اتخذت "إسرائيل" خطوة تصعيدية خطيرة ضد إيران، باستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أدى لمقتل 7 بينهم 3 من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني.

ومن شأن هذا التصعيد الإسرائيلي أن ينقل الصدام مع إيران من الظل إلى الواجهة، في مرحلة تشهد المنطقة فيها توتراً غير مسبوق من جراء العدوان المستمر على غزة منذ الـ7 من أكتوبر.

ويمكن القول إن هذا هو أعنف مستوى من التصعيد الإسرائيلي ضد إيران، ما يثير قلقاً دولياً من تداعياته على المشهد الإقليمي الملتهب أساساً، فكيف سيكون شكل الرد الإيراني؟

هجوم خطير

وطيلة الأشهر الماضية، كانت "إسرائيل" تنفذ ضربات ضد أهداف وعناصر من الحرس الثوري الإيراني في الأراضي السورية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف قنصلية دبلوماسية منذ بداية التصعيد.

واستهدفت طائرات، يعتقد أنها إسرائيلية، مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بدمشق، وهو ما أدى إلى سقوط 13 قتيلاً، بينهم 7 من مستشاري وقيادات الحرس الثوري (العدد الباقي من السوريين).

 

وسارعت العديد من دول العالم إلى إدانة الهجوم، من بينها السعودية وقطر والإمارات وسلطنة عُمان والكويت، معتبرةً ذلك خرقاً للمواثيق الدولية التي تؤكد على حماية البعثات الدبلوماسية من أي هجمات.

واعترف الحرس الثوري الإيراني بمقتل 7 من مستشاريه العسكريين في الهجوم، بينهم محمد رضا زاهدي، القيادي الكبير في فيلق القدس، والعقل المدبر للحرس الثوري في سوريا ولبنان.

تأهب إسرائيلي

وحتى اللحظة ليس هناك اعتراف إسرائيلي رسمي بالهجوم على القنصلية الإيرانية، إلا أن وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت قال، مساء الثلاثاء (2 أبريل)، إن بلاده تخوض حرباً متعددة الجبهات في الشرق الأوسط.

ويبدو أن القيادي بالحرس الثوري زاهدي كان مطلوباً لـ"إسرائيل" منذ زمن؛ لكونه المسؤول الأول عن التسليح والتنسيق مع "حزب الله" اللبناني، وغيره من الفصائل الموالية لإيران.

وطلبت "إسرائيل" من سفاراتها في جميع أنحاء العالم تعزيز إجراءاتها الأمنية في أعقاب الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق.

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بياناً تحذيرياً للدبلوماسيين الإسرائيليين جاء فيه: "نطلب منكم الاستمرار في اتخاذ تدابير وقائية وإيلاء المزيد من الاهتمام خلال العمليات الروتينية".

تهديد إيراني

وتعهد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بأن الهجوم على قنصلية بلاده لن يمر من دون رد، مضيفاً: "يوماً بعد يوم، نشهد تعزيز جبهة المقاومة واشمئزاز وكراهية الدول الحرّة للطبيعة غير الشرعية".

في حين قال التلفزيون الإيراني الرسمي، إن مجلس الأمن القومي اجتمع واتخذ مجموعة من القرارات المناسبة بشأن الهجوم، في الوقت الذي حمل وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، واشنطن مسؤولية الهجوم.

وعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً بطلب من إيران، دعا خلاله الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب مزيد من التصعيد، إلا أن المجلس أخفق، الأربعاء (3 أبريل)، في إصدار بيان صاغته روسيا، يدين الهجوم.

وأوضح خالد خياري، مساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، أن "أي إساءة تقدير قد تؤدي إلى توسيع الصراع في المنطقة المضطربة بالفعل، مع عواقب مدمرة للمدنيين الذين يواجهون معاناة غير مسبوقة في سوريا ولبنان والأرض".

حرب الظل

وفي تقرير لها، قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، إن "حرب الظل" بين إيران و"إسرائيل" وصلت مرحلة جديدة وخطيرة، إثر الهجوم الذي استهدف قنصلية طهران في دمشق.

ويثير الهجوم مخاوف من أن يؤدي إلى أعمال عنف أكبر، وحول هذا يقول المحلل في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، ستيفن كوك، لصحيفة "فايننشيال تايمز": إن "هناك قابلية للتصعيد"، مشيراً إلى أن "الحرس الثوري قادر على تخفيف القيود المفروضة على وكلائه في العراق وسوريا، ما يعرض القوات الأمريكية للخطر مرة أخرى".

من جانبها قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إنه "أمام إيران أربعة سيناريوهات، الأول عدم الرد الفوري، والصبر في الانتقام، بينما يتمثل الخيار الثاني في الرد بسرعة وبشكل متناسب، والخيار الثالث التوجه نحو التصعيد الكامل من خلال حزب الله، أما الخيار الرابع فهو إشعال حرب واسعة في المنطقة".

تغيير قواعد الاشتباك

الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية، من وجهة نظر الباحث في الشؤون الإيرانية، مصطفى النعيمي، يندرج ضمن نطاق "تغيير قواعد الاشتباك الإسرائيلية مع المليشيات الإيرانية العاملة في سوريا".

ونقل موقع"الخليج أونلاين"عن النعيمي قولة "بعد استخدام مجموعة من التكتيكات السابقة كالاغتيالات بالمسيرات، اليوم تتم الاغتيالات بالمقاتلات من الجيش الخامس، وتحديداً من طراز إف 35".

وأشار إلى أن "إسرائيل تعمل على تحديد حجم المخاطر والتهديدات، ومن خلال تلك الاستراتيجية تقوم بتوظيف القدرات العسكرية عبر يدها الطولى المتمثلة في سلاح الجو الاستخباري والمقاتل من أجل تنفيذ تلك الضربات على تلك المليشيات التي ترى بأنها أصبحت تهدد أمنها القومي".

وأوضح النعيمي أن التحرك الإسرائيلي لتنفيذ تلك الضربات إنما تم بضوء أخضر أمريكي، بدلالة الهجمات على محيط مدينة البوكمال، وكذلك استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.

وتوقع أن تتسع خلال المرحلة القادمة عمليات الاستهداف لتشمل أهدافاً أبعد من البوكمال، وربما تصل إلى داخل الأراضي العراقية، "خصوصاً أن العراق لا يزال عاجزاً عن كبح جماح الفصائل الموالية لطهران، ولا تزال تطلق المسيرات باتجاه إسرائيل".

سيناريوهات ثلاثة للرد

ويرى النعيمي أن هناك ثلاثة سيناريوهات للرد على الضربة الإسرائيلية، يتمثل الأول في توجيه ضربات على القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في محيط حقول النفط بالمنطقة الشرقية، وكذا استهداف حلفاء واشنطن مثل "قوات سوريا الديمقراطية" التي تنشط بشكل كبير شرق الفرات، وغيرها.



أما السيناريو الثاني، فيتمثل في توجيه ضربات عبر المسيرات ضد القواعد الأمريكية شمال ووسط العراق وغرب الأنبار، بينما يتمثل السيناريو الثالث في توجيه ضربات عبر المسيرات من داخل سوريا باتجاه الجولان، دون أن يكون لها تأثير، "لإرضاء الداخل الإيراني فقط".

ولفت إلى أن طهران تدرك أنها لو أقدمت على توسيع نطاق الاستهداف باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن الرد سيكون حاسماً ضد "حزب الله" وكذلك في سوريا، مرجحاً ألا تُقدم إيران على توسيع الصراع، بل سيقتصر ردها على أهداف تابعة للولايات المتحدة، وليس "إسرائيل".

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

خطط المواجهة.. أربعة سيناريوهات للرد على الاعتداء الاسرائيلي المحتمل على العراق

بغداد اليوم - بغداد

طرح رئيس حراك ديالى الشعبي عمار شنبه، اليوم الاحد (24 تشرين الثاني 2024)، أربعة سيناريوهات للرد على الاعتداء الاسرائيلي المحتمل على العراق.

وقال شنبه لـ"بغداد اليوم"، إن "تلويح الكيان الصهيوني بقصف بغداد ليس جديدا وهو موجود ضمن استراتيجية الحرب الشاملة التي كشفت الصحافة الغربية بعض خفاياها في السنوات الماضية عقب خسارته حرب 2006 في الجنوب اللبناني من اجل تغيير الشرق الاوسط".

وأضاف أن "قصف الكيان الصهيوني لبغداد سيحدث لأن البيت الابيض فقد قدرته على السيطرة على تل ابيب وبات مذعنا للوبي الذي يهيمن بشكل مباشر على مقاليد القرار العسكري في امريكا".

وأشار الى أن "أربعة سيناريوهات ستحدث وفق رؤيتنا اذا ما تم قصف بغداد من قبل الكيان الصهيوني ابرزها الرد من قبل الفصائل بوتيرة مرتفعة مع قائمة اهداف مهمة، اضافة الى الضغط الشعبي لإخراج القوات الامريكية من قاعدتي عين الاسد والحرير مع استهدافهما بشكل مباشر ضمن مبدأ الاستنزاف لكن السيناريو الاهم هو نقل الالاف من المقاتلين الى جبهات قريبة من كيان الاحتلال لدعم فصائل المقاومة الأخرى وهنا تكون الصورة مختلفة".

وتابع، أن "أي استهداف لبغداد ستخسر امريكا الكثير من المصالح في العراق وستكون قواعدها أقرب الاهداف للفصائل".

في السياق، رأى الباحث في الشؤون الاستراتيجية محمد التميمي، اليوم الاحد (24 تشرين الثاني 2024)، ان اجتماع الجامعة العربية لن يمنع الضربة الإسرائيلية المرتقبة على العراق.

وقال التميمي، لـ"بغداد اليوم"، إن "الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية لن يغير أي شيء بموقف الكيان الصهيوني من شنه ضربات على العراق خلال الفترة المقبلة، خاصة وان اغلب تلك الدول المجتمعة على علاقات طيبة وجيدة مع الكيان الصهيوني"، مبينا ان "هذا الاجتماع لن يكون اكثر مما هو اجتماع اعلامي وبرتوكولي لإعلان المواقف فقط، دون خطوات عملية حقيقية من قبل تلك الدول".

وأضاف ان "العراق يسعى من خلال تحركه نحو المجتمع الإقليمي والدولي لتحشيد موقف يسانده في مواجهة الكيان الصهيوني، رغم ان يعلم جيداً بان جامعة الدول العربية لن تقدم له أي شيء والجامعة غير قادرة على منع إسرائيل من تنفيذ ضرباتها المرتقبة، والتي تؤكد كل المعطيات انها حتمية وستكون ضد اهداف قد حددت سابقاً من قبل هذا الكيان، الذي يريد توسعة دائرة الحرب في منطقة الشرق الأوسط".

مقالات مشابهة

  • مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
  • مستشار خامنئي يؤكد: إيران تستعد للرد على إسرائيل
  • لاريجاني: إيران تستعد للرد على إسرائيل
  • مستشار كبير لخامنئي: إيران تجهز للرد على إسرائيل
  • لمواجهة حسابات إسرائيل.. إيران لا تزال تجهز للرد
  • خطط المواجهة.. أربعة سيناريوهات للرد على الاعتداء الاسرائيلي المحتمل على العراق
  • مستشار للمرشد الإيراني: نجهز للرد على إسرائيل
  • طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل
  • مستشار خامنئي: إيران تجهز للرد على إسرائيل
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: قطعاً سننتقم من إسرائيل