كمائن الزنة وحي الأمل.. المقاومة تفاجئ الاحتلال بعد 6 أشهر من الحرب
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
مضت 6 أشهر على الحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة المحاصر، وقبل يوم من دخول الحرب شهرها السابع، تعلن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس مقتل 14 جنديا من جيش الاحتلال في عمليات نوعية بخانيونس، تلك المدينة التي لم يستطع الاحتلال حسم المعركة فيها منذ أربعة أشهر.
وأعلنت القسام أنها قتلت 14 جنديا من قوات الاحتلال الإسرائيلي في عمليات نوعية نفذتها اليوم السبت في محور خانيونس، تسعة منهم قتلوا في منطقة الزنة شرقي المدينة.
وتعد الكمائن التي أعلنت عنها القسام اليوم هي الأولى منذ أربعة أشهر حيث لم يسقط هذا العدد من جنود الاحتلال قتلى في يوم واحد، منذ 22 كانون الثاني/يناير الماضي عندما قتلت 21 جنديا خلال كمين محكم شرقي مخيم المغازي.
كمين الزنة
تقع منطقة الزنة الحدودية شمال شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، وتعرضت لموجة قصف مدمر حتى سويت أغلب مبانيها بالأرض ومنذ فترة طويلة انقطعت أخبار المعارك هناك.
وتبعد "الزنة" عن السياج الحدودي لقطاع غزة حوالي 2.5 كيلو متر وتعرضت هذه المنطقة للمسح تماما بفعل غارات الاحتلال التي اعتمد فيها على أسلوب القصف السجادي.
واليوم السبت توالت البيانات العسكرية لكتائب القسام التي تتحدث عن كمين نوعي مركب، وقعت فيه قوات الاحتلال في تلك المنطقة، ما أدى لمقتل تسعة من جنود الاحتلال.
وبدأت المعركة عندما توغلت قوة للاحتلال في منطقة الزنة، فاستهدف عناصر الكتائب ثلاث دبابات من طراز ميركافا بقذائف "الياسين 105".
وعقب تقدم أرتال من جيش الاحتلال لإنقاذ القوة المستهدفة، وقعت فور وصولها إلى المكان في حقل ألغام أعد مسبقا حيث تم استهدافهم بتفجير 3 عبوات مضادة للأفراد.
وذكرت القسام أن مقاتليها قتلوا ستة من جنود الاحتلال الذين تحولوا لأشلاء نتيجة انفجار الألغام فيما سقط عدد آخر بين قتيل وجريح.
وأشارت القسام إلى أنها عاودت استهداف قوات النجدة للمرة الثالثة حيث فر الجنود من المكان وتحصنوا في أحد المنازل المحيطة بمنطقة الحدث لتستهدفهم القسام بعبوة مضادة للأفراد ما أدى لمقتل 3 جنود وتحولهم لأشلاء وإصابة عدد آخر بجروح.
كمين حي الأمل
بالتزامن مع كمين منطقة "الزنة" أعلنت كتائب القسام قتل 5 من جنود الاحتلال من المسافة صفر وإصابة آخرين وتدمير ناقلة جند بقذيفة "تاندوم" بمنطقة حي الأمل غرب خانيونس.
كما استهدف مقاتلو القسام دبابة ميركافا أخرى بقذيفة "الياسين 105" وفجروا عبوة ناسفة بقوة راجلة وأوقعوا عناصرها بين قتيل وجريح في خانيونس.
وأشارت القسام إلى تدمير دبابة ميركافا رابعة للاحتلال بعبوة العمل الفدائي في منطقة حي الأمل.
وتحدثت وسائل إعلام عن هبوط ثلاث طائرات مروحية لجيش الاحتلال الإسرائيلي لنقل جرحى من جنود الاحتلال شرقي خانيونس.
ويعد حي الأمل الصغير غربي خانيونس، عقدة قتالية نشطة حيث هاجمه الاحتلال مرارا خلال الأشهر الماضية، كما استهدف مستشفى الأمل وسط الحي في آذار/مارس الماضي.
اعتراف الاحتلال
وأعلنت وسائل إعلام عبرية مقتل جندي يبلغ (20 عامًا) خلال المعارك المحتدمة في خانيونس.
وسبق أن أقر جيش الاحتلال بإصابة 4 جنود باشتعال قذيفة داخل دبابتهم جنوب مدينة غزة، كما أكد إصابة جنديين من اللواء 401 بجروح خطيرة في معارك وسط قطاع غزة صباح السبت.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن جنود لواء "غفعاتي" يخوضون قتالا وجها لوجه مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأكد الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، "أن قواته تخوض معارك صعبة في حي الأمل في خانيونس".
المقاومة تحتفظ بقدراتها
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، إن العملية العسكرية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في منطقة الزنة شرق مدينة خانيونس "نوعية متميزة"، وتؤكد أن المقاومة ما تزال تملك قدرات عسكرية.
وأضاف الفلاحي في حديث لقناة "الجزيرة"، "أن اللواء السابع الإسرائيلي التابع للفرقة 36 والذي يعمل في منطقة الزنة دفع بمجموعة من الدبابات تم تدمير اثنين منها".
وتابع، "ثم حاولت القيادات العسكرية الإسرائيلية إرسال تعزيزات لإجلاء الجرحى والقتلى الذين سقطوا في المعركة، إلّا أنها وقعت في حقل ألغام وضعته المقاومة الفلسطينية في هذه المناطق". وقال إن تفجير الألغام أدى لخسائر أخرى في صفوف قوات الاحتلال.
وفي كانون الأول/ديسمبر العام الماضي، بدأ جيش الاحتلال عملياته في خانيونس واستهدفت المناطق الشرقية من المدينة مثل خزاعة وعبسان الكبيرة وعبسان الجديدة والزنة والقرارة.
وأشار الفلاحي إلى أن المناطق الشرقية تعتبر "القشرة بالنسبة لدفاع كتائب عز الدين القسام وفصائل المقاومة عندما بدأ التوغل الإسرائيلي".
وأردف، أن جيش الاحتلال حاول عندما بدأت المعركة عدم الدخول في معارك استنزاف في هذه المناطق، واندفع إلى المناطق الوسطى والغربية والمعرضة للقصف وبعض العمليات العسكرية المحدودة.
وأمس الجمعة أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة 5 عسكريين في معارك قطاع غزة في الـ24 ساعة الماضية، مشيرا إلى أن 600 جندي وضابط قتلوا منذ بداية الحرب.
وأكد إصابة 3 آلاف و193 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب، منهم 1552 خلال العملية البرية التي شنها على غزة ضمن حربه المستمرة على القطاع، لافتا إلى أن 268 عسكريا لا يزالون يتلقون العلاج إثر إصابتهم في معارك غزة 26 منهم جراحهم خطيرة.
خانيونس.. كابوس الاحتلال
تدور المعارك منذ نحو خمسة أشهر في خانيونس جنوب القطاع، تلك المدينة التي تعتبر معقلا للمقاومة وعقدة قتال ادخر لها جيش الاحتلال الكثير من قواته، وبالرغم من ذلك فإنه فشل بتحقيق أي من أهدافه هناك، كما هو الحال مع شمال القطاع.
تعرضت المدينة لقصف مكثف طوال الفترة الماضية، وأعلن جيش الاحتلال في كانون الثاني/ يناير عن دفعه بسبعة ألوية قتالية في خانيونس، أبرزها "المظليون وجفعاتي والكوماندوز والمدرع السابع"، ليعلن بعدها عن سحب لواء المظليين الذي تكبد خسائر فادحة في المدينة.
وارتبطت خانيونس منذ فترة طويلة باسم رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، والقائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف، اللذين ولدا ونشأ كلاهما في مخيم خانيونس للاجئين.
وتقع خانيونس جنوب قطاع غزة، وتعتبر من كبريات مدن القطاع من حيث عدد السكان والأهمية الإستراتيجية والاقتصادية بمساحة تتجاوز الـ54 كيلومترا مربعا.
وتبعد المدينة نحو عشرة كيلومترات فقط عن الحدود المصرية وعلى بعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من القدس المحتلة، وتطل بجانبها الغربي على البحر الأبيض المتوسط، ويطل الشرقي منها على صحراء النقب، فيما تحدها من الشمال دير البلح ومن الجنوب مدينة رفح.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة القسام خانيونس الزنة غزة خانيونس الاحتلال القسام الزنة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی من جنود الاحتلال فی منطقة الزنة فی خانیونس فی معارک حی الأمل قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
شهادات صادمة من جنود إسرائيليين عن جرائم لإقامة منطقة عازلة بغزة
قدم جنود وضباط إسرائيليون شهادات صادمة عن جرائم تم ارتكابها في قطاع غزة، وتعليمات تلقوها من قادتهم خلال الحرب لإقامة منطقة عازلة على حدود غزة، وشبه أحدهم الوضع بالدمار في "هيروشيما".
الشهادات جاءت في تقرير نشرته منظمة "يكسرون الصمت" اليسارية الإسرائيلية، ولا يذكر الضباط والجنود أسماءهم ولكن شهاداتهم كانت بالإجمال صادمة.
والشهادات هي من جنود نفذوا قرار الجيش بإقامة منطقة عازلة على طول الحدود شرق قطاع غزة.
وقالت "يكسرون الصمت": "كانت إحدى المهمات هي إنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة، وهو ما يعني عمليًا تدمير المنطقة بالكامل".
وأضافت: "ظلت هذه العملية - مع الإجراءات اللازمة لتنفيذها، والمخاطر التي تنطوي عليها، وتداعياتها، والتكاليف المترتبة عليها - طي الكتمان إلى حد كبير. من خلال التدمير المتعمد والواسع النطاق، مهد الجيش الطريق للسيطرة الإسرائيلية المستقبلية على المنطقة".
وتابعت: "وكان من أهم عناصر هذه السيطرة إنشاء منطقة عازلة جديدة تفصل غزة عن إسرائيل، والتي أطلق عليها الجنود ببساطة اسم المحيط"، مشيرة إلى وجود شهادات لجنود وضباط شاركوا في إنشاء "المحيط" وتحويله إلى منطقة دمار شامل.
وقالت: "يصف الشهود بكلماتهم الخاصة كيف قاموا هم ووحداتهم بتحويل الأراضي الزراعية المزروعة والمناطق السكنية إلى المنطقة العازلة الجديدة، وما هي أهداف المهمة التي أُعطيت لهم، وكيف سارت هذه المهام على الأرض".
ولفتت إلى أنه "قبل الحرب، امتدت المنطقة العازلة بين إسرائيل وقطاع غزة لحوالي 300 متر داخل الأراضي الفلسطينية، وكان الوصول إليها محدودًا".
وأردفت: "لم يكن عرض المحيط الجديد موحدًا، حيث تراوح بين 800 و1500 متر، ولإنشاء هذه المنطقة، شنت إسرائيل عملية هندسية عسكرية واسعة النطاق، أعادت من خلالها، من خلال التدمير الشامل، تشكيل حوالي 16% من قطاع غزة (حوالي 55-58 كيلومترًا مربعًا)، وهي منطقة كانت تضم سابقًا حوالي 35% من الأراضي الزراعية في غزة".
وأضافت: "يمتد هذا "المحيط" من الساحل شمالًا إلى الحدود المصرية جنوبًا، وكل ذلك داخل أراضي قطاع غزة وخارج الحدود الدولية لإسرائيل".
وقال رائد من فرقة غزة الشمالية بالجيش عن فترة نوفمبر/ تشرين الثاني 2023: "ما قالوه (القادة) في غرفة العمليات في نوفمبر 2023 هو أن الحرب من المتوقع أن تستمر عامًا، وأنها ستكون مثل الضفة الغربية، مع عمليات محلية في جميع أنحاء القطاع. وتحدثوا عن المحيط في شمال قطاع غزة، وأننا سنحتل منطقة خالية من كل شيء، وستكون منطقة عازلة بين إسرائيل وقطاع غزة".
ومن جهته، قال ضابط صف من سلاح المدرعات عن الفترة ما بين يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط 2024 وردا على سؤال ما إذا كان قد قيل لهم خلال الإحاطات إن هناك مدنيين فلسطينيين بالمنطقة العازلة على حدود غزة: "لا يوجد مدنيون. إنهم إرهابيون، جميعهم". وأضاف: "لا يوجد أبرياء".
وعمّا يقوله القادة للجنود، قال: "ندخل، وإذا حددنا هوية المشتبه بهم، نطلق النار عليه".
وبشأن هدم المباني في المناطق العازلة، أضاف: "الجرافة المدرعة D9، تقود وتسحق كل شيء في طريقها. إنه ليس أمرًا غير عادي أو شيئًا يتطلب استعدادات خاصة. أنت ذاهب إلى مكان ما، هذا هو العذر. باختصار، كل شيء يُجزّ، كل شيء".
وردا على سؤال عمّا يعنيه بـ"كل شيء"، أضاف: "كل شيء هو كل شيء. كل ما بُني".
ورد بالإيجاب إذا ما كان الهدم يطال البساتين وحظائر الأبقار وأقفاص الدجاج وكل هيكل مبني وقال: "كل شيء".
وعن سؤال بشأن كيف تبدو المنطقة لاحقا، قال: "هيروشيما. هذا ما أقصده، هيروشيما".
ومن جهته، يقول رقيب أول من كتيبة الاحتياط 5 خدم في خزاعة بخان يونس بالفترة ما بين ديسمبر/ كانون أول 2023 ويناير/ كانون الثاني 2024: "في الأساس، كانت مهمتنا الرئيسية هي تفجير الأشياء، وأنا أتحدث عن مئات الوحدات الهيكلية (المباني). إنها ليست كأبراج الشاطئ (مخيم للاجئين في مدينة غزة). إنها مكعبات من طابق واحد أو طابقين. لكن الدمار شامل".
وأضاف: "في المجمل، استغرق الأمر ثلاثة أسابيع، لأنه بعد مرحلة الغزو، جاءت مرحلة تدمير المنازل وهي لم تُنفذ في وقت واحد".
وتابع: "أولًا، كانت هناك خطوط تقدم لهجمات الألوية والكتائب، ولم يبدأ التطهير إلا بعد ذلك. هناك خريطة رسمتها فرقة غزة لمضلعات على طول سياج القطاع مُعلمة بالأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر".
وأردف: "الأخضر يعني أن أكثر من 80% من المباني قد هُدمت - مبانٍ سكنية، دفيئات زراعية، مصانع؛ سمِّ ما شئت - يجب أن تكون مسطحة. هذا هو الترتيب. لا توجد أبنية، باستثناء مدرسة الأونروا ومنشأة المياه الصغيرة - أما بالنسبة لكل شيء آخر، فكان التوجيه (لا شيء يبقى)".
من جانبه، قال رقيب أول احتياط من سلاح الهندسة القتالية، خدم في شمال قطاع غزة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023: " نهدم المنازل. كل شيء هناك خراب، لكن هيكل المبنى لا يزال قائمًا لذا نهدمه، فلا يبقى منه شيء على الإطلاق، كومة من الأنقاض".
وأضاف: "أصبح الأمر أشبه بعمل يومي: تستيقظ في الصباح، وتحدد المواقع : واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة تهدمها هذه الفصيلة. ستة، سبعة، ثمانية، تسعة، عشرة تهدمها فصيلة أخرى".
وردا على سؤال إن كان هذا هو الروتيني اليومي قال: "كل يوم، إلا إذا نفدت المتفجرات. وكان هناك أيضًا وقف إطلاق نار لمدة أسبوع".
وفي رد على سؤال "هل يمكن أن يصل العدد، خلال أسبوع، إلى 50 منزلًا لكل فصيلة؟ " أجاب: "نعم، يمكن أن يصل إلى 40-50. في الأيام التي كانت لدينا فيها ذخيرة، كان الأمر يستغرق نصف ساعة لكل منزل".
بدوره، قال ضابط احتياط من سلاح المدفعية خدم في شمال قطاع غزة بالفترة ما بين أكتوبر/ تشرين أول ونوفمبر/ تشرين الثاني 2023: "يتخذ قادة السرايا قرارات متنوعة بهذا الشأن، لذا يعتمد الأمر في النهاية بشكل كبير على هويتهم. لكن لا يوجد نظام محاسبة بشكل عام. كل من يتجاوز حدودًا معينة وضعناها، يُعتبر تهديدًا ويُحكم عليه بالإعدام".
وبدعم أمريكي مطلق يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.