب أن تكون على علاقة وثيقة مع الحكومة في الضفة الغربية، بحيث تنسق أعمالها وإدارتها بشكل كامل، غزة ليست معزولة، فهي جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الفلسطيني، وندعو إلى تنسيق مستمر بين القطاع والضفة، لحماية مصلحة شعبنا الفلسطيني وحمايته من أي انقسامات أو تهديدات.
واستطرد "أعتقد أن هذه اللجنة هي المجال الذي يجب الحديث عنه في الوقت الحالي، إذا تم الاتفاق عليها بشكل رسمي، فإنني أعتقد أنها ستساهم بشكل كبير في وقف العدوان الإسرائيلي، أو على الأقل تسريع عملية وقفه، نحن في حماس مستعدون للعمل على ذلك، وقد عرضنا في أكثر من مرة مقترحات لتسهيل عمل اللجنة في غزة".
وأردف "على سبيل المثال، عرضنا على الإخوة في مصر والسلطة الفلسطينية أن نتفق على فتح معبر رفح، فتح المعبر سيعيد الحياة إلى غزة، ويسهل حركة السفر، ويتيح نقل الجرحى والمرضى، ويساهم في دخول المساعدات الإنسانية والاقتصادية، نحن نسعى لتخفيف معاناة شعبنا بكل الوسائل المتاحة".
وتابع "نحن كذلك مستعدون للاتفاق على إدارة الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، بحيث نعمل معًا على تكليف جهاز الشرطة بتأمين القطاع وتوفير الاستقرار. نحن جاهزون للتنسيق مع الإخوة في السلطة الفلسطينية ومصر لتفعيل هذا الاقتراح بما يضمن الأمن والاستقرار في غزة".
وأوضح "الحية " أن الاحتلال يسعى إلى فصل شمال قطاع غزة عن مدينة غزة في محاولة لتهجير السكان وتجويعهم بهدف كسر إرادتهم.
وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وجنرالاته يستعرضون في المناطق المدمرة بالشمال، استعدادًا لتنفيذ خطط مستقبلية تتنافى مع القيم الإنسانية.
وأضاف "أن الأوضاع في جنوب القطاع ليست أفضل حالًا، حيث أصبحت رفح شبه خالية من السكان تحت سيطرة الاحتلال الكاملة".
وذكر أن أي فلسطيني يقترب من شمال رفح يُقتل فورًا، بينما تم تدمير أكثر من 500 متر على الحدود المصرية بعمق رفح.
وأشار إلى أن الاحتلال وسّع عملياته في المناطق الوسطى، مستهدفًا مناطق واسعة مثل النصيرات ونتساريم، في حين أنشأ "شريطًا أمنيًا" شرق القطاع، دمر خلاله أكثر من كيلومتر من المساكن على طول الحدود الشرقية.
وحذر الحية من أن هذه الخطط تهدف إلى تقليص المساحة المخصصة للسكان الفلسطينيين، ودفعهم إما إلى التهجير أو الاستسلام، مشيرًا إلى أن الاحتلال يمارس عمليات تجويع ممنهجة، حيث يدعي كذبًا إدخال 250 شاحنة مساعدات يوميًا، في حين أن العدد الفعلي أقل بكثير.
وبين القيادي في حركة حماس، أن الاحتلال الإسرائيلي يحمي اللصوص وقطاع الطرق في قطاع غزة، مؤكداً أن "عمليات سرقة المساعدات تجري بمباركته".
وأشار "الحية"، إلى أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة شحيحة واللصوص يسيطرون على جزء كبير منها، "تحت مرأى ومسمع من قوات الاحتلال، الذي يحميهم في كثير من الأحيان"، مبينا أن هنالك جهودا كبيرة لحماية المساعدات.
وقال إن لصوص المساعدات والشاحنات أمام خيارين فقط، "إما أن يواجهوا شعبهم بقوة السلاح والعزل من المجتمع أو يكفوا عن الأمر"، وأضاف "نشد على أيدي الجهات الأمنية والشعبية التي ضربت اللصوص بيد من حديد".
وطالب "الحية"، التجار في القطاع أن يكفوا عن شراء البضائع المسروقة؛ "لأنه يساهم في رفع أسعارها على المواطن".