ناسا ترصد آلاف الصخور البيضاء على سطح المريخ
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
المريخ، الكوكب الأحمر، حير العلماء مرة أخرى. اكتشفت المركبة الجوالة Perseverance التابعة لوكالة ناسا، والتي تستكشف Jezero Crater على المريخ منذ أوائل عام 2021، آلاف الصخور البيضاء المتناثرة عبر سطحها. تُظهر الصور التي تم تسليمها مؤخرًا بواسطة المركبة الجوالة أكثر من 4000 صخرة "غير عادية" ذات لون فاتح وحجم حصاة منتشرة في جميع أنحاء أرضية الحفرة.
قالت كانديس بيدفورد، عالمة الكواكب في جامعة بوردو وعضو الفريق العلمي للمريخ 2020، خلال مؤتمر علوم القمر والكواكب (LPSC) الشهر الماضي: "هذه الصخور غير عادية للغاية، ونحن نحاول فهم أصلها".
يأتي ذلك في الوقت الذي تكمل فيه ناسا مراجعة معمارية لبرنامج إرجاع عينات المريخ (MSR)، والذي يهدف إلى إعادة الصخور المريخية إلى الأرض لتحليلها.
تحليل الصخور وجدت هذا
أظهر التحليل الأولي للصخور بواسطة أدوات بيرسيفيرانس أنها مجففة. فهي لا تفتقر إلى محتوى الماء فحسب، بل أيضًا إلى معادن أخرى مثل الحديد والمغنيسيوم والكالسيوم والصوديوم.
وأشار بيدفورد إلى أن "هذه الصخور مستنزفة إلى حد كبير في الكثير من الأشياء".
وتشير إلى أن الطبيعة المجففة للصخور تشير إلى أنها تم تسخينها وتحولها من خلال عمليات مثل تدفقات الحمم البركانية أو تأثيرات الكويكبات في أماكن أخرى على المريخ قبل أن تترسب في الحفرة.
ويحرص الفريق على فهم أصول هذه الصخور، من أجل تقديم نظرة ثاقبة لماضي المريخ، بما في ذلك توقيت وجود الماء في فوهة جيزيرو، والتي أصبحت الآن منطقة جافة.
احتفلت مركبة بيرسيفيرانس، التي غطت أكثر من 15 ميلاً (24.8 كيلومترًا) على سطح المريخ، بيومها الألف على الكوكب في ديسمبر من العام الماضي. وقد ملأت 26 من أنابيب العينات البالغ عددها 43 بعينات من الصخور المريخية، والتي يمكن دراستها على نطاق واسع.
وقال بنجامين فايس، أستاذ علوم الكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وعضو فريق مارس 2020: "تحتوي كل عينة على عدد لا يحصى من الحبوب التي يمكننا دراستها إلى الأبد، بشكل أساسي".
كجزء من مهمة إضافية، بدأت Perseverance في التحرك نحو حافة Jezero Crater، حيث رصدت كاميرتها للمسافات الطويلة بالفعل المزيد من الصخور ذات الألوان الفاتحة. ويعتقد العلماء أن حافة الحفرة وما وراءها تحتوي على جيولوجيا فريدة من نوعها، بما في ذلك الصخور التي يمكن أن توفر أدلة حول مناخ المريخ المبكر وإمكانية وجود حياة سابقة.
تعد إعادة هذه العينات إلى الأرض أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للعلماء لفهم تاريخ المريخ بشكل كامل. وقال بنيامين فايس: "سيحدث ثورة في فهمنا للمريخ".
برنامج إرجاع عينات المريخ (MSR).
يقود برنامج ناسا لإرجاع عينات المريخ (MSR) الجهود المبذولة لإعادة هذه العينات إلى الأرض. لا تزال هناك أسئلة حول البرنامج، بما في ذلك الجدول الزمني وطريقة إعادة العينات. تم تكليف فريق الاستجابة (MIRT) بتقييم الأساليب البديلة بعد أن وجد مجلس المراجعة المستقل (IRB) مشكلات في الخطة الحالية. لم يتم الانتهاء بعد من ميزانية ناسا لـ MSR، ومن المتوقع صدور خطة وميزانية منقحة في أبريل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ناسا المريخ القمر
إقرأ أيضاً:
اكتشاف شاطئ مفقود على المريخ عمره 4 مليارات سنة.. ما المعنى؟
في خطوة مثيرة للدهشة، أعلنت مركبة "زورونغ" الصينية عن اكتشاف شاطئ قديم عمره 4 مليارات سنة على سطح كوكب المريخ.
هذا الاكتشاف ليس مجرد حدث عابر، بل يعيد صياغة فهمنا لتاريخ الكوكب الأحمر وإمكانياته في احتواء المياه والحياة.. فما تفاصيل هذا الاكتشاف؟
شواطئ مريخية قديمةوفقاً لتقارير حديثة نشرتها مجلة ساينس أليرت العلمية، يشير هذا الاكتشاف إلى أن المريخ كان يحتوي على بحيرات وأنهار، بل ربما حتى محيطات.
تعود هذه المعلومات إلى بيانات تم جمعها بواسطة رادارات اختراق الأرض، والتي كشفت عن وجود طبقات رملية واسعة كانت تصب في شاطئ صخري.
يبدو أن أمواج المحيط كانت تلامس هذا الساحل القديم، مما يفتح المجال لتساؤلات جديدة حول طبيعة الحياة على الكوكب في تلك العصور.
الهياكل الجيولوجية التي تم العثور عليها على المريخ تشبه بشكل كبير تلك الموجودة على الأرض. كانت هناك منحدرات رملية ضحلة محفوظة بشكل جيد على عمق 10 أمتار تحت السطح، مما يشير إلى بيئة قد تكون مشابهة لتلك التي نعرفها على كوكبنا.
هذا التأكيد على وجود شواطئ مفقودة يُبرز الإمكانيات الكبيرة للكوكب في المعاناة من تغييرات بيئية كبيرة عبر الزمن، بحسب العلماء.
هل توجد حياة على المريخ؟يبقى السؤال الأهم: أين ذهبت المياه؟ بعض النظريات تشير إلى أن الغلاف الجوي السميك للمريخ قد تقلص بمرور الزمن، ما أدى إلى تبخر المياه أو احتجازها تحت سطحه الجليدي.
بينما لا تزال هناك حاجة للحصول على مزيد من البحوث والدراسات لكشف الخطوط العريضة للإجابة عن هذا السؤال، فإن الاكتشاف الجديد يُعطي العلماء دافعاً قوياً للمزيد من التحقيق.
رغم عدم وجود دليل قاطع حتى الآن، تشير الأبحاث نحو محاولة إيجاد حفريات لكائنات بحرية قديمة قد تكون عاشت في بيئات مائية على سطح المريخ. إذا ما تم العثور على مثل هذه الأدلة، فقد يُعزز ذلك من فرضية احتمال وجود حياة سابقة على الكوكب الأحمر.
هذا الاكتشاف، الذي يحمل في طياته العديد من الآفاق الجديدة، يفتح الأبواب أمام إعادة التفكير في إمكانية استعمار المريخ. إذا كانت هناك حياة قد وجدت يوماً ما على هذا الكوكب، فلا بد أن ذلك يعزز من الاعتبارات المتعلقة بإمكانية الحياة هناك مرة أخرى مستقبلاً.
وبحسب العلماء، يبقى اكتشاف "شاطئ مفقود" على سطح المريخ دليلاً على الغموض الكبير الذي لا يزال يكتنف هذا الكوكب لكن مع تواصل الأبحاث والدراسات، سيتم اكتشاف المزيد عن الحياة على هذا الكوكب.