«قعدات الستات» مليئة بالعجين والمناقيش.. «فرحة العيد يا كحك البيت»
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
يضعن الحاويات على رؤوسهن، ويحملن صاجات الكحك ليذهبن بها إلى الفرن لتسويتها، ثم يعُدن إلى المنزل، ويستكملن حكاياتهن عن استعدادات العيد، والتجهيزات الأخيرة في ليلة «الوقفة»، وعلى الجانب الآخر يدق جرس الباب، إعلاناً عن مجيء باقى أفراد العائلة تاركين أشغالهم، للمشاركة في هذا اليوم، ليرفعوا شعار «العيد فرحة.
تحكي عزة عبدالحي 49 عاماً، ذكرياتها في إعداد الكحك بالمنزل، إذ كانت تساعد والدتها وهي بعمر الـ13 عاماً، تفترش الأرض بالحصير، وتجهز الطبلية والمناقيش والصاجات، حتى تنتهي والدتها من إحضار العجينة، التي تتكون من الدقيق والسمن ورائحة الكحك والمحلب والفانيليا، وتأتب عماتها، للمشاركة في هذا اليوم، وتروي لـ«الوطن»: «أمي الله يرحمها عودتنا أنّ العيلة لازم تتجمّع في اليوم ده، لأنّ الكحك مابيحلاش إلا باللمة الحلوة».
تلتف «عزة» مع شقيقاتها وعماتها حول الطبلية، ويشرعن في حشو الكحك بحشواته المختلفة، مثل العجوة والملبن والعجمية والمكسرات والسادة، ثم تأتي مرحلة النقش باستخدام المنقاش اليدوي، الذي تستخدمه «عزة» حتى يومنا هذا، وتفضّله على ماكينة تبصيم الكحك: «لحد النهارده وأنا محافظة على المنقاش بتاع والدتي، ماغيرتش أي حاجة في الأدوات اللي كنا بنستخدمها وإحنا بنعمل الكحك».
ورثت «عزة» العادات والتقاليد من والدتها، لتُكرّرها مع ابنتيها وأحفادها، إلا أنها لا تزال تضع الحاوية على رأسها وتحمل صاجات الكحك، وتذهب بها إلى الفرن القريب من منزلها، بسبب قدرته على تسوية الكحك في مدة قصيرة: «عندي بنتين متجوزين ومخلفين، بيتكسفوا يشيلوا الصاجات علشان كده بعد ما نخلص نقش باشيلها أنا للفرن، زي ما كنت باعمل وأنا صغيرة».
يطلق على يوم إعداد الكحك بـ«قعدة الستات»، لأنه لا يخلو من الضحكات والحكايات المتبادلة بينهن، عن تجهيزات العيد، والمشتريات الناقصة، سواء الملابس أو الطعام، ثم يساعدن بعضهن في تنظيف المنزل، بعد الانتهاء من تسوية الكحك: «بنقعد نتكلم ونضحك، واللي ناقص من تجهيزات العيد، لأنّ القعدة واللمة دي بتبقى فرحة».
انقسام أسرة «سها» إلى فريقين بين الكحك البيتي والجاهزأما أسرة سها مجدي فتنقسم إلى فريقين، فريق يعشق «اللمة» حول طاولات العجن لإعداد الكحك بالمنزل، للحصول على الطعم الأصلي، وآخر يفضل الجاهز، لذا تساعد صاحبة الـ24 عاماً، والدتها في تجهيز الكحك، بتقسيم العجين إلى أجزاء صغيرة، ثم تأخذ كل جزء تضع فيه «كورة» من الحشو، سواء عجوة أو ملبن أو عجمية، وتغلقها وتضغط عليها بالبصامة: «أخويا وأختي بيحبوا الكحك الجاهز، أما أنا وماما وبابا مزاجنا للبيتي».
تستيقظ والدة «سها» عند أذان الفجر، تُجهز عجينة الكحك وتتركها حتى تختمر، وتنتظر شقيقاتها مع أبنائهن، إذ يأتون من أماكن بعيدة، لمشاركتها هي وابنتها في إعداد الكحك، ويعتبر هذا اليوم إحياء ذكرى سنوية تقليدية للعائلة، تساعد في تقوية الروابط بين الأبناء: «إحنا الحمد لله عيلة مترابطة، ماينفعش كل واحدة من خالاتي، تعمل الكحك لوحدها، لازم كلنا نتجمع ونساعد بعض».
تتذكر «سها» في هذا اليوم جدتها، التي كانت تجلسها إلى جوارها، وتقص عليها حكايات مرتبطة بالعيد، إضافة إلى المواقف المضحكة، مثل الخناق الذي كان يدور بينها وأشقائها، على من سيحمل صاجات العيد ويمضي بها إلى الفرن لتسويتها: «كنت باحب أقعد جمب جدتي، وأسمع منها حكاياتها وهي صغيرة، ولحد النهارده لسه فاكرة كل كلمة قالتها ليا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكحك كحك العيد الكحك الجاهز هذا الیوم
إقرأ أيضاً:
شاهيناز: أمي خلعت لي دراعي وصالحتني بالآيس كريم
تحدثت المطربة شاهيناز عن صورة قديمة تجمعها بوالدتها الراحلة، مؤكدة أنها من أكثر الصور التي تعتز بها في حياتها.
واسترجعت ذكريات ذلك اليوم، مشيرة إلى أن والدتها كانت قد أزعجتها لدرجة كبيرة، لكنها في النهاية صالحَتها بهذه الصورة، ما جعلها تنسى الزعل وتحتفظ باللحظة الجميلة.
وكشفت شاهيناز خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" المذاع على قناة الحدث اليوم، أن الخلاف بينهما كان بسبب عنادها في الطفولة، حيث طلبت شيئًا من والدتها لكنها رفضت، ما دفعها للركض بعيدًا، وعندما حاولت والدتها الإمساك بها؛ جذبت ذراعها بقوة، مما أدى إلى إصابتها بخلع في ذراعها.
وتابعت قائلة: “كنت عنيدة جدًا، صحيح أنني لم أكن طفلة شقية؛ لكنني كنت مُصرة على رأيي دائمًا، يمكن لأنه برج القوس برج طيب، لكنه عنيد جدًا”.
وروت كيف أن والدتها شعرت بالذنب بعد الحادثة؛ فقررت أن تصالحها بأسلوب مميز، حيث أخذتها إلى محل تصوير، وألبستها فستانًا جميلاً، ثم اصطحبتها لتناول الآيس كريم قبل أن تلتقطا الصورة معًا.
وأضافت أن حبها للتصوير بدأ منذ طفولتها، وكانت تستمتع دائمًا برؤية صورها، مما جعل هذه الذكرى محفورة في قلبها إلى اليوم.