الأنبا رافائيل يترأس عشية عيد البشارة بكنيسة القديس أرسانيوس.. شاهد
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
ترأس نيافة الانبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، اليوم السبت، فعاليات عشية عيد البشارة المجيد بكنيسة القديس أرسانيوس.
تفاصيل المشهد الأخير في حياة الرهبان الثلاثة بالتزامن مع عيد الصليب..شاهد تنظيم "القداس الكيرلسي" أقدم طقوس الكنيسة القبطية.. غداً
تُعيد هذه المناسبة احياء ذكرى بشارة الملاك غبريال إلى السيدة العذراء مريم وأخبارها أنها تحمل في جوفها مخلص الأمة السيد المسيح.
خصصت الكنيسة تاريخ 29 برمهات حسب التقويم القبطي للاحتفال به وتخليدا لليوم الذي اتفق فيه إعلان البشرى.
طقوس الأقباط خلال عيد البشارة
يصلى خلال هذا العيد بالطقس الفرايحي باعتباره من الأعياد السيدية، وتقراء قراءات العيد وليست قراءات أحد السامرية، وله ألحانه الخاصة بحسب ما ورد في الكتب المسيحية.
يرجع اسباب استخدام اللحن الفرايحي في هذه المناسبة لسبب أنه باكورة الاعياد ووفق ماورظ ذكره في مخطوط البطريركية بالقاهرة( 117 ) لعام 1910م ان اللحن المستخدم في عيد البشارة هو اللحن الفريحي في أيام الصوم بدلا من لحن الصوم حسب التقليد القديم الذي كان حتي ق14 م ومع دخول القرن ال15 بدات بعض الكنائس تستخدم لحن الفرح في هذا العيد واستمر حتى الآن.
وتبدأ الاحتفالية من عشية اليوم ، حتى قداس صباح غدا، ولا يُفطر القبطي هلال عيد البشارة لأنه لا يكسر الصوم الكبير لكن يحتفل بالعيد من خلال إقامة اللحن الفريحي وعدم الصوم الانقطاعي.
معلومات عن عيد البشارة المجيد
تأتي هذه المناسبة في الصوم الكبير وذلك حسب القاعدة الحسابية التي لا يمكن احداث اقل تغيير أو تبديل فيها نظرًا لمدة الحمل ٩ أشهور وهى المدة المحصورة بين تاريخ 29 برمهات “بدء الحمل”، وتاريخ 29 كيهك يوم ميلاده.
ويعد عيد البشارة أول الأعياد من حيث ترتيب أحداث التجسد التي جاءت بعدها حلول السيد المسيح وهو في جوف العذراء.
واحيانا ما يطلق على عيد البشارة رأس الأعياد، وهناك من يطلق عليه نبع الأعياد أو أصل الاعياد.
مناسبات وأنشطة تعيشها الكنائس المصرية
يعيش الأقباط منذ أسابيع ، فترة روحية تعرف بـ الصوم الكبير تستمر لمدة ٥٥ يوما، وينتهي باحتفالية عيد القيامة المجيد، ويأتي ذلك بعدما شهدت الكنائس فعاليات روحية بمناسبة “صوم يونان” واستمر “فصح يونان” الذي اقيم بالكنائس في الإيبارشيات، ويأتي ضمن الأنشطة الروحية للكنيسة المصرية التي عاشت عدة فعاليات كان من ابرزها احتفالية عيد الغطاس التي أقيمت السبت الموافق ١١ طوبة، وجاءت بعد أيام بعيد الميلاد المجيد والذي جاء بعد صوم ونهضة الميلاد، لمدة ٤٣ يوما، تخللت طقوس روحية واقامت سهرة "كيهك".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأقباط الأرثوذكس عید البشارة
إقرأ أيضاً:
الشيخ ياسر مدين يكتب: في الصوم
قال سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدِنا جبريلَ عليه السلام حين سأله عن الإسلام: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيمَ الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصومَ رمضان، وتحجَّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلا». سبقت الإشارة إلى أن قَصْر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فى هذه الخمس ليس معناه أنّ الإسلام عبادات فقط، فقد سبق أن أشرنا إلى أثر الشهادة والصلاة والزكاة في حياة المسلم، وما تستلزمه منه.
وسوف نشير -إن شاء الله تعالى- إلى أثر الصيام والحج، فالحديث إذن لا يدل على انحصار الإسلام في العبادات فقط، وإنما هو ذِكرٌ للأركان الكبرى التي تُؤصّل لحياة مستقيمة في العبادات والمعاملات. وبدَيهيٌّ أن يبدأ الحديث بشهادة «أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم» لأنها إعلان الإسلام والالتزام به عقيدة وسلوكا.
وقد سبقت الإشارة إلى أنّ الواو العاطفة بين الصلاة والزكاة والصيام والحج تقتضي الجمع بدون ترتيب؛ أي: صار المرء بمجرد إسلامه مطالبا بهذه العبادات كلها، إلا إذا سقطت عنه لعدم القدرة. فالواو إذن لا تقتضي ترتيبا، لكن هذا لا ينفي أن يكون لترتيب هذه الأركان حِكمةٌ، وذلك ليس من حيثُ اقتضاء الواو ترتيبا معينا، ولكن من حيث إن المتكلم بها قدَّم بعضها على بعض وأخّر بعضها عن بعض.
وإذا نظرنا سنجد أنّ الزكاة والصيام لا يفرضان كل عام، بخلاف الصلاة التي تتكرر خمس مرات في اليوم والليلة، فتقديم الصلاة تقديم لما يكثر تكراره، والزكاة والصيام يسقطان عن غير القادر، فالذي لا يملك النِصاب يسقط عنه أداء الزكاة، وغير القادر على الصيام لا يصوم، هذا بخلاف الصلاة التي يؤديها المسلم ولو بالإشارة إن لم يقدر على الركوع والسجود، وهذا داعٍ ثانٍ لتقديمها عليهما.
ثم تأتي الزكاة بعد الصلاة، وهي كذلك في كتاب الله جاءت تالية للصلاة في ستة وعشرين موضعا، ومن الجهة الاجتماعية نجد أن الصلاة شأنها أن تجمع المسلمين خمس مرات فى اليوم والليلة فيقترب بعضُهم من بعض، ويعرف بعضهم بعضا، وهذا يُوقفهم على أصناف مستحقي الزكاة بينَهم، وهنا يأتي دور الزكاة لمساعدة أولئك المحتاجين، وهذا يقتضي أن تأتي الزكاة بعد الصلاة.
ثم إن الزكاة رِفْدٌ بالمال [أي عطاء وصِلة]، وهذا العطاء هو الذي يعين المحتاج على ضروريات حياته، فيقدرُ على شراء الطعام الذي يتسحر به ويُفطر عليه إذا صام، وبعض مصارفه قد يُجعل لحج بعض المحتاجين، فسبق الزكاة للصيام والحج أمر منطقى.
وإذا كانت الزكاة قد عوّدت المسلم الواجد أن يُخرج قدرا من ماله للمحتاجين، فإنّ ما يذوقه في الصيام من سَغَبٍ [أي: جوعٍ] يحمله على مزيد من الجود والإطعام، وكما طهّرته الزكاة من البخل وحب المال والاستئثار به، يأتي الصيام ليرقى به مرتبة أعلى فيجعله يستغني في يومه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس عن الطعام والشراب والشهوة، وهذه الأمور هي أسباب استمرار الحياة، وطغيان شهوتي البطن والفرج سبب لارتكاب الموبقات والاعتداء على الحرمات، فالصيام يجعل الإنسان يستعلى عن أن تسوقه الشهوات، فهو قادر على قمعها وتوجيهها وفق ما أمر الله تعالى به، وباستقامة هذا الشأن يستقيم أمر الإنسان في سائر حياته في العبادات والتعاملات.
والصيام إذن عبادة تؤصّل لاستقامة شأن الحياة في جميع مناحيها، حيثه إنه يرجى من وراءه تحقيق التقوى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، والتقوى هى أن يقي الإنسان نفسه من الوقوع فيما حظره الشرع الشريف، فبها يستقيم شأن الحياة وفق مراد الله تعالى.
ثم بعد ذلك يأتي الحج، فهو عبادة مالية بدنية، يحتاج فيها المرءُ إلى مالٍ كافٍ للذهاب والعودة وترك ما يكفي لأهله حتى عودته، كما يحتاج إلى قوة بدنية يستطيع بها أداء مناسك الحج المختلفة، وهو بهذا لا يتهيأ لكل مسلم، ولذا قيده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاستطاعة فقال: «وتحجَّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلا»، وهذا يقتضي تأخره عما قبله.
ثم إنه عبادة تجب مرةً في العمر، وهذا الوجه أيضا يقتضي تأخره عما قبله.