رغم الحرب.. السودانيون يحيون ذكرى الـ «6 من أبريل» على طريقتهم
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
قبيل اندلاع الحرب بما يقارب العام شهدت البلاد حراكا سلميا للمدنيين يطالب بإنهاء الانقلاب واستعادة السلطة المدنية من أجل إكمال مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد
التغيير: الخرطوم
يصادف اليوم ذكرى الانتفاضة الشعبية التي أسقطت نظام الرئيس السابق جعفر النميري في 6 أبريل من العام 1985، كما أن في ذات اليوم من عام 2019 استطاع عشرات الآلاف من السودانيين إقامة اعتصام سلمي أمام مقر قيادة الجيش، أدى في نهاية المطاف إلى الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل من العام الماضي كانت قد توقفت جميع المواكب السلمية للمدنيين الرافضة لانقلاب 25 أكتوبر من العام 2021 الذي راح ضحاياه أكثر من مئة شهيد ومئات الجرحى والمصابين.
وقبيل اندلاع الحرب الحالية بما يقارب العام فقد شهدت البلاد حراكا سلميا للمدنيين يطالب بإنهاء الانقلاب واستعادة السلطة المدنية من أجل إكمال مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد.
وتزامنا مع اقتراب إكمال الحرب الحالية عامها الأول أطلق اليوم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هشتاغ نشط تحت مسمى «السادس من أبريل العظيم» احتفالا بذكرى أبريل على هذه الطريقة.
وتفاعل مع هشتاغ اليوم آلاف السودانيين والسودانيات تأكيدا على أن ثورة ديسمبر مستمرة وباقية على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد بسبب الحرب.
ديسمبر المجيدة.. ولدت لتنتصر
“إن كانت ديسمبر هي خطيئتي فهي الخطيئة التي لن أتوب عنها أبدا وإن كانت فضيلتي فهي الفضيلة التي لن أمحيها ما دمت حيا ديسمبر المجيدة، ولدت لتنتصر”, هكذا كتب على الأمين على حسابه بـ «فيسبوك».
قضيتك دولة تحمل أحلامك وتصون كرامتك
أما محجوب ترك رسالة عبر صفحته قائلا “عزيزي ما تنسى أن الحرب الحالية مهمتها الأساسية في أن تسلبك حقك في حريتك وفي الدولة البتمثلك تنسيك في غمرة غبار الخسائر والأحزان والاصطفاف الأعمى المصنوع أن قضيتك دولة تحمل أحلامك وتصون كرامتك والأهم تحميك أسقطتهم بثورة وعايزين يرجعون دايسين على جمجمتك”.
الثورة حية لن تموت
بينما عبر وليد محمد تحت الوسم قائلا “تعملوا انقلابا عسكريا تشعلون حربا عبثية تحرقوا البلد تبيدوا الشعب» ستظل هذه الثورة التي مسحت بكرامتكم الأرض حية لن تموت”.
ستتحقق دولة العدالة
وكتب عبد الله إبراهيم قائلا بأن “الثورة ليس لها علاقة بخراب الحرب الحالية بل خرجت سلمية لشباب كانت صدورهم عارية مطالبين بالحياة الكريمة وسيظلوا متمسكين بذات المطالب بعد انجلاء هذه الحرب وستتحقق دولة العدالة ويحاسب كل هؤلاء المجرمون طال الزمن أو قصر”. على حد تعبيره.
أما أبوبكر عبد الرحيم قال إنه “شديد الامتنان لثورة ديسمبر لأنها استطاعت أن توحد الشباب” و”أنه ممتن لكل رفاقه الذين كان قد تعرف عليهم خلال الحراك”.
الفرق بين صاحب القضية والمتسلق
وقال حمزة عبدو “فعلوا كل شيء من أجل إخماد ديسمبر ولكن هيهات فحدث واحد فقط الديسمبريون، يوم واحد فقط بعثر تخطيط سنين وصرف أموال بالملايين، ذكرى واحدة فقط أحبطت كل عملكم وهذا الفرق بين صاحب القضية والمتسلق”.
أهوى ذنوبي
وعبر جبريل آدم بطريقة مختلفة محدثا الثورة قائلا “إلى المحبوبة ثورة ديسمبر المجيدة إن يكن حبك ذنبا.. فأنا أهوى ذنوبي السادس من أبريل العظيم”.
واحتفل السودانيون اليوم بذكرى ديسمبر بهذه الطريقة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الحرب الدائرة الآن في معظم البلاد وفي ذات السياق كدلالة على رمزية ثورة ديسمبر وأنها مستمرة رغم كل شيء.
وفي السادس من أبريل من العام 2019 وصل محتجو ثورة ديسمبر، إلى محيط القيادة العامة للجيش بالخرطوم، ودشنوا الاعتصام الشهير الذي أطاح بنظام المخلوع هنذاك.
وجاء ذلك قبل أن يغدر بهم المجلس العسكري برئاسة قائد انقلاب «25» أكتوبر عبد الفتاح البرهان ويفضه في جريمة مروعة، قتل فيها أكثر من «200» شخص وجرح المئات، كما مايزال المئات في عداد المفقودين.
الوسومالسادس من أبريل المجلس العسكري ثورة ديسمبر المجيدة حرب السودان فض الاعتصام
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: المجلس العسكري ثورة ديسمبر المجيدة حرب السودان فض الاعتصام
إقرأ أيضاً:
حول دعوة على كرتي لفصل دارفور
بقلم : تاج السر عثمان
١
اشرنا سابقا أن الحرب الجارية للإسلامويين مع صنيعتهم الدعم السريع، امتداد للحرب التي شنوها بعد انقلابهم فى ٣٠ يونيو ١٩٨٩، التي أدت إلى إبادة جماعية في الجنوب وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق ودارفور، وكانت النتيجة تمزيق اوصال البلاد واثارة النعرات العنصرية والقبلية وانفصال جنوب السودان.
وهاهو على كرتي كما ورد في حديثه من عطبرة في الوسائط، بعد الفشل في حسم الحرب اللعينة يدعو إلى "انفصال دارفور كمخرج سلمي". علما كما ذكرنا بعد انفصال الجنوب انه ليس حلا، وسوف يقود ذلك للمزيد من انفصال أجزاء من السودان، طالما استمرت عقلية الاستعلاء الديني والعنصري والاثني التي كرسها الإسلامويون، مما يؤدي إلى تمزيق اوصال البلاد. فقد أدت الحرب الجهادية التي شنوها بعد إتفاق السلام (الميرغني - قرنق) في الجنوب الي : الآلاف القتلى و ٤ ملايين لاجئ ونازح.
- في دارفور: 300 ألف قتيل، و٢ مليون نازح (بحسب تقارير الأمم المتحدة)؛ اضافة للابادة الجماعية في جبال النوبا وجنوب النيل الأزرق.
٢
كما اوضحنا سابقا جاء نظام الانقاذ الذي عمل بدأب علي تفكيك الدولة السودانية بدءا بالغاء قومية الخدمة المدنية والقوات النظامية، بعد تشريد الآلاف من المعارضين السياسيين والنقابيين، وتدمير قومية التعليم والمؤسسات التعليمية العريقة التي كانت ترمز لوحدة السودانيين، و خصخصة السكة الحديد ومشروع الجزيرة والمناقل، وضرب الفئات الرأسمالية الوطنية التي كانت تعمل في الإنتاج الصناعي والزراعي، وحل وقمع الأحزاب السياسية ونشر الانقسامات في صفوفها، اضافة الي حل النقابات والاتحادات ودمجها بالدولة، وفرض أيديولوجية الإسلام السياسي في التعليم واحتكار السلطة والثروة من قبل الفئة الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية، واعتماد سياسة "فرق تسد" بين قبائل السودان المختلفة والبيوتات الدينية في مناطق البلاد المختلفة، وكانت النتيجة تراجع البلاد من الشعور القومي المشترك الذي كان متناميا منذ فترة السلطنة الزرقاء، الي تعميق الصراعات القبلية والجهوية.
اضافة الي نهب ثروات البلاد وتعميق الفوارق الطبقية والتنمية غير المتوازنة والاستعلاء الثقافي واللغوي والديني، حتى اتسع نطاق الحرب الذي شمل الغرب والشرق وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق..الخ.حتي تم توقيع اتفاقية نيفاشا والتي افرغها المؤتمر الوطني من مضمونها حتى كانت النتيجة انفصال الجنوب، اضافة الي استمرار المؤتمر الوطني في السياسات نفسها وفرض الدولة الدينية ومصادرة الحقوق والحريات الدينية وإذكاء نيران الحرب، كما حدث في ابيي وجنوب كردفان ودارفور. الخ، مما سيؤدي الي المزيد من تمزيق وحدة البلاد والتدخلات الأجنبية. مع خطر تكرار عودة الإسلامويين للحكم وقيام الحكومة الموازية، مما يهدد بتقسيم البلاد، وتنفيذ مخطط الإسلامويين لفصل دارفور كما فصلوا الجنوب، علما بأن مسلسل الانفصال لن يتوقف، فسوف يفصلون الشرق ايضا، علما بأن دارفور لم تطالب بالاتفصال، بل طالبت بتنمية متوازنة منذ ستنيات القرن العشرين.
٣
لابديل غير تقوية الجبهة الجماهيرية القاعدية لوقف الحرب واسترداد الثورة، والتصدى لمخطط الإسلامويين لتمزيق ما تبقي من الوطن، وخروج العسكر والدعم السريع والمليشيات من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، والسيادة الوطنية والحفاظ على وحدة السودان.
alsirbabo@yahoo.co.uk