تواجه قبرص تدفقاً غير مسبوق للمهاجرين السوريين من لبنان، مما دفع حكومة الدولة الجزيرة إلى إصدار نداء عاجل للحصول على المساعدة من الاتحاد الأوروبي. ووفقاً لوزير الداخلية القبرصي، كونستانتينوس يوانو، فإن مرافق الاستقبال في البلاد مكتظة، وقد وصل الوضع إلى نقطة حرجة.

وفقا للجارديان، في الأسبوع الماضي وحده، قام 15 قارباً تحمل حوالي 800 شخص برحلة محفوفة بالمخاطر استغرقت 10 ساعات من لبنان إلى قبرص، مما أدى إلى تفاقم ما وصفه الرئيس نيكوس خريستودوليدس بـ "حالة الأزمة الخطيرة".

وسلط يوانو الضوء على التركيبة السكانية للوافدين، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن معظمهم كانوا من الشباب الذكور، إلا أن ما يقرب من 100 طفل غير مصحوبين بذويهم ويحتاجون إلى وصاية فورية.

وأكد وزير الداخلية القبرصي، كونستانتينوس يوانو على الحاجة إلى مساعدة مالية من الاتحاد الأوروبي للبنان، على غرار الاتفاقية الأخيرة التي تم التوصل إليها بقيمة 7.4 مليار يورو بين الاتحاد الأوروبي ومصر، والتي تهدف إلى وقف تدفق المهاجرين. وبينما حصل الاقتراح على الدعم داخل الاتحاد الأوروبي، أقر إيوانو بضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات لتأمين المساعدة.

ويخطط الرئيس القبرصي خريستودوليديس للدعوة إلى دعم الاتحاد الأوروبي خلال محادثاته مع رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين في أثينا قبل السفر إلى بيروت مع الوزراء الرئيسيين لمناقشة الوضع مباشرة مع السلطات اللبنانية.

وتأتي هذه الزيادة في أعداد الوافدين وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وخاصة على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ويفتقر لبنان، الذي يكافح بالفعل لاستضافة ما يقرب من مليوني لاجئ سوري، إلى القدرة على إدارة حدوده بشكل فعال، مما يساهم في تدفق اللاجئين إلى قبرص.

وشهدت قبرص زيادة كبيرة في عدد الوافدين من سوريا في الأشهر الأخيرة، حيث قام أكثر من 2000 شخص بالعبور البحري المحفوف بالمخاطر في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مقارنة بـ 78 فقط في نفس الفترة من العام الماضي. وحذر خريستودوليدس من أنه إذا استمر التدفق، فستضطر حكومته إلى تنفيذ إجراءات قد لا تلقى استحسانا.

ويمثل تدفق المهاجرين تحديا هائلا لقبرص المقسمة منذ 50 عاما بين شمال تسيطر عليه تركيا وجنوب معترف به دوليا. وتأتي الزيادة الأخيرة في أعقاب انخفاض عدد الوافدين من تركيا بسبب متطلبات التأشيرة الأكثر صرامة والحملة التي تقودها الحكومة لثني طالبي اللجوء.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز مرافق الاستقبال، تسعى قبرص إلى الحصول على دعم أوسع من الاتحاد الأوروبي في معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، بما في ذلك استكشاف إمكانية إعلان مناطق آمنة في سوريا التي مزقتها الحرب للعودة إلى الوطن. وشدد إيوانو أيضًا على أهمية مكافحة المعلومات الخاطئة التي ينشرها المهربون وتوفير معلومات دقيقة للمهاجرين حول وضع قبرص خارج منطقة شنغن.

ومع تطور الأزمة، تظل قبرص ملتزمة بتقديم المساعدة الفنية للبنان لمعالجة تدفقات الهجرة غير النظامية. ومع عدم وجود نهاية فورية في الأفق للزيادة الكبيرة في عدد الوافدين، تواجه الدولة الجزيرة تحديًا هائلاً يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة ومتضافرة من أصحاب المصلحة المحليين والدوليين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

أوربان: الهجوم الإرهابي في ماغديبورغ بسبب الهجرة

قال فيكتور أوربان، رئيس الوزراء الهنغاري، إن الهجوم الإرهابي في مدينة ماغديبورغ هو نتيجة لأزمة الهجرة في غرب أوروبا مشددا أن بلاده لا تسمح بدخول المهاجرين لتجنب حدوث مثل هذه الحوادث.

أوربان يلتقي ترامب في فلوريدا أوربان:  الاتحاد الأوروبي لديه شكوك بشأن استمرارية دعم أوكرانيا بعد فوز ترامب


وبحسب"روسيا اليوم"، أضاف أوربان، في مؤتمر صحفي اليوم السبت، "هذه الظاهرة موجودة فقط في أوروبا الغربية منذ أزمة الهجرة.
وأضاف: "لا شك أن هناك علاقة بين الهجرة غير القانونية والأعمال الإرهابية.. أرى أنه لا يزال هناك من يحاول إنكار هذه العلاقة، ولكنها في النهاية حقيقة بسيطة تتطلب الاعتراف بأنه لم يكن هناك شيء من هذا القبيل من قبل، ولكن الآن يوجد".
وشدد أوربان على ضرورة ألا تسمح هنغاريا بعد الآن "بأن تتحول إلى عالم يمكن أن يحدث فيه مثل هذا الأمر".
وذكّر رئيس الوزراء الهنغاري بأن محكمة الاتحاد الأوروبي فرضت على هنغاريا غرامة يومية قدرها مليون يورو "لعدم رغبتها بأن تكون مثل ماغديبورغ"، حيث حكمت محكمة الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ في يونيو الماضي على هنغاريا بغرامة قدرها 200 مليون يورو، بالإضافة إلى دفع مليون يورو يوميا، لرفضها الامتثال لقرارات المحكمة السابقة المتعلقة بانتهاك قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن استقبال المهاجرين.
ومساء أمس الجمعة، قامت سيارة بدهس حشد من الناس في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغديبورغ. وأعلن رئيس وزراء ولاية ساكسونيا أنهالت الفيدرالية، راينر هاسيلوف، عن وفاة شخصين، أحدهما طفل صغير.

مقالات مشابهة

  • ميلوني: التهديد الروسي "أكبر مما نتصور"
  • رئيسة وزراء إيطاليا: الاتحاد الأوروبي لن يسمح لروسيا بزعزعة أمنه عبر الهجرة غير المشروعة
  • «الهجرة غير الشرعية» على رأس ملفات لقاء وزير الداخلية التونسي بسفير الاتحاد الأوروبي
  • أوربان: هجوم ماغديبورغ سببه أزمة الهجرة
  • أوربان: الهجوم الإرهابي في ماغديبورغ بسبب الهجرة
  • الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لـ أونروا
  • ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية
  • مهنيون: الحرارة غير المعتادة التي شهدها المغرب بعد الأمطار الأخيرة، تثير شكوك حول مصير الموسم الفلاحي
  • الاتحاد الأوروبي: لا قرارات بشأن أوكرانيا دون إشراكها
  • موريتانيا تحصل على قرض من صندوق النقد.. واتفاق مع الاتحاد الأوروبي