سبر أغوار الرسالة النبوية..«حراء الثقافي».. تجربة إيمانية ثرية
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
البلاد – مكة المكرمة
مع سطوع أنوار النبوة على النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- وأثر الإسلام الخالد، تزداد وتيرة معانيه في نفوس المسلمين قاطبة؛ لما حظيت به رسالة سيد البشر من تعاليم دينية قيّمة وسمحة، وفي ظل ما تمثله الشواهد التاريخية، التي تعد عنصرًا عظيمًا منذ بزوغ فجر الإسلام.
ويشهد غار جبل حي حراء الثقافي بمكة المكرمة- الذي تم تمهيد طريق الصعود إليه وإطلاقه مؤخرًا- إقبالًا واسعًا من المعتمرين وضيوف الرحمن، للسبر في أغوار ما جاء في الرسالة النبوية عندما أبلغ جبريل بذلك؛ النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- ومعايشة الزائرين الأجواء الروحانية والإيمانيّة التي عاصرها أفضل الخلق في تلك الحقبة الزمنية المباركة، التي خطَّ فصولها بسيرة تعبدية يتأمل من خلالها في خلق الله – سبحانه وتعالى- حيث يشهد طريق الصعود للغار في الشهر الفضيل توافد كبير من ضيوف الرحمن؛ للتعرف بشكل موسع على محتوى الغار، وما يشتمله من موقع تاريخي وجغرافي.
وأعلن مشروع حي حراء عن استقبال أكثر من مليون زائر من أكثر من 112 جنسية، ليشكل الحي مقصدًا للزوار والمعتمرين طيلة الشهر الفضيل؛ لما يحتويه من إسهامات جليلة في عرض محتويات البعثة النبوية الشريفة، التي ضمت بين جنباته معرض الوحي عند سفح جبل غار حراء، حيث يقدم لرواده رحلة تثقيفية عن قصة نزول القرآن الكريم على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- فيما يقدم على الصعيد ذاته تجربة تفاعلية فريدة من نوعها من حيث عرض مجموعة من المتاحف والمعارض، التي تعكس المكانة الإسلامية والتاريخية لأطهر بقاع الأرض” أم القرى” وما يحتويه الحي بشكله العام والمعرض على وجه الخصوص من تقنيات متقدمة؛ تُسهم بشكل فعّال في الوعي والتثقيف، إلى جانب إثراء التجربة الدينية والثقافية لزوار مكة المكرمة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الدعاء للميت على القبر بعد الدفن .. تعرف عليه
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الدعاء للميت على القبر بعد دفنه مستحبٌّ مُطلَقًا دونَ تقييدٍ بسرٍّ أو جهر، فالأمر في ذلك واسع ولا يصح التضييق فيه، على أن الجهر به آكد في الاستحباب والمشروعية، وصحّت به الأحاديث والآثار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة من بعده رضي الله عنهم من غير نكير، وهو في الجَمْعِ أرجى للقبول، وأيقظُ للقلب، وأَدعى للتضرع والذلة بين يدي الله تعالى، خاصة إذا كانت هناك موعظة؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَدُ اللهِ مع الجَماعةِ» رواه الترمذي -وحسَّنه- والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
الدعاء للميتوذكرت دار الإفتاء أنه من السنة أن يقف المشيعون للجنازة عند القبر ساعة بعد دفن الميت والدعاء له؛ لِما رواه أبو داود في "السنن" والحاكم في "المستدرك" وصححه، من حديث عثمان رضي الله عنه قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا فَرَغَ مِن دَفنِ المَيِّتِ وَقَفَ عليه فقالَ: «استَغفِرُوا لأَخِيكم وسَلُوا له التَّثبِيتَ؛ فإِنَّه الآنَ يُسأَلُ»، وروى الإمام مسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قـال: «إذا دَفَنتُمُونِي فَشُنُّوا عليَّ التُّرَابَ شَنًّا، ثُم أَقِيمُوا حَولَ قَبرِي قَدرَ ما تُنحَرُ جَزُورٌ ويُقسَمُ لَحمُها حتى أَستَأنِسَ بكم وأَنظُرَ ماذا أُراجِعُ به رُسُلَ رَبِّي». وذلك إنما يكون بعد الدفن.
ويستحب أن يسبق الدعاءَ موعظةٌ موجزةٌ تذكّر بالموت والدار الآخرة؛ لِما في ذلك مِن ترقيق القلوب وتهيئتها للتضرع إلى الله تعالى، وجمع الهمة في الدعاء.
وقد خص المحدثون أبوابًا في مصنفاتهم لجمع ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدعاء للميت عند القبر.
الدعاء للميت جهرًافبوب الإمام أبو داود في "سننه" (باب الاستغفار عند القبر للميت) و(باب الدعاء للميت إذا وضع في قبره)، وبوب الإمام البيهقي في "الدعوات الكبير" (باب الاستغفار للميت عند القبر)، وبوب الإمام النووي في "خلاصة الأحكام" (باب استحباب المكث عند القبر بعد دفنه ساعة، والدعاء له بالتثبيت وغيره، وقراءة القرآن).
فعن علي كرم الله وجهه قال: كُنّا في جَنازةٍ في بَقِيعِ الغَرقَدِ، فأَتانا النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم فقَعَدَ وقَعَدنا حَولَه، ومَعَه مِخصَرةٌ، فـنَكَّسَ، فجَعَلَ يَنكُتُ بمِخصَرَتِه، ثُم قالَ: «ما مِنكم مِن أَحَدٍ- ما مِن نَفسٍ مَنفُوسةٍ، إلّا كُتِبَ مَكانُها مِنَ الجَنّةِ والنّارِ، وإلّا قد كُتِبَ شَقِيّةً أو سَعِيدةً»، فقالَ رَجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، أفَلا نَتَّكِلُ على كِتابِنا؟ فقال: «اعمَلُوا؛ فكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له» متفق عليه.
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ بصر بجماعة، فقال: «عَلَامَ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ؟» قيل: على قبر يحفرونه، قال: ففزع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبدر بين يدي أصحابه مسرعًا حتى انتهى إلى القبر، فجثا عليه، قال: فاستقبلتُه من بين يديه لأنظر ما يصنع، فبكى حتى بل الثرى مِن دموعه، ثم أقبل علينا قال: «أَيْ إِخْوَانِي! لِمِثْلِ الْيَوْمِ فَأَعِدُّوا» رواه ابن أبي شيبة في "المصنف".