«المدبسة».. موروث مستدام لحفظ التمور
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
خولة علي (دبي)
اعتاد الوالد علي عبد الله ألا يدخر جهداً في الحفاظ على الموروث المحلي، وتعريف الأجيال به. ويستعرض أهم مساعي الأهالي قديماً في البحث وابتكار وسائل تعينهم وتسهل عليهم ظروف حياتهم في ظل ندرة الأدوات والوسائل المعتمدة على الطرق التقليدية في حفظ وصناعة منتجاتهم الغذائية، ومنها التمور واستخلاص الدبس أو عسل التمر، عبر تشييد غرفة خاصة يُطلق عليها «المدبسة».
خالية من النوافذ
يعرّف الوالد علي عبد الله «المدبسة»، بأنها عبارة عن غرفة تخلو منها النوافذ، ولها مدخل واحد، وقد صُممت بشكل يمنع دخول الغبار والأتربة، حتى تبقى التمور نظيفة، حيث تُغلق بوابتها بإحكام حتى لا يدخل إليها الهواء. وعادة ما توضع التمور بعد أن تُفرز ويوضع الجيد منها في أكياس من الخوص، يُطلق عليها «يراب التمر». وبعد رص التمر فيها تقوم النسوة بحياكته وإغلاقه بشكل جيد فوق بعضه بعضاً، ويبدأ عمل «المدبسة» بانزلاق سائل التمر المسمى «دبساً» إلى الأخاديد التي في أسفل الجراب، ثم يصل إلى حفرة مبطنة بطين أملس، بحيث تكون خالية من أي تسريبات بعد امتلائها، ويقوم صاحب المزرعة باستخراج الدبس ووضعه في أوعية خاصة، وتستمر العملية حتى تفرغ التمور من الدبس تماماً.
«يراب التمر»
أوضح الوالد علي عبد الله، أنه عادة ما يتم ترك «يراب التمر» في غرفة المدبسة لمدة 3 أشهر، حتى يبدأ الدبس في النزول نتيجة الضغط والحرارة الكامنة في الغرفة، ويُستخدم الدبس شتاءً، نظراً لطبيعته الدافئة، ويُستخدم أيضاً في مواسم أخرى للتحلية في عدة أطباق شعبية، منها اللقيمات، وبعض أنواع الخبز، كالخمير والقروص والعيش المحمّر. ولا تتوافر المدبسة في كل البيوت حيث إن بعض الأهالي قد يتشاركون في مدبسة واحدة، ويمكن أن تتوزع في المزارع، نظراً لوجود أشجار النخيل، ما يستدعي تعدد تقنيات حفظ التمور لغذاء متوافر طوال العام.
طقوس صناعة الدبس
قال الوالد علي عبد الله، إن بعض الأسر ما زالت تحافظ حتى اللحظة على طقوس صناعة الدبس، وتقوم باستخراجه من التمور، للحفاظ على موروث حفظ الأطعمة الذي ابتكره الأهالي قديماً في ظل عدم وجود وسائل التبريد. ولكن اليوم اختلف الأمر مع توافر مصانع محلية في إنتاج الدبس وانتشاره في الأسواق، ومع ذلك فإن لذة العمل في صناعة الدبس لا يعرفها سوى من مارسها، واستشعر لحظة تدفق الدبس من جراب التمر في مشهد يعبر عن سعادة غامرة، تؤكد قيمة العمل المهني والحرفي.
مواد بنائها
عن مواد بناء «المدبسة» أشار الوالد علي عبد الله، قائلاً: قديماً كان يتم تشييد المدبسة من الجص والجندل، والجص عبارة عن حجر محروق كان يُستخدم في المباني قديماً، أما الجندل فهو أحد أنواع الأخشاب، وما لبثت أن تطورت المدبسة بعد دخول خامات البناء، فأصبحت تعتمد في بنائها على الطابوق والأسمنت، وتتكون أرضيتها من البلاط، ما يسهل تنظيفها، وقد شكل وجود المدبسة في الفريج نوعاً من التعاون وتكاتف الأهالي، والمشاركة في صناعة الدبس وتوزيعها على بعضهم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدبس التمر التراث
إقرأ أيضاً:
"ريسوت للأسمنت": برنامج مستدام لرفع كفاءة الإنتاج والاعتماد على الطاقة النظيفة
◄ توليد 30% من الطاقة الكهربائية وخفض 50 ألف طن من الكربون سنويًا
صلالة- الرؤية
تدرس شركة ريسوت للأسمنت إطلاق برنامج طموح لإعادة تدوير مواد ثانوية صناعية واستخدامها كوقود أخضر في عمليات إنتاج الأسمنت وإنتاج الطاقة الكهربائية.
وقال الدكتور هلال بن سيف الضامري الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة ريسوت للأسمنت، إن البرنامج الجديد يستهدف تعزيز الجهود الحكومية لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ودعم خطة سلطنة عُمان لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050. وأضاف أن الشركة عملت على تطوير تقنيات جديدة في عمليات الإنتاج في عدد من مصانعها في سلطنة عُمان والخارج، تتيح لها تدوير مواد ناتجة من صناعات أخرى غير مرغوب بها، واستخدامها وقودا في عمليات إنتاج الأسمنت، وهو ما يُسهم في تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتعزيز استخدام الموارد وتوفير طاقة نظيفة في عمليات الإنتاج.
وأشار الضامري إلى أنه يتم استخدام مواد ثانوية صناعية ناتجة من عمليات الإنتاج من مختلف الصناعات وإعادة تدويرها والاستفادة منها في صناعة الأسمنت، موضحا أن هذه المواد تنقسم لنوعين؛ النوع الأول: هو مواد يمكن إعادة استخدامها كوقود بديل للغاز في مصانع الأسمنت، أما المواد الأخرى فيمكن استخدامها كمواد أولية تدخل كبديل جزئي للمواد الأولية في صناعة الأسمنت، والمواد التي قامت الشركة بإعادة تدويرها تشمل المواد الصناعية الناتجة من مصهر الألمنيوم بصحار، والمواد الصناعية الناتجة من أعمال صناعة الرخام والجرانيت، والمواد الناتجة من حفر آبار النفط، بالإضافة إلى المواد الصناعية الناتجة من مصفاة النفط بصحار.
وحول النتائج التي حققها برنامج إعادة التدوير، بيّن الدكتور هلال بن سيف الضامري أن هناك مشروعا كبيرا في مصنع ريسوت للأسمنت بصلالة لإعادة استخدام الهواء الساخن الخارج وإعادة استغلاله في إنتاج الطاقة الكهربائية، موضحا أن هذه الطريقة تتيح للمصنع توليد حوالي 30% من الطاقة الكهربائية، ووفقا لذلك سيتم خفض حوالي 50 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا وبذلك يصبح مصنع ريسوت للأسمنت بصلالة واحدا من المصانع الصديقة للبيئة من خلال قدراته في توفير طاقة نظيفة لإنتاج الاسمنت.
ولفت إلى أن برنامج إعادة تدوير مواد ثانوية أخرى ذات قيمة شبيهة بالحجر الجيري وخام السيليكا أتاح لشركة ريسوت للأسمنت أيضا رفع كفاءة مصنعها بصلالة من خلال تقليل مادة الكلنكر في الأسمنت مع رفع كفاءة الأسمنت في الخرسانة، مما ساهم في تخفيض حوالي 18% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند مقارنته بالأسمنت العادي مع المحافظة على جودة عالية وكفاءة في الخرسانة حسب المواصفات والمقاييس الدولية.
وذكر الضامري أن البرنامج ساهم أيضا في رفع كفاءة الإنتاج لمصنع أسمنت صحار وهو أحد المصانع المملوكة لمجموعة ريسوت للأسمنت من 2000 طن في اليوم إلى 5000 طن يوميا، وتقليل استهلاك الكهرباء بحوالي 24% مما ساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما تم رفع كفاءة مصنع بايونير لصناعة الأسمنت بدولة الإمارات العربية المتحدة التابع لمجموعة ريسوت للأسمنت من خلال تنفيذ مشروع استخدام الوقود البديل بنسبة تصل إلى 20% خلال فترة تمتد من سنة إلى سنتين.
وأكد الدكتور هلال بن سيف الضامري الرئيس التنفيذي لشركة ريسوت للأسمنت أن هناك العديد من المبادرات الأخرى التي تدرس الشركة تنفيذها بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة مثل إعادة تدوير المخلفات المنزلية والبلدية واستخدامها كوقود بديل للغاز.