لا لـ«ترامب وبايدن».. ناخبون أمريكيون يبحثون عن مرشح ثالث في الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
على مر التاريخ تقاسم كلا من الحزبين الجمهوري، والديموقراطي الحياة السياسية الأمريكية، فكان حكم البيت الأبيض يتعاقب عليه رؤساء من الحزبين، وفي الانتخابات القادمة وكما هي العادة في السياسة الأمريكية يتنافس كل من الجمهوري دونالد ترامب، والديموقراطي جو بايدن على كرسي الرئاسة للمرة الثانية لهم وسط انتقادات طالت كلا منهما.
ووسط رؤى متأرجحة، ومحيرة يجدد عدد كبير من الناخبين الأمريكيين أنفسهم مضطرون لاختيار الأقل سوءا بينهم، أو التصويت لطرف ثالث.
الناخبون الأمريكيون يرون أن المرشحين غير مؤهلين لمنصب الرئاسةأظهر استطلاع رأي أمريكي أجرته مؤسسة «جالوب» ونشره موقع «ذا إنتر سبت» أنه بين الناخبين الأمريكيين هناك 29% يرون أن كلا من الرئيس الحالي جو بايدن، ومنافسه دونالد ترامب غير مؤهلين لمنصب الرئاسة الأمريكية.
دعوة للتصويت لمرشح ثالث في الانتخابات الأمريكيةوسط تلك الفئة الكبيرة من الشعب الأمريكي الرافضة لكلا من مرشحي الحزب الديموقراطي، والحزب الجمهوري، جو بايدن، ودونالد ترامب ظهرت حركة جديدة في الحياة السياسية الأمريكية تدعى «No Labels» والتي طرحت نفسها على أنها جماعة مناصرة وسيطة، وبمعنى آخر ليس لها انحياز سياسي وذلك وفقا لما قاله الكاتب والباحث السياسي، المتخصص في الشؤون الأمريكية، محمد العالم.
وفي حديثه مع «الوطن» أوضح «العالم» أن حركة «No Labels» فكرتها الفعلية عدم وجود كل من بايدن، وترامب، وبمعني أخص إنهاء حالة الاحتكار الجمهوري، الديموقراطي على الحياة السياسية الأمريكية.
وكشف «العالم» أن الحركة بدأت تطبق أفكارها على أرض الواقع، وبدأت تتحول إلى حزب سياسي وذلك لما أعلنت عنه في وقت سابق أنه من الممكن أن تقدم الحركة مرشحا ثالثا في الانتخابات، وأنها بدأت بالفعل في استقطاب بعد الوجوة السياسية مثل سيناتور ويست فيرجينا، جو مانشين الذي ظهر مسبقاً في أحد فعاليات الحركة.
هل يصوت الأمريكيون لمرشح ثالث في الانتخابات القادمة؟بحسب استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة «جالوب» فأنه ضمن الـ 29% من الناخبين الأمريكيين الرافضين لوجود كل من ترامب، وبايدن، قرر نصفهم التصويت لمرشح ثالث في الانتخابات القادمة.
وفي هذا السياق قال «العالم»، إن استطلاعات الرأي المتتالية أكدت أن الشعب الأمريكي يفضل وجود مرشح ثالث بعيد عن ترامب، وبايدن، وأنه على الرغم من نية عدد من الناخبين التصويت لمرشح ثالث، إلا أنه لا يوجد في الوقت الراهن مرشح ذو قوة سياسية كافية يطرح بها نفسه ليكتسح الانتخابات، وذلك يجعل الخيارات قليلة أمام الناخب الأمريكي ويجعله مضطرا للتصويت لبايدن، أو ترامب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية الحزب الجمهوري الحزب الديموقراطي الولايات المتحدة الأمريكية بايدن ترامب ثالث فی الانتخابات
إقرأ أيضاً:
كيف أسقطت نتائج الجدار الأزرق آمال هاريس في سباق الرئاسة الأمريكية 2024؟
في سباق الانتخابات الأمريكية لعام 2024، كانت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، تأمل في الفوز بمجموعة من الولايات الحاسمة التي كانت تعرف بـ "الجدار الأزرق" لضمان وصولها إلى البيت الأبيض.
فكانت ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، ثلاث ولايات كانت قد صوتت لصالح الديمقراطيين بين عامي 1992 و2012، تشكل قلب استراتيجيتها، لكن الأمور لم تسر كما كان مخططًا لها، وعادت الولايات الثلاث لتمنح التقدم مجددًا لخصمها، دونالد ترامب، مما أفقدها الفرصة في الفوز بالمكتب البيضاوي.
وكانت الولايات الثلاث التي تعتمد عليها كامالا هاريس، جزءًا من ما يعرف بـ "الجدار الأزرق" الذي كان يضمن فوز الديمقراطيين في الانتخابات السابقة.
ففي عام 2016، اخترق ترامب هذا الجدار وأسقطه لصالحه، مما تسبب في خسارة هيلاري كلينتون للانتخابات.
وفي 2020، تمكن جو بايدن من استعادة هذه الولايات بمساعدة هاريس، لكن في انتخابات 2024، عادت لتشكل حجر عثرة في طريق نائبة الرئيس.
فشل الحملة في قلب المعادلة
وفقًا لموقع "بيزنس إنسايدر"، كانت الحملة الانتخابية لهاريس مليئة بالتحديات، رغم زياراتها المكثفة إلى الولايات الحاسمة، بما في ذلك محطتها الأولى في ويسكونسن، إلا أنها فشلت في استعادة الدعم الكافي من الناخبين في ضواحي هذه الولايات.
وعلى الرغم من فوزها في بعض المقاطعات الرئيسية، مثل مقاطعة أوكلاند في ميشيغان، ومقاطعة مونتغومري في بنسلفانيا، إلا أن هذه المكاسب كانت غير كافية لمواجهة الأداء القوي لترامب في المناطق الريفية والضواحي، حيث تمكن من كسب دعم أكبر من الناخبين الذين كانوا قد رفضوه في الانتخابات السابقة.
تأثير القضايا الداخلية والصراعات الدولية
من بين العوامل التي أثرت على أداء هاريس في الانتخابات، كانت تزايد التأييد لترامب بين الناخبين من الأقليات، بما في ذلك الرجال السود واللاتينيين.
حيث تمكن ترامب من جذبهم بفضل مواقفه المتشددة على الصعيدين المحلي والدولي.
كما أن الغضب الذي أحدثته إدارة بايدن تجاه الصراع في غزة كان له تأثير كبير، حيث انقلب العديد من الناخبين العرب الأمريكيين في ديربورن لصالح ترامب.
دعم النقابات رهان غير محقق
كانت النقابات العمالية تأمل في تقديم دعم قوي لهاريس، لكن هذا الدعم لم يكن كافيًا.
ورغم أن هاريس فازت بأصوات النقابات في ميشيغان وبنسلفانيا، إلا أن ترامب تمكن من تحقيق مكاسب كبيرة في ولاية ويسكونسن، حيث فاز بنسب أعلى بين الناخبين النقابيين.
دروس من معركة "الجدار الأزرق"
لقد كانت انتخابات 2024 اختبارًا صعبًا لهاريس وحملتها، في وقت كان يُتوقع فيه أن تشكل الضواحي والطبقات العاملة دعامات أساسية لدعم الديمقراطيين، أثبتت هذه المناطق أنها أكثر تقلبًا من المتوقع.
فقد نجح ترامب في تحويل "الجدار الأزرق" إلى حائط منيع في طريق طموحات هاريس الرئاسية، ما يعكس تحديات الديمقراطيين في الانتخابات القادمة، ويتطلب منهم إعادة النظر في استراتيجياتهم لجذب الناخبين في الولايات الحاسمة.