بوابة الوفد:
2024-11-22@23:15:20 GMT

قل من حرم زينة الله

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

 

 

 

 

الجمال سمة جليلة وهيئة عظيمة ولما لا والله جميل يحب الجمال، وقد خلق الكون فى نسق جميل والإنسان جعله فى أجمل تركيب واختار كل شىء على نمط من الحسن والجمال ما جعله آية من آياته، ولم يحرم الزينة على أحد من خلقه، فقال الله تعالى فى سورة الأعراف: «قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق».

والقرآن ينعى على هؤلاء الذين حرموا من تلقاء أنفسهم ما لم يحرمه الله فليس حراما على المسلم أن يلبس أجمل ما عنده ولا أن يتزين طالما أنه يقدر على ذلك، وإنما عليه أن يوسع على نفسه دون إسراف ولا تبذير وقد روى عن عمر أنه قال: إذا وسع الله عليكم فأوسعوا.

وقد كان السلف الصالح يحرصون على الظهور بمظهر جميل فقد روى عن على بن الحسن بن على بن أبى طالب شيخ مالك رضى الله عنهم، أنه كان يلبس كساء خز بخمسين دينارا يلبسه فى الشتاء فإذا كان فى الصيف تصدق به أو باعه فتصدق بثمنه وكان يلبس فى الصيف ثوبين من متاع مصر ممشقين ويقول: قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات.

وقد فهموا ذلك من دلالة هذه الآية التى دلت على لباس الرفيع من الثياب والتجمل بها فى الأعياد والجمع وعند لقاء الناس ومزاورة الإخوان وفى صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب أنه رأى حلة سيراء تباع عند باب المسجد.

فقال: يا رسول الله ولو اشتريتها ليوم الجمعة وللوفود إذا أقدموا عليك؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما يلبس هذا من لا خلاق له فى الآخرة

فما أنكر عليه ذكر التجمل وإنما أنكر عليه كونها سيراء وقد كان مالك بن دينار يلبس الثياب العدنية الجياد.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

حسين خوجلي يكتب: قرى الجزيرة الجريحة ما بين دم عثمان و دم ابن ضابئ

هاتفني أحد المعارف النازحين من الجزيرة المكلومة بحلفا الجديدة لائذا بها من شرور الاستباحة والقتل والنهب والاغتصاب وبعد أن حكى لي عن رحلتهم المضنية وأسرته، التي كان أغلبها سيراً على الأقدام، وفيها الكثير من تفاصيل الأهوال والمصاعب التي لا يحتملها بشر، وفي تأثر بالغ ومحزن قال لي: إن قريتهم المسالمة التي تأسست من قبل مائة عام لم يدخلها شرطياً قط في جناية، ولم يذهب مواطن واحد من ساكنيها إلى المحكمة مقاضياً. وأن السلاح الوحيد الذي يمتلكه أهل القرية هي المدية والفاس، الأولي لذبح خراف القِرى والضيوف، والثانية للاحتطاب. وهنالك بندقية صيد وحيدة مرخصة عند العمدة تستعمل غالباً في مناسبات الزواج حيث تطلق بعض الرصاصات بغرض الإشهار.

وبرغم الشجاعة والنخوة والمناصرة للضعيف إلا أن الإلتزام الصارم لهذه القرية والأخريات منعتهم من اقتناء الأسلحة والقنابل والقاذفات. وحين دعا داعي الوطن لمنازلة الاستعمار منذ المهدية عبوراً بكل مراحل التمرد، وحراسة الثغور قدمت هذه القرية المنكوبة، بل قدمت الجزيرة الآف الشهداء وما زالت قادرة على ممارسة هذه الموهبة المهيبة.

الأمر الذي لا يعلمه هؤلاء البغاء المرتزقة والخونة والقتلة واللصوص، بأن كل قرية من هذه القرى الوادعة التي اقتحموها أسست على تقوى ووطنية، بئر وشيخ وخلوة، وقد نسي هؤلاء وتناسوا أن هذه القرى آوتهم قديماً، ومنحتهم الأرض والماء والأخوة الصادقة، وفتحت أمامهم القلوب، مثلما فتحت الخلاوي والمساجد والمدارس، تلك المعاهد التي تخرج منها قادة هذه العصابات الباغية، ولكن متى أفرغت الذئاب من دمها حيل الخيانة والتهام الذين أرضعوها حليب النماء والحياة.

إن الدم المسفوح والمال الحرام والجرائم المنكرة، التي هزت نفوس السودانيين، بل هزت الضمير العالمي لن تضيع سدًى، وسيطارد قصاص وثأر الأحرار هذه العصابة المجرمة أينما حلت وأقامت وارتحلت، وسوف تتوالى أخبار وسير مصارع قادتهم وجنودهم تباعاً، ولن يفلت منهم احداً هلكى بيد الشعب الضاربة وقواته المسلحة الباسلة أو بشر النهاية أو سوء الخاتمة. وهو لعمري مصير لوضوحه يراه الشعب ماثلا مثل الشمس في رابعة النهار، فبالرغم من تشتت قتلة الخليفة الشهيد عثمان بن عفان صاحب جيش العسرة، وبئر روما، وذي النوريين الرجل الذي تستحى منه الملائكة.

فبالرغم من تبعثرهم في كل الأمصار والأصقاع زرافات ووحدانا إلا أن يد الثأثر والمشيئة وسوء الخاتمة قد طالتهم واحدا تلو الآخر.

وقد وثق رواة الأخبار أن آخرهم كان عمير بن ضابئ الذي اعترض سبيل الحجاج بن يوسف بعد خطبته الشهيرة بمسجد الكوفة، حيث أمر أهلها بمنازلة الخوارج تحت قيادة المهلب. قال عمير للحجاج مستأذنا: إني شيخٌ كبيرٌ كما ترى، ولا همة لي على القتال فهل أرسل إبني لينوب عني؟ فوافق الحجاج حينما رأى أنه طاعن في السن، لكن قدم رجلٌ على الحجاج اسمه عنبسة بن أبي سعيد فقال للحجاج: أتعلم من هذا أيها الأمير؟ فقال: لا، قال: هذا عمير بن ضابئ البرجمي دخل على عثمان يوم الدار ووطئ على صدره وكسر ضلعين من أضلاعه. فقال الحجاج ردوه فلما ردوه قال الحجاج لعمير: إن في قتلك لصلاح للمسلمين، فأمر بضرب عنقه وكان أول قتلى الحجاج في العراق.

ولن تكون نهاية هؤلاء الأوغاد وقادتهم الذين صعدوا على صدور هذه القرى المباركة وحطموا أضلاعها وأوضاعها، إلا من نهاية عمير بن ضابئ الذي صعد بأرجله الآثمة فوق صدر الخليفة الشهيد وما أشبه الليلة بالبارحة.

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه
  • قصة صحابي اهتز لوفاته عرش الرحمن.. بكى عليه النبي حتى ابتلت لحيته
  • بر الأباء بالأبناء واجب شرعي.. اعرف أهميته في الإسلام
  • صيغة الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • حسين خوجلي يكتب: قرى الجزيرة الجريحة ما بين دم عثمان و دم ابن ضابئ
  • هذه الصلاة من أبرك الأعمال وأفضلها وأكثرها نفعا بالدين والدنيا.. داوم عليها
  • حكم من مات وعليه ديون وماله محجوز عليه.. الإفتاء توضح التصرف الشرعي
  • كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • محمود فتح الله يوجه رسالة لـ حسام حسن: عليه تقليل التصريحات بعد المباريات