جامعة المؤسس تبني أنموذجاً لأمن المعرفة
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
البلاد ــ جدة
وظّفت جامعة الملك عبدالعزيز عبر دراسة بحثية حديثة استخدام التقنيات الناشئة لبناء نموذج لأمن المعرفة المستخلصة من انترنت الأشياء العاملة في بيئة المستشفيات عبر الأجهزة المتطورة؛ انطلاقاً من الإدراك للأنماط والاتجاهات التي تسهل اتخاذ القرار داخل المنظمات المختلفة وتدعم تنافسيتها.
وارتكزت الدراسة على أهمية حماية المعرفة ونقلها في الوقت المناسب بين الأجهزة؛ واعتبار ذلك أمرًا بالغ الأهمية لكافة الهيئات والمنظمات، وبالأخص في مجال الرعاية الصحية، التي تتطلب الحاجة لانتقاء تقنية ناشئة تساعد على تأمين ما يتم استخلاصه من معرفة ومعلومات من البيانات التي يقوم المرضى بتداولها عبر شبكة إنترنت الأشياء؛ كونها عرضة للاختراقات، والهجمات السيبرانية، وأيضاً هجمات التنقيب عن البيانات، وكذلك الحاجة للحفاظ على سرية المعلومات وأمن المرضى وخصوصياتهم بشكل كامل.
وعملت الدراسة على تطوير نموذج مقترح والتحقق من مدى فعاليته في تأمين المعرفة المستخلصة من إنترنت الأشياء في بيئة المستشفيات باستخدام التقنيات الناشئة؛ حيث استخدمت الدراسة لتحقيق هذه الأهداف المنهج الوثائقي لمراجعة ودراسة الإنتاج الفكري المتخصص في مجال الدراسة.
كما استخدمت الدراسة أسلوب دراسة الحالات المتعددة للتعرف على بعض النماذج والممارسات العالمية في مجال الدراسة والخروج بالمؤشرات والاتجاهات التي تخدم أغراض الدراسة، وتم استخدام منهج دراسة الحالة لدراسة حالة مستشفيات الحرس الوطني والتعرف على نموذج تطبيقي، وأخيراً تم استخدام أسلوب مجموعة التركيز لعرض النموذج المقترح لإعطاءه المصداقية.
وتمثل مجتمع الدراسة في جميع العاملين في مستشفيات الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية وقد تم اختيار عينة عشوائية بلغت (56) مستجيباً. هذا وقد تم استخدام الاستبانة كأداة لجمع البيانات من عينة الدراسة.
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أبرزها: أن المعرفة المستخلصة عبر الأجهزة المتطورة المستخدمة لإنترنت الأشياء في بيئة المستشفيات جاءت بدرجة كبيرة، كما أن تقنيات حماية المعرفة من خلال التقنيات الناشئة لأمن المعرفة المستخلصة في بيئة المستشفيات جاءت بدرجة كبيرة، وكذلك فان التهديدات الأمنية المختلفة التي قد تواجه تناقل المعرفة بين حواف الشبكة الذكية اللامركزية في أنظمة مختلفة في بيئة المستشفيات، والتدابير المضادة التي يمكن أن تحمي المعرفة القيمة التي يتم نقلها بين الأجهزة جاءت بدرجة كبيرة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: التقنیات الناشئة
إقرأ أيضاً:
مأساة فاوست: بين المعرفة والطموح المفرط
يُعتبر كريستوفر مارلو (1593-1564) من أبرز كتّاب المسرح الموهوبين فى عصر الملكة إليزابيث الأولى. فقد أظهرت أعماله، مثل دكتور فاوست، مهارته الاستثنائية فى دمج الدراما والشعر والموضوعات الفلسفية العميقة. ومنذ بداية دراستى فى الأدب الانجليزى وأنا أعتقد أنّ موهبته كان من الممكن أن تتفوق على موهبة وشهرة ويليام شكسبير، لو لم يُقْتَل بشكل مفاجئ فى مشاجرة عام 1593 عن عمر لا يتجاوز 29 عامًا. لقد منعه موته المبكر من أن يحقّق كامل إمكانياته، لكن تأثيره فى تطور التراجيديا الإنجليزية كان عظيما.
تظل شخصية فاوست واحدة من أبرز الأساطير التى ألهمت الفكر الإنسانى عبر العصور، حيث تتجسد مأساة الإنسان فى سعيه الحثيث وراء المعرفة المطلقة والطموح اللامحدود. وكريستوفر مارلو لم يكن وحده الذى عالج هذه الاسطورة فقد تناولها كل من غوته فى مسرحيته الشعرية (عام 1808)، فاوست وكذلك توماس مان فى روايته دكتور فاوست (عام 1947)، التى تصوّر بطلها الموسيقار، وهو يعقد اتفاقًا مع الشيطان ليحصل على العبقرية الفنية.
كانت رؤية فاوست للمعرفة أداة للسلطة والخلود، اعتقادًا منه أن امتلاك هذه المعرفة سيمنحه القدرة على التحكم فى الحياة وتحقيق الخلود. لكنّه فى غمرة طموحه، فقد البوصلة الأخلاقية، فباع روحه فى صفقة غير قابلة للإلغاء. كما يوضّح مارلو، فإن السعى وراء القوة هو فخٌ يخدع صاحبه دون أن يدرك العواقب الكارثية التى قد تترتب عليه.
يعبّر فاوست عن تعطش مفرط لامتلاك المعرفة والسيطرة بقوله: « لَو كانت لى أرواحٌ بعدد النجوم فى السماء، لما ترددت فى أن أهبها جميعها لميفوستوفيليس (الشيطان). به سأصبح إمبراطورًا عظيمًا للعالم، وأبنى جسرًا فى الهواء المتحرك لعبور المحيط مع كوكبة من الرجال؛ سأوحّد الجبال التى تفصل الشواطئ الأفريقية، وأجعل تلك الأرض قارة تتصل بإسبانيا، لتكونا معًا ثروتى الملكية...»
تطرح المسرحية تساؤلات هامة عن العلاقة بين المعرفة والأخلاق. ففى سعيه الحثيث وراء «الحقول الكاملة» للمعرفة، لم يتساءل فاوست عن الثمن الذى سيُدفع مقابل ذلك. ورغم نبل سعيه لفهم العالم، أغفل الأسئلة الأعمق المتعلقة بالأخلاق وقيمة الروح.
فى نهاية المسرحية يصرخ فاوست: «إلهى، إلهي! لا تنظر إليّ بتلك النظرة القاسية! أيتها الأفاعى والثعابين، دعونى أتنفس قليلًا! يا جهنم القبيحة، لا تفتحى فمك!»
تُجسد هذه الصرخات اليائسة لفاوست فى نهاية المسرحية التحوّل الكامل فى شخصيته. هنا، يحاول العودة إلى حياة البراءة ويتوسل لله، بعد فوات الاوان، أن يغفر له ذنبه العظيم.
مأساة فاوست تقدم درسًا تحذيريًا غاية فى الأهمية: تظل الروح، ذلك الوميض الوحيد فى عتمة الوجود، أغلى ما يملك الإنسان، ولا يجب بأى حال أن تُباع أو تُستبدل مهما توافرت المغريات وعَظُمَت المكاسب.