هدى الطنيجي (أبوظبي)
دائماً ما يُنصح المرضى الراغبين في صيام شهر رمضان بضرورة استشارة الأطباء للحفاظ على صحتهم وسلامتهم، وتجنب المضاعفات التي قد تحدث في حال عدم الأخذ بنصائحهم، خاصة مع تغير العادات الغذائية خلال هذا الشهر، الأمر الذي يتطلب وصفة طبية تتناسب معهم لضمان الحصول على صيام آمن.
قال الدكتور وسام السحلي استشاري أمراض القلب التداخلية ورئيس قسم أمراض القلب في مدينة برجيل الطبية: إن الصيام لا يؤثر بصورة سلبية على مرضى القلب الذين يتمتعون بحالة مستقرة، والذين لا يصابون بأعراض متكررة كآلام الصدر أو الصعوبة في التنفس، ويكون الصيام غالباً مفيداً لهم حيث يساعد على تقليل كميات الطعام التي يتم تناولها ويساعد على الابتعاد عن التدخين والحد من التوتر مما يسهم في تخفيف المخاطر العامة الناجمة عن أمراض القلب وينعكس إيجابياً على صحة المريض.
وأوضح، أن الصيام قد يؤثر على بعض الفئات من مرضى القلب، والذين لا يحبذ لهم الصوم وهم المرضى الذين يعانون من آلام متكررة في الصدر، ومرضى قصور القلب الاحتشائي الذين يعانون من التعب الشديد وضيق التنفس فهم يحتاجون لتعاطي مدرات البول باستمرار، مرضى الأزمة القلبية الذين لا يستطيعون الصوم عادة خلال الأسابيع الستة التي تعقب حدوث الأزمة القلبية وغيرهم.
ولفت إلى أن هناك نصائح طبية لمرضى القلب، منها تقليل كميات الطعام وتناولها على مراحل، وتجنب الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون والأملاح وعدم تناول كميات كبيرة من السوائل لأنها تؤدي إلى صعوبة في التنفس وغيرها.
مستويات سكر الدم
وقالت الدكتورة فرحانه بن لوتاه، استشارية أمراض باطنية خبرة غدد صماء وسكري، في مركز أمبريال كوليدج لندن للسكري «يقود الإسراف في تناول الطعام خلال رمضان إلى زيادة في الوزن وتقلبات في مستويات سكر الدم، بما يعرض الأشخاص المصابين بالسكري لمضاعفات كبيرة، لذلك فإن ضبط النفس وتوخي الحيطة والحذر وضبط الوجبات أمور أساسية لتجنب هذه المخاطر الصحية».
وذكرت أهمية أن تبقى الأطعمة التي يتم تناولها خلال وجبتي الإفطار والسحور بسيطة وملائمة للنظام الغذائي الصحي، وبالتالي يمكن الاعتماد على جميع المجموعات الغذائية الرئيسة، وأهمية اختيار المأكولات والمشروبات الصحية لتجنب الآثار السلبية، وتجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة، والمطهية بالقلي العميق والحلويات الغنية بالسكريات والاعتماد على بدائل صحية، منها استخدام الطهي بالفرن بدلاً من القلي والأطعمة الخالية من الزيوت المهدرجة وغيرها.
وأكدت أهمية عدم انخفاض مستويات سوائل الجسم بشكل كبير، على الرغم من أن الكثيرين يفشلون في شرب كميات كافية من السوائل الصحية والمياه فإن الحفاظ على ترطيب الجسم يلعب دوراً حيوياً في إدارة الوزن، وقد يسبب استهلاك كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة مشاكل هضمية لذلك من الضروري تناول الطعام بوعي.
المرأة الحامل
قالت الدكتورة ميادة ثامر يونس استشارية طب النساء والتوليد: إن معظم الدراسات العلمية أثبتت عدم وجود آثار سلبية لصيام الأم على صحتها أو وزن الجنين ونموه إذا كان الحمل طبيعياً؛ لذلك فإن كانت الحامل تتمتع بصحة جيدة ولا تعاني من بعض الأمراض مثل السكري أو الكل، فإنه يمكنها الصوم.
وأضافت :« لكل امرأة حامل تصوم رمضان إتباع عدد من النصائح منها المتابعة مع طبيبتها والحذر من حدوث الجفاف وتناول كميات كافية من السوائل بعد الإفطار، والتنبه في حال قلت أو تغيرت حركة الجنين، وتناول الأطعمة التي تحتوي على الماء، وتجنب المالحة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، ويجب أن لا تنسى تناول حمض الفوليك وفيتامين د».
وأكدت أنه يمكن صيام المرأة المرضع التي لا تعاني من أي مرض مزمن وتقوم بتناول طعام وسوائل صحية وبكميات كافية فترة الإفطار والسحور لتلبي جميع احتياجاتها واحتياجات طفلها الرضيع من العناصر الغذائية، أما الأمهات الحوامل أصحاب الأمراض المزمنة المصاحبة للحمل كالسكري أو الضغط أو القلب يجب الحصول على استشارة طبية ليكون صيامهن أمناً.
النوم الصحي
ولفت الدكتور ياسر مدني استشاري أمراض الرئة وأمراض النوم في مستشفى هيلث بوينت إلى أنه خلال رمضان، غالباً ما يغفل الناس في الحصول على قسط كافٍ من النوم الصحي، وذلك عبر تقسيم أوقات النوم لفترتين على الأكثر، من أربع إلى خمس ساعات قبل وجبة السحور وساعتين إلى ثلاث بعدها، ليكون إجمالي مجموع ساعات النوم يتراوح بين ست إلى ثماني ساعات، وهي ساعات النوم التي يحتاجها معظم الناس. وأضاف: يمكن الحصول على قيلولة خلال فترة النهار قبل وجبة الإفطار إذا شعر الشخص بحاجته إليها، على ألا تتجاوز مدتها 30 دقيقة، لأن تجاوز تلك الفترة يعرض الشخص للإرهاق بعد الاستيقاظ، وإذا ما أراد الشخص الحصول على فترة أطول، يجب أن تتراوح مدة القيلولة بين ساعة ونصف إلى ساعتين، لتجنب مقاطعة دورات النوم الطبيعية التي تتراوح مدتها بين 90 إلى 110 دقائق.
وذكر أنه للحصول على نوم عميق وصحي ليلاً يجب تجنب المشروبات الغنية بالكافيين قبل 6 ساعات من موعد النوم، والابتعاد عن الوجبات الدسمة وعدم ممارسة الرياضة الشديدة قبل ثلاث ساعات من موعد النوم، لأن الإفراط في النشاط البدني يؤثر على جودة النوم
الصداع
أوضحت الدكتورة فرح نجادي استشارية طب المخ و الأعصاب، أن الصداع خلال رمضان يحدث لعدة أسباب، منها قلة عدد ساعات النوم أو اضطرابها وبالتالي اضطراب الساعة البيولوجية للإنسان، عدم أخذ الجسم الكمية الكافية والتي يحتاجها من الكافيين، وتحديداً إذا كان الشخص معتاداً على نسبة معينة منها من خلال تناوله للشاي أو القهوة إضافةً إلى تناول الشوكولاتة، أو نتيجة تغير ساعات تناول الطعام، وإذا كان الشخص الصائم مُدخناً، فإنّ تغيّر كمية النيكوتين التي يحصل عليها تؤدي إلى الصداع.
ولفتت أنه لتجنب الصداع، الحرص على تنظيم عدد ساعات النوم وتناول وجبة سحور في ساعة متأخرة بحيث تتضمّن الأغذية الصحية والمتوازنة والأطعمة الصحية وشرب الماء بكثرة والسوائل الأخرى، الابتعاد عن تناول الأشربة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، التقليل من عدد الساعات التي تتعرض خلالها لأشعة الشمس وارتداء النظارة الشمسية أو قبعة الرأس.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رمضان الصيام الصحة ساعات النوم الحصول على
إقرأ أيضاً:
مرض نادر يحرم شابة بريطانية من تناول الطعام منذ 10 سنوات
تعاني الشابة البريطانية آني هولاند، البالغة من العمر 24 عاما، من حالة صحية نادرة حرمتها من تناول الطعام لمدة عقد كامل. بدأت معاناتها في سن الـ12، حيث عانت من أعراض مثل الدوخة، والإغماء، واضطرابات هضمية مزمنة. وبعد خضوعها لسلسلة من الفحوصات الطبية، تم تشخيصها بمرض "الاعتلال العصبي الذاتي المناعي" (AAG)، وهو اضطراب نادر يدفع الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا العصبية السليمة.
بالنسبة لمعظم الناس، تعد مشاركة وجبة مع العائلة والأصدقاء وسيلة مثالية للاسترخاء، إلا أن الأمر مختلف تماما بالنسبة لآني، إذ تجعلها رائحة الطعام وحدها تشعر بالغثيان. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، لم تتمكن من تناول أي طعام على الإطلاق.
Woman who hasn't been able to eat anything for 10 years reveals heartbreaking symptoms that led to terminal illness https://t.co/3eAxvNYvaZ
— COVER News (@CoverMediaNews) February 25, 2025
ومع تفاقم حالتها، خضعت آني لعدة عمليات جراحية أُزيل خلالها أكثر من 3 أمتار من أمعائها، وهذا أدى إلى إصابتها بفشل معوي. هذه الحالة تعيق الجسم عن امتصاص العناصر الغذائية والسوائل الضرورية للحياة، لذلك أُجبرت آني على التغذية الوريدية لإبقائها على قيد الحياة. وقيل لها إن حالتها مميتة.
إعلانوفي تصريح لها حسب صحيفة "ميرور" قالت آني: "عندما كنت في سن المراهقة، بدأت أعاني من الدوخة ونوبات الإغماء ومشاكل الجهاز الهضمي".
وتوضح قائلة: "لم يتمكن الأطباء من تحديد سبب معاناتي لفترة طويلة، حتى أكدت اختبارات البول والدم في النهاية إصابتي بمرض اعتلال العقد العصبية اللاإرادية المناعي الذاتي (AAG)." وهو اضطراب نادر يدفع جهازها المناعي إلى مهاجمة الخلايا العصبية السليمة، مما يجعلها تعيش مع هذا المرض مدى الحياة.
وتضيف آني: "من الصعب أن أشرح للآخرين كيف يكون الشعور عندما لا يمكنك تناول الطعام أبدا. بالنسبة لمعظم الناس، الطعام جزء طبيعي من الحياة اليومية، لكنه بالنسبة لي شيء لا يمكنني حتى التفكير فيه." وتشير إلى أن حالتها تفرض عليها عزلة اجتماعية كبيرة، حيث لا تستطيع المشاركة في الوجبات مع الآخرين، بينما تجعلها رائحة الطعام المطهو تشعر بالغثيان الشديد. وتتابع: "من الصعب أن تكون محاطا بشيء يشكل جزءا أساسيا من حياة الجميع، بينما يمثل بالنسبة لي خطرا حقيقيا".
وتابعت: "في سن الـ12 فقط، بدأت أمرض، ولم أكن أفكر كثيرا في الأمر. وبحلول سن الـ15، كان الأمر يزداد سوءا. كنت أذهب إلى الأطباء ذهابا وإيابا بسبب العديد من المشكلات. وبحلول سن الـ16، بدأت حياتي تتغير إلى الأبد. وبحلول سن الـ18، تم تشخيصي. وبحلول سن الـ22، أصبحت في مرحلة متقدمة من المرض".
"لم أكن أتخيل أبدا أن هذا سيكون هو الحال. لم أتوقع أبدا أن تنتهي حياتي قريبا (لا أحد يتوقع ذلك) ولكن عدم القدرة على التخطيط أو حتى التفكير في المستقبل يحطم روحي".
التغذية الوريديةشريان الحياة الوحيد لآني هو التغذية الوريدية الكاملة (TPN)، وهو علاج طبي يتم فيه توصيل السوائل التي تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية والدهون والبروتينات مباشرة إلى مجرى الدم. يتم إعطاء محلول التغذية الوريدية الكاملة من خلال خط هيكمان، وهو قسطرة مركزية توضع في وريد كبير بالقرب من القلب. كل ليلة لمدة 12 ساعة، يتم توصيل آني بمحلول وريدي يعمل طوال الليل، وهذا يوفر العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمها. ومن دون التغذية الوريدية الكاملة، سيموت جسد آني جوعا.
آني الممرضةالاعتماد على التغذية الوريدية الكاملة ليس بالأمر البسيط كما قد يبدو، إذ يتطلب التزاما صارما بإجراءات تعقيم دقيقة في كل مرة يتم فيها توصيل المحلول عبر التنقيط الوريدي. فأي تسرب للبكتيريا إلى خط هيكمان قد يؤدي إلى تعفن الدم، وهو عدوى خطيرة قد تهدد الحياة.
إعلانتوضح آني: "لقد أصبحت بمثابة ممرضتي الخاصة في المنزل. كان عليّ أن أتعلم كيفية تحضير التغذية الوريدية بطريقة معقمة تماما، لأن دخول حتى كمية ضئيلة من البكتيريا إلى خطي الوريدي يمكن أن يصل مباشرة إلى قلبي".
تكلفة ماليةعلى الرغم من كونها وسيلة حيوية لإنقاذ الحياة، إلا أن التغذية الوريدية تفرض أعباء مالية كبيرة. إذ تتراوح تكلفة العلاج الذي تتلقاه آني بين 1650 و2470 جنيها إسترلينيا أسبوعيا، أي ما يعادل تقريبا 2090 إلى 3130 دولارا أميركيا، من دون احتساب المستلزمات الإضافية المطلوبة لضمان بيئة معقمة.
وإلى جانب التكاليف المرتفعة، تواجه آني تحديات نفسية هائلة، حيث تشكل الضغوط اليومية جزءا أساسيا من حياتها أثناء محاولتها التعايش مع تشخيصها الصعب والتأقلم مع تبعاته.
قصة تحدٍعلى الرغم من كفاحها، فإن آني عازمة على إحداث فرق للآخرين الذين يعيشون مع التغذية الوريدية عن طريق الوريد. وأطلقت حملة "غوفاندمي" (GoFundMe) لزيادة الوعي والدعم.
وأشارت آني إلى أنها تريد المساعدة في استمرار عمل الوحدة وتوفير مرافق أفضل. "في الوقت الحالي، توجد الوحدة في مكتب صغير مزدحم في وحدة العناية المركزة مع مساحة محدودة لرعاية المرضى".
وستذهب الأموال التي يتم جمعها إلى توظيف ممرضات إضافيات، وتوفير التدريب للموظفين الطبيين، ودعم أسر مرضى التغذية الوريدية عن طريق شراء المعدات الأساسية مثل جهاز "فايبرسكانر" (Fibroscanner)، والتي قد تكلف 16 ألفا و400 جنيه إسترليني لمراقبة صحة الكبد.
تقول: "قد يكون مرضي في مرحلة متقدمة، لكنني أريد أن يكون إرثي هو مساعدة الآخرين. لن أستسلم. هناك الكثير مما أريد القيام به لمساعدة الآخرين، حتى لو كان وقتي محدودا".